مقررات دراسية
edit- صعوبات التعلم في ضوء النظريات
- صعوبات القراءة والكتابة
- طرق التواصل غير اللفظي
- اضطر ابات التواصل
- الإعاقة الفكرية في ضوء النظريات
- استيراتيجات العمل مع أسر غير العاديين
- أنظمة وتشريعات الإعاقة في المملكة العربية السعودية
- التدريب الميداني
- بناء وتعديل السلوك
- التدخل المبكر
- مقدمة في التربية الخاصة / المفهوم التريوي
- الخدمات المساندة في التربية الخاصة
- دراسة الحالة في مجال صعوبات التعلم
- القدرات العقلية / تنمية المواهب
- طرق التدريس لذوي صعوبات التعلم
- التقييم والتشخيص في مجال الإعاقة الفكرية
- القضايا المعاصرة في مجال الإعاقة الفكرية
- التقييم والتشخيص في مجال صعوبات التعلم
- مدخل إلى الإعاقة العقلية
- نظريات متقدمة في علم نفس النمو
- الصحة النفسية والإرشاد النفسي
- فنيات الإرشاد النفسي
توصيف مقرر علم النفس الكلينيكي رابعة علم النفس 2014 2015
ياشباب هناك طالب لم يكتب اسمه في امتحان أعمال السنة وهو من الطلاب الذين امتحنوا يوم الاختبار التحريري عندي في المكتب وهذه صورة الورقة
أريد معرفة بياناته بسرعة وإلا فالورقة مجهولة الهوية
أعزائي طلبة الفرقة الثانية شعبة علم النفس التربوي
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
يمكنكم حساب درجاتكم في مادة علم النفس المرضي من خلال الاطلاع على نموذج الإجابة المرفق
أظن أنكم بهذا ستكونون أكثر فهما للدرجة التي ستحصلون عليها بعون الله تعالى
أتمنى لكم الممتاز والتوفيق
د.حسام
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"شبكة جدول"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الإرشاد المباشر |
الإرشاد غير المباشر |
مركز حول المرشد |
مركز حول العميل |
تقدم خدمات لمن يحتاجها حتى ولو لم يطلبها |
يقدم خدمات لم يطلبها ويسعى إليها |
تستغرق وقت أقل نسبياً |
تستغرق وقت أطول نسبياً |
يقدم للعميل مساعدة مباشرة في حل مشكلاته |
يقدم للعميل مساعدة غير مباشرة فى تعليمه |
يقدم ما يراه لمزيد من المعلومات للعميل مباشرة |
يقدم ما يراه لازما من المعلومات للعميل |
يعتمد العميل على المرشد في تحديد المشكلات وحلها ووضع الخطط لها |
يتعلم العميل من المرشد على حل المشكلات وتحديها ووضع الخطط لها |
يعتبر أن المرشد أقدر من الميل على الرؤية الموضوعية وتقديم المساعدة |
يعتبر إن العميل الدافع القوى نحو تغير ليس هناك من يعرف مصلحته أكثر منه |
المرشد يقوم ويوجه عملية الإرشاد بما لديه من علم وخبره |
العميل يوجه جلسات الإرشاد حسب ما يراه مناسباً لحل المشكلة |
يركز على الجوانب العقلية في الشخصية |
يركز على الجوانب الانفعالية في المشكلة |
يهتم بإجراء الاختبارات ولمقاييس والوسائل الموضوعية لجمع المعلومات |
يعتمد على التقارير الذاتية من العميل في تحديد المشكلة |
يتهم بعملية التشخيص |
يرى أن التشخيص غير ضروري لأنه يزيد من اعتمادية العميل على المرشد |
يهتم بالمشكلة التي جاء بها العميل ويحلها |
يهتم بنمو شخصية العميل لمساعدته في حل مشكلاته لا حقاً |
يقوم المرشد بتقييم السلوك ويتدخل المرشد في اتخاذ القرارات |
يقوم العميل بتقييم السلوك واتخاذ قراراته دون تدخل المرشد |
يقع العبء الأكبر في حل المشكلات والمسئولية على عائق المرشد |
يقع العبء الأكبر والمسئولية في حل المشكلات على عاتق العميل |
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"شبكة جدول"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الإرشاد الفردي |
الإرشاد الجماعي |
الجلسة الإرشادية عادة أقصر 45 دقيقة |
الجلسة الإرشادية عادة أطول ساعة ونصف |
يتركز الاهتمام على الفرد |
يتركز الاهتمام على كل أعضاء الجماعة |
يتركز الاهتمام على المشكلات الخاصة |
يتركز الاهتمام على المشكلات العامة |
أكثر فاعلية في حالة المشكلات الخاصة |
أكثر فاعلية في حالة المشكلات العامة |
يبدو اصطناعيا أكثر |
يبدو طبيعيا أكثر |
يتيح فرصة الخصوصية والعلاقة الإرشادية الأقوى بين المرشد والعميل |
يتيح فرصة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين ويستغل القوى الإرشادية في الجماعة وتأثيرها على الفرد |
ينقصه وجود الجو الاجتماعي |
يتيح وجود الجماعة تجريب الإفراد للسلوك الاجتماعي المتعلم من خلال عملية الإرشاد |
دور المرشد أسهل وأقل وتعقيدا |
دور المرشد أصعب وأكثر تعقيدا |
يأخذ فيه العميل أكثر مما يعطى وأحيانا ينظر إلى ما يأخذه من المرشد على أنه مأخوذ من سلطة |
يأخذ فيه العميل ويعطى في نفس الوقت ويتقبل الحلول الجماعية باعتبارها صادرة منه ومن رفاقه |
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
وجه المقارنة |
المرض النفسي( العصاب ) |
المرض العقلي ( الذهان) |
الشخصية |
تظل الشخصية في المرض النفسي متماسكة وسليمة ، ويشترك جزء من هذه الشخصية في النزاع أو قد تتغير هذه الشخصية تغيرا جزئيا كميا ، وهذا ما نراه واضحا في الهستيريا الانشقاقية ، حيث يحدث انشقاق مؤقت في السلوك العادي ، ويظهر الازدواج في الشخصية والتعدد . |
شخصية المريض مفككة ومشوهة ، وتتغير تغيرا جذريا ، وهذا التغير يكون كميا شديدا أو تغيرا كيفيا ملحوظا إلى الأسوأ ، ويصبح المريض غريبا عما كان يعرف قبل المرض ، حتى أنه يصبح مغتربا عن ذاته ، وهذا ما يعرف باختلال الآنية ، واضطراب الكيان الإنساني ، وهو ما يميز مرضى الفصام. |
الاتصال بالواقع |
المريض النفسي تظل صلته بالواقع سليمة نسبيا ، ولا يفقد صلته به ، على الأقل م الناحية الشكلية ، أي أنه يظل على علاقته بالآخرين ، وعلى اتصاله الدائم بهم ، ومن هؤلاء المرضى ، مرضى الرهاب (المخاوف المرضية) ، إذ أنهم يسقطون مخاوفهم الداخلية على العالم الخارجي ، وهذا دليلا على اتصالهم بالواقع وأهمية هذا الواقع بالنسبة لهم. |
المريض العقلي تضطرب صلته بالواقع اضطرابا تاما وبالغا ، إذ أن عالم الواقع يصبح عالما غريبا عنه ، حيث يسحب المريض كل طاقته الليبيدية من هذا الواقع (العالم الخارجي) ومن الآخرين ويستثمرها في الذات ، وهذا ما نطلق عليه الذاتوية Autism ، ونجدها لدى مرضى البارانويا ، والفصام البارانوي ، نظرا لتضخم الذات لديهم . |
المظهر العام |
يحافظ المريض على مظهره |
يتدهور المظهر العام عادة |
السلوك العام |
يظل في حدود الطبيعي ، أو تظهر فيه بعض الغرابة المعقولة. |
قد تظهر تصرفات بدائية (كالتبول على ملابسه نتيجة لعملية النكوص الشديد لاسيما في الحالات الشديدة). |
الكلام |
لا يتغير تغيرا ملحوظا. |
قد يتشتت الكلام ، وقد ينعدم أو يصبح لغة جديدة خاصة بالمريض. |
التفكير |
يعتبر التفكير لدى المريض النفسي إلى حد ما سليما ، أما اضطرب هذا التفكير فإنها تكون حالات نادرة ، ولو نظرنا إلى محتوى التفكير لدى المريض النفسي ، يظهر في صورة وساوس وانشغال ، ونجد هذه الوساوس بوضوح لدى مرضى الوسواس القهري . |
يعتبر التفكير لدى المريض العقلي مضطربا تماما وبوضوح ، وخاصة لدى الفصاميين ، حيث نجد أن التعبير عن التفكير يظهر على هيئة عدم الترابط بين الأفكار ، أي تطاير الأفكار ، وكذلك صعوبة المعنى بسهولة والدخول في تفاصيل تافهة ، وبالنسبة لاضطراب مجرى التفكير فيظهر في صورة توقف التفكير أثناء محادثته ثم يبدأ الكلام في موضوع آخر أو قد يكون ضغط الأفكار ، حيث يشكو المريض من ازدحام رأسه بأفكار متعددة ، لكنه يعجز عن التعبير عنها ، ويظن أن غيره لا يفهمه ، وبالنسبة لاضطراب التحكم في التفكير ، فيعبر عن نفسه بسحب الأفكار أو إدخال الأفكار ، أو إذاعة وقراءة الأفكار ، وبالنسبة لمحتوى التفكير فنجد المريض العقلي يقع أسيرا لضلالته ومنها ضلالات الاضطهاد وضلالات العدمية. |
الهلاوس |
لا توجد (أو نادرا جدا ومؤقتة) |
موجودة بأنواعها |
الوجدان |
فإنه لدى المريض النفسي غير مضطرب وعادي نسبيا ، وإن تغير فإن تغيره خفيفا ، ويحتفظ بطابعه العادي ، لكننا نجد هذا التغير في كل من الاكتئاب التفاعلي وكذلك القلق. |
يكون مضطربا بصورة بالغة ، فمن حيث قوة الانفعال فتكون الاستجابة الانفعالية متأخرة ثم تبلد الانفعال وبعدها يصبح المريض في حالة تجمد انفعالي ، ويظهر فيما بعد عدم التناسب الانفعالي . أما بالنسبة لشكل الانفعال فتكون هناك الذبذبات الانفعالية المستمرة والمتكررة ، ثم يأتي بعد ذلك عدم التجاوب الانفعالي ، حيث يصعب على المرضى إيجاد نوع من الألفة مع الآخرين. |
الاستبصار |
نجد المريض النفسي يكون مستبصرا بمرضه وذلك لأنه يأتي إلا الطبيب المعالج يشكو من مشكلة معينة أو معاناه يريد التخلص منها ... أي يحس بأن هناك تغير مفاجئ ، جعله يحس بأنه ليس كما كان في السابق . ومن أمثلة هؤلاء المرضى ، مرضى الوسواس القهري ، الذين يعانون من فكرة معينة أو طقس معين يسيطر عليهم ، ويحيل حياتهم إلى جحيم ، مع أن المريض يعرف جيدا أن ما يقوم به هو شيء تافهة في حد ذاته. |
نجد المريض العقلي غير مستبصر ، وذلك إذا ما سألناه مما يشكو ؟ فإنه يجيب بأنه لا يعاني من شيء ، وهو ليس بمريض ، وهذا يدل على أنه غير مستبصر بمرضه .. وهذا ما يميز مرضى الفصام. |
محتوى الشعور |
لا يظهر في سلوك المريض بصورة واضحة ، ولكنه يؤثر على تصرفاته بطريق غير مباشر لاستمرار الكبت والمقاومة. |
قد يظهر بصورته الشاذة في سلوك المريض ، لانتفاء الكبت والمقاومة. |
الإدراك |
بالنسبة للمريض النفسي فإن الإدراك يكون عاديا ولا توجد أية أوهام أو خداعات أو أي هلوسات، وهذا ينطبق على كل الأمراض النفسية. |
بالنسبة للمريض العقلي تظهر لديه الهلوسات والخداعات وكذلك الأوهام ، حيث تظهر في معظم الأمراض العقلية كالاكتئاب الذهاني والبارانويا ، فنجد الهلاوس المرئية والشمية والسمعية والبصرية ، وإذا لم يصرح المريض بذلك فإننا نستدل على هذه الهلوسات من خلال الحديث معه أو الشكوى. |
الإرادة |
نجد أن المرضى النفسيين غير مسلوبي الإرادة تماما ، وذلك لأننا نقصد بهذه الإرادة هي مقدرة الفرد على اتخاذ قرار معين (ونحن نعرف جيدا أن الإنسان هو صانع قرار نفسه) فقد يكون هناك اضطراب إلى حد ما في هذه الإرادة وهي ما تعبر عن نفسها في صورة تردد مثل مرضى الوسواس القهري. |
لكن الإرادة في المرض العقلي تكون مسلوبة تماما ، وتكون هنالك السلبية المطلقة في التصرفات ، واضطراب الإرادة موجود لدى معظم الأمراض العقلية عامة ، والفصام بشكل خاص. |
الدفاعات (الحيل الدفاعية) |
فنجد في المريض النفسي أن الدفاعات بأنواعها تعمل بوضوح ، وأن كل مرض نفسي له ميكنزم رئيسي ، ونجد أن الكبت يكون نشطا ، فلا يظهر محتوى اللاشعور بطريق مباشر ، وذلك لاستمرار الكبت والمقاومة ، وهذا في معظم الأمراض النفسية. |
أما في الذهان فنجد أن الدفاعات محطمة تماما ، فتضعف علميات الكبت ، ويتقبل الأنا الرغبات المكبوتة دون نقد ، ويظهر محتوى اللاشعور في سلوك المريض ، ونجد أن النكوص يكون شديدا ، وقد يصل إلى المستوى الطفلي أو البدائي من العمر . |
العلاج |
فإننا نجد أن المرض النفسي لا يحتاج إلى إيداع المريض بمستشفى الأمراض النفسية. |
يحتاج الذهاني إلى الإيداع بمستشفى الأمراض النفسية، ويكون العلاج متعدد. |
مآل ومصير المرض |
الأمراض النفسية بشكل عام يمكن التحسن فيها بإعطاء العلاج المناسب ، ولاسيما الاكتئاب التفاعلي وفي الهستيريا . |
إذا كانت الحالات مبكرة وإذا كان العلاج مناسب ، فإن التحسن ممكن ، ولكن النكسات محتملة ، مثل الذهان الدوري (هوس – اكتئاب) . |
<!--
<!--<!--تعديل السلوك هو فرع من فروع علم النفس التطبيقية يتضمن التطبيق المنظم للإجراءات المستندة إلى مبادئ التعلم بهدف تغيير السلوك الإنساني ذي الأهداف الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال تنظيم أو إعادة تنظيم الظروف والمتغيرات البيئية الحالية ذات العلاقة بالسلوك وبخاصة منها تلك التي تحدث بعد السلوك ، كذلك يشتمل تعديل السلوك على تقديم الأدلة على أن تلك الإجراءات وحدها ولا شيء غيرها هي التي تكمن وراء التغير الملاحظ في السلوك.
