اليوم الثلاثاء 25 يناير 2011
أجواء قبل الثورة
كانت المظاهرات في تونس مستمرة منذ 18ديسمبر وتزداد قوة الى حد أجبار زين الدين بن علي على الهرب الى السعودية مما أجبر العالم كله خصوصا العرب والشعب المصري على المتابعة والتأثر والفرح والأمل
اخذ الاعلام المصري يؤكد على أن ظروف مصر تختلف عن تونس وبالتالي يتوقع عدم وجود مظاهرات شبيهة في مصر
كما برزت تصريحات "راشد الغنوشي"زعيم حركة النهضة الاسلامية بتونس وتبريره لعدم نزول حركته لهذه المظاهراتبقوله:" إن هذه المظاهرات مطالبها اجتماعية وليست سياسية وإنها حركة شعب ونحن لانريد أن نقفز عليها كسياسيين وكإسلاميين فمعلوم أن العالم كله سيقف ضد هذه المظاهرات إذا ظهر لها توجه اسلامي"
الدكتور عصام دربالة خالف هذا الاتجاه وأسدى نصيحة للنظام الحاكم أن يبدأ من جهته بعدة اصلاحات وأن يأخذ الأمور بجدية
كنت أسمع من الشباب أن مظاهرات هذه المرة لن تكون ككل مرة وأن الاستعدادات لها كبيرة مختلفة لكني لم أكن أتوقع شيئا جديدا
ذهبت الى عملي في محل البقالة منتظرا حدث اليوم متوقعا تكرار مايحدث في مثل هذه الحالات
وكنت أنتظر أيضا المشهد اليومي الذى استمر منذ إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة 2010
كان الحزب الوطني يتظاهر كل يوم في الشوارع بسيارات تحمل كثيرا من البلطجية ومكبرات الصوت الصاخبة (الساونات ) تغني وهم يرقصون مبتهجين بنتائج الانتخابات التي كانت أبشع انتخابات من حيث التزوير المعلن على سبيل التحدي ومن حيث أحداث العنف والامتهان للمعارضين للنظام وكان هذا المشهد يغيظ الناس فيعلقون ان النظام لم يكتف بالتزويرالعلني الوقح بل يخرج لنا لسانه بهذه المسيرات الصاخبة.. شيء يبعث في النفوس مزيدا من القهر
وما كان يبعث على القهر أيضا هذه الملصقات التي كانت تغرق الشوارع وعليها صورة جمال مبارك وعبارة "اختارناك" هكذا بهذا الخطا اللغوي والتوقيع "حملة ترشيح جمال مبارك رئيسا"
البداية
في الساعة العاشرة صباحا بدأت أسمع حديث الناس يقولون: ستحدث مظاهرات ثم يقولون وماذا يمكن أن يحدث؟ سيتركونهم ثم يصورونهم في المظاهرات بالنهار ليقبضوا عليهم من البيوت بالليل مثل كل مرة
في المقهى المجاور للمحل تابعت قناة الجزيرة في التليفزيون لأتابع مايحدث في القاهرة أما مايحدث في السويس فكان حديث المارة والمشترين من السوق المقابل للمحل يصب عندي كل الأخبار
في الساعة الثانية عشرة بدأت المظاهرات في ميدان التحرير ثم سمعت المارة يقولون أن شبابا كثيرا قد تجمع امام قسم الأربعين بالسويس . وتابع المارة بآرائهم أن المظاهرت هذه المرة كبيرة وأن عمالا من شركة كبيرة بالسويس فوجئوا اليوم بفصلهم وتصفية موقفهم فرجعوامن فورهم غاضبين ليصبوا غضبهم في المظاهرات أمام قسم الشرطة
بعد قليل سمعتهم يقولون: الهتافات عالية لكن الأمن يقف بصفوفه في مقابلة الشباب المتظاهرين ولايتحرك تجاههم ولايمنعهم من التظاهر بل سمعت أن مأمور القسم خرج اليهم وحدثهم أنه سيتركهم يتظاهرون ولكن بدون تخريب
بعد قليل سمعت أن الهتافات قد تصاعدت وأنهم يهتفون برحيل مبارك
في التليفزيون كانت الأعدادا مفاجأة سمعت هتافات المتظاهرين فإذا هي جديدة ليست كما تعودنا من الهتافات المسجوعة الثورية الحماسية بل يهتفون(الشعب يريد إسقاط النظام ). (عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية) ..إرحل إرحل إرحل
(ياعلاء قل لأبوك كل الناس بيكرهوك)
استمرت المظاهرات بلا مشاكل ولكن عند المغرب شاهدت المارة مذعورين يقولون إن القسم قد احترق والأمور قد انقلبت وأن المتظاهرين اشعلوا النار في القسم وأن ثلاثة قتلى قد سقطوا .. وسمعت تعليقات الناس في السوق المقابل لي يقولون أن أهالي هؤلاء لن يسكتوا فهم من الصعيد والمشكلة بذلك قد تعقدت .و لكن في نفس الوقت سمعت من يقول: وماذا عسى أن يفعل أهاليهم مع الحكومة؟
أحسست أن المسألة دخلت فيها دماء وبالتالي ستتعقد أكثر
كان إحساس الناس بالخطر من المظاهرات يزداد وكانوا يرددون: "ربنا يسترها" بل كان أكثر من سمعتهم يتمنون أن تنتهي الأمور على خير حتى لو لم يحدث أي تغيير
بالليل تابعت قناة الجزيرة فإذا بألأمور تتفاقم ويظهر في الميدان أيمن نور زعيم حزب الغد يوجه رسالة لمبارك يقول (إرحل إحنا مش طايقينك ).
ساحة النقاش