<!--[if !mso]-->

<!--

في جلسة أخوية إيمانية جميلة تظللها روح الحب في الله والشعور بالمسؤلية دار حوار شيِّق مفيد حول خطبة الجمعة وموضوعاتها وكان الحاضرون جميعهم خطباء منهم المبتدئ ومنهم المجرب فأحببت أن أنقل إلى إخواني الخطباء ثمرة هذه الجلسة  لعلها تصل الى من ينتفع بها ورب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه وليس بفقيه ولعل الله أن يجعلها في ميزان حسنات كل من شارك فيها
ينصح الخطباء في اختيار الموضوع بالأتي:
1-   <!--[endif]-->اختيار الموضوع مبكرًا ويفضل أن يكون من أول الأسبوع فإذا تأخر فلا يتأخر عن يوم الثلاثاء مثلًا ذلك لأن الاختيار المبكر يمكن الخطيب من جمع المادة وإعمال الفكر والتأمل فيها فعندما يتم تحديد  الموضوع   يمكن أن يصادف الخطيب نصًا أو فكرًة تخدم الموضوع أثناء يومه أو أثناء قراءته في أي مجال.
2-   <!--[endif]-->اللجوء إلى الله تعالى في اختيار الموضوع بمعنى أن يدعو الله تعالى أن يوفقه لاختيار الموضوع الذي يحبه الله تعالى وقد أشرنا من قبل إلى ذلك في الصفحات السابقة .. ومن الأدعية التي يمكن أن تقترب من ذلك اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي   اللهم هيئ لي من أري رشدًا   اللهم وفقني لما تحب وترضى.
3-   <!--[endif]-->الاستخارة على الموضوع   أي بعد اختيار الموضوع يصلي ركعتي استخارة.
4-   <!--[endif]-->لا يجوز تأخير البيان عن وقته فيجب اختيار الموضوع الذي يتعلق باحتياجات الناس في المكان والزمان والظروف التي يمرون بها والتي يحتاجون إلى رأي الإسلام فيها وتشغل اذهانهم فتجعلهم في حيرة قد يجدون المخرج منها عند الخطيب. . والموضوع الذي يمس الواقع هو الموضوع الحيوي أي أن اختيار الموضوع المناسب للواقع يمنح الموضوع حيوية واقبالًا من الجمهور .
5-   <!--[endif]-->عدم التقليد في اختيار الموضوع فعلى الخطيب أن لا يختار موضوعًا قد سمعه من غيره فأعجبه فربما إذا أداه هو لم يحسن أداءه بل ربما وقع في ورطة وهو على المنبر لأن الموضوع غير مناسب لشخصه هو ولا لأسلوبه وربما لا يناسب جمهوره.
6-   <!--[endif]-->كذلك لا يختار موضوعًا أعجبه في كتاب فربما كان من نوع السهل الممتنع كمعظم موضوعات الامام ابن القيم والأستاذ سيد قطب  إذا يستمتع  الخطيب بقراءته للموضوع فيظن أنه قادر على نقله للمصلين ثم يفاجأ أنه قد نسيه كله.
ومشكلة هذه الموضوعات السهلة الممتنعة أنها غالبًا تكون لعلماء أدباء يكتبون باسلوب بليغ لكن أسلوبهم الخاص بهم المميز لهم وهذا يفرض على الخطيب إما أن يحفظ تعبيراتهم كما هي وهذا صعب بالطبع وإما أن يتفهم الفكرة جيدًا ثم يكون له أسلوبه الخاص القريب من أسلوبهم وهذا أيضًا صعب.
ولكن الخطباء ينصحون باقتباس اجزاء سواء بالتفهم الكامل للفكرة أو بحفظ بعض الجمل والعبارات ومع تكرار ذلك يمكن أن يرتقي مستوى الخطيب ويستفيد كثيرًا من أسلوب من ينقل عنهم.
7-   <!--[endif]-->على الخطيب أن يختار الموضوع الذي يتفاعل هو معه نفسيًا، ويتأثر به وهو معاين له لأن هذا سيساعده كثيرًا على ارتجال تعبيرات وستكون لهذا الارتجال فائدته، كما أن تعبيراته ستكون قوية صادقة محسوسة قوتها من السامعين.. إذ غالبًا ما تنبع هذه التعبيرات من القلب لتصل إلى القلب.