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
جنون الهذاء- البارانويا Paranoia
أولا - تعريفه :
حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا أرضيّة واقعية لها ، وهذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيس لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم ومهمّ للغاية ، أي أنه حالة مرضية ذهانية ، يميزها الأوهام والهذيان الواضح المنظم الثابت ، أي الهذيانات والمعقدات الخاطئة عن العظمة أو الاضطهاد ، مع الاحتفاظ بالتفكير المنطقي وعدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي ، أي أن الشخصية رغم وجود المرض تكون متماسكة ومنتظمة نسبيا .
الجهاز العقائدي المفعم بالأوهام الذي يبتلي به المصاب بالبارانويا يتشكّل ويتطور ببطء شديد وعلى مرّ زمن طويل ، ويصبح مع الأيام منظّماً للغاية إلى درجة يبدو معها منطقيا ومقنعا ، والخطورة التي ينطوي عليها هذا الاضطراب النفسي تكمن في أن المصاب به يبدو طبيعيّا أثناء الحديث وفي تصرفاته وسلوكه إلى درجة لا تثير لدى الآخرين إيّ رغبة لمواجهة المريض وإحالته إلى الجهات المعنيّة بعلاجه ، ولقد اعتبر فرويد أن اليهود لديهم مرض البارانويا ، وأن هذه البارانويا اليهودية بدأت منذ اعتقادهم أنهم شعب الله المختار.
ثانيا – خطورته وأعراضه :
كما تتشكّل لدى المريض قناعة مطلقة بأنّه عظيم وبأنّ الآخرين يسعون لإيذائه والحطّ من عظمته ، ويدافع عن قناعته هذه حتى عندما تواجهه بكلّ البراهين التي تثبت عدم صحّة تلك القناعة ، كما أن عدم الثقة بالآخرين يدفع المريض لتركيز كلّ حواسه على تصرفات الناس من حوله وتفسير كل حركة لهم بطريقة تخدم قناعاته ، فيبني من الحبة الصغيرة جبلا كبيرا كأن يدّعي عندما يرى شخصا يلوح يده عن بعد بأنّ هذا الشخص يشير إليه ويتكلم للآخرين عنه ، وقد يذهب أبعد من ذلك فيدّعي أنه يخطط لقتله ، هذه الأوهام التي يعيشها المصاب بالبارانويا تجعل منه شخصا شكّاكا عنيدا غاضبا عدوانيّا وناقما على الآخرين، للهذاء أعراض كلينيكية أهمها ما يلي :
1 – هذاء العظمة أو توهم العظمة Delusions of Grandeur :
حيث يعتقد المريض اعتقادا قويا بأنه شخص عظيم وأذكى وأقوى البشر ، وأنه يحصل على قوة خارقة للكشف عن الظواهر الغيبية، أو أنه مرسل بدين جديد لهداية الناس ، أو أنه حاكم أو زعيم أو قائد أو بطل كبير أو ملك ملوك العالم أو مخترع جبار أو نبي أو رسول ، أو أغنى الأغنياء بما يملك من جبال من الذهب أو لديه القدرة على قراءة أفكار الناس وفهم ما يدور بخلدهم دون الحاجة إلى الكلام ... ، ويؤمن بأهميته وتفوقه وامتيازه وعظمته وخطورته ورفعته . وقد يعتقد أن لديه قوى خارقة أو سحرية. وعادة ما تتبع هذاءات العظمة إحساس بالنقص وعدم الاستقرار والأمن ، ومن ثم ترضي هذه الهذاءات هذا الشعور بالنقص ، وتجعله يهرب من المشاكل اليومية وحقيقة أمره .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
شاب في السادسة والعشرين من عمره، كان ترتيبه الثاني في امتحان الثانوية العامة ، منذ بضعة سنوات ... ثم دخل كلية الهندسة ، واستطاع أن يصل إلى تفسير جديد ، يرجح اختراع معدن نادر من مخلفات معادن رخيصة، وقد كان تفسيره لهذا الاحتمال واقعيا ومسلسلا إلا أن الافتراضات كانت أكبر من احتمال الحقائق العلمية المتاحة، وقد استقبل أساتذته هذا الاختراع بتقدير طيب، من حيث الفكرة، وإن كانوا قد رفضوا تفاصيله وطالبوه بمزيد من الصبر دون التخلي عن محاولة البحث عن جديد طالما أنه متفوق في دروسه.
إلا أن الطالب بدأ بعد ذلك في تفسير أحاسيسه الجسمية ، تفسيرات كيميائية خاصة ، حتى وصل إلى تشخيص خاص ، وهو أنه عنده شيخوخة مبكرة ، وظل يتتبع هذا الفرض ويثبته بتاريخ عائلي ، وبحقائق كيميائية صحيحة ، تتعلق بتمثيل المواد الدهنية وترسيبها وإحداثها لتصلب الشرايين ، واستمر هذا الاعتقاد عنده لمدة سنتين ، منتظما مرتبا ، ثم قال أنه عالج نفسه منه بفيتامين هـ ... وشفي ، وأن هذه أول حالة في العالم من نوعها ، وانتقل بعد ذلك بهدوء إلى أنه الآن مصاب بزيادة في نشاط الجهاز العصبي الباراسيمبتاوي ، وأن كل مظاهر اضطراب جسمه وتوقفه الدراسي وزيادة عرقه ناتجة من هذا الاضطراب بوجه خاص ، وكان من نص كلامه " .... أنا عندي زيادة في إفراز الأسيتيل كولين ، ولازم آخذ أرتان ، إذا كنتوا عايزين تخففوني ... والعرق ونبضات القلب كلها دليل على كده ... أنت عارف أن الغدد العرقية طبعا رغم أنها سمبتاوية إلا أن نهايتها كولينرجيك ... تلاقيك ... نسيت وأنت دكتور ، أصلي أنا أذكى منك . شوف أنت طالع كام في الثانوية العامة وأنا طالع كام ، وتلاقيك مش عارف اسم الأرتان الكيماوي ... أنا مش حقول لك ..... وكان يحفظ كل الأسماء الكيميائية للعقاقير المضادة لنشاط الجهاز العصبي الباراسمبتاوي ، ويعرف مراكز عملها وطبيعته .
وكان والده يصدقه في كل هذه المعتقدات مرحلة بعد مرحلة ، ويعلن ذلك حينا ويخفيه أحيانا . ورغم كل هذا فإنه ظل محتفظا بعلاقاته الاجتماعية ، وتفاعله العاطفي مع الآخرين الذين كانوا في العادة دائمي الإعجاب بتسلسل أفكاره ، وبهذا القدر الهائل من المعلومات الطبيعية الكيميائية الصحيحة – بغض النظر عن طريقة ترتيبها أو سوء تأويلها أو موقع الاستشهاد بها
أما توافقه الدراسي ، فم نستطع أن نفسره بضعف الإرادة أساسا ،فقد كان تاريخيا لاحق لهذه الضلالات ، وكان تفسيره دائما بأنه نتيجة لهذا الاضطراب العضوي ، فهو غير قادر على بذل الجهد المناسب في الدراسة ، وخاصة أن هذه النظريات العلمية التي تفسر حالته تستغرق كل جهد عقلي له .
وقد عولج بشتى أنواع العقاقير ( المهدئات العظيمة ) ، والجلسات ودخل عدة مستشفيات ولم تتحسن حالته إطلاقا ، وحين بدأ وضع خطة تأهيل محكمة ، وخطة سلوكية لرفض هذه الضلالات وإحباطها تعاون في بداية الأمر متحديا أن يغير أحدهم فكرة ، وكان مطمئنا طول الوقت اطمئنانا يقينيا بأن هذا مستحيل أصلا ، وفي الوقت الذي بدأ يتغير فيه قليلا ويستمع إلى الرأي الآخر بإنصاف نسبي ... بدأ يتزايد القلق عنده رغم محاولاته لإخفائه ... ثم استأذن لأجازة مؤقتة ، واعدا أنه يعد العدة لاستكمال دراسته ( بغض النظر عن وجود هذا الاضطراب العضوي الذي هو متأكد من حقيقة وجوده ، ولكنه اختفى ولم يعد أبدا ... وساهم في الوعد الكاذب هذا تردد والده .. واعتقاده بصحة أفكار ابنه مائة في المائة " .
وهكذا نجد كيف أن هذه الحالة قد بدأت بمحاولة خلق حقيقي تقبلها أولوا الرأي بقبول حسن ، إلا أنها انحرفت إلى ضلالات ثابتة ، وإن تغير محتواها على مرحلتين. ثم نلاحظ أن عملية التفكير ذاتها لم تتفكك أبدا ، وقدرته على التجريد ظلت سليمة تماما طول الوقت كما ظلت عواطفه حارة وغنية .
كما نلاحظ كيف أن تصديق والده له جعله يتثبت أكثر على أوهامه ، ولا يستجيب لأي علاجات عضوية، وأخيرا فعلينا أن نلاحظ أنه في اللحظة التي كاد الجهاز الضلالي يهتز ، انسحب المريض (بموافقة والده) خوفا على تماسك شخصيته (وإن كان تماسكا مرضيا).
2- هذاء الاضطهاد أو توهم الاضطهاد Delusions of Persecution :
حيث يعتقد المريض أنه شخص مضطهد مظلوم يسيء الناس معاملته ، وأنه ملاحق من قبل هيئة أو منظمة أو شخص معين للاعتداء عليه أو قتله حسدا ، أو غيرة منه ، أو رغبة في التخلص من منافسته في العظمة وعلو الشأن أو أن الآخرين يحاولون ويخططون لإيذائه وتحطيمه وأنهم يكيدون له كيدا ، ويأتمرون به ليقتلوه (فيضعون له السم في الطعام) ، فيشكو من أنهم يتعقبونه ، وأنه فريسة لمؤامرة كبيرة لإدخاله السجن ، فيشعر بالنقص وعدم القيمة وينعزل . ويملؤه الخوف والرعب الشديد من المؤامرة التي تدبرها له زوجته أو أقربائه للخلاص منه ، فيصبح في شك في كل من حوله . وقد يعتقد أن المخابرات تتجسس عليه وأن الشرطة تتبعه ، وقد يفسر الحركات البريئة للآخرين على أنها موجهة ضده ، وقد يملؤه الشك ( مثل الشكل في علاقات جنسية للزوج ) ، والغيرة والغضب والاستياء والغل والحقد والكراهية والعداء ( لمضطهديه وأعدائه المزعومين ) ، والميل للانتقام والضياع والحزن ، وقد يصل الحال إلى الاكتئاب والتفكير في الانتحار.
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
شاب عمره (40 سنة ) ، لم يتزوج ، ويعمل بوظيفة كتابية في بنك ، جاء يشكو من أن شخصا أطلق عليه إشاعة في دمنهور ... بعد ما عرض علي أن أتجوز بنته ، وكانت ظروفي ما تسمحش ، قال إني ما ليش في الناحية الجنسية .. ، ومن يومها الناس بتبص لي ، وبيتكلموا علي ، وحاسس إن فيه مؤامرة عشان رفضي ... " ... ووصل به الحال بعد ذلك أنه كان جالسا في قهوة ، فشعر بنظرات الناس متجهة إلى مكان حساس بجسمه .... فظن أنهم ينكرون رجولته ... فقام فجأة وكاد أن يتعرى جزئيا ... ليثبت لهم رجولته : ويعمم الأمر ، ويفسر عدم زواجه بأن هذه الإشاعة ، وراءه في كل مكان ..
وبدراسة تاريخه ، وجد أنه ساكن في فندق في القاهرة ، منذ أسابيع مع أن عمله بالأقاليم ، ويقول " .... اللي مخليني أسكن في مصر أن الإشاعة دي ورايا في البلد ... ما اقدرش أقعد على قهوة أو أقول لحد صباح الخير " .
