علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

authentication required



نشرت جريدة "المصريون " مقالا بعنوان جمال حشمت: 10"خطايا للإخوان"

 وقالت أن الدكتور جمال حشمت عدد  في مقال له  نشره المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية تحت عنوان

"في ذكرى 25 يناير ..كنت هناك ولكن"،

وعدد حشمت 10 أخطاء للجماعة وهي :

1: قرار دخول الانتخابات الرئاسية

 شاركت في التصويت على مشاركة الإخوان في معترك انتخابات الرئاسة، وقد ذكرت من قبل موقفي الرافض لقناعتي أن هناك استحالة لخضوع الأجهزة الأمنية لسلطة رئيس من الإخوان، وقد تعاملوا معهم طوال عشرات السنين كمتهمين ومساجين!! وقد أعلن أيضا الاستاذ عاكف (المرشد العام السابق للإخوان المسلمين) عن رفضه بل وصلني من أحد القريبين من المهندس خيرت الشاطر نفس الرأي، ولا أعلم بماذا صوت لكن في النهاية التزمنا جميعا بما أسفر عنه التصويت، الذي تم مرة واحدة فقط في نهاية الجلسة الثالثة للحوار داخل الشورى العام. إذن ما هو الخطأ من وجهة نظري؟ أعتقد أن أمراً بهذه الخطورة يتصدر له الاخوان لأول مرة بعد أن فشلت كل المحاولات في ترشيح آخرين ودعمهم! خاصة وأن النتيجة كانت 52 موافق مقابل 48 رافض، وهي نتيجة لم تحدث من قبل في أي تصويت داخل الإخوان، وكان الأولي أن يطول الحوار، وأن يشمل تحليل للقوي الحاكمة والمتحكمة والمسيطرة على المشهد السياسي في مصر، وتاريخ كل منها، وليس البحث فقط عن شخصيات المرشحين وفرص نجاحهم هذا من جانب، كما كان يجب ألا يمر القرار بعد ذلك إلا بنسبة الثلثين على الأقل.

2ـ التواصل مع المجلس العسكري

أعتقد أن فكرة التواصل بين الإخوان والمجلس العسكري عقب الثورة كان فيها خطأن جوهريان، أولهما أنه كرس الفرقة وسمح للمجلس العسكري أن ينفرد بالقوي والكيانات والأفراد ليمارس التحريض والتشكيك بينهم، مما فرق قوي الثورة وجعلهم في صدام مع بعضهم البعض، وثانيهما هو عدم عرض نتائج هذه الحوارات على جلسات الشورى، مما جعل الغموض يكتنفها، وقد اختص بها البعض دون أعلي هيئة في الجماعة، ودون تفويض، وأشاعت حالة من سوء الظن بل إلى الآن لا أعرف شخصيا ماذا دار في هذه الاجتماعات!

 

3ـ  الانتشار الكثيف في زمن قليل

بعد الثورة وتصدر الاخوان للمشهد الثوري عن استحقاق، انتشرت حالة من السيولة والانتشار الكثيف للإخوان في كل ربوع مصر بمقرات تحمل يافطة الاخوان المسلمين، ربما قبل قيد جمعية بذات الاسم في الشئون الاجتماعية ثم حلها الانقلاب العسكري، ثم ظهرت مقرات حزب الحرية والعدالة وهذا أعطي لكثير من الاخوان الاحساس بالاستقرار في ظل عدم القدرة على حماية هذه المقرات، لأن الاخوان لم يعتمدوا سياسة العنف والعنف المضاد مما نتج عنه استشهاد كثير من الشباب الذي لم يملك أدوات ولا امكانات الدفاع عن النفس.

4ـ  سياسة الحشد الجماهيري

لقد كان اعتماد سياسة الحشد في الرد على المناوئين، ومجاراة للقوي التي استهدفت اشاعة الفوضى في البلاد بالحشد الاسبوعي قبال انتخابات الرئاسة والحشد الشهري كل شهر بعد الرئاسة، وهي سياسة مثلت خطورة لعدم وضعها في إطار رؤية متكاملة تتعاون فيها الأدوات للوصول إلى هدف محدد، لكنها علي الرغم من النجاحات التي حققها الحشد، إلا أنه في ظل عدم القدرة علي حمايتها استشهد عدد كبير من خيرة شباب الجماعة علي أيدي عصابات مسلحة من بلطجية المخابرات والشرطة والدولة العميقة! فقد اتسمت هذه الحشود بالسلمية في مواجهة عصابات مسلحة.

