مستقبل التعليم ..... والتقنية الحديثة
الباحث : هشام محمد صالح
... كم يذهلني كثيرا عندما نجد أنفسنا في عام 2016م ، إننا مازلنا نستخدم التلقين والحفظ في مدارسنا ، وان هذا الاسلوب هو أساس العملية التعليمية ، وتأتي الامتحانات التقليدية والمقالية التي تعتمد علي الحفظ لتقييم الطالب ، يعني أهم حاجة الطالب الحافظ لايهمنا ان يكون فاهم ، من حفظ أكثر حصل علي أعلي الدرجات وهكذا ، وبصراحة نسينا مايدور حولنا ، فنحن في وادي والطالب في وادي آخر ، لقد أصبح الطالب اليوم علي قدر كبير من فهم واستعمال التقنية سواء المحمول والتابلت وبلمسات لجهازه تنفتح أمامه كل النوافذ علي العالم وكل العلوم ، وكم يبدع في التفاعل والتحاور معها بكل متعة وفهم ، مش عاوز أقول طالبنا في التعليم الثانوي التجاري فقط الحاصل علي الاعدادية بـ 50% ويتميز بضعف مستوي التحصيل والفهم ، بل أصبح طالب الاعدادي والابتدائي والكيجي يبدع مع التقنية ، بالرغم من ظروفنا الاقتصادية .
ومن ناحية اخري ، نري جميعا التقدم السريع حولنا في كل أنحاء العالم ، نري التقنية التي تربعت وألغت كل الوسائل التقليدية ، واصبحت التقنية الحديثة هي عنوان كل نجاح وتقدم في كافة المجالات ، وعلي رأسها العملية التعليمية ، واصبح التعليم اليوم في كل دول العالم يعتمد في أساليبه وأدواته علي التكنولوجيا والتقنية الحديثة ، وكم نعلم ونري ان من لايملك التقنية ويستخدمها فليس له مكان في الحاضرولا المستقبل .
ويأتي المعلم الذي لايجيد الا التلقين وامكانياته المتواضعة في التعامل مع التقنية ، لتكتمل الفجوة بين طالب أحترف التكنولوجيا ومعلم ليس له علاقة بالتكنولوجيا الا من رحم ربي ، ونطبع كتب بالملايين سنويا التي قد لاتفتح ويكون مصيرها للبيع بالكيلو للمحلات .
ونعتقد أنه من الضروري إحداث تغيير حقيقي في العملية التعليمية من خلال ما يلي:
أولا : مناهج متخصصة يضعها أساتذة المناهج مرتبطة باحتياجات المجتمع وخاصة في مجالات تحلية مياة البحر و استغلال الطاقة الشمسية وصناعة الحاسوب وكذلك تغطي احتياجات سوق العمل داخل مصر وخارجها .
ثانيا : استخدام أرقي وسائل التقنية والتكنولوجيا في العملية التعليمية فأين نحن من التعليم الافتراضي ولماذا لايكون بجوار التعليم التقليدي بحيث نأخذ بمزايا كل منهما ولماذا لانصنع التابلت لكل طالب في مصانع ملحقة بمدارس التعليم الصناعي بأقل التكاليف بحيث يكون لكل طالب تابلت وتكلفته هي نفسها تكلفة الكتب المدرسية .
ثالثا : تدريب المعلم علي هذه التكنولوجيا واحترافها والارتقاء بمستواه التقني لاثراء العملية التعليمية .
وأخيرا ، لايجب ان نتحجج بالظروف الاقتصادية ، أو نقول نحل مشكلة الأمية أو هناك أولويات أهم ، فالاستثمار البشري أهم استثمار وهو الطريق الحقيقي لتنمية المجتمع وبناء الدولة القوية ، من خلال الأجيال التي أحسنا تعليمها ، فتقدم الدول مرتبط بنجاح العملية التعليمية ومحاكاتها لتقنية العصر واحتياجات المجتمع وسوق العمل داخل الدولة وخارجها .