وتبين من تاريخه الوظيفي أنه غير وظيفته عدة مرات ، حتى التحق من خمس سنوات بوظيفته الحالية ، وكان في علاقاته العاطفية والجنسية شكاكا ، مما حال دون زواجه حتى هذه السن ، وكان يشير إلى نوع غريب من علاقته بالذكور " ولو واحد راجل بص لي شوية أحس انكمائ شديد في عضوي ". وقد استجاب هذا المريض للعلاج بسرعة، وعاد إلى حالته قبل المرض دون آثار صريحة أو خطيرة.
3 – هذاء الهلوسة المزمنة :
ويتصف بوجود اضطراب في المجال النفسحسي Psychosensory ، يمثل الخلل الأساسي في هذا المرض ، فإذا وجدت ضلالات ، فإننا قد نستطيع أن نرجعها إلى هذا الاضطراب ، وقد تأتي الهلوسات من أي مصدر من الحواس الخمس ، مثل أن يشم المريض روائج كريهة ، أو يرى مناظر بشعة ، أو أن يعيش أ ي هلوسات أخرى وقد يسمع صوته ، أو " صوتا داخليا Inner Voice ، يهدد أو يعلق أو يؤيد أفعاله وسلوكه بصفة عامة ، كما لابد أن نشير أن الاضطراب النفسحسي لا يمثل نواة الضلالات فحسب ، بل أنه يستمر يشغل حيزا موازيا للضلالات في الصورة الكلينيكية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيدة ، مطلقة ، عمرها ( 40 سنة ) ، وليس لها أولاد ، تعيش وحدها معظم الوقت ، وتنتقل أحيانا إلى أختها بضعة أيام في الشهر ، وتعمل في حياكة الملابس بصفة غير منتظمة في منزلها ، وتربي عدة قطط لديها ، وقد أحضرتها أختها لأنها لاحظت عليها أنها تكلم قططها ، وكأنها ترد عليها . وبسؤالها ، حاولت أن تخفي حقيقة ما عندها بأن تقول أنها " تتونس ليس إلا " ، ولكنها بعد أن أطمأنت ذكرت أنها تعيش منذ سنوات – حتى قبل طلاقها – تسمع صوتا واضحا يوجهها ويرشدها إلى ما ينبغي ومالا ينبغي ... وأحيانا يرضى عنها تماما وأحيانا أخرى يتشاجر معها ، وهو الذي تسبب في طلاقها من زوجها الذي أصبحت لا تطيق الرائحة السامة التي بدأت تفرز منه أثناء الجماع بعد أن نهرها هذا الصوت عن الحياة معه ...
أما حكاية القطط هذه ، فقد ذكرت أنها كانت تخفي بها حقيقة الصوت حتى لا يتدخل أحد في شئونها ، وقد قالت أنه أحيانا ما يختفي بعض الوقت وخاصة عندما تزور أختها .. وهي تعذره إذ ذاك ، وتكاد ترتاح لذلك خشية أن يسمعه أحد غيرها هناك ... إلا أنها لا تحتمل أن يغيب أكثر من بضعه أيام ، وأحيانا بضعة ساعات ، وإذا زاد الأمر عن توقعها كادت تفقد اتزانها ... رغم أنه يخيفها ويزعجها .
وكان من نصل كلامها : " باخاف منه ساعات ... خصوصا لما أكون رايحه المطبخ والدنيا ظلمة ، ومش واخده في بالي ... ولما تحكم رأيه إني ماولعش النور ، وأنني ماشية على نور السهراية ... لدرجة إني مابقتش أقوم بالليل حق لو مت من العطش " .
ولم توافق على العلاج أصلا ، لأنها لا تعتبر ما عندها مرضا ، وقد ذهبت تفكر في الأمر ، حين شرح لها المعالج احتمال تطور الحالة إلى ما هو أشد ، أو إلى ما يعوق حياتها العملية وأكل عيشها ... ولكنها لم تعد أبدا ...
وهكذا نرى إزمان الهلوسات ووظيفتها في تماسك الشخصية وملء فراغ الوحدة ... ولكنها هي أيضا السبب في فرض الوحدة بالطلاق ، ومرة أخرى هنا أيضا نشير إلى الانعزال ( وهو يشبه أحد صفات الفصام الرئيسية ) جاء هنا نتيجة للاضطراب النفسي ، ولم يبدأ هو أولا ، ثم ظهرت الهلوسات لتملأ الفراغ ... ، ومع ذلك فإن نظرة أعمق لهذه الحالة نجد أن العجز العاطفي عن التواصل مع الزوج كان وراء ظهور الأصوات ، والأمر بالترك ، والرائحة الكريهة ، ثم الطلاق ... إذن فهي مستويات تغذي بعضها بعضا ، وتكاد تصل إلى نفس النتيجة لولا أن الشخصية ظلت شديدة التماسك ، وظل التفكير واضحا مسلسلا ، بفضل هذا الجهاز الهلوسي الناجح.
4 – الهذاء التخيلي المزمن :
ويتصف بوجود تخيلات مرضية تسير جنبا إلى جنب مع الحياة الطبيعية ، وهي ظاهرة تتصل بشكل ما بظاهرة الانشقاق . وإن كانت هذه الظاهرة تمثل إشكالا تشخيصيا ، فهي في موقف وسط بين الهلوسات من ناحية ، وبين صور الذاكرة والذكريات من ناحية أخرى ، كما أنها في موقف وسط بين حدوثها في وعي محور جزئيا لا هو بالوعي الواضح الثابت كالهلوسات ولا هو بالوعي البديل المختلف تماما كالانشقاق الهستيري .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
موظف أرشيف ، لم يتزوج وعمره (38 سنة) ، جاء يشكو من صداع في الصباح ، وقال أنه لا يعتقد أن حالته نفسية ، ولكنه جاء استجابة لتوصية أخصائي الأنف والأذن ، وحين سئل عن سبب عدم زواجه حتى هذه السن تردد قليلا وقال : أنه لا يحتاج إلى زواج ، وأن النساء لا يؤتمن ... وقد تبين بعد فترة أنه كان قد خطب منذ سنوات زميلة له ، ثم جعلت تؤجل الرد أسبوعا بعد أسبوع لمدة ثلاث شهور ... وأخيرا لبست الدبلة من خطيب آخر ، ولم ترد عليه بالرفض إلا بعد أن رأى الدبلة في إصبعها ... وقد مضت عليه بعدها عدة ليالي دون نوم ، ثم حلم حلما يشير إلى أن الله سيعوضه عن ذلك كله ، لأنه حفظه من شيطانات الأنس ، ولم يزد على ذلك إلا أنه بعد عدة مقابلات ، بدأ يحكي عن أنه " مخاوي " ... وأن هذه هو التعويض الحقيقي ... وأن الناس لو عرفوا أن الزوجات من تحت الأرض أكثر جمالا وطاعة م بنات الأنس " المقرفات " لما تزوج أحد .
ويقول بالنص : " .... تعرف لو ربنا عرفك وعرف كل الناس فضل الزوجات من تحت الأرض ، ماحدش حايتجوز ولا حايخلف ويمكن البني آدميين تخلص ... بس ربنا عايز يحافظ على الجنس البشري لحكمة ما يعرفهاش حد "
وهكذا نرى أنه لم يحضر يشكو من هذه التخييلات ، بل من عرض جسمي آخر ، لم يجد المعالج له سببا عضويا ، كما نلاحظ تمسكه بالخيالات ووظيفتها التعويضية ، إلا أنه لم يحكي عن أحاديث وأصوات مثل الحالة السابقة ، وإن كان قد أشار إلى الجماع الجنسي الكامل ، ولكنه إلا يحدث قبيل النوم ... وفي ضوء معتم ... إلا أنه لا ينام بعده أبدا ، بل يصرفها إلى ذويها ، ثم يقوم ليستحم ويتطهر بحمد الله.
5 – هذاء سن اليأس :
ويتصف هذا النوع من الهذاء بالضلالات أساسا ، وتكون معبرة عن الخوف من الوحدة والإحساس باقتراب الترك أو الإهمال أو العجز أو الموت ، ويصاحب هذه الضلالات في العادة مسحة من الاكتئاب المترتب عليها .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيدة ، في الثامنة والأربعين من عمرها ، ناظرة مدرسة إعدادي أصيبت بهذه الحالة " .... طبعا هو حايتجوز علي ، ما أنا عارفة الرجالة وخيانتهم ، يأكلونا لحمة ، ويرمونا عظمة ... ودا كله من أم البت الشغالة من يوم ما خدت هدومي القديمة ، وهي عملت عمل .... وأنا ما يهمنيش ، بس المصيبة إنه حايتجوز البنت المايصة مدرسة الرسم " .
وتبين من تاريخها ، أن مدرسة الرسم هذه تعمل معها هي ، وزوجها لم يراها إلا مرة واحدة منذ عدة سنوات وبالصدفة ، والأغرب أنها كانت متزوجة ، وحين روجعت في ذلك قالت : " ودا يمنع ... ما هي تسيب زوجها ... " . وكانت تشكو من اضطرابات في النوم ، وكثرة المشاجرات في العمل , وعدم الصبر على انتظار الأتوبيسات مثل سابق عهدها.
وهناك أنواع وتصنيفات أخرى للهذاء أهمها :
بالرغم من هذا العدد الذي ذكرناه من أنواع وتصنيفات للهذاء ، فإنه لا يمكن أن يغطي كل تصنيفات هذا المرض الخطير والصعب معا ... فما زال هناك أنواع أخرى تخرج عن نطاق هذا العمل منها :
1 – الهذاء الجنسي :
حيث يعتقد المريض أن أحد أفراد الجنس الآخر في مركز غني وشهره يحبه ويرسل له رسائل سرية عن طريق الراديو وعلى المسرح وفي السينما والتليفزيون وفي الجرائد والمجلات ، ويكتب له خطابات غرامية مطولة . وقد يظهر في شكل الشك في الخيانة الزوجية . وقد يظهر في شكل الهوس الجنسي والجنسية المثلية .
2 – هذاء المشاكسة :
حيث يصر المريض على الحقوق والمطالبة بها ويحب المشاكل والشكاوي القانونية والقضايا والعناد والخصام ومحاولة تخطيء الآخرين.
3- هذاء الغيرة Delusion of Jealousy :
وهو يختلف عن الغيرة العادية في أن الغيرة هنا تكون شديدة عميقة متأصلة صعب فهمها ولا أساس لها ، أي يغار المريض غيرة جنونية على من يحب دون وجود مبرر منطقي أو واقعي لهذه الغيرة ... إلخ . وفي مثل هذه الحالة ، قد يصل الأمر إلى حد قتل غريمه أو حبيبه إن سنحت له فرصة ذلك .
4 – الهذاء المختلط : وهذا يضم عدد من الأشكال السابقة في نفس الوقت. وقد يصاب المريض بنوع واحد – فقط – من هذه الهذاءات ، بينما قد يجمع مريض آخر بين أكثر من نوع منها . وقد ينجح المريض – أحيانا – في إقناع البعض بصحة ما يعتقد.
أي أن أعراضه الرئيسية تتمثل في:
أ - هذاء العظمة أو توهم العظمة: حيث يعتقد المريض اعتقادا قويا بأنه شخص عظيم وأذكى وأقوى البشر ، وأنه يحصل على قوة خارقة للكشف عن الظواهر الغيبية ، أو أنه مرسل بدين جديد لهداية الناس ، أو أنه حاكم أو زعيم أو قائد أو بطل كبير أو ملك ملوك العالم أو مخترع جبار أو نبي أو رسول.
ب - هذاء الاضطهاد أو توهم الاضطهاد: حيث يعتقد المريض أنه شخص مضطهد مظلوم يسيء الناس معاملته ، وأنه ملاحق من قبل هيئة أو منظمة أو شخص معين للاعتداء عليه أو قتله حسدا ، أو غيرة منه ، أو رغبة في التخلص من منافسته في العظمة وعلو الشأن أو أن الآخرين يحاولون ويخططون لإيذائه وتحطيمه وأنهم يكيدون له كيدا ، ويأتمرون به ليقتلوه (فيضعون له السم في الطعام مثلا).
ج - هذاء الهلوسة المزمنة : ويتصف بوجود اضطراب في المجال النفسحسمي ، يمثل الخلل الأساسي في هذا المرض ، فإذا وجدت ضلالات ، فإننا قد نستطيع أن نرجعها إلى هذا الاضطراب ، وقد تأتي الهلوسات من أي مصدر من الحواس الخمس ، مثل أن يشم المريض روائح كريهة ، أو يرى مناظر بشعة.
د - الهذاء التخيلي المزمن : ويتصف بوجود تخيلات مرضية تسير جنبا إلى جنب مع الحياة الطبيعية ، وهي ظاهرة تتصل بشكل ما بظاهرة الانشقاق . وإن كانت هذه الظاهرة تمثل إشكالا تشخيصيا ، فهي في موقف وسط بين الهلوسات من ناحية ، وبين صور الذاكرة والذكريات من ناحية أخرى ، كما أنها في موقف وسط بين حدوثها في وعي محور جزئيا لا هو بالوعي الواضح الثابت كالهلوسات ولا هو بالوعي البديل المختلف تماما كالانشقاق الهستيري .
ه - هذاء سن اليأس : ويتصف هذا النوع من الهذاء بالضلالات أساسا ، وتكون معبرة عن الخوف من الوحدة والإحساس باقتراب الترك أو الإهمال أو العجز أو الموت ، ويصاحب هذه الضلالات في العادة مسحة من الاكتئاب المترتب عليها .