5ـ الشعور بالنصر والتمكين

هناك احساس غريب وكان مبالغا فيه لدي أغلب قواعد الاخوان بعد الثورة بأن هذا بداية التمكين بل شعر البعض أنه صار بديلاً للحزب الوطني، خاصة بعد انتخابات الرئاسة من حيث السلطة والنفوذ، وهي مقارنة خاطئة لحزب حكم البلاد بالحديد والنار والفساد والظلم، وقد أنشأ دولة عميقة وطبقات استفادت من وجود الطاغية، بينما حزب الحرية والعدالة، الذي جاء بإرادة الشعب، لم يملك بعد أدوات الحكم الرئيسة في البلاد، وقد نتج عن ذلك عدة اشكاليات منها الاحساس بأن الاخوان تحملوا مسئولية مصر منفردين وهي مهمة ثقيلة لا يمكن أن يتحملها فصيل أو حزب أو جماعة وحدهم أبداً، أيضا في ظل هذا الإحساس، أفسد بعض الشباب المخدوعين بفكرة التمكين العلاقات مع الآخرين، خاصة المسئولين في أجهزة الدولة، التي يستعان بها للتخفيف عن كاهل المواطنين مما جعلهم لا يتفاعلون مع هذه الطلبات بقوة، والأهم هو أن هذا الاحساس تسبب في احداث صدمة هائلة في نفوسهم بعد الانقلاب العسكري، حيث اضطرب تفكيرهم وتشككوا في كل شيء، وقد انقلبت الآية من حكم الي مأساة كانوا فيها شهداء ومعتقلين ومطاردين ومهاجرين، وذلك لأنهم لم يتهيأوا لذلك نفسياً، لنقص في وعيهم ومعلوماتهم حول العسكر وتاريخهم الحقيقي في مصر.

6ـ احتكار المعلومات

من أعجب المشاكل التي كنت أواجهها، بصفتي القيادية في مجلس الشورى والهيئة العليا للحزب والهيئة البرلمانية، هي ندرة المعلومات وهي سمة التنظيمات التي عملت بعيدا عن العلنية، وسمت قيادتها حيث المعلومة التي تنتشر تمثل خطورة، وهو أمر خاطئ في أعمال علنية يمارسها مستوي مؤهل من حقه المعرفة والنقاش واتخاذ القرار، لذا كان من العجيب احتكار المعلومات حتي علي أعلي المستويات، التي هي صاحبة القرار، مما جعل هناك لغط وغموض حول حقيقة ما يجرى في الواقع، من أعمال ميدانية أو لقاءات سياسية أو استعدادات، وهذا بالتالي صعب مهمة الرد علي الأكاذيب، وتفنيد الاتهامات لغياب المعلومة الموثقة، مما جعلني الاعتماد علي مجهودي الشخصي لمعرفة معلومة أو خبر؛ لمواكبة ما يحدث ونجهل تفاصيله، وقد أثبتت ذلك وقتها في بعض الحوارات الفضائية.