8-   <!--[endif]-->في نفس الوقت من الضروري للخطيب أن يدرب نفسه على القاء موضوعات متنوعة ولا يقتصر على جانب واحد حتى لا يمله جمهوره خصوصًا إذا كان يخطب في واقع ضيق كالقرية مثلًا
  إن الجمهور في البلد الكبير ذي المساجد الكثيرة يمكنه أن يتخير من بين الوان الخطباء الأسلوب الذي يميل إليه فتجد في مدينة مثل القاهرة خطباء كثيرون ولكل خطيب اسلوبه المميز الثابت الذي لا يغيرهن وربما كانت له سلسلات من الموضوعات تطول حتى السنة أو السنتين ومع ذلك تجد له جمهوره الذي يتكبد المشاق حتى يصل إليه فتجد لكل خطيب جمهوره
أما القرية  أو المدينة الضيقة أو خطيب الحي في كثير من المدن فيشبه أن يكون الخطيب مفروضًا على أهل الحي أو القرية وبالتالي فإن على الخطيب أن لا يملهم بنمط واحد أو موضوعات كلها من نوع واحد بل عليه أن يتنوع.
أي نعم كما قلنا في النقطة السابقة أن عليه أن يختار الموضوع الذي تفاعل معه ولكن هذا على سبيل إجادة الموضوع واتقان أدائه ولكننا هنا نتكلم عن أهمية التنويع حتى وإن كان الخطيب لن يكون جيدًا في بعض الموضوعات بنسبة مائة في المائة مثلًا..
ثم إنه بعد فترة من التدريب على الموضوعات النختلفة قد يجيد الحديث في أكثر من مجال وهذا هو المطلوب
وهذه الطريقة يمكن أن تتيع فيما يشبهها إذ أن هناك سؤال محير هل يتحدث الانسان دائمًا في المجال الذي يجيده؟ ويقتصر عليه؟
ولو فعل ذلك إذًا لضاقت عليه المجالات وحصر نفسه في مجال واحد . أم يتحدث في أكثر من مجال وبالتالي ستكون هناك مجالات يضعف حديثه فيها ولا يجيد.
والصواب والله أعلم  أن يتحدث فيما يجيده وفي نفس الوقت يتدرب على مايمكن أن يجيده بعد التدريب فيسير في الطريقين معًا لكنه عندما يتحدث فيما يتدرب عليه لابد أن يكون مدركًا أنه يتدرب وعلى ذلك فربما تدرب في مكان آخر أي على منبر آخر غير منبره أي على منبر صغير أقصد أمام جمهور أقل وأبسط ثقافة، كما أنه سيقنع بنسبة أقل من النتيجة المتوقعة لأنه يعلم أنه إنما يتدرب فلا يصدم بنتيجة تأثير الخطبة وهكذا
على أنه عندما يدرك الانسان بالتجربة من نفسه أن هناك مجالات هو غير مؤهل أصلًا للحديث فيها وليست لديه نواة أو ليس لديه الحد الأدنى الذي يكفي للحديث فيها فعليه أن يتجنبها منعًا للحرج.