ثالثا - أنواعه وأشكاله :
أ- الاضطهاد : وأهم أعراضه أفكار الاضطهاد ، والشك ، والميول الاتهامية والعزلة الشديدة ، واعتقاد المريض أن الآخرين يتآمرون عليه ، ويكيدون له ، وعدم الرضا ، والحقد ، ومحاولة الانتحار ، والسلوك المضاد للمجتمع ، والاعتقاد أن هناك من ينومه ويؤثر عليه.
ب- العظمة : وأهم أعراضه أفكار العظمة ، واعتقاد المريض بأنه موهوب بقدرات عقلية عالية فريدة أو أنه يشغل منصبا كبيرا ،و التطرف وأوهام القوة والقدرة على كل شيء ، والتناقض السلوكي .
رابعا - أسبابه :
تؤكّد معظم الدراسات في الطبّ النفسي وعلم النفس على أن العوامل التي تلعب دورا في الأمراض ، هي عوامل نفسيّة واجتماعية تتعلق بنشأة المريض والطريقة التي تربّى عليها ، أكثر مما هي أسباب بيولوجيّة تتعلق بجسده من الناحيّة التشريحيّة والكيمائيّة والوظيفيّة. الطب النفسي يتناول هذا الاضطراب كحالة فرديّة ولم يسبق أن تناولها كحالة عامة قد تصيب جماعة بشريّة بكاملها رغم أنّه من المؤكّد في هذا الحقل من حقول الطبّ بأن هناك بعض الاضطرابات النفسيّة التي تكثر في جماعة أو فئة أو مجتمع نظرا لوفرة العوامل المسببة للاضطراب في تلك الجماعة أو الفئة أو المجتمع.
هذا من ناحية ومن ناحيّة أخرى هناك حالة مثبتة علميّا وهو ما يطلق عليها الأوهام المشتركة أي ، بمعنى أنّه عندما يعيش شخص ما سليم مع شخص آخر مصاب بأوهام نفسيّة لفترة زمنيّة ما، وبمعزل عن المصادر الأخرى التي تقوم بتزويد معلومات تنفي هذه الأوهام ، يقوم الشخص السليم بتبنّي أوهام الشخص المريض ويصبح مريضا مثله ، فيلجأ الطبيب أو المرشد النفسي المشرف على علاج هذه الحالة إلى عزل الشخص السليم أصلا عن الشخص المريض ، بعد فترة قصيرة من العزل يرجع الشخص السليم إلى وضعه السليم ويتخلى عن الأوهام النفسيّة التي تبناها خلال تواجده مع الشخص المريض.
أ – الوراثة و الأسباب العضوية : لها أثر مهم في الاستعداد لهذا المرض ، ويوجد في العائلة ومن أقارب المرضى وخاصة الوالدين تاريخ إيجابي للمرض العقلي واضطرابات الشخصية ، إضافة للجينات الوراثية الحاملة للمرض ، وهناك بعض العقاقير مثل الأمفيتامين التي تحدث أعراضا بارنوية مباشرة، وقد تترك أثرا دائما حتى بعد الانقطاع عنها.
ب- الصراع النفسي بين رغبات الفرد في إشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا ، والإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا ، والاعتماد الزائد على حيل الدفاع ، وظهور هذه الحيل في شكل أعراض الهذاء ، ومن أهم حيل الدفاع هنا : الإنكار ، والتبرير ، والتعويض ، والكبت ، والإسقاط (مثل إسقاط الدوافع التي تؤدي إلى الشعور بالذنب إلى الخارج على "مضطهديهم ".
ج – اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية والكف والنقد ونقص كفاية عملية التنشئة الاجتماعية ، والفشل في تحديد مستوى طموح يتناسب مع القدرات.
د – تهديد أمن الفرد من خلال المنافسة أو الرفض أو الخزي أو الهزيمة.
هـ – خبرات الحياة الصادمة والمشكلات التي تتركز حول قيمة الذات والمكانة الاجتماعية.
و – اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها ، تميل إلى غلبة السمات البارنوية والخيالية.
ز – المشكلات الجنسية وسوء التوافق الجنسي ، والعنوسة ، وتأخر الزواج ، والحرمان الجنسي ، وتعزى مدرسة التحليل النفسي الهذاء إلى أنه نتيجة للجنسية المثلية المكبوتة والمسقطة ، والشعور بالإثم ، وقد افترض فرويد حدوث النموذج الآتي في الهذاء :
1- أنا أحبه (وهذا مرفوض لأنه يعبر عن الجنسية المثلية اللاشعورية).
2- يحدث تكوين عكسي فيتحول لـ"أنا أكرهه"(مرفوض لأنه يعبر عن العدوان).
3- حيلة الدفاع (الإسقاط) تحول إلى "هو يكرهني ويضطهدني".
خامسا - تشخيصه :
أ - قد نجد بعض أعراض الهذاء لدى الشخص العادي الذي يتحيز لمبدأ خاطئ ، لا يقبل فيه مناقشه ، ولكنه بالإقناع يمكن أن يغير رأيه ، ويعترف بخطئه ، أما الهذاء المرضي فهو جزء م تكوين شخصية المريض ولا يمكن أن يحيد عنه .
ب - يجب التفريق بين الهذاء وبين الهوس مع الأوهام ، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع ولكنه يفسره طبقا لآرائه هو ، وتكون الأوهام منظمة ومسيطرة على المريض . أما الفصام الهذائي فتنمو أعراضه ببطء ، ويكون وقتيا قصير المدى والأوهام غريبة وشاذة ويختلط الهذاء فيه بأعراض المرض الأخرى ويرافقه الهلوسات والانفصال عن الواقع .
ج - يجب تفريق الهذاء عن ردود الفعل الهذائية المصاحبة لبعض الأمراض ، مثل الصرع ، وذهان الشيخوخة والإدمان.
د - يجب التفريق بين الهذاء وبين الهوس مع الأوهام ، فمريض الهذاء تكون أهوامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقا ، أما المهووس فتكون أوهامه عابرة وأفكاره طائرة ويكون صاخبا متهيجا غير مستقر.
سادسا - علاج الهذاء :
حالات الهذاء لا تحتاج إلى الإيداع في مستشفى الأمراض النفسية ، لأن المرضى يظلون في إطار المعقول فيما يختص بالاتصال الاجتماعي فيما عدا ما إذا كانوا من النوع الخطر العدواني المشاكس أو الجنسي ، فيجب إيداعهم في المستشفى ، ويبدأ العلاج بدراسة الأسباب التي دعت المريض إلى الاستشارة ، والتي جعلت هذه المنظومة البارنوية تتصاعد في حدتها ، حتى يتوقف التصالح النسبي بين أجزاء الشخصية ، وبالتالي عجز التوازن القائم بين المنظومة البارنوية والجهاز السليم الواقعي ، ولم يعد التوافق قادرا على الاستمرار دون تدخل أو تصادم، وفيما يلي أهم الملامح لعلاج الهذاء:
أ – العلاج الطبي :
بالأدوية والعقاقير المضادة للذهان لازم لجعل المريض أكثر طواعية خلال العلاج النفسي ، أي أن العلاج الطبي هنا يفيد في بداية العلاج النفسي ، ولكنه لا يمكن أن يحل محله ، لأن بعض العقاقير تعمل لتثبيط وتهدئة الأجزاء القديمة في المخ ، إلى جانب علاج الرجفة الكهربائية ، هذا إلى جانب ضرورة العناية بالصحة العامة للمريض والراحة إلى أقصى حد.
2 – العلاج بالصدمات الكهربائية :
وهي تفيد في أغلب الحالات ، وخاصة إذا أعطيت مبكرا ، وبالاشتراك مع المهدئات العظيمة ، أو بعد إعطاء الأخيرة بكميات كافية ولو لوقت قصير.
3 – العلاج النفسي : بهدف تخفيف حدة قلق المريض ، وتجديد قدرته على الاتصال على مستوى واقعي في العلاقات الشخصية والتخلص من أوهامه باستخدام العلاج التدعيمي أو العلاج المكثف والجمعي لإعطاء الفرصة لاستيعاب هذا النشاط الداخلي الذي ظهر في شكل مرضي ، فيبذل المعالج قصارى جهده لحل مثل هذا المشكلات والصعوبات في إدراك الآخرين ، والتوجيه والتأهيل النفسي والتربوي والمهني والعلاج بالعمل ، والعلاج الاجتماعي وإعادة التطبيع الاجتماعي والعلاج البيئي .
4– ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة في حالة السلوك العدواني للمريض.
5 – وفي حالة الهذاء المنقول (الهذاء الثنائي) يعالج المريض الأصلي ، بينما المريض الثاني يعالج نفسيا واجتماعيا مع الاهتمام بعملية النقل البيئي .
6- العلاج الديني :
ولأن الإنسان ليس له سبيل إلى القطع والجزم بنوايا الآخرين، ولا يعلم على وجه اليقين دوافع وملابسات كل مواقفهم وتصرفاتهم، فإن التفسيرات والانطباعات التي في الذهن عنهم تبقى مجرد ظنون واحتمالات؛ فالتفسير الإيجابي ينتج ظناً حسناً بينما التفسير السلبي يعني ظناً سيئاً، وهكذا تتراوح انطباعات الإنسان عن الآخرين بين حسن الظن وسوءه ، إن حسن الظن يمنح الإنسان رغبة واندفاعاً نحو الآخرين، ويجعله أكثر قدرة على صنع العلاقة معهم، وعلى العكس من ذلك فإن سوء الظن يخلق نفوراً من الآخرين وتحفظاً تجاههم، وقد يكون مدخلاً إلى العداوة والخصام.
كما أن الدين أمرنا بعدم التكبر ونهانا عن سوء الظن فقال تعالى "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)" الإسراء ، كما جاء في سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" الحجرات.
الأمراض والاضطرابات العقلية (الذهانية)
تضم مجموعة من الأمراض العقلية ، والتي تتميز بتأثيرها الخطير على الشخصية ، بحيث تقعد الشخص عن التوافق مع من يعيشون معه ، وعن العمل المنتج ، بل غالبا ما يصل الأمر بالمريض لأن يصبح خطرا على نفسه وعلى الآخرين ، بحيث يلزم حجزه في المستشفى حماية له ودرءا لخطورته على المجتمع ، والمريض هنا يكون إدراكه للواقع مضطربا ، بحيث لا يعود يدرك في الواقع ما هو موجود به فعلا ، بل ما يدور في ذهنه هو ، حتى ليكاد يختفي الفارق بين الواقع والخيال ، كالنائم الذي يحلم في نومه بأحداث وكأنها الواقع ، بينما هي لا تعدو أن تكون تخيلات لا مقابل لها في الواقع الفعلي المحيط به . وهكذا ، قد يدرك الذهاني أخاه الحميم على أنه عدو لدود ينبغي أن يبادر بالقضاء عليه ، قبل أن يسبقه أخوه هذا فيقضي عليه ، أو قد يرى الذهاني نفسه على أنه مجرم آثم يستحق الإعدام على ما اقترفه من جرائم (وهمية بطبيعة الحال) ، فيبادر إلى تنفيذ حكم الإعدام على نفسه فينتحر ، وذلك بسبب شيوع أعراض الهلوسة والهذاء في الأمراض الذهانية .
ومن هنا قولنا أن الذهاني – عادة – خطير على نفسه وعلى الآخرين ، ويحتاج إلى احتياطات بالغة لحمايته من نفسه ، وحماية الآخرين من أضراره ، ولهذا فإن الجرائم التي يرتكبها الذهاني لا يعد مسئولا عنها جنائيا في غالبية الأحوال ، بحيث لا يجرم طالما أثبت الفحص أنه مريض ذهاني ، بل إن المحاكم تحكم – في مثل هذه الحالات – بالإيداع بالمستشفى لعلاجه والخروج بعد إتمام العلاج .
أولا - تعريف الذهان :
هو اضطراب عقلي خطير ، وخلل شامل في الشخصية ،يجعل السلوك العام للمريض مضطربا ويعوق نشاطه الاجتماعي ، والذهان يقابل الاصطلاح الدارج الشائع " الجنون " ، والذهاني لا يدرك أنه مريض أو شاذ ، لذا قلما يجيء الذهاني إلى المعالج طالبا العلاج ، بل أنه يقاوم العلاج عندما يجبره أهله على التماس العلاج والنكوص للمريض الذهاني يكون إلى مراحل الطفولة المبكرة جدا (المرحلة الفمية والمرحلة الشرجية الأولى) ، وهذا هو السبب في أن مرض الذهان يكون أشد خطورة وأكثر تأثيرا على زعزعة كيان الشخصية وإفقادها اتزانها وتكاملها.
ثانيا - تصنيف الذهان : يصنف العلماء الأمراض الذهانية لقسمين رئيسيين :
أ – الأمراض الذهانية الوظيفية Functional Psychosis :
أي الأمراض النفسية المنشأ ، وهي الأمراض العقلية الذي لا ترجع إلى أسباب عضوية ، وأهم الأشكال الكلينيكية للذهان الوظيفي هي : الفصام ، والهذاء (البارانويا) ، والاكتئاب ، والهوس.
ب – الأمراض الذهانية العضوية Organic Psychosis :
أي الأمراض الذي يرجع المرض فيها إلى أسباب وعوامل عضوية ، وترتبط بتلف في الجهاز العصبي ووظائفه ، مثل ذهان الشيخوخة والذهان الناجم عن عدوى ، أو عن اضطراب الغدد الصماء ، أو عن الأورام ، أو عن اضطراب التغذية ، أو الأيض أو عن اضطراب الدورة الدموية.
