Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

الأكراد في تركيا والصراع المستمر للاستقلال

د. محمد ماهر الصواف 

 

يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وتتحدث التقديرات عن وجود بين 25 إلى 30 مليون كردي ، وهم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط  في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا .. الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد هي تركيا، والتي يقيم فيها نحو 10 ملايين كردي ويتركّزون في شرق البلاد. يعيش في إيران نحو 7.5 مليون كردي، وفي العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردي، وفي سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي.

في مطلع القرن العشرين، بدأ الكثير من الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم "كردستان". وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920.

إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.

وسنكتفي في هذا المقال بتوضيح مشكلة الأكراد في تركيا

يشكل الأكراد ما يقرب من 20% من مجموع سكان تركيا  و يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا . ويتحدث معظم الأكراد أكثر من لغة واحدة: الكردية، بالإضافة إلى لغة البلاد التي يعيشون فيها (عادة: العربية، الفارسية أو التركية). واليوم اللغة الكردية الأكثر تحدّثا هما كرمنجي التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في شمال كلّ من: تركيا وسوريا، وشمال العراق وشمال إيران.

ويجب الإشارة هنا أن الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة، ووفقًا للتقديرات فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون، من بينهم نحو 65% من السنّة. والباقي مسلمون شيعة ويأتي الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما في ذلك اليزيديون، الأرمن، الآشوريون، النساطرة واليهود.

وكانت الغة الكردية محل خلاف وصراع في تركيا ، حيث تبني   مصطفى كمال أتاتورك سياسة تقضي بإلزام الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة والثقافة التركية وبالتالي تم منع الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية والتعليمية والثقافية، ومنع الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991. ولقد قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الانتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 -1925) ، الذي نادي بالقيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للأكراد و تم اعتقاله مع عدد من قادة الانتفاضة ونفذ حكم الإعدام فيه في 30 مايو 192،  كما شنت الحكومة التركية حملة اعتقالات وتصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا .

 ولقد استمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة أكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول"

ولكن الاهتمام العالمي بأكراد تركيا ازداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات.  و أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب 378،335 كردي من ديارهم في عام 1991

ونتيجة للضغوط الدولية  تم رفع الحظر الكلي عن إستخدام اللغة الكودية واستبدل بحظر جزئي حيث حدث انفتاح متزايد على استخدام اللغة الكردية، وسمح بها في الإعلام، المدارس، إشارات الطرق وفي الوثائق الرسمية ، كما تم  انتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت أول سيدة كردية في كردستان تصل إلى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات أي في عام 1994 حكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات انفصالية.

وأخيرا يجب الإشارة ألي أن اسم البيشمركة يقصد بها  المليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى - هو "الذاهبون إلى الموت" في اللغة الكردية.

 

أما فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK. هذا الحزب هو جماعة مسلّمة ذات أيديولوجية قومية كردية وماركسية، وقد تأسست في أواخر سنوات السبعينيات من القرن العشرين في تركيا على يد عبد الله أوجلان. وتعامل الكثيرون مع الحزب باعتباره تنظيمًا إرهابيّا بكلّ معنى الكلمة.

 

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,247

ابحث