-         <!--[endif]-->لقد أحسن الإمام ابن القيم في إختياره للنهج الذي ألف عليه كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد
لقد تناول هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف جوانب الحياة ثم أفرد جزءاً من الكتاب لهديه صلى الله عليه وسلم في غزواته.
وتناول الغزوات بإختصار معلقًا عليها بذكر الفوائد العميقة من الأحداث.
*إننا حينا نتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على أنها هي غزواته وحدها فندرس غزوة بدر وبعدها غزوة أحد فإننا نفهم السيرة النبويةعلى أنها هي الجهاد وحده وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في حياته إلا جانب القتال وحده؟
- إننا بحاجة إلى أن يتناول كل متخصص جانبًا من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبحاجة أيضًا إلى أن ندرس مختصرات لجوانب حياة الرسول وأصحابه مكتملة فندرس فصولًا مختلفة في كل جوانب حياته حتى تظهر لنا شمولية شخصيته صلى الله عليه وسلم وحتى نجد القدوة فيه في كل جانب من جوانب الحياة .
عندما فرغت من قراءة كتاب في السيرة النبوية نما لدي شعور اثناء القراءة ثم اكتمل هذا الشعور هو أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها جهاد فحسب فهو يخرج من غزوة إلى أخرى بينما في الواقع بين الغزوة والتي تليها سنوات كيف عاش النبي صلى الله عليه وسلم  هذه الأيام؟
كيف مارس حياته ؟
 ماهو هديه في دخوله بيته؟
 في الصلح بين الناس؟
 في تعليمه لأصحابه؟
 في الحياة الإجتماعية؟.
إنَّ كتب السيرة لا تُرينا النبي صلى الله عليه وسلم إلا مجاهدًا ونحن نريد أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا ومعلما وقائدًا ومربيًا وزوجًا وصاحبًا وجاراً.
ولا يكفي لذلك ماجاء في كتب الفقه مختصرًا إنما نريد المواقف كاملة لما فيها من روعة وإمتاع فكتب الفقه تنشر النصوص فتقتصر على مايفيد الحكم الفقهي وحده.
ومثال ذلك في صحيح مسلم(لقى ابن عمر رضي الله عنه رجلًا في سفر فأعطاه حمارًا كان يركبه وعمامة كانت على رأسه فقيل له: أصلحك الله إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير فقال ابن عمر: إن أبا هذا كان ودًا لعمر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه)
ـ إن أنسب إسم لكتب السيرة التي بأيدينا هو (المغازي) أو (الغزوات) وهكذا كان يسميها السلف.
أما إذا أردنا أن ندرس السيرة فالسيرة أعم وأشمل من الغزوات بكثير.