أي نصنف الأمراض الذهانية حسب السبب الذي نشأ عنه الذهان فإن كان السبب في نشأه الذهان إصابة عضوية يمكن كشفها بالوسائل العلمية المعروفة كان هذا ذهانا عضويا ، أما إن استحال تحديد سبب عضوي للذهان ، سمي ذهانا وظيفيا ، على أننا ينبغي أن نقرر أن الذهان لا ينشأ – في الكثير من الحالات – عن سبب وظيفي فقط ، أو سبب عضوي فقط ، إنما يتكامل السببان – عادة – في تكوين الذهان مع غلبة السبب العضوي في الذهان العضوي ، وغلبة السبب الوظيفي في الذهان الوظيفي . ولهذا ، فليس من المستبعد وجود سبب عضوي وراء الذهان الوظيفي ، ولا وجود سبب وظيفي وراء الذهان العضوي .
ثالثا- أسباب الذهان ، فيما يلي أهم أسباب الذهان :
أ - الوراثية: الاستعداد الوراثي المهيء، إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان.
ب - الاجتماعية: الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة.
ج -العصبية والسمية والأمراض : مثل التهاب المخ وجروح المخ وأورام المخ والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين.
د - النفسية : الصراعات النفسية والاحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات والتوترات ، والمشكلات الانفعالية في الطفولة والصدمات النفسية المبكرة .
رابعا- أعراض الذهان :
أعراض الذهان شديدة إذا قورنت بأعراض العصاب ، وعادة لا توجد مكاسب ثانوية مرتبطة بالأعراض ، وفيما يلي أهم أعراض الذهان :
أ - اضطراب النشاط الحركي ، فيبدو البطء والجمود والأوضاع الغريبة والحركات الشاذة، وقد يبدو زيادة في النشاط وعدم الاستقرار والهياج والتخريب.
ب - تأخر الوظائف العقلية تأخرا واضحا ، واضطراب التفكير بوضوح فقد يصبح ذاتيا وخياليا وغير مترابط . ويضطرب سياق التفكير ، فيظهر طيران الأفكار أو تأخرها ، والمداومة والعرقلة ، والخلط ، والتشتت ، عدم الترابط ، ويضطرب محتوى التفكير ، فتظهر الأوهام مثل أوهام العظمة أو الاضطهاد ، أو الإثم أو الانعدام ، واضطراب الفهم بشدة وعادة يكون التفاهم مع المريض صعبا، واضطراب الذاكرة والتداعي ، وتظهر أخطاء الذاكرة كثيرا ، واضطراب الإدراك ووجود الخداع ، ووجود الهلوسات بأنواعها البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية والجنسية , واضطراب الكلام وعدم تماسكه ولا منطقيته ، واضطراب مجراه ، فقد يكون سريعا أو بطيئا أو يعرقل ، واضطراب كمه بالنقصان أو الزيادة ، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض الأحيان لغة جديدة خاصة ، وضعف البصيرة أو فقدانها ، وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع ، ويشوهه المريض ويعيش في عالم بعيد عن الواقع ، ويبدو عدم استبصار المريض بمرضه مما يجعله لا يسعى للعلاج ولا يتعاون فيه وقد يرفضه ويضطرب التوجيه بالنسبة للمكان والزمان .
ج -سوء التوافق الشخصي والاجتماعي والمهني .
د - اضطراب الانفعال ، ويبدو التوتر والتبلد وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنب الشاذة . وقد تراود المريض فكرة الانتحار .
ه - اضطراب السلوك بشكل واضح ، فيبدو شاذا نمطيا انسحابيا ، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك يختلف ، ويبتعد عن طبيعة الفرد ، وتبدو الحساسية النفسية الزائدة، ويضطرب مفهوم الذات .
خامسا- علاج الذهان :
جميع حالات الذهان تعالج في مستشفى الأمراض النفسية ، وذلك لما يحدثه الذهان من اضطراب شامل للشخصية ، ولما يؤدي إليه ذلك من سوء التوافق ، ولما يصاحبه من نقص في البصيرة. وفيما يلي أهم ملامح علاج الذهان :
أ - العلاج الطبي بالعقاقير المضادة للذهان، كالمهدئات لضبط الانفعالات والسلوك، والعلاج بالصدمات الكهربائية تمهيدا للعلاج النفسي، والتأهيل الطبي النفسي.
ب - العلاج النفسي الشامل والتدعيمي فرديا أو جماعيا . وتعديل السلوك الغريب أو الشاذ وتحقيق السلوك العادي بقدر الإمكان ، مع الاهتمام بعلاج مشكلات المريض بالاشتراك مع الأسرة .
ج -العلاج الاجتماعي وإعادة التطبيع والاندماج الاجتماعي وإعادة التعليم الاجتماعي ، وتشجيع التفاعل الاجتماعي وتنمية المهارات الاجتماعية . والعلاج البيئي والتدخل المباشر في تعديل البيئة . والعلاج بالعمل .
د - الجراحة النفسية (كحل أخير وبعد فشل جميع الوسائل العلاجية) ، بشق مقدم الفص الجبهي ، وذلك حتى يقل الإجهاد والتوتر وردود الفعل الانفعالية .
سادسا- مآل الذهان :
أ - مآل الذهان الوظيفي بصفة عامة أفضل من مآل الذهان العضوي . وفي الحالات المبكرة مع العلاج المناسب ، فإن التحسن أو الشفاء يحدث في حالات تصل نسبتها إلى (80 %) من مرضى الذهان ، في مدة تتراوح بين بضعة أشهر وعام ، والعلاج المتأخر ، أو غير المنتظم ونقص التعاون من جانب المريض بإهمال العلاج من جانبه يؤدي إلى النكسات أو التدهور .
ب - على العموم فإن مآل الذهان يكون أحسن : كلما عولج الذهان مبكرا ، وكلما كان بناء الشخصية قبل المرض أقوى ، وكلما تعاون المريض والأهل في عملية العلاج ، وكلما تضافر العلاج الطبي والنفسي والاجتماعي السليم .
ج -ويمكن التفرقة بين الذهان والعصاب كما سبق في المحاضرة الأولى.
سابعا - أنماط الاضطرابات العقلية
أ- الفصام.
ب- الاكتئاب الذهاني.
ج- البارانويا.
<!--
<!--<!--<!--<!--
تاريخ علم النفس :
ترجع جذور علم النفس إلى الفلسفة وعلم الفسيولوجيا وعلم الطب .
من الفلاسفة الذين كانت لهم آراء في علم النفس :
أفلاطون :
- كان يرى أن النفس أو الروح والجسم منفصلان عن بعضهما .
- ورأى تقسيمهما بعد التقائهما لثلاثة أقسام :النفس العاقلة ومركزها الرأس ،والنفس الغضوبة ومركزها القلب ،
والنفس الشهوانية ومركزها البطن .
- له أسطورة العربة التي لها جوادان هما النفس الغضوبة والشهوانية ،ولها سائق هو النفس العاقلة .
أرسطو :
- رأى أن النفس لا يمكن فصلها عن الجسم ،مثل تمثال الرخام ،فمادة الرخام هي الجسم مثلا ،والصورة هي النفس .وكذلك أيضا النفس أو العقل هي وظيفة الجسم ولا يمكن فصل العضو عن وظيفته .
- وكان أرسطو هو المؤسس الأول لعلم النفس .
ديكارت :
- رأى الفيلسوف الفرنسي ديكارت في القرن السابع عشر أن النفس والجسم منفصلين عن بعضهما .
- ورأى أن الفرق بين الإنسان والحيوان ،هو أن الأنسان يحركه العقل والحيوان تحركه الغرائز .
- وهو أول من وجه لدراسة الجهاز العصبي لدراسة السلوك على أساس فسيولوجي .
- ورأى أنه يجب دراسة الشعور بدلا من دراسة العقل .
- وكان ديكارت هو المؤسس الثاني لعلم النفس (حمزة:1992).
نظرية دارون :
كان لهذه النظرية أثرها في علم النفس ،حيث كان مضمون النظرية هو تطور الإنسان من كائنات أخرى .
من آثارها اهتمام علماء النفس بدراسة أثر كل من الوراثة والبيئة في الكائن الحي ،ودراسة مراحل نمو الإنسان ، ودراسة الفروق الفردية بين السلالات (راجح:1421).
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"شبكة جدول"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
عصاب الاكتئاب التفاعلي
Depression Neurosis
الاكتئاب العصابي يطلق عليه – أحيانا – الاستجابة الاكتئابية ، وتسيطر على مرض الاكتئاب العصابي حالة من الهم والحزن والانصراف عن الاستمتاع بمباهج الدنيا ، والرغبة في التخلص من الحياة ، مع هبوط النشاط ونقص الحماس للعمل والإنتاج ، وفتور الشهية للطعام والجنس ، ويصاحب كل ذلك أرق واضطراب في نوم المريض .
والاكتئاب العصابي يصيب الفرد ، بعد فقده لشخص أو شيء عزيز ، أو تعرضه لموقف يستدعي الحزن . إلا أن الحزن الناتج لا يزول أو تخف حدته بمرور الوقت ، كما يحدث للأشخاص الأسوياء . لكن يظل في شدته مع مرور الزمن، بل قد يتزايد. والاكتئاب العصابي لا تصاحبه هذاءات أو هلاوس.
تعريف الاكتئاب: حالة من الحزن الشديد المستمر، تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة، وتعبر عن شيء مفقود، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه.
تصنيف الاكتئاب : يصنف الاكتئاب إلى ما يلي :
1 – الاكتئاب الخفيف Mild Depression ، وهو أخف صور الاكتئاب
2 – الاكتئاب البسيط Simple Depression ، وهو أبسط صور الاكتئاب .
3 – الاكتئاب الحاد ( السواد ) Acute Depression ، وهو أشد صور الاكتئاب حدة .
4 – الاكتئاب المزمن Chronic Depression ، وهو دائم وليس في مناسبة فقط .
5 – الاكتئاب التفاعلي ( أو الموقفي ) Reactive Depression ، وهو رد فعل لحلول الكوارث وهو قصير المدى .
6 – الاكتئاب الشرطي ، وهو اكتئاب يرجع مصدره الأصلي إلى خبرة جارحة يعود إلى الظهور بظهور وضع مشابه أو خبرة مماثلة للوضع أو الخبرة السابقة .
7 – اكتئاب سن القعود Involutional Depressive Reaction ، ويحدث عند النساء في الأربعينات وعند الرجال في الخمسينات ، أي عند سن القعود ، أو نقص الكفاية الجنسية أو الإحالة إلى التقاعد . ويشاهد فيه القلق والهم والتهيج والهذاء وأفكار الوهم والتوتر العاطفي والإهتمام بالجسم وقد يظهر تدريجيا أو فجأة وربما صحبته ميول انتحارية ويسمى أحيانا سوداء سن القعود .
8 – الاكتئاب العصابي Neurotic Depression .
9 – الاكتئاب الذهاني Psychotic Depression .
والفرق بين الاكتئاب العصابي والاكتئاب الذهاني فرق في الدرجة ، وفي الاكتئاب الذهاني يسيء المريض تفسير الواقع الخارجي ويصاحبه أوهام وهذيانات الخطيئة .
10 – الاكتئاب كأحد دوري ذهان الهوس والاكتئاب .
أسباب الاكتئاب :
عادة ما يحدث في الأشخاص ذوي التكوين البدين ، الذين يتصفون بمزاج متقلب حاد (18) ويرجع البعض الاكتئاب إلى عوامل وراثية ( بيئية ) مهيئة ، وإن كانت نسبة ذلك ضئيلة جدا . وأهم هذه الأسباب هي الأسباب النفسية ومنها :
1 – التوتر الإنفعالي والظروف المحزنة والخبرات الأليمة والكوارث القاسية ( مثل موت عزيز أو طلاق أو سجن بريء أو هزيمة ...) والانهزام أمام هذه الشدائد.
2 – الحرمان ( ويكون الاكتئاب استجابة لذلك ) ، وفقد الحب والمساندة العاطفية ، وفقد حبيب أو فراقه ، أو فقد وظيفة أو فقد ثروة أو فقد المكانة الاجتماعية ، أو فقد الكرامة ، أو فقد الشرف أو فقد الصحة أو فقد وظيفة حيوية والفقر الشديد .
3 – الصراعات اللاشعورية .
4 – الإحباط والفشل وخيبة الأمل والكبت والقلق .
5 – ضعف الأنا الأعلى واتهام الذات والشعور بالذنب الذي لا يغتفر بالنسبة لسلوك سابق ( خاصة حول الأمور الجنسية ) والرغبة في عقاب الذات .
6 – الوحدة والعنوسة وسن القعود ( سن اليأس ) ، وتدهور الكفاية الجنسية والشيخوخة والتقاعد .
7 – الخبرات الصادمة والتفسير الخاطئ غير الواقعي للخبرات .
8 – التربية الخاطئة ( التفرقة في المعاملة والتسلط والإهمال ...) .
9 – عدم التطابق بين مفهوم الذات الواقعي ، والمدرك ، وبين مفهوم الذات المثالي.
10 – سوء التوافق ويكون الاكتئاب شكلا من أشكال الانسحاب ووجود الكره أو العدوان المكبوت ولا يسمح الأنا الأعلى للعدوان أن يتجه للخارج ، ويتجه نحو الذات ، حتى لقد يظهر في شكل محاولة الانتحار ، ويكون الاكتئاب هنا بمثابة " الكفارة " .