7ـ التعامل مع القوي المدنية

رغم أن العلاقة مع القوي المدنية العلمانية لم تكن على ما يرام، لكن أشهد أن الاخوان قد بذلوا في ذلك مجهودا كبيرا منذ انشاء التحالف الديمقراطي لانتخابات البرلمان الذي ضم في البداية 41 حزباً وكياناً وجماعة، ثم انخفض إلى 13 بسبب الخلاف على أعداد المقاعد، مروراً بلقاء فيرمونت، حتى تشكيل اللجنة التأسيسية الثانية للدستور، بل ثبت بالصوت والصورة باعترافاتهم أنهم تآمروا على الإسلاميين، وقت أن طالبوا العسكر بالاستمرار، وصنعوا لهم مواد فوق دستورية ثم تآمروا علي الرئيس المنتخب، وركبوا الدبابة وولجوا في دماء المصريين لأسباب متعددة منها، كراهية البعض منهم للإسلام، ومن يمثله، والبعض خوفاً من تغييبهم عن المشهد، في ظل وجود الإسلاميين، واعتمادهم علي دعم الخارج لهم بعدما افتقدوا دعم الداخل في الانتخابات، فتآمروا علي دعوة الرئيس لانتخابات البرلمان في مايو 2013، وساعدهم في ذلك القضاء الاداري!! والخطأ الذي أعنيه هنا هو قلة المعلومات التي اختزنها المتعاملين مع هذه القوي من الاخوان، فكان ذلك حائلا للرد على افتراءاتهم وأكاذيبهم، وكذلك لم نتمكن من الدفاع عن دور الاخوان في التعاون معهم، والعروض التي عرضت عليهم للمشاركة، ورفضوها. وقد أدى ذلك لاتهام الاخوان بالاستعلاء أحياناً والإقصاء أحياناً أخرى!

  إصلاحي لا ثوري

لم يوضع الحسام في موضعه ولا الندى في مكانه، واختلطت الأمور وغلب الحال الاصلاحي على الاخوان حسبما تربوا عليه، في وقت كان هناك بعد الثورة من يخطط للانقلاب عليها، وقد وصلت تحذيرات كثيرة لكل القيادات في مجلسي الشعب والشورى والحزب ومكتب الارشاد ومؤسسة الرئاسة، لكن الحرص على العمل السلمي وحفظ مؤسسات الدولة؛ أعطى للثورة المضادة الفرصة تلو الفرصة، لتشويه الثورة والثوار وتعطيل الرئيس وإرباك المشهد، وفى ذلك كلام وتفاصيل طويلة.

9ـ الأجندة التشريعية الثورية الغائبة

لقد غابت هذه الأجندة ذات الأولوية الثورية بشكل واضح عن الشعب والشورى، وقد كانت هناك فرصة لسن قوانين تقلم أظافر أطراف الثورة المضادة، ويكفي أن نعلم أن قانوناً واحداً أنقذ الانتخابات الرئاسية من التزوير، وهو الفرز وإعلان النتيجة في اللجان الفرعية، فلم تكن الأولويات واضحة، ولم يدافع البرلمان حتى عن نفسه عن طريق متحدث رسمي، وقد بح صوتي لإيجاده وسط مهاترات ما انزل الله بها من سلطان عن زواج الطفلة والموتى، وما زالت تردد حتى الان في الخارج للأسف الشديد!

10ـ التحالف مع حزب النور

هم معلومون لكل الاسلاميين سلفيو برهامي بالإسكندرية المدعومين من الخليج! العملاء للأمن ضد الاخوان وقد أثبتت الأحداث والوقائع ومستندات أمن الدولة ذلك. الذين لم يحدثوا أي مراجعات في فتاويهم التي حرمت العمل السياسي، ودخول الانتخابات ودخول البرلمان، وقد مارسوا كل ذلك فيما بعد دون مراجعة وانتهازية غريبة تشهد بها مضابط الجلسات في الشعب والشورى.

 

واختتم حشمت مقاله :"هذه شهادتي متكاملة لأول مرة بعد 6 سنوات من الثورة، وأكثر من ثلاث سنوات من أحداث 3 يوليو، لعلها تفتح أبواب أخري لسلامة الصدر وتنقية النفوس ومعرفة الأخطاء لتداركها والإعداد الجيد لخطوات النصر الواثق من نفسه المعتمد علي الله، والأخذ بمقتضى الأسباب، في توازن فريد هو من سمات هذا المنهج الاسلامي الذي تحاربه الدنيا عن بكرة أبيها ولا تريد أن تترك له فرصة النجاح التي يحمل كل أسبابها من قيم وأخلاق وتضحية وعلم وجهد، لا يبغي سوى إسعاد البشر في الدنيا والآخرة، لكن من يدرك ومن يلبي!

<!--

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2017 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

346,485