9-   <!--[endif]-->على الخطيب أن يتجنب تكرار موضوعاته فعليه أن يختار موضوعًا جديدًا ويتعب نفسه في الاختيار لأن هذا التكرار المريح لذهنه وبدنه يخل بأمانة الخطابة ومضيع لها  إذ أن خطبة الجمعة من الأهمية بمكان لدى المسلم وقد لا يكون المسلم قادرًا على ترك هذا المسجد والذهاب لغيره ليستمع إلى جديد يتزود به إلى الخطبة القادمة وبذلك يكون الخطيب قد ضيع مستمعه الذي هو أمانة في عنقه
وإذا كانت المناسبات المتكرره قد تدعو إلى التكرار فإن الخطيب من الممكن أن يتناول المناسبة كل مرة من زاوية جديدة وأن يضع للخطبة مقدمة جديدة وعلى الخطيب أن يستفيد من أفكار غيره فيقرء ويسمع كثيرًا حتى يمكنه أن يأتي بأفكار جديدة على جمهوره
فإذا أعيا الخطيب أن يجد جديدًا في المناسبة فالأفضل أن لايكرر وإنما يخطب خطبة أخرى ويمكن أن يشير إشارة في نهاية الخطبة أو في الخطبة الثانية أو بعد انهاء الخطبة يتناول المناسبة في تعليق قصير وهذا أفضل من تضيع الخطبة بين اسطوانة تتكرر وسامع متململ متضجر
10ـ موضوع الخطبة يجب أن يكون في مستوى السامعين وليس أعلى منهم أو أقل لذلك على الخطيب أن يعرف جمهوره ويدرك مستواهم حتى يختار الموضوع المناسب
أتذكر إلى الأن خطبة سمعتها منذ أكثر من 25سنة كان الخطيب استاذًا في الجامعة وكان موضوع الخطبة المنهج الإسلامي ولم أفهم من هذه الخطبة سوى كلمة واحدة هي المنهج وقد كنت أيامها طالبًا في الدراسة فما بالك بالفلاحين وقد كانوا يمثلون نصف المسجد تقريبًا؟
لقد خرج الناس متضجرين لم يفهموا من الخطبة شيئًا فهم معذورون فلا الموضوع مناسب لمستواهم ولا هو حتى يصلح لخطبة جمعة.
وهذه تقودنا إلى النقطة التالية
11ـ أن يكون الموضوع مناسبًا لخطبة جمعة وليس درس فقه مثلًا وليس ندوة أو كلمة سياسية مجردة اللهم إذا اقتضت الضرورة كأنه يشرح الخطيب زكاة الفطر مثلًا على المنبر إذا لزم الأمر.
12ـ على الخطيب أن يختار الموضوع المناسب لمستواه هو وليعلم أن المصلين ربما يناقشونه فيما ألقاه على المنابر فالصحيح أن يكون إلمامه بالموضوع أوسع مما ألقاه على المنبر وإذا تكلم في موضوع فعليه أن يكون ملمًا به من أكثر جوانبه
وبعض الموضوعات تكون شائكة ولها جوانب صعبة تثور فيها أسئلة بمجرد طرحها مثل موضوع القضاء والقدر وهل الانسان مسير أم مخير؟ وقد حضرت ذات مرة موقفًا حرجًا بل ورطة فيها الخطيب نفسه حيث كان الخطيب مبتدئًا  وكأنه لم يجد إلا حديث سيدنا ابن مسعود"إ ن أحدكم يُجمع خَلقُه في بطن أمه أربعين يومًا نطفةً...." الحديث وتكلم الخطيب في القضاء والقدر وأخذ يشرح قول الرسول صلى الله عليه وسلم وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.
وبالطبع لم يشعر أنه بذلك قد فجر موضوعًا كبيرًا ..وبالفعل فور انتهائه من الصلاة هرع المصلون إليه والتفوا حوله وانهالت اسئلتهم  بل احتجاجاتهم على بعض ماقال..وغرق الخطيب المسكين ولم يجد اجابات لكثير من الأسئلة وتحولت الاسئلة والاستفسارات إلى جدل مع الخطيب الذي من المفروض أن يُسأل فيجيب فغلى المسجد باللغط والصياح وكانت ورطة يرثى لها أمر الخطيب الذي لم يختر موضوعًا على قدر مستواه.