أعراض الاكتئاب :
1 – الأعراض الجسمية ومنها :
* انقباض الصدر والشعور بالضيق والوجه المقنع .
* فقدان الشهية ورفض الطعام .
* الصداع والتعب – لأقل جهد – وخمود الهمة والألم خاصة آلام الظهر
* ضعف النشاط العام والتأخر النفسي الحركي ، والضعف الحركي والبطء وتأخر زمن الرجع .
* الرقابة الحركية واللازمات الحركية .
* نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي ( العنة عند الرجال ) ، والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية ( عند النساء ) .
* توهم المرض والانشغال على الصحة .
2 – الأعراض النفسية ومنها :
* البؤس واليأس والأسى وهبوط الروح المعنوية والحزن الشديد الذي لا يتناسب مع سببه .
* انحراف المزاج وتقلبه والانكفاء النرجسي على الذات .
* عدم ضبط النفس وضعف الثقة في النفس والشعور بالنقص وعدم الكفاية ، والشعور بعدم القيمة والتفاهة.
* القلق والتوتر والأرق.
* فتور الانفعال والانطواء والانسحاب والوحدة والانعزال والسكون والشرود حتى الذهول.
* التشاؤم المفرط وخيبة الأمل والنظرة السوداء للحياة واجترار الأفكار السوداء والاعتقاد بأن لا أمل في الشفاء والانخراط في البكاء أحيانا، والتبرم بأوضاع الحياة ، وعدم القدرة على الاستمتاع بمباهجها.
* اللامبالاة بالبيئة، ونقص الميول والاهتمامات ونقص الدافعية وإهمال النظافة والمظهر الشخصي والإهمال العام وعدم الاهتمام.
* بطء التفكير والاستجابة وصعوبة التركيز والتردد وبطء وقلة الكلام وانخفاض الصوت.
* الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها.
* أفكار الانتحار أحيانا.
3 – الأعراض العامة وأهمها :
* نقص الإنتاج عن ذي قبل وعدم التمتع بالحياة كما كان من قبل .
* سوء التوافق الاجتماعي.
* انكسار النفس وانقباضها .
* فقد المشاركة مع الآخرين، وهكذا نجد أن معظم أعراض الاكتئاب تعتبر سلوكا مضادا للذات.
تشخيص الاكتئاب : تشخيص الاكتئاب سهل ، ولكن :
1 – يجب التفرقة بين الاكتئاب التفاعلي والاكتئاب المزمن .
2 – يجب التفرقة بين الاكتئاب العصابي والاكتئاب الذهاني .
3 – ويجب التفرقة بين الاكتئاب سن القعود وبين ذهان الشيخوخة .
4 – ويجب التفرقة بين الاكتئاب وبين نوبات الاكتئاب كأعراض مبكرة للفصام .
5 – ويجب التفرقة بين الاكتئاب وبين أعراض الاكتئاب المصاحب للأمراض الجسمية .
6 – ويجب الاحتراس ، فقد يغطي المريض اكتئابه بتمسكه بالأعراض العضوية المصاحبة للاكتئاب مثل فقد الشهية أو الأرق أو العنة أو البرود الجنسي .
علاج الاكتئاب:
قد تزول أعراض الاكتئاب دون علاج ، ولكن ذلك يستغرق عادة فترة ليست قصيرة، لذلك يتم علاج حالات الاكتئاب الخفيف عادة خارج المستشفى إذا لم يكن هناك خطر محاولة الانتحار ، أما إذا كان هناك محاولات فيحسن العناية بالمريض داخل المستشفى .
ويحسن بعد انتهاء العلاج أن يتردد المريض على العيادة النفسية مرة كل شهر لمدة (6 شهور ) إلى (سنة) ، للتأكد من عدم الانتكاس ، وأن التحسن ليس مجرد فترة انتقالية إلى طور آخر من الاكتئاب أو الهوس. وفيما يلي أهم معالم علاج الاكتئاب :
1 – العلاج النفسي للاكتئاب :
وخاصة العلاج التدعيمي ، وعلاج الأسباب الأصلية ، والعوامل التي رسبت الاكتئاب ، والفهم وحل الصراعات وإزالة عوامل الضغط والشدة وتخليص المريض من الشعور بالذنب والغضب المكبوت ، والبحث عن الشيء المفقود بالنسبة للمريض ، وإبراز إيجابيات الشخصية والمساندة العاطفية والتشجيع وإعادة الثقة في النفس والوقوف بجانب المريض وتنمية بصيرته وإشاعة روح التفاؤل والأمل .
2 – العلاج البيئي للاكتئاب :
لتخفيف الضغوط والتوترات وتناول الظروف الاجتماعية والاقتصادية (بتغييرها أو التوافق معها).
3 – العلاج الاجتماعي والعلاج الجماعي .
4 – العلاج بالعمل .
5 – العلاج الترفيهي وإشاعة جو التفاؤل والمرح حول المريض والعلاج بالموسيقى.
6 – العلاج المائي .
7 – الرقابة في حالة محاولات الانتحار .
وعلى العموم يجب عمل حساب احتمال الإقدام على الانتحار في أي مريض بالاكتئاب حتى ولو لم يبد ذلك دون مجاهرته بذلك حتى لا نلفت نظره إلى التفكير في الانتحار ، ويزيد من احتمال الانتحار انتحار شخص مهم في حياة المريض كأحد الوالدين مثلا ، ويلاحظ أنه رغم أن عدد أكبر من النساء يهددن بالانتحار ، إلا أن عددا أكبر من الرجال هم الذين ينتحرون بالفعل .
8 – العلاج الطبي للأعراض المصاحبة:
مثل الأرق ( منومات ، وفقد الشهية ونقص الوزن والإجهاد ... ، والعقاقير المضادة للاكتئاب (مثل توفرانيل و تربيتيزو ) ، والمسكنات لتخفيف حدة القلق ومنبهات الجهاز العصبي ( مثل مشتقات أمفيتامين ) والمنشطات والمنبهات لزيادة الدافع النفسي الحركي ( مثل كافين ) والصدمات الكهربائية وخاصة حالات الاكتئاب الحاد المتسبب عن العوامل الداخلية أكثر من الاكتئاب التفاعلي . وكذلك يستخدم علاج التنبيه الكهربائي في حالة الاكتئاب البسيط والتفاعلي .
9 – وفي حالة عدم جدوى الأدوية والصدمات الكهربائية وفي حالات نادرة حين يزمن الاكتئاب، تجرى الجراحة النفسية بشق مقدم الفص الجبهي كحل أخير .
وهنا يمكن صياغة البرنامج العلاجي لحالة الاكتئاب العصابي في الخطوات التالية:
1 – اقتراح برنامج محدد للمريض .
2 – استنتاج أسباب رفض المريض الاقتراح .
3 – سؤال المريض والطلب منه تقييم " وزن " شرعية هذه الأسباب .
4 – الإشارة للمريض لماذا هذه الأسباب قاهرة للذات أو أنها غير شرعية .
5 – إثارة اهتمام المريض بمحاولة أداء الواجبات البيتية .
6 – تنفيذ البرنامج بحيث يتم اختبار شرعية أفكاره .
فالمريض قد يقضي يومه ، أو كل أيامه لا يفعل شيئا ، وعدم النشاط ، هذا ونقص الإنجاز يعمق الاكتئاب ، ويجعل تقدير الذات للمريض في أدنى مستوياته . وإذا أنجز أي شيء فهو يقلل منه " يعتبره تافه " ... ولكن الكثير من المرضى باستخدامهم للاستراتيجيات التالية استطاعوا التخفيف من الشعور بالاكتئاب ، وكذلك من التقدير للذات من خلال القيام ببعض الأنشطة التي يصممها المريض ، وذلك لكسر دائرة الاكتئاب .
وأهم هذه الخطط :
1 – الخطط البسيطة :
في حياة كل شخص هناك أشياء يجب أن يقوم بها " الغسيل ، التنظيف ، العمل ... ، وأشياء أخرى تجعلنا نشعر بالمتعة مثل " الاستماع للموسيقى ... وعند تصميم جدول يومي من المهم أن يتضمن الأشياء التي يحب أن يفعلها ، لتحقيق الشعور بالانجاز، وبعض الأشياء تتمتع بعملها أو القيام بها_ لزيادة شعورك بالحياة.
صمم قائمة بالأشياء الواجب القيام بها، والأخرى للمتعة، وذلك كما بالمثال التالي :
الرقم |
أشياء تجعلني أشعر بالمتعة |
الرقم |
أشياء يجب القيام بها |
1 |
حمام دافئ |
1 |
الجلي |
2 |
اللعب مع الأطفال |
2 |
الغسيل |
3 |
الرسم |
3 |
تنظيف البيت |
4 |
النزهة |
4 |
إعداد الطعام |
5 |
زيارة صديق |
5 |
تنظيم الفراش |
6 |
القراءة |
|
|
7 |
مشاهدة التلفزيون |
|
|
وعند الانتهاء من تصميم الخطة اليومية قم بالتالي :
1 – قيم توقعاتك من هذه الأنشطة باستخدام سلم تقدير من الصفر إلى خمسة .
2 – صفر يعني أنك تتوقع بأنك قادر على القيام به أو أن تتمتع به .
3 – ثلاثة تعني أنك تعتقد أنك قادر على القيام به أو ستتمتع بالقيام به .
4 – خمسة تعني أنك قادر على القيام بالنشاط على أحسن ما يرام .
جدول يوضح النشاط اليومي للشخص المكتئب
التاريخ المزاج
التوقيت |
المشاعر |
ما تم تنفيذه |
الأنشطة والتوقعات |
7 -8 |
|
|
|
8 -9 |
|
|
|
9 -10 |
|
|
|
بعد الانتهاء من النشاط اليومي ، وكن على علم بان الشخص المكتئب يشعر بالسلبية والتشاؤم عندما يرغب في القيام بأي نشاط ، ولكن بعد الانتهاء من أداء الأنشطة التي خططت لها، ربما تشعر بأنك في وضعية أفضل ، وأنك قمت بعمل جيد أكثر مما كنت تتوقع. وهذا سوف يشجعك على أن تكون واقعيا ومتفائلا اتجاه ما تقوم به، ولتحديد اتجاهك نحو ما قمت به من عمل، ولفحص الأثر الذي يتركه عملك ، حاول الإجابة عن هذه الأسئلة :
* كيف هي مشاعري ومزاجي في اليوم الذي أكون فيه مكتئبا ولا أتبع وأنفذ ما تم تصميمه في خطة الأنشطة .
* مشاعري ومزاجي في اليوم الذي أكون فيه مكتئبا وأقوم بتنفيذ ما جاء في خطة الأنشطة.
2 – تقسيم المهام إلى عناصر صغيرة :
عندما تكون حتى المهمة الصغيرة والبسيطة تجعلك تشعر بأنها مسيطرة عليك، وصعب تحقيقها، ولكن بتقسيم المهمة إلى أجزاء ، هذا يجعل المهمة تحت السيطرة.
اكتب الخطوات الضرورية لإنجاز المهمة لكي تسهل العملية ، لأن الإحساس بأنك أنجزت مهمة حتى وإن كانت بسيطة وصغيرة ، يساهم في التخلص من الاكتئاب وربما يمكنك استشارة أي صديق ليساعده في تقسيم المهمة إلى أجزاء.
3 – تعلم تقدير نفسك والرفع من شأن انجازاتك :
في كثير من الأحيان ، تسمع مريض الاكتئاب يقول : " لا أستطيع فعل شيء " أو " لا يمكنني أن أحقق أي شيء أريده " ... هذه بعض الأفكار السلبية التي تعيق الأشخاص الذين يعانون من تقلب المزاج ... بالقليل من الاهتمام والانتباه يمكنك أن تتعلم أن ترفع من شأن إنجازاتك حتى ولو كان صغيرا ... فكل إنجاز سوف يزيد من إرادتك ومن تفاؤلك وتقديرك لذاتك ... تذكر انه لا توجد قواعد ثابتة لحجم إنجازاتك في كل يوم ... ففي بعض الأيام ربما تكون قادرا على عمل الكثير ... وفي أيام أخرى قد لا تكون قادرا على إنجاز الكثير .. وأحيانا أخرى قد لا تنجز أي شيء ...
ولكن يجب أن تثني على نفسك على كل شيء تقوم به مهما كان ضئيلا .. فعندما تنهض من فراشك في الصباح أمدح نفسك .. وكذلك عندما تأخذ حمام أو عندما ترتدي ملابسك أو عندما تتناول إفطارك ، أو عندما تذهب للعمل ، أو عندما تشجع أطفالك ...أو عندما تنفذ الترتيبات السابقة .. أمدح نفسك ..
ولكي تكون العملية سهلة صمم قائمة بالمهمات التي ترغب في إنجازها بشكل يومي ، مثلا
قائمة الإنجازات التي ترغب في تحقيقها اليوم :
1 - ..........................................
2 - .........................................
3 - ........................................
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
السيكاثينيا (Psychasthneia)
السيكاثينا اصطلاح أطلقه "جانيه" على عدة اضطرابات ذات طبيعة قهرية، ومعناه حرفياً نقص الطاقة النفسية للإبقاء على التكامل العادي.
وتشمل السكاثينيا الأعراض المرضية التالية:
1- المخاوف. 2- الوساوس المتسلطة. 3- الأفعال القسرية.
