علم ريادة الأعمال Entrepreneurship
د. ماجدة بكري
هو علم حديث لم ينشأ بوصفه العلمي إلا في الستينيات ولكن مع بداية التسعينات أصبح العصر هو عصر رواد الأعمال، حيث اهتمت المؤسسات التعليمية والمنظمات الحكومية وشركات الأعمال والمجتمع ككل بريادة الأعمال. وقد انتشرت أبحاث ودراسات مستفيضة في هذا المجال وكلها تؤكد أهميته للاقتصاد الوطني، حيث أن رواد الاعمال هم العنصر الأول علي كافة المستويات الفردية والمؤسسية أو حتى الإقليمية منها والوطنية. وأن أكثر الاقتصاديات نجاحا هي من ستعتمد على الرواد ومشروعاتهم .
ومع تعدد التعريفات الخاصة بهذا العلم الهام إلا ان ابسطها هو ان " الريادة " :هي إنشاء عمل حر يتسم بالإبداع ويتصف بالمخاطرة.
.ويرى المتخصصون أن مجال “ريادة الأعمال” سيكون أكبر قوة اقتصادية عرفتها الإنسانية وستكون عملية تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشروعات ريادية ومؤسسات أعمال قابلة للنمو والازدهار هي التحدي الأكبر الذي سيواجه البلدان المتقدمة.
وجدير بالذكر وبحسب إحصاءات رسمية فإن عدد الكليات التي تدرس مقررات ريادة الأعمال في أمريكا بلغ 16 كلية عام 1970، ثم قفز إلى 504 كليات عام 2001، ليصل إلى أكثر من 1100 كلية عام 2008، ما كان له مردود إيجابي على سوق العمل وانتشار المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي نفذها رواد أعمال جدد.وتصل نسبة مبيعات منتجات مشروعات رواد الأعمال الصغيرة إلى نحو 47% من إجمالي مبيعات السلع في أمريكا ويزيد عددها على 22 مليون مشروع صغير غير زراعي تستوعب حوالي 53% من القوى العاملة وتسهم بما نسبته 50% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. و بدأت العديد من المدارس الامريكية تهتم بغرس المفهوم لدى الطلاب وتدريبهم عليه منذ المرحلة الابتدائية ، حتى إن إحدى المدارس الأمريكية تقيم منذ عام 2007 فعالية سنوية تسمى بـ”يوم عصير الليمون”، وهدفها الأساسي تعليم الأطفال مبادئ ريادة الأعمال، وغرس مهارات العمل الحر فيهم، وذلك عبر تأسيس وإدارة كشك لبيع عصير الليمون، ويسبق ذلك دورة تدريبية مصغرة مع مواد تدريبية تعلمهم كيفية البدء في العمل التجاري وبناء خطة العمل ودراسة الجدوى، والعجيب في الموضوع أن الشريحة المستهدفة هي من المرحلة الابتدائية أو أقل.
وهكذا فلم يعد الاهتمام بمفهوم ريادة الاعمال وضرورة دمجه في مقررات التعليم عندنا رفاهية يمكن تجاهلها او تأجيلها بل أصبح ضرورة في ظل ما نعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة ومعدلات مرتفعة من البطالة ،ولكن للأسف لا يوجد مثل هذا الاهتمام والتوجه داخل جامعتنا المصرية بالقدر المطلوب .
وانا إذ أفخر بكون اكاديمية السادات ، المؤسسة التعليمية التي انتمي إليها، قد ادركت منذ سنوات اهمية هذا العلم و أصبح مادة اساسية تدرس ضمن تخصصاتها كذلك بعض الجامعات الدولية والخاصة التي تعمل في مصر ، إلا انني لا اجد له أي تواجد حقيقي في جامعتنا المصرية ومناهجنا التعليمية بشكل عام .
لذا فأنا اطالب بشدة بضرورة نشره وتقديمه في كل المراحل التعليمية بدرجات تناسب المراحل العمرية المختلفة للطلاب .