13ـ على الخطيب الحصيف أن يختار موضوعًا مناسبًا للجمهور من حيث الموضوع نفسه فقد تكلمنا عن مستوى الموضوع والآن نتكلم عن الموضوع كموضوع يروى أن أحد الخطباء ذهب إلى قرية فألقى خطبة عن الصوفية والأولياء وهاجم مظاهر الشرك التي ترتكب حول الأضرحة ولم يكن يعلم أن جميع المصلين من الصوفية ويقدسون الأولياء .. وفور أنتهائه من صلاته نشبت معركة في المسجد بين الذين دعوه للخطبة وبين اتباع الأولياء .. ويذكر أن أهل القرية وقفوا على مداخلها يوم الجمعة الثانية واقسموا لئن جاءهم ليطردنه شر طردة لو لا أن جاءهم خطيب غيره كان قد عرف ماحدث فحدثهم هذه الخطبة عن فضل الصلاة على النبي فأحبوه .. كما يذكر أن الخطيب الحصيف تدرج مع أهل هذه القرية في موضوعاته حتى استطاع أن يهدم فيها الاعتقادات الباطلة ومظاهر الشرك والطواف حول الأضرحة فليدرك الخطيب أن بعض الموضوعات لا تناسب بعض المجتمعات
 
ومما يذكر أيضًا في اختيار الموضوع المناسب أن رجلًا بنى مسجدًا حديثًا ثم دعا إليه خطيبًا ليخطب أول خطبة فما كان من الخطيب  إلا أنه تحدث عن أصناف الحكام وكفر الحاكم المستبدل  فما كان لهذا المسجد إلا أن أغلق بعد أول خطبة وظل سنوات عديدة مغلقًا لم يصل فيه أهل الحي إلا هذه الخطبة
يقول أحد الخطباء
أول خطبة خطبتها في بلدنا كانت في مسجد أكثر مصلينه من الصوفية وأنا لا أعلم وأظن أنني حتى لو كنت علمت ما كنت غيرت الموضوع إذ كانت فكرة مثلي  عن الخطابة انها تحدي لأهل الشبهات والبدع واقامة لحجة عليهم أكثر منها محاولة لاستمالتهم بالاقناع نحو السنة.
كانت أول مرة أصعد فيها المنبر, وكذلك هي أول مرة أخطبها في بلدنا وكنت أيامها ابن احدى وعشرين سنة لم تنبت لحيتي بعد ..
أما الموضوع الذي اخترته فهو بدعة صيام النصف من شعبان وكنت قد قرأت هذا الموضوع في رسالة، وقد ظننت انني قادر على نقلها كما هي للمصلين والحقيقة أنني كنت متحمسًا جدًا لهذا الموضوع الذي وافق يوم القائه يوم النصف من شعبان وأكثر أهل بلدنا صائمون  .
كان الموضوع قد مهد له الشيخ بحب النبي صلى الله عليه وسلم  وحقيقته والفرق بين حبه صلى الله عليه وسلم حقيقة وبين الادعاء به ثم شن الشيخ هجومًا على بدعة صيام النصف من شعبان.
وما إن انتهيت من الصلاة حتى نشبت في المسجد نار الصخب والغضب والصياح والاشاحة بالأيدي وتحلق الناس حلقات حلقات يتصايحون ويجادلون وظل الجدال حتى صلاة العصر.
ولكن الأخطر من ذلك أنني في المساء سمعت أهل البلد يتناقلون فيما بينهم أن السنية يقولون: لا تحبوا النبي صلى الله عليه وسلم.
14ـ أظن أن الأفضل للخطيب الذي يبدأ الخطابة في مكان يعلم أنه سيثبت فيه أن يدرس هذا المكان من حيث طبيعته وظروفه وتاريخه والمشكلات الكبرى التي وقعت فيه من قبل والموضوعات التي تناولها من سبقوه  والأفات الموجودة في المجتمع والأمراض المنتشرة فيه ثم يضع لنفسه هدفًا يجب الوصول إليه
إذ أنه لا يخفى أن الخطيب ليس مطالبًا بأن يداهن الناس ويؤثر السلامة فيتركهم على ماهم عليه كما يفعل بعض الخطباء حيث يختار الموضوعات المستهلكة التي لا تترتب عليها أي فائدة عملية ولا يحدث بعدها أي تغير لدى أحد من المسلمين فيختار الموضوعات التقليدية طلبًا للراحة والبعد عن المشاكل وعدم الاصطدام بالناس وما عكفوا عليه من شهوات وأمور مخالفة
كما أن الخطيب ليس مطالبًا بالاصطدام بالناس والدخول معهم في معارك ولكن الخطيب الحكيم هو الذي يعرف طبيعة المكان وطبيعة جمهوره وأدواءهم ثم يحدد الهدف الذي يريد الوصول بهم إليه ثم يأخذ يأيديهم إليه عن طريق خطبة ولكن بتدرج بحيث يقسم الهدف إلى موضوعات ثم يرتبها من حيث قبول الناس ..