فيما يلي شرح لكل عرض من تلك الأعراض:
1) المخاوف (Phobias)
تعتبر هذه المخاوف إشارة مرضية غير منطقية، لا يعرف المريض سبباً لها. كما لا يستطيع التخلص منها أو التحكم فيها، وفي الوقت ذاته يشعر أن سلوكه في بعض المواقف يثير الخوف والقلق، ويعمل على إثارة ضحك الآخرين.
إن المخاوف المرضية المعروفة هي:
1- الخوف من الأماكن المغلقة.
2- الخوف من الأماكن المرتفعة.
3- الخوف من الأماكن المفتوحه.
4- الخوف من الدم.
5- الخوف من القذارة "النجاسة"
6- الخوف من الازدحام.
7- الخوف من الحيوانات أو من بعض أنواعها.
تفسير المخاوف:
من وجهة نظر المدرسة السلوكية على أنها نوع من التعلم الشرطي. انتقلت فيه القدرة على إحداث الاستجابة من المثير الأصلي الطبيعي إلى بعض الظروف التي اقترنت بالمثير الأصلي في حادثة قديمة مر بها المريض في طفولته، ونتيجة الترابط تكتسب المثير غير الطبيعي "الشرطي" صفات المثير الطبيعي فأصبح يفعل ما يفعله.
ولما كان التعليم الشرطي يتميز بأن العلاقة فيه بين المثير الأصلي والمثير الطبيعي لا يلزم أن تكون واضحة في ذهن المتعلم، كان من الممكن أن يستجيب المريض لمؤثرات شبيهة للمؤثر الشرطي دون أن يعرف العلاقة بين هذه المؤثرات والمؤثر الأصلي. وحتى إذا كان المريض قد أدرك العلاقة في الموقف فإنه يقوم بعد ذلك بعملية كبت، أي حذف هذه العلاقة – من ذكريات ومن تعبير لغوي – من خبرته الشعورية، ولكن ذلك لا يعني أنه قد تخلص من الخبرة كلية، فالذي يبقى عبارة عن جزء من الموقف وهو وجه التشابه بين الموقف الحالي والموقف الأصلي الذي يصبح مثيراً للخبرة الانفعالية التي سبق أن مر بها.
(مثــال): كان هناك ضابط يخاف من الأماكن المغلقة حيث كان يصرخ وهو يرابط هو وفرقته في خندق من الخنادق بالقرب من الخط الأمامي لمعركة من المعارك الحربية، وبسبب هذا الصراخ المتكرر أرسل إلى المستشفى أثناء العلاج واتضحت القصة الآتية:
عندما كان طفلاً أرسلته جدته لبيع بعض السلع القديمة فذهب الطفل بهذه السلع لرجل كان قد اتخذ له مكاناً في نهاية ممر مظلم، وفي أثناء سيره بالممر الضيق هجم عليه كلب كبير كان ينبح نباحاً شديداً فذعر الطفل وتفسير هذه الحالة على حسب المدرسة السلوكية على النحو التالي: المثير الأصلي الطبيعي" نباح الكلب". الملابسات المصاحبة للمثير الأصلي هي "المكان المظلم الضيق، وفي أي موقف مثير كالذي نحن بصدده تحدث خبرتين:
1- خبرة انفعالية "الخوف".
2- خبرة إدراكية "إدراك العلاقات بين أجزاء الموقف" والذي حدث بعد فترة من الزمن في هذه الحالة هو التخلص من الناحية الإدراكية، أي "كبتها في اللاشعور حسب تفسير فرويد" بينما تبقى الخبرات الانفعالية قابلة للتكرار بشكل آلى عن طريق مؤثرات متشابهة، ولماذا تنسى الخبرات الإدراكية؟ تنسي لأنها خبرات مؤلمة والإنسان بطبيعته ميال إلى الابتعاد عما هو مؤلم.
عصاب الوسواس والحواز ( القهر )
Obsession – Compulsion Neurosis
تعريف الوسواس:
مرض نفسي يتميز بوجود تصور أو طقوس حركية أو دورية أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها أو التخلص منها بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها وعدم واقعيتها أو جدواها. بل إن المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه، حتى يصبح شاغله الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها. أنا باستخدام منطقة في إقناع نفسه بعدم واقعية أو جدوى الفكرة ، وآنا آخر باللجوء إلى الآخرين لإقناعه بذلك. فقد تكون هذه الفكرة فكرة عامة ، غير ذات أهمية إطلاقا للمريض، مثل التفكير فيما إذا كانت البيضة ، وجدت قبل الدجاجة ، أم العكس. وقد تكون لها أهمية عاطفية، مثل التفكير في وفاه أحد الأقارب . وأحيانا تكون الفكرة مرتبطة بحادث يهم المريض ولكنها لا تتفق مع واقعه وحقائق الأشياء مثل تفكير طالب ما فيما إذا كانت نتيجة امتحان العام السابق نتيجة صحيحة أم لا ، وذلك رغم انتقاله إلى السنة الدراسية التالية ، ورغم أنه يحاول إبعاد هذه الفكرة عبثا.
إذن فلا غرابة إذن أن تظهر على المريض الوسواسي أعراض الإرهاق والتعب لكثرة ما يبذل من طاقة في الوسواس وفي مقاومته، أما الفكرة الوسواسية التي تشغل بال المريض فقد تظل هي نفسها دون تغيير، أو قد تختفي لتحل محلها فكرة أخرى لتختفي حتى تعود الفكرة الأولى أو تحل ثالثة محلها، كما قد تجتمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت، والأفكار الوسواسية كثيرة يصعب حصرها، فهذا مريض تلح عليه فكرة أن كل أفراد الجنس الآخر ينظرون إليه نظرات جنسية، وآخر تلح عليه فكرة أن الآخرين من الجنس الآخر يفسرون نظراته على أنها جنسية صرفة، ويبدو لذلك مرتبكا في حضرتهم وخجولا ، وثالث عليه فكرة أنه شخص فاشل لا يصلح لشيء ... ، وعندما تحدثنا في هذا الفصل عن مظاهر الأمراض النفسية ذكرنا كمثل على اضطراب التفكير وسواس أم عند خروج ابنها . وبطبيعة الحال، فإن الإقناع المنطقي يفشل في علاج المريض الوسواسي، طالما أن هذه الأفكار لم تأت نتيجة منطقيتها، بل إنها تعتنق بالرغم من مخالفتها للمنطق وللواقع معا، فالوسواس والقهر أو الحواز عادة متلازمان كأنهما وجهان لعملة واحدة.
أما تعريف الحواز فهو عبارة عن قيام المريض بأفعال حركية رتيبة جامدة متكررة (على نمط واحد) لا تحقق له أية فائدة ، وليس لها معنى منطقي لدى غيره، بل وربما لدى المريض نفسه، وإن كان في بعض الأحيان يلتمس لها المريض أسبابا: مثل المريض الحوازي الذي يكرر غسل يديه مئات المرات بحجة وقاية نفسه من المرض عن طريق إزالة الجراثيم التي تعلق بيديه بغسلها باستمرار، وفي حالات كثيرة ، يجاهد المريض الحوازي نفسه بنفسه ليمنعها من إتمام الفعل الحوازي لاقتناعه بعدم جدواه وبعدم منطقيته ، لكنه في النهاية يفشل في ذلك ويستسلم للدافع الداخلي الذي يطالبه بإتمام الفعل الحوازي . ومعنى هذا أن الدافع وراء الفعل الحوازي يكون أقوى من الإرادة الشعورية للمريض بحيث يريد المريض على المستوى الشعوري التخلص من القيام بالفعل الحوازي لإدراكه ما فيه من غرابة وعدم فائدة ، لكن المريض يجد نفسه في نهاية الأمر مقهورا ومستسلما لأداء هذا الفعل الحوازى، حتى أن بعض العلماء يميلون إلى تسمية الأفعال الحوازية بالأفعال القهرية، نسبة إلى أن المريض يكون مقهورا على تكرار أدائها بالرغم عنه، والقهر هنا بطبيعة الحال هو القهر الذي تقوم به الدوافع اللاشعورية التي لا يدري عنها شيئا.
أما الأفعال الحوازية التي يمكن أن تصبح أعراضا لمرض الحواز ، فهي كثيرة لا يمكن حصرها ، فهذا مريض يقوم عدة مرات من سريره قبل الاستغراق في نومه للتأكد من أن باب الشقة مغلق ، وهذا آخر يقوم بأفعال محددة وبترتيب جامد قبل أن يخرج من المنزل فيفتش كل حجرات المنزل تفتيشا دقيقا ، فينظر تحت الأسرة ويفتح الدواليب .. ويكرر ذلك عدة مرات حتى يطمئن بنفسه ، إلى أن كل شيء على ما يرام .. وهذا ثالث يعد درجات السلم الذي يصعده ، فإن شك في ، أنه قد أخطأ العد نزل ثانية لإعادة العد ... وإذا ما حيل بين المريض وبين أن يتم فعله الحوازي أصيب بقلق بالغ وخوف شديد من المجهول ، حتى تتاح له فرصة إنجاز فعله الحوازي فيهدأ إلى حين ، لكي تعاوده من جديد الرغبة في تكرار فعله الحوازي وهكذا. يظل المريض نهبا لدوافع إتيان الفعل الحوازي ولمحاولة تجاهله ثم استسلامه لإتمامه في نهاية الأمر . ثم لا يلبث قليلا حتى تعود هذه الدوافع من جديد ليستسلم لها المريض من جديد ، بعد محاولات جاهدة لمقاومة إتمامها . وهكذا ، يقضي حياته طالما ظل مريضا ، ولا يخفي مدى تأثير هذا المرض على تبديد طاقة المريض في أفعال متكررة لا طائل من ورائها ، وفي محاولات من جانب المريض لمقاومة هذه الأفعال وعدم إتيانها الأمر الذي يسبب إنهاكا شديدا للمريض ، وضيقا بالغا له.
أسباب عصاب الوسواس والقهر:
فيما يلي أهم أسباب عصاب الوسواس والقهر:
1 - الوراثة :
ويدل على أهمية هذا العامل أننا نجد أن شخصية والدي المريض بهذا العصاب قد تتصف هي أيضا بالنزعة إلى الوسوسة.
2– التكوين الجسمي :
يغلب التكوين الجسمي النحيف على مرضى هذا العصاب.
3 – أسباب بيئية مهيئة :
أ - كتقليد سلوك الوالدين أو الكبار المرضي بالوسواس والقهر .
ب - والإحباط المستمر في المجتمع، والتهديد المتواصل بالحرمان، وفقدان الشعور بالأمن، ولذا يبدو المريض وكأنه يتلمس الأمن، ويتجنب الخطر في النظام والتدقيق والنظافة وغير ذلك من أعراض الوسواس والقهر .
ج – التنشئة الاجتماعية الخاطئة والتربية المتزمتة الصارمة المتسلطة الآمرة الناهية القامعة، والقسوة والعقاب، والتدريب الخاطئ المتشدد المتعسف على النظافة والإخراج في الطفولة.
وقد تكون الأسباب البيئية مرسبة ، فيبدأ المرض عقب وقوع حادث نفسي معين ، مثل خيبة الأمل والاصطدام بواقع الحياة، لاسيما وأن قيم ومثل المريض تكون – عادة – بعيدة عن الواقع.
4 – أسباب فسيولوجية :
يوجد الكثير من الشواهد أو الملاحظات التي تؤيد احتمال نشأة هذا المرض من أسباب فسيولوجية ، فظهوره في الأطفال بكثرة حيث الجهاز العصبي لم يكتمل نضجه ، وكذلك وجود المرض بطريقة دورية وفي هيئة نوبات متكررة ، مع اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ ، مع ظهور هذا المرض بعد أمراض خاصة في الجهاز العصبي مثل الحمى المخية ، والصرع النفسي الحركي ، كل ذلك يؤيد الأساس الفسيولوجي.
5 – أسباب نفسية :
أ - كالصراع بين عناصر الخير والشر في الفرد ، والصراع بين إرضاء الدوافع الجنسية والعدوانية وبين الخوف من العقاب وتأنيب الضمير ، ووجود رغبات لاشعورية متصارعة تجد التعبير عنها في صورة الفكر الوسواسي والسلوك القهري، وكذلك الصراع بين التمرد على مطالب الكبار وتقبلها.
ب – الخوف ، وعدم الثقة في النفس والكبت .
ج – ويعتقد أصحاب المدرسة السلوكية أن الوسواس يمثل مثير شرطي للقلق، ولتخفيف القلق يقوم الفرد بسلوك معين يخفف القلق المرتبط بالفكر الوسواسي.
د – ويرى فرويد أن بعض حالات الوسواس والقهر ترجع إلى خبرة جنسية مثلية سلبية ، تكبت وتظهر فيما بعد ، معبرا عنها بأفكار تسلطية وسلوك قهري، كما ويرى فرويد أن هذا المرض يرحع إلى اضطراب في المرحلة الشرجية في تكوين شخصية الفرد.
هـ – ويعتبر التكوين العكسي من أهم الحيل الدفاعية في عصاب الوسواس والقهر، مثلا الأم التي تحاول التخلص من جنينها ثم تمنت موته عند ولادته ، وبعد ولادتها أصبحت تغسل يديها مرارا قبل لمسه وتغلي ملابسه وأدوات رضاعته باستمرار ولا تسمح لأحد أن يلمسه ، خشية تعرضه للعدوى والمرض .
و – وتلعب حيلة الإلغاء أو الإبطال دور هام في عصاب الوسواس ، وفيه يلغي المريض ما قام به فعلا من سلوك ، لأنه غير مقبول شخصيا أو اجتماعيا ، كالأم الذي تلغي عقابها لطفلها بإغراقه بالحب.
