«بيغيدا».. عندما يرتبط التطرف بكراهية الإسلام
عاهود مكرم
تحول العداء ضد الإسلام والمسلمين إلى ظاهرة لا يمكن الاستهانة بها في ألمانيا وعدد من دول أوروبا. ويعكس ظهور المجموعة اليمينية المتطرفة التي تحمل اسم «بيغيدا» تنامي هذا التوجه الذي يحذر الخبراء من مخاطره، إذ يهدد التعايش السلمي في البلاد.
وقد واصلت «بيغيدا» التي تعمل تحت شعار «أوروبيون ضد أسلمة الغرب» منذ أكتوبر 2014 مظاهراتها الأسبوعية التي حملت خلالها شعارات معادية للإسلام والمسلمين، وأخرى ضد اللاجئين، وتحذيرات من تزايد أعداد المسلمين في ألمانيا وأوروبا.
وتسببت سياسة الترحيب باللاجئين في سبتمبر 2015 التي أطلقتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تصعيد اللهجة المعادية للأجانب والمسلمين لدى مجموعة «بيغيدا»، ورفضها الواضح لسياسة اللجوء الى ألمانيا بالشكل الذي تعاملت به ميركل في هذا التوقيت حين أغلقت المجر حدودها في وجه النازحين من الحرب الأهلية في سورية ومن اعتداءات تنظيم داعش.
ولم تقتصر عنصرية وتطرف «بيغيدا» على مدينة دريسدن المقر الرئيسي للمجموعة، ولكن نشاطها المعادي للأجانب والمسلمين انتقل إلى مدن ألمانية أخرى مثل ميونيخ وكولون، ولم تكتف هذه الجماعة المتطرفة بحمل الشعارات المعادية للمسلمين، وإنما سعت إلى كسب شخصيات أوروبية متطرفة مثل السياسي الهولندي غيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف. وهكذا صعدت الجماعة العنصرية «بيغيدا» من تظاهراتها واتخذت منحى آخر يعكس مدى كرهها وحنقها على كل ما هو إسلامي، وانتقلت إلى حرق المباني التي كانت مجهزة لاستقبال اللاجئين في ولاية ساكسن أنهالت ومدينة دريسدن، ورفع أعضاؤها لافتات كتب عليها «أنتم غير مرغوب فيكم وعودوا إلى بلادكم».
ولأن «بيغيدا» ليست لها صفة سياسية معينة فقد سمحت الساحة الألمانية بظهور حزب جديد يحمل «البديل لألمانيا» بزعامة فراوكيه بيتري وضم العديد من المؤيدين لـ«بيغيدا»