وهذا الترتيب يأتي عندما يسأل الخطيب نفسه سؤالًا كيف أصل إلى الهدف المطلوب؟ وماهي الموضوعات التي أحتاجها لكي أصل إليه فتأتيه الاجابة: أنك حتى تصل إلى هذه الدرجة يجب أن تتحدث في كذا.
فيقول ولكني لا أستطيع أن أتحدث فيها لأنها ستصطدم مع معتقدات الناس بعنف. فتأتي الاجابة إذًاً نمهد لهذا الموضوع بموضوع قبله وهكذا.
ولنضرب مثالًا لخطيب يريد أن يعالج اعتقاد أهل قرية في بعض البدع فهذا لن يستطيع إلا بتسلسل وتدرج فإذا حاولنا الترتيب من فوق أي بدأنا بالهدف الذي نريده ثم حددنا الدرجة التي قبله إذًا نقول أن المطلوب هو عدم اعتقاد جدوى الاستغاثة بغير الله مثلًا وما شابه ذلك ولكن لن نستطيع الحديث عن هذا قبل أن نفرق بين أولياء الله حقا وبين أولياء ولكنهم أولياء زور.
وقبل أن نثبت الولاية الفرضية ثم ننفي قدرة أحد على غوث أحد.
ولكننا لا نستطيع أن نتكلم  في هذا قبل أن نعترف بالولاية.
ولكننا لن نستطيع أن نتفوه بكلمة عن الولاية والأولياء إلا إذا وثقنا الناس في عدم كراهيتنا للأولياء ابتداء فيلزم أن يثبت لديهم اقرارنا بالولاية لأولياء الله وحبنا للأولياء ويلزم أن ننفي من نفوسهم ونزيل توجسهم من مسألة حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم ..
إذًا ستكون التدرج كالأتي:
1ـ حب الرسول الصلاة الله عليه وسلم وفضل الصلاة عليه
2ـ أولياء الله ووجوب ولاية الله وموالاة أولياء الله
3ـ كل هذه تمهيدات لطمأنة المصلين أننا نقر بالولاية ولكن الأمر فيه تفصيل لم يأت دوره بعد ..
ثم الخطوات القادمة هي بداية خطوات الهدم ولكننا لن نستطيع أن نهدم قبل أن نبني أولًا كالأتي:
4ـ التوحيد وفضل لا إله إلا الله
5ـ صفات الله تعالى وعظمته وقدرته وهو المغيث وهو المحي وهو المميت دون التعرض لغيره اي دون نفي قدرة غيره حتى لا نصطدم ويركز على هذا المعنى ويخدم بأدلة عقلية بالاضافة إلى استنطاق القلوب بالتوحيد.
6ـ نبدأ الهدم من بعيد فنهدم قدرة كل ظالم وكل طاغية على أي شئ من الغيب أو من تدبير أحوال الناس.
وعندما نطمئن نهدم برفق في نفوس الناس مظاهر الشرك مثل قدرة الاولياء على تدبر الأمور وهذا مثال.
وعندما نهدم لن نتعرض لأشخاص بل العكس سنثبت حبنا للأولياء الصالحين وفي نفس الوقت ننفي قدرتهم  على النفع أوالضر
15ـ الخطيب المبتدئ يختار الموضوع الذي يسهل عليه تقسيمهإلى عناصر واضحة لأن أكبر مشكلة تواجه الخطيب المبتدئ هي حفظه للعناصر وهذه مشكلة تعافيه منها السور القصيرة إذ أن كل آية في ذاتها تعتبر عنصرًا وبما أنه يحفظ السورة أذًا هو يحفظ عناصر الخطبة حفظًا جيدًا ويمكنه الانتقال من عنصر إلى عنصر بسهولة.