ي – الشعور بالإثم وعقدة الذنب ، وتأنيب الضمير ، وسعي المريض لاشعوريا إلى عقاب ذاته ، ويكون السلوك القهري بمثابة تكفير رمزي ، وإراحة للضمير (فمثلا يمكن أن يكون غسيل الأيدي القهري رمزا لغسيل النفس وتطهيرها من الإثم المتصل بخطيئة أو بخبرة مكبوتة).
أعراض عصاب الوسواس والقهر :
فيما يلي أهم أعراض عصاب الوسواس والقهر :
1 – الأفكار المتسلطة ، ويكون معظمها تشككية أو اتهامية أو عدوانية أو جنسية (الشك في الخلق والتفكير في الموت والبعث والاعتقاد في الخيانة الزوجية) والانشغال بفكرة ثابتة تسلطية، والتحريض على القيام بسلوك قهري .
2 – المعاودة الفكرية، والتفكير الاجتراري كترديد كلمات الأغاني بطريقة شاذة.
3 – التفكير الخرافي البدائي والإيمان بالسحر والشعوذة والأحجبة، والأفكار السوداء، والتشاؤم، وتوقع الشر، وتوقع أسوأ الاحتمالات والكوارث.
4 – الانطواء والاكتئاب والهم وحرمان النفس من أشياء ومنع كثيرة، وسوء التوافق الاجتماعي وقلة الميول والاهتمامات نتيجة التركيز على الأفكار المتسلطة والسلوك القهري.
5 – الضمير الحي الزائد عن الحد، والشعور المبالغ فيه بالذنب، والجمود، وعدم التسامح والعناد والجدية المفرطة، والدقة الزائدة.
6 – الاستغراق في أحلام اليقظة.
7 – القلق إذا وقع في المحظور، وخرج عن القيود والحدود ، والتحريمات التي فرضها على نفسه فكرا وسلوكا.
8 – السلوك القهري والطقوس الحركية كالمشي على الخطوط البيضاء في الشارع ، والمشي بطريقة معينة ، ولمس حدود الأسوار، وعد الأشياء التي لا يعدها الناس كطوابق المنازل والشبابيك ودرجات السلم وأعمدة الكهرباء ، والتوقيع على أي ورقة عددا معينا من المرات.
9 – النظام والنظافة والتدقيق والأناقة وحب القيام بطقوس ثابتة وطويله في النظافة وغسل اليدين المتكرر ونظام ثابت في لبس الملابس وخلعها، وفي ترتيب الأثاث، فلكل شيء مكان ووضع وكل شيء في مكانة وموضعه وهكذا .
10 – التتابع القهري في السلوك ، والبطء في العمل ، والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات .
11 – الشك المتطرف في الذات ، والتأكد المتكرر من الأعمال ، والتردد والمراجعة الكثيرة ، وتكرار السلوك ( كتكرار قفل الأبواب ومحابس المياه والغاز ...) .
12 – الخواف خاصة من الجراثيم والميكروبات والقذارة والتلوث والعدوى ، ولذلك يتجنب مصافحة الناس ، أو تناول الطعام والشراب الذي يقدم له في المناسبات ...
13 – السلوك القهري المضاد للمجتمع ، كهوس إشعال النار وهوس السرقة ، وهوس شرب الخمر ، والهوس الجنسي.
تشخيص عصاب الوسواس والقهر :
1 – قد تلاحظ بعض أشكال خفيفة من الفكر الوسواسي والسلوك القهري عند الشخص العادي ، ولكن الفيصل هو اعتبار الفكر وسواسيا والسلوك قهريا هو تكرار وقوعه وظهور القلق والتوتر عند مقاومته أو منع الفرد تأدية عمله اليومي والتأثير على كفاءته وسوء توافقه الاجتماعي .
2 – يلاحظ إذا طغى الفكر الوسواسي أكثر ، كانت الحالة شديدة ، أما إذا طغى السلوك القهري ، كانت الحالة أخف .
3 – يجب المفارقة بين عصاب الوسواس والقهر كمرض في حد ذاته أو كعرض من أعراض مرض آخر ، مثل ذهان الهوس والاكتئاب أو الفصام.
4 – ويجب المفارقة بين عصاب الوسواس والقهر وبين الهذاء. والفارق الرئيسي هو أنه في عصاب الوسواس والقهر يتأكد المريض من عدم صحة وتفاهة وغرابة وسخف فكرة المتسلط وسلوكه القهري، أما في الهذاء فإن الأفكار والسلوك يؤمن المريض بصحتها تماما .
5 - ويتشابه الحواز في أصله وطابعه مع الوسواس ، وكثيرا ما يتواجدان سويا في المريض الواحد . ولا يكاد يختلف الحواز عن الوسواس إلا في أن الحواز يتميز أكثر بأنه حركي ، بينما الوسواس يتميز أكثر بأنه فكري . فالحواز يقوم بأفعال حركية متكررة ، بينما الوسواسي تراوده وتعاوده أفكار غريبة . والمريض في الحالتين يعي تماما أنه مريض . ويجاهد في أن يوقف الأفعال الحركية الحوازية لإدراكه لسخفها . وفي أن يدرأ الأفكار الوسواسية لإدراكه لعدم منطقيتها وزيفها . وإن كان يفشل في الحالتين لأن الدوافع إليهما دوافع لا شعورية لا يدركها ولا يملك التحكم فيها ولا يستطيع مواجهتها بشكل ناجح إلا إذا أدرك حقيقتها وأهدافها بعد أن يخضع للتحليل النفسي.
علاج عصاب الوسواس والقهر:
قد يظهر العصاب لمدة قصيرة ويشفى تلقائيا دون علاج ، ولكن معظم الحالات تحتاج إلى فترة طويلة تحت العلاج . وأهم ملامح العلاج ما يلي :
1 – العلاج العضوي لعصاب الوسواس والقهر :
أ – العلاج بالصدمات الكهربائية والتنويم الكهربائي لا سيما في الحالات المصحوبة بالاكتئاب .
ب – العلاج بالعقاقير: ويفيد في تخفيف حدة التوتر المصاحب للوسواس والقهر، باستخدام الأدوية المهدئة لتقليل حدة الاضطراب والتوتر المصاحب للوسواس والقهر (مثل ليبريوم) ، وإن لم ينجح في القضاء على الفكرة الغريبة ذاتها ، وفي بداية ظهور الوسواس قد يستجيب للعلاج المكثف بمضادات الاكتئاب مع المهدئات العظيمة، ويوصي بعض المعالجين باستخدام علاج النوم المستمر في بعض الحالات.
ج – العلاج الجراحي:(شق الفص الجبهي) كآخر حل أحيانا في حالة استحالة التخلص من الوسواس والقهر الذي يعطل حياة المريض ، بقطع الفص الأمامي في المخ في الحالات المستعصية التي تصل فيها الوساوس والقهر درجة يستحيل معها أي نشاط آخر للإنسان (مثل حالة وصلت لأن تغسل الخبز بالماء والصابون ، ثم لا تأكله طبعا، حتى كادت تهلك هزالا).
2 – العلاج النفسي لعصاب الوسواس والقهر:
وخاصة التحليل النفسي ، للكشف عن الأسباب وإزالتها ، وتفسير طبيعة الأعراض ومعناها الرمزي واللاشعوري . وعلاج الشرح والتفسير والتوضيح والإيحاء ، وتنمية البصيرة بالنسبة للعوامل والديناميات والمخاوف وما يصاحبها من حيل ووسائل دفاع لاشعورية ، قد يكون دورهم – بالإضافة إلى العلاج العضوي – في إزالة التوتر المصاحب للوسواس والقهر. وكذلك علاج المساندة والتشجيع والتطمين والتقليل من الخوف ، وتجنب مثيرات الوساوس ومواقفها وخبراتها ، وإعادة الثقة بالنفس، والعلاج بالإزاحة (أي إزاحة الأفكار الوسواسية والسلوك القهري بأفكار بناءة وسلوك مفيد).
3 – العلاج الاجتماعي والعلاج البيئي:
وهو يوجه نحو إزالة مزيد من الصعوبات البيئية التي قد تزيد من توتر المريض وضيقه، فيتم تغيير المسكن أو العمل.
4 – العلاج السلوكي:
وهو يفيد كثيرا في ربط الأعراض عرض بمؤثرات منفرة ، وذلك لإزاحة هذه الأعراض وبصفة خاصة للتخلص من المخاوف المصاحبة وخاصة باستخدام أسلوبي الكف المتبادل والخبرة المنفرة، والعلاج بالعمل (في حالة الكبار)، والعلاج باللعب (في حالة الأطفال).
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع (الوسواس القهري):
في هذه الحالة ينشغل المريض بفكرة أو عدة أفكار، تعطل كل اهتمام آخر للمريض، الأمر الذي يسبب له الضيق والتوتر:
طالب بالجامعة، عمره (23 سنة)، لم يتزوج، جاء يشكو من خوف ، وعدم قدرة على التركيز ، وتفكير شديد لا يستطيع التخلص منه " .... الحكاية بدأت لما كنت قاعد باذاكر ، وجه واحد زميلي باحبه وأعزه ، قال لي " ارحم نفسك " ، قعدت أفكر في الكلمة دي ، ومش قادر اتخلص منها ، ومانمتش كويس ، وأقعد أقول الواحد لازم يبطل أفكار قبل ما ينام ، يقوم الفكر يجيلي تاني : والزميل ده ، اللي ساكن معايا ، حساس زيي ، وفيه صفات كثير مني ، وأنا باحترمه ، وباحبه ، لكن خايف الحب ده يكون نوع من الشذوذ ... وبعدين الفكرة تقلب معايا : يا ترى أنا عندي شذوذ جنسي ولا لأ ؟ ... واش معنى باهتم بالجدع ده ، دون خلق الله ، وليه بازعل منه هوه بالذات لما يمس طرفي ، وعلى كل حال هوه يشبهني قوي ".
وبدراسة تاريخه ، وجد أنه نشأ في عائلة ريفية متزمتة ، وأن والده كان يتصف بالشدة والحساسية ، وكان بينه وبين آخرين ثأرا لم يأخذه ، فكان دائم التحفز والتوتر والحذر ، ولما قتل غريمه بغير يده ، أحس أنه لم يقم بما عليه من واجب ... وتبين أن والده كان يكثر من تحذيره من العلاقات الجنسية الشاذة بين الأولاد " ..... أول ما انتبهت للحكاية دي كنت اتأخرت بره شوية ، فوالدي قال لي لازم العيال كانوا بيعملوا فيك حاجة ... صدمت وبكيت وعز علي نفسي ، وبقيت حاسس جدا، لو حد لمس جلابيتي لازم ألمس جلابيته زي ما لمسني .... ".
هذا وقد استمر اجترار أفكاره مدة طويلة لدرجة أنها هاجمته في امتحان الفصل الدراسي الأول، ولم يستطع التخلص منها ، فكانت سببا في رسوبه، ثم عاودته الأفكار وزادت عليها فكرة احتمال تكرار المأساة في الفصل الدراسي الثاني وعدم جدوى العلاج ، وقد عولج المريض بالمهدئات والعلاج النفسي ، وتحسنت حالته ، وهدأ نومه ، وحسن استعداده للامتحان ، ورغم أن الأفكار كانت تراوده بين الحين والحين إلا أن التوتر كان أقل شدة بالتأكيد .
وهكذا نرى علاقة الوسواس بالحساسية الشخصية : وكيف يمكن أن تؤثر حالة الوالد النفسية في طفله ، كما نرى كيف أن الكلام العابر مهما بدا عرضيا قد يترك في النفس آثارا عميقة ، وقد يرسب المرض النفسي فعلا.
بالنسبة للطلاب
مريان صلاح زكى ، دعاء مصطفى برنس ،ايرين ملاك عبد الشهيد، من الملاحظ أنهم أجابوا عن المقياس مرتين
كما أن الطلاب الذين أجابوا عن المقياس يمكنهم التأكد من وجود أسمائهم في الملف المرفق
دراسة بها مقياس عن الضغط النفسي ، والصلابة النفسية
http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=25528
دراسة عن الضغط النفسي و علاقتھ بالرضا الوظیفي
التحميل
http://www.gulfup.com/?GiQWoE
المصدر : http://psycology.sudanforums.net/t1593-topic?highlight=الضغط
مزيد من الدراسات عن الضغوط النفسية على موقع جوجل
https://www.google.com.eg/search
القرآن الكريم مليء بالمعجزات النفسية والتي تثبت أن هذا القرآن من عند الله ! وفيما يلي أهم المقالات والأبحاث في إعجاز القرآن الكريم والسنة و النبوية في مجال علم النفس . ولذلك ما سنتناوله في السطور القادمة يمس كل شخص منا، بل ربما تكون هذا الكتاب سبباً في إحداث تغيير مهم عند بعض القراء ممن لم يطلعوا على هذا العلم بعد . وقد توصلتُ لنتيجة ألا وهي كل ما يكشفه علماء النفس من حقائق صحيحة ويقينية إنما تح دث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرنا ً!! ومهمتنا كمؤمنين ندعي حب القرآن أن نرد هذا العلم إلى أصوله القرآنية، وأن نطمح أن نكون في أفضل مرتبة عند الله، والسبيل إلى ذلك أن نقتدي بنبي الهدى والرحمة في تصرفاته وطريقته في علاج المشاكل وطريقته في التعامل مع من حوله، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال في حقهم :" أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ"البقرة: ١٥٧
د.حسام محمود زكي علي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع