Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

التعامل الفعّال  مع الأزمات 

                      د. محمد ماهر الصواف

شهدت  مدينة رأس غارب أمس سقوط أمطار غزيرة وسيول، وهاجمت المياه الغزيرة منازل الأهالى، فأغرقتها، وأدت إلى مصرع6 افراد، وجرفت المياه السيارات وتسببت فى انهيار عدد من أسوار المبانى الحكومية. كما تسببت في قطع الطرق وإصابة الحركة المرورية بحالة شلل، وأعلنت المحافظة حالة الطوارئ. وينتقد الرأي العام موقف الحكومة في التعامل مع الأزمات يشكل عام  .  فرغم ان الحكومة استطاعت أن تتخطي بعض الأزمات والتخفيف من تفاقمها، إلا أننا نعتقد أنه نظرا لتنوع وتعدد الأزمات التي تواجه الحكومة حاليا مثل الأزمات الاقتصادية أو الأمنية  والتي ظهرت في الحقيقة نتيجة المشكلات المتراكمة والمتغيرات العميقة التي عرفها المجتمع المصري، فإنه من الضروري ان نكون أكثر استعدادا للتعامل بشكل فعال مع هذه الأزمات ونعتمد علي الأسلوب العلمي في مواجهتها.

ومن المعلوم أن الأزمات هي حالات طارئة أو مفاجئة تتضمن تهديدا لبعض النظم المستقرة بالدولة مثل النظام الاقتصادي أو السياسي أو الأمني وقد تقود إلي وقوع عدد من الأخطار والنتائج غير المرغوب فيها إذا كانت الحكومة غير مستعدة لمواجهتها والتعامل معها ودرء مخاطرها. بل وقد يحدث نوع من الخلل والتوتر عقب وقوع الأزمات بسبب المفاجأة، ونقص المعلومات والحاجة إلي سرعة التحرك حتي لا تتفاقم الخسائر.

وعلي ذلك من الضروري تبني التخطيط كمطلب اساسي مهم في عمليات إدارة الأزمة إذ أن اسلوب رد الفعل العشوائي الذي تتبعه بعض الحكومات قد يؤدي إلي اتخاذ قرارات غير مدروسة تضر بالصالح العام . والتخطيط في هذه الحالة يقوم علي التنبؤ بمتغيرات المستقبل وما قد يحدث من أزمات، وهذا يتطلب بطبيعة الحال جمع كم هائل من البيانات والمعلومات المحلية والإقليمية والدولية يتبعها جهود عقلية شاقة لتحليلها وتحديد الأزمات المتوقع حدوثها مستقبلا وتشكل خطرا علي الدولة أو احدي نظمها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية، أي ان التخطيط يعد تخطيطا وقائيا لحد كبير ويتضمن عددا من القرارات والخطوات المعده سلفا.

 وإدارة الأزمات تتطلب وضع عدد من السيناريوهات التي يمكن اتباعها عند حدوث ما تم توقعه من أزمات وإستخدام  اسلوب محاكاة الأزمة (Stimulate the crisis)  فيتيح هذا الأسلوب لفريق عمل إدارة الأزمة  إجراء رد فعل منظم وفعّال لمواجهة الأزمة بكفاءة عالية.

لذا نأمل ان يشكل مجلس الوزراء عدد من فرق العمل المتنوعة والمؤهلة للتنبؤ بالمشكلات والأزمات المتوقع حدوثها في المستقبل ووضع الخطط الوقائية لتجنبها ما أمكن أو التخفيف من تفاقم أثارها، بدلا من انتظار وقع الأزمة والتعامل معها وفق الخبرات السابقة. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 314 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2016 بواسطة drelsawaf

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,250

ابحث