وكذلك بعض الأحاديث المقسمة إلى عناصر مثل حديث "اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" أو حديث "إحفظ الله يحفظك .. صحيح أن هذه السور وهذه الأحاديث فيها أكثر من موضوع   إلا أنها ستساعد الخطيب مساعدة كبيرة في تذكرة للعناصر ولها أكثر من ميزة:
الميزة الأولى : هي   سهولة تذكر العناصر
الميزة الثانية: أنه يمكن أن يتحدث في كل آية ما فتح الله عليه فيها فإذا نسى بعض ما حضره فإنه يمكنه أن يكتفي بهذا القدر ثم ينتقل إلى الأية التالية دون أن يخل ذلك بالخطبة على عكس كثير من الموضوعات التي إن نسى الخطيب بعض ما حضره أخل بالموضوع وكماله.
الميزة الثالثة: إنها تحتاج إلى روابط بين العناصر فهو يمكنه بعد أن ينتهي من الحديث عن آية أن يقول أما قوله تعالى ويقرأ الأية التالية ثم يشرع في تفسيرها.
ومعلوم أن الربط بين العناصر تعتبر مشكلة وللخطيب المبتدئ بالذات .
كان هذا هو مجمل ما أدلى به الخطباء الأفاضل في جلستهم الكريمة والآن أنقل إليك هذا المقال من مجلة البيان عدد المحرم 1426 فبراير 2005للكاتب  "إبراهيم بن محمد الحقيلرئيس تحرير مجلة الخيري المسلم"
كيف تختار موضوع الخطبة
يشتكي كثير من الخطباء من يكفية أختيار الموضوع
واحسب السبب الرئيسي قلة علم الخطيب واطلاعه ومعلوماته وضعف نظرته إلى واقع الناس .
ويمكن تقسيم الجمعات إلى قسمين
القسم الاول جمعات توافق مناسبات مهمة وهذه المناسبات نوعية:
أـ مناسبات طارئة كحدث يحصل في الحي واشتهر ومنها قضايا المسلمين كفلسطين  وينبغي للخطيب أن يعالج مثل هذه الموضوعات معالجة شرعية تبين حجم القضية الحقيقي  الحقيقي بلا مبالغة ولا تهوين ومن ثم يبين موقف المسلم في هذه القضية ومايجب عليه تجاهها فلا يكفي مجرد عرضها.
ب ـ مناسبات متكرره بتكرار الأعوام كرمضان والحج وعاشوراء
وهذه المناسبات مريحة عند كثير من الخطباء إذ لا يحتاجون إلى اعداد خطب جديدة ولتلافي التكرار في كل عام يمكن تفتيت الموضوع  الواحد إلى موضوعات عدة.
مثال: يمكن تفتيت الغزوة الواحدة إلى عدة موضوعات في كل عام يطرق جانبًا جديدًا منها  مثال غزوة بدر يمكن انشاء خطب عدة منها
1ـ سرد أحداث الغزوة  2ـ وصف حال المسلمين قبل الغزوة وحالهم بعدها
3ـ وصف حال الفريقين حال المؤمنين وحال المشركين
(الدعاء الحماسي للقتال, التعلق بالله) (الكبرياء ـ الاغترار بالكثرة ـ الغناء)
4ـ تأييد الله عزوجل لعباده المؤمنين  النعاس المطر...) وخذلان الكافرين
5ـ الحديث عن مصير المستكبرين  صرعى بدر نموذجًا
المولد النبوي يمكن تقسيمه إلى عدة موضوعات
1ـ حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وانها تكون باتباعه لا بالابتداع
2ـ تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي وبيان أنه بدأ بعد القرون المفضلة في المائة الرابعة للهجرة على ايدي بني عبيد الباطنية وظل قرنين من الزمن لا يعرفه أهل السنة حتى حتى انتقل إليهم في المائة السادسة على يد شيخ صوفي
3ـ ذكر المخالفات الشرعية في احتفالات المولد من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم, والاختلاط ...الخ
4ـ التنبيه على أن الاشتغال بالبدعة يشغل عن السنة وجعل المولد مثلًا لذلك
5ـ أخذ جانب من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مولده أو بعثته ثم التنبيه على بدعة الاحتفال بهذه المناسبات
ـ والكلام عن عاشوراء أيضًا يمكن استخراج موضوعات عدة منه ولا سيما انه متعلق بقصة نجاة موسى عليه السلام وغرق فرعون.
