<!--[endif]-->
|
مقدمة
أما بعد
ـ في هذه الأيام نحتاج الى أن نقف وقفة مع حق الأنبياء علينا
فنحن في هذه الأيام بين من غالىَ في أنبياء الله وابتدع في دينهم ماليس منه وبين من استهدف النيل من الأنبياء لينال من الدين وماجاءوا به
ـ نعم فنحن المسلمين أَولىَ الأمم بالأنبياء (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ........) الآية (وتكونوا شهداء على الناس ...) الآية
لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وجداليهود يصومون عاشوراء فسأل عنه فقالوا هذا يوم نّجَّا الله فيه موسى فنحن نصومه فقال: نحن أولى بموسى منهم فصامه وأمر الناس بصيامه
عن أبي هريرةرضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( : ( أنا أولى الناس بابن مريم ، الأنبياء أولاد عَلَّات وليس بيني وبينه نبي ) وفي رواية : ( أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال الأنبياء إخوة من عَلَّات ، وأمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وليس بيننا نبي ) روه مسلم (قال النووي قال العلماء : أولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الإخوة لأب من أمهات شتى . وأما الإخوة من الأبوين فيقال لهم أولاد الأعيان . )
ـ نحن أولى الناس بالإ يمان بالأنبياء وباعتقاد عصمتهم وبطاعتهم وبعدم التمرد عليهم وبعدم المغالاة فيهم وبحفظ ماجاءوا به من الزيادة أو النقصان وبالدفاع عنهم وحفظ مقامهم وتبليغ رسالتهم وبتقدير ورثتهم وهم العلماء
ـ نحن الذين آمنا بالرسل جميعًا ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون .......)الآية فالإيمان بالرسل جميعا هو الإيمان لأنهم جميعا يدعون الى دين واحد وهو التوحيد (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)النحل
دعوتهم للتوحيد واحدة وإن اختلفت التشريعات والأحكام غير أن خاتم الأنبياء هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما أن خاتم الكتب السماوية هوالقرآن (وأنزلنا إليك هذا الكتاب مصدقا لمابين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) أي أمينا عليه فماكان من هذه الكتب موافقا لما في القرآن فهو صحيح وماكان مخالفا فهو محرف وغير صحيح
ولذا فإن من آمن بأي نبي لايصح إيمانه حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن نبيه وصى بالإيمان به عليه الصلاة والسلام بل قال صلى الله عليه وسلم لو كان موسى ابن عمران حيا ماوسعه إلا أن يتبعني ) وقال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) القصص
ـ نحن الذين قلنا (سمعنا وأطعنا )(سبب نزول الآية) ولم نقل (سمعنا وعصيناكما قلت بنو اسرائيل
ـ حق الانبياء علينا:
ـ أن ننزلهم منازلهم ومكانتهم وقدرهم ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ) فهذه معادلة واحدة لايصح أن نجزئها هم بشر نعم لكنهم يتميزون عنا فهم يكلمهم الله تعالى ويوحى اليهم
فنحن لا نغالي فيهم فنخرجهم من كونهم بشرا مثلنا خلقوا من طين يأكلون ويشربون يفرحون ويغضبون ، وفي نفس الوقت لا ننقصهم قدرهم فهم يوحى اليهم وكفى بذلك رفعة ومنزلة
ـ دُعيَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام فجاءوا له ب "ضَب"وهو حيوان صغير يأكله بعض العرب وكان معه خالد بن الوليد فلم يأكل الرسول صلى الله عليه وسلم من الضب وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفهمون الفرق بين تصرفاته كبشر يمكنهم مخالفته في هذه التصرفات وتصرفاته كنبي يجب عليهم الاقتداء به أو يستحب فسأله خالد عن سبب عدم أكله هل يحرمه؟ قال لا بل أعافه ( يقرف منه ) وفسر ذلك بأنه لم يكن من طعام قومه فأكل خالد رضي الله عنه
ـ فالأنبياء صلوات الله عليهم بشرنعم لكنهم معصومون من الخطأ لذا فإننا نعتقد عصمتهم من الفواحش والخطأ لأن الله تعالى عصمهم حتى يمكنهم أن يبلغوا رسالته ....(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ..)
ـ ومن حق الأنبياء علينا أن لاندخل في الدين الذي جاءوا به شيئا حتى ولو كان ذلك تعبيرا عن حبنا لهم واحتفالنا بهم على سبيل العبادة فلو كان ذلك عبادة يحبها الله لأمرونا بها وهم لايتحرجون من إبلاغ ذلك
الرسل جميعا بلغوا كل ما أمروا به بلا حرج فرسولنا صلى الله عليه وسلم بلغنا القرآن حتى ماكان فيه عتابا له (عفا الله عنك لم أذنت لهم ) (عبس وتولى أن جاءه الأعمى ...) وبلَّغنا حتى مايخص أدب التعامل معه ولم يقل: كيف أبلغهم شيئا يطالبهم بالتعامل معي بأدب واستحيا من ذلك كلا بل قرأ صلى الله عليه وسلم (لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) ( لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
ـ من حق الأنبياء علينا أن نطيعهم ولا نتمرد عليهم (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)
لقد قص علينا القرآن قصص بني إسرائيل الذين تمردوا على موسى عليه السلام في قصة البقرة وغيرها إلى أن صرح القرآن بأنهم قالوا صراحة سمعنا وعصينا نعوذ بالله من هذه الروح في معاملة الأنبياء وهذه الخصومة كيف يقال ذلك لنبي فالأنبياء حريصون على أقوامهم يحبونهم ويخلصون لهم النصيحة ويشفقون عليهم فالأرواح الطيبة والقلوب السليمة تحبهم وتحترمهم وتعتز بهم وتطيعهم وتطمئن وتثق فيهم
لذلك فإن سورة البقرة جاءت في نهايتها بقول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (سمعنا وأطعنا) ولهذه الآية قصة يجب أن نحفظها ونعلمها أبناءنا ونورثها لهم لأنها تعلمنا الروح التي يجب أن نتعامل بها مع الأنبياء الذين يبلغوننا دين الله والأدب الذي يجب أن نتعامل به والخضوع والخشوع والانقياد والاستسلام والعبودية الحقة لله رب العالمين .........................( سبب نزول الآية )
ـ ومن حق الأنبياء علينا أن نقدر ورثتهم ( العلماء ورثة الأنبياء ) قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ) فالعلماء هم الذين يفسرون لنا مقصود القرآن والسنة ونحن في الاسلام ليس لدينا رجال دين يختصون وحدهم بالعلم ولديهم أسرار لايعلمها إلا هم ويختصون بمغفرة الذنوب وإدخال الناس الجنة وإنما لدينا العلم مكفول ومتاح للجميع من أخذ بهذا العلم وملك أدوات الفتوى اجتهد وأفتى
ـ ومن حق الأنبياء علينا أن لا نعتقد أن أحدًا أفضل منهم فالرسل هم خيرة الخلق وليس الأولياء ولا الآئمة ومن العجيب أن الشيعة يفضلون حفيد النبي على النبي كيف ذلك ؟ يحزنون ويحتفلون بيوم وفاة الحفيد الحسين رضي الله عنه ولايحزنون لموت النبي وفقد ه هذا من شؤم الابتداع في الدين فالابتداع يوقع في التناقض
<!--[endif]-->
الخطبة الثانية |
أما بعد
معرفتنا بحقوق الأنبياء وتعليمها لأبنائنا وتربيتهم عليها هو حماية للمجتمع من المشكلات العويصة
ولو أن كل أحد قام بمسؤليته الأب والمعلم والدولة في تشريعاتها وتربيتها وقوانينها حفظت للأنبياء جميعا مكانتهم وعلمت حقوقهم لكان ذلك كافيا للوقاية من مشكلات الفتن الطائفية
وليس الحل هو مايحدث من اعتداء على العقائد ومطالبة كل أهل دين بالذوبان في الدين الآخر وعقيدته فهذا لن يحدث بل هو سبب ووقود للفتن
فليست لدينا مشكلة في العقئدة ولن يحدث أبدا أن تذوب العقائد ولكن
لدينا قيم وأخلاق هي التي لم نعلمها للأجيال لغياب الاهتمام بتعاليم الدين
لدينا في الاسلام قيمة العدل ولو مع غير المسلمين (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوااعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي لايدفعنكم بغضكم لقوم أن لاتعدلوا معهم فتظلموهم
بل في آية أخرى أصرح من ذلك يقول تعالى ( ولايجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا )
ـ لدينا قيمة صيانة دور العبادة من الاعتداء عليها ولو كانت للمخالفين لنا في العقيدة ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت وصامع وبيع وصلوات ومساجد ...... ) الآية فاقرأ في تفسيرها اتفاق العلماء على حرمة الاعتداء والتخريب لدور العبادة لأنها تفضي الى المعاملة بالمثل كلما اختلف الناس هدموا معابد بعض وهذه حالة لايحبها الله تعالى
ـ إذن ليست لدينا مشكلة في نصوص القرآن حتى نجري عليها كلما حدثت فتنة لنغير هذه النصوص أو نمنع تعليمها لأبنائنا وكأنها هي السبب لا السبب هو غياب ترسيخ القيم والأخلاق الدينية غياب تعظيم الشريعة ورموزها من الأنبياء والكتب السماوية وغيرها
الدعاء
~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~
ساحة النقاش