Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

حلول علمية لترشيد معالجة الصرف الصحي في التجمعات السكانية الصغيرة

د. محمد ماهر الصواف

 

تأخذ محطات المعالجة اللامركزية لمياه الصرف الصحي اهمية خاصة في ظل ندرة المياة  إلا انه نظرا  للتكاليف الباهظة المطلوبة لبناء محطات المعالجة المركزية الكبيرة وتنفيذ شبكات الصرف اللازمة  يصعب انشائها في المحافظات الريفية ، فغالبا ما تكون هذه المحافظات  محرومة من محطات المعالجة هذه رغم أهميتها في التنمية والحفاظ على البيئة والصحة ومصادر المياه، وايضا حاجتها الماسة للمياه كمصدر للري . وهذا هو الحال  على سبيل المثال في مصر حيث يتم التركيز على بناء محطات المعالجة المركزية الكبيرة  في المدن الرئيسية وفي مقدمتها القاهرة والإسكندرية، في حين أن المناطق الريفية التي يقطنها 45 بالمائة من السكان تفتقر إلى هذه المحطات، ويقدر الدكتور إسماعيل الباز مدير المشروع الألماني لإدارة الصرف الصحي والتكيف مع تغير المناخ في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي  GIZ. نسبة سكان الريف المحرومين من خدمات الصرف الصحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تتراوح بين 30 و 40 بالمائة. وتؤكد  الدكتورة نعمة شريف خبيرة معالجة المياه التي تعمل مع المركز الالماني الدولي للهجرة والتنمية والمحاضرة في جامعة البلقاء التطبيقيه في الأردن إن تغطية الأرياف النائية عموما بخدمات الصرف الصحي في معظم الدول العربية إما معدومة أو لا تتعدى 15 بالمائة في حالات كثيرة.

 

ولأهمية معالجة الصرف الصحي  أهتم العلماء في دول عديدة بصفة خاصة في ألمانيا بالبحث عن حلول اقتصادية مجدية لمعالجة مياه الصرف الصحي في التجمعات السكانية الصغيرة. وقد وجدت عملية البحث هذه ضالتها في محطات المعالجة اللامركزية الصغيرة والمتوسطة للمياه الناتجة عن استهلاك التجمعات ما دون 10 آلاف نسمة بما في ذلك البيوت والفنادق والمؤسسات الصناعية والحرفية المنفردة. وتري  الدكتورة نعمة شريف في هذه المحطات الحل الأمثل لمميزاتها الكثيرة كونها "تقوم على المعالجة البيولوجية الطبيعية وشبه الطبيعية للمياه وتنقيتها بطرق بسيطة وموارد محلية كالرمال والحصي  والتي تعمل على شكل فلتر طبيعي للمعالجة واستخدام النباتات المائية والبكتيريا ايضا لمعالجة مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يوفر في استهلاك الطاقة ويخفّض تكاليف التشغيل". ويرى الدكتور إسماعيل الباز أن إدارة مثل هذه المحطات يعتمد على الطاقات البشرية المحلية ولا يتطلب خبرات عالية مضيفا أن " فوائدها الاقتصادية تساعد على تعزيز الاستقرار في الأرياف كونها تدعم الزراعة والبنية التحتية للصناعة. فالمياه الناتجة عنها تتم إعادة استخدامها في ري المزروعات ومن شأن ذلك أن يحد من الهجرة العشوائية إلى المدن".

وتعد ألمانيا رائدة في تكنولوجا استخدام هذه المحطات البيولوجية  الصغيرة والمتوسطة  وبدأ بالفعل  تأخذ هذا النوع من محطات المعالجة  طريقها إلى مناطق ريفية عربية في بعض البلدان مثل الأردن وتونس والمغرب ومصر. يرى الدكتور الباز أن إمكانية تعميم محطات الصرف الصحي اللامركزية في الدول العربية  يتعلق بمدى دعم البلدان الغنية مثل ألمانيا لهذه الدول. ويخص بالذكر منها الدول التي تفتقر إلى الإمكانات المالية ومؤسسات التدريب والتأهيل كالأردن ومصر وتونس والمغرب ولبنان وسوريا وغيرها، ويضيف الباز: إن محطات المعالجة البيولوجية  مجدية في التجمعات السكنية الصغيرة  والتي تعاني من غياب الصرف الصحي في أريافها كحل اقتصادي لمعالجة مياه الصرف واعادة استخدامها والحد من التلوث بالاضافة الى الحفاظ على البيئة والصحة وحماية مصادر المياه السطحية والجوفية من التلوث كما أنها تتمتع بتكاليف تشغيل أقل في العادة، لاسيما عندما تعتمد على تقنيات بسيطة وطبيعية. كما أن تشغيلها يمكن أن يتم بسهولة من قبل قوة العمل المحلية".

ونأمل سرعة إنشاء هذه المحطات البيولوجية فى القرى الريفية لحل العديد من المشكلات التى يعانى منها الريف المصري.

 

 

 

المصدر: القناة الفضائية D W
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2016 بواسطة drelsawaf

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

282,192

ابحث