وهي أكثر القصص ورودًا في القرآن وفيها جوانب كثيرة يمكن أن تكون موضوعات
القسم الثاني جمعات لا توافق مناسبات معينة
ويستطيع الخطيب أن يضع لها مخططًا يسير عليه موضوعات عدة وفي فنون مختلفة.
ومن فوائد ذلك:
1ـ عدم حيرته في اختيار موضوع الخطبة ولا سيما إذا ضاق الوقت عليه
2ـ نضج الموضوعات التي يطرحها إذ قد يمر عليه شهر أو شهور وهي تدور في مخيلته وكلما حصل ما يفيده فيها من مطالعاته  وقراءته قيده أو استذكره
3ـ سهولة بحثه عدة موضوعات إذا كانت في فن واحد إذ أن مصادرها واحدة ومظانها متقاربة
4ـ التنويع على المصلين وعدم إملالهم
يمكن تقسيم الموضوعات إلى أقسام كثيرة يختار في كل جمعة منها قسمًا:
1ـ العقيدة وما يتعلق بها    2ـ العبادات وتصحيح بعض الأخطاء فيها
3ـ المعاملات ولاسيما أن كثيرًا من صورها يتجدد
4ـ نص من الكتاب والسنة وما فيهما من الفوائد
5ـ الآداب والأخلاق      6ـ من قصص القرآن والسنة
7ـ السير والتراجم وأسباب اشتهار الشخصية
8ـ السيرة النبوية ومعارك الإسلام
9ـ موضوعات فكرية والمستجدات من الأفكار والمصطلحات كالديمقراطية والحداثة...الخ
10ـ الفتن والملاحم وأشراط الساعة وكل علامة صالحة لأن تكون خطبة
11ـ القيامة وأحوالها
12ـ المواعظ والرقائق
والملاحظ أن كثيرًا من الخطباء ممن لا يراعون مثل هذا التقسيم والتنظيم تنحصر خطبهم في موضوعات قليلة ولربما أن بعضهم لم يتعرض لموضوع من هذه الموضوعات الكلية المهمة طيلة حياته الخطابية والسبب أن كثيرًا من الموضوعات قد تغيب عن باله إذا لم يكن لديه خطة مكتوبة يسير عليها
تتابع الخطب في موضوع واحد ( يحاول بعض الخطباء أن يطرح سلسلة طويلة)
ويرى أصحاب هذا المسلك أنه مفيد من جوانب عدة
1ـ تشويق السامعين إلى الخطبة القادمة   2ـ ربط موضوعات الخطبة بعضها ببعض
3ـ طرح موضوع كلي أنفع للناس فتكون الخطة درسًا علميًا
والذي يظهر لي أن الجمود على فن من الفنون كالتفسير والسيرة بحيث تتوالى الخطب ليس حسنًا:
1ـ غير مأثور عن النبي صلى اله عليه وسلم بل المحفوظ أنه يذكر ما يحتاج الناس إليه
2ـ عكس التشويق لأنهم عرفوا الموضوع الذي سيخطب فيه سلفًا
3ـ تقيد الخطيب وتجعله محصورًا في فن واحد   4ـ ما يستجد من احداث يربك الخطة
5ـ من السامعين من لم يحضر الخطبة الماضية
6ـ قد يعرض عارض يمنع استكمال السلسلة
لهذه الأسباب فتلك الطريقة ليست حسنة خاصة في المساجد العامة.
وبكل حال فإن حرص الخطيب وجده في اختيار موضوعات خطبة، واستفادته من الخطباء الآخرين سيعينه كما أن اطلاع الخطيب وغزارة علمه  ومعرفته بأحوال الناس وقربه لهم يجعله قريبًا من قلوبهم عارفًا بهمومهم قادرًا على معالجة مشاكلهم  أ.هـ
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1556 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2017 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,494