أسرار المحن
( اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )
المحنة عاصفة تُرهب المؤمن إشفاقا على دينه ( فتجىء الفتنة فيقول المؤمن هذه مُهلكتى وتجىء القتنة فيقول هذه .. هذه ) رواه مسلم فاللهم سلم
والآن سأًذّكر نفسى وقارئى العزيز بأسرار المحن وسننها لعلها تفيدنا فى التعامل مع مانحن فيه من محن وهى ليست جديدة علي كثير لكن الذكرى تنفع المؤمنين :
ـ الإنسان فى المحنة يحب أن يتكلم فى موضوعها وما يتصل بها ولو كان محسوما معلوما ويفكر كثيرا فيما سبق حسمه
ـ المحنة تكشف نقاط الضعف فاللهم استرنا بين خلقك وبين يديك
ـ قد تصمم المحنة على وضع الانسان فى مواجهة نقطة ضعفه ليتخلص منها ربما أو ليعرف نفسه . أو ليتنازل عن غروره . اللهم ا قسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلعنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا . اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . أللهم ألهمنا رشدنا وقنا شرور أنفسنا
ـ قد تمتحن المحنة الانسان فى بعض نقاط ضعفه وتترك بعضها
ـ قد تعودالمحنة من جديد لتطرق على نقطة ضعف صفحت عنها المحنة السابقة لأجل ذلك ( يقول المؤمن هذه مهلكتى ثم تجىء الفتنة فيقول هذه هذه )أى مهلكتى ولم تكن التى مضت اللهم عافيتك أوسع لنا فعافنا اللهم إنك تعفو عن كثير فاعف عنا
ـ قد يصارع المؤمن نقطة ضعفه ثم ينتهى إدراكه إلى أنه لاحل إلا عفو الله عنه أو يصرف عنه الفتنة
ـ لامفر من أمرين معا : الأول المجاهدة بالعزم والإرادة والصبر ، والثانى اللجوء إلى الله والاعتراف بالضعف لطلب العون والعفو . هكذا فعل يوسف عليه السلام حيث امتنع (قال معاذ الله ) وهرب من الخطيئة ومن ضعفه ( واستبقا الباب ) فتوارت الفتنة لكنها باقية ولم ترحل إلا بعد أن قال ( وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن )
ـ المحنة الشديدة تأسر عقل الانسان وتحجزه فيها فلا يستطيغ التفكير خارجها
ـ الخروج من جو المحنة ولو قليلا ولو بالخيال فقط قد يكشف سببا أو اتجاها للحل
ـ لايوجد مثل القرآن فى براعة تعامله مع القلوب الجريحة وعلاجها
ـ القرآن يغذى الروح ويداوى الجروح ، يعالج الأصل ، ولايهمل العَرَض والفرع ، يقوى الظهر ويخفف الحمل معا ، ينهض العزيمة ويأخذ باليد معا ، يفتح ملف الماضى فيطهره ، ويطلق البصيرة نحو المستقبل ويؤهل له ، يرغّب ويُرهّب ، يخرج الانسان من جو المحنة لكنه يضع خطوط حلها ، ، يخاطب الروح والعقل والجسد ، يمتع الروح والقلب ويقنع العقل ويمتعه أيضا ويطمئن الجوارح ويضمن لها حاجاتها ، يحلق بالعقل فى الخيال الطاهر ، ويعيش معه فى الواقع أيا كان ألمه ،
ـ القرآن يتولى علاج كل أسباب المحنة وهمومها
القرآن عمل لايوجد معه فراغ، وشرح للصدر لايوجد معه ضيق ، وتسرية للهم لايوجد معه هم ووصل بالأولين والآخرين لايوجد معه انقطاع بل هو وصل بالانسان على الأرض وبالملائكة فى السماء
ـ فى الانسان قدرات حقيقية لاتظهر إلا فى الشدة
ـ المحنة تعطف قلب الانسان على كل أصحاب المحن وترقق قلبه على الناس
ـ المحن تجمع أصحابها . . إن المصائب يجمعن المصابينا
ـ المحنة تعيد للإنسان تعريفه من هو عدوه؟ ومن هو صديقه ؟
ـ فى المحنة يتغير كثير من الناس تغيرات جذرية بعضهم سلبا وبعضهم إيجابا
ساحة النقاش