( اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )
سأًذّكر نفسى وقارئى العزيز بأسرار المحن وسننها لعلها تفيدنا فى التعامل مع مانحن فيه من محن وهى ليست جديدة علي كثير لكن الذكرى تنفع المؤمنين :
ـ الانسان فى المحنة متقلب حاد
ـ الفرج يأتى غالبا من حيث لانحتسب
ـ غالبا يأتى الفرج على صورة تختلف عما كنا نتوقع أو نتصور
ـ فى الشدة يسرف الانسان وبتسرع فيتعهد ويقطع على نفسه المواثيق (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين )
ـ الشدة تحفر فى الانسان ببطء معانٍ معينة ومع الأيام تتعمق
ـ فى المحنة يتغير كثير من الناس تغيرات جذرية بعضهم سلبا وبعضهم إيجابا
ـ فى الشدة يسرف الانسان وبتسرع فيتعهد ويقطع على نفسه المواثيق (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين )
ـ عِرق النذالة يدق على الانسان يقوة فى الشدة والخطر
ـ يبحث الإنسان عن كبش فداء يجعله سببا لمصيبته ثم يشتغل بذبحه وسلخه وطحنه ثم إعادته
ـ يحفظ الانسان أسماء ومواقف من تخلوا عنه فى المحنة وأسماء من ساندوه
ـ المحنة الشديدة لاتترك للانسان خُلُقا مستعارا ولا صفة مدعاة ! قد يقوى على الادعاء حينا لكن لايستطيع أن يستمر ! التكلفة باهظة
ـ بعض المحن تكون محفوفة بالرحمة الربانية والقلب يحس ذلك وبعضها ينزل انتقاما لايلمح القلب فيه الرحمة
ـ الاحساس بالرحمة المصاحبة للمحنة هو من رحمة الله لأنه يعين على تحملها وعدم رؤية الرحمة هو نوع من العذاب لأنه يضاعفها
ـ الانتصار يبدأ من القلب باجتماعه وعقده وتحركه بالأعمال القلبية الصحيحة والخواطر المعينة على السير بقوة على الخطوات الصحيحة فى اتجاه النصر
ـ الانهزام يبدأ من القلب بالإحساس مبكرا بأن كل شىء انتهى فعندها يفرط فى أسباب النصر
ـ قد تدهم الانسان الشدة فينفرط عقد إرادته وينحل عزمه فيكون أول التوفيق هو أن يملك زمام إرادته وعزمه ويقف بعد الانهيار
ـ يجمع الانسان شتات نفسه بامور:
أ ـ تفهم المصيبة ( حكمتها ـ مقصودهاـ أسبابها الحقيقية ( فيما بين العبد وربه ) أسبابها المادية الظاهرة
ب ـ جمع القلب على مطالب الشدائد والأسباب الحقيقية لتفريجها والسعى لتحقيق هذه المطالب التى لا ترحل الشدائد غالبا قبل تحقيقها ( الطاعات وإصلاح أى نقص فيها والاإكثار منها ـ التوبة من الأسباب ورد المظالم إن وجدت ـ الاستغفار وطلب العفو من الله ـ الصبر ـ الرضا بقضاء الله ـ التوكل على الله ـ اليقين والثقة فى وعد الله ـ الأخذ بالأسباب المادية الظاهرة لإزالة الشدة )
ـ الغريق يتعلق بقشة والمبتلى حساس يتسمع لأى خبر يتعلق بكربته فيعول عليه
ـ المحنة امتحان حقيقى
ـ فى المرحلة الأولى تحكم الأقدار حصارها على الامتحان بحيث يصبح حقيقيا ليس فيه طريق إلى الغش وتقطع كل الأسباب الموصلة للهروب من الامتحان اللهم إنك تعلم ضعفنا فاعف عنا اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ـ للشدة نهاية ولاتوجد محنة تدوم أبدا فهذا مخالف لسنة الله فى خلقه ولصريح القرآن ( قد جعل الله لكل شىء قدرا) أى نهاية ( إن مع العسر يسرا ) 0 (لاتدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )
ـ جعل الله الموت قاطع المحن إما موت الممتحِن أو الممتحَن
ـ تذكر الموت وقصر الأمل يعين على عبور المحنة فلا كرب مثل ما فى القبر ولانعيم كالجنة
ـ لما يئس عزير من إحياء أرض بعد موتها حسب أسباب الأرض ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) ثم أراه كيف يحيى الموتى
ـ الفتنة مرتع الشيطان ومسرحه ويفاجأ الإنسان بخطرات لم يتوقعها من نفسه من قبل لكن الشيطان لاييأس وما لايصيب يُشوش وأحيانا يكتفى بالتشويش والإحزان والإشغال وصرف الهمة إلى دوامات التفكير ( الشيطان يعدكم الفقر ) جلس سجين يوما يفكر بكل ما أوتى من علم وتحليل وسياسة وفكر وإدارة ومعرفة ببواطن الأمور : هل يمكن أن يسمحوا بفنح الزيارة؟ كانت النتيجة : لايمكن فهذا جنون ! فى الصباح خالف الله ظنه ! فتحت الزيارة !!!
ـ كثير من التفكير لايجدى فى الشدة والذى يعين على وقفه أن يكون الذكر هو الأصل فى عمل المبتلى
ـ الفكرة الصحيحة فى المحنة هى الفكرة المُرة وهى : " لامفر من الصبر" يطيل الانسان التفكير قلا يجد غيرها
ـ فكرة صحيحة يعميها الشيطان على الانسان فى الشدة وهى إن الفرج قريب ( وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) عجب ربك لرجل قنط والفرج فوق رأسه
ـ أجمل ما فى الصبر أنه يطرد الهوى ويرفع الانسان إلى مستواه الحقيقى أو أعلى منه
طول الرخاء يجعلنا نسوِّف كثيرا ونسرف كثيرا ونهمل ونتردد ونتكاسل ولانعمل بكل طاقتنا
ـ يكتشف الانسان أن كثيرا من الأعذار التى كان يتعلل بها ليست حقيقية وأن المانع الوحيد من تقدمه هو إرادته
ـ يكتشف الانسان فى المحنة أن كثيرا مماكان من ضرورات الحياة ولايستغنى عنه ليس كذلك
ـ المحنة تكشف أسوأ ما فى الإنسان وكذلك أروع مافيه
ـ أروع مخلوق فى الكون هو الاإنسان وأسوأ مخلوق فى الكون هو الانسان هكذا تقول المحن
ـ الناس معادن وليست حناجر ولا مناصب ولا أسماء اللهم كملنا بالإيمان وجملنا بالإسلام
ـ الهلع والجزع طبيعة فى الإنسان ( إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19)
إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)المعارج
لكن عليه أن لايستسلم لهذا الطبع والقرآن دله على وسائل لمقاومة هذا الجزع فقال( إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)
لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29)
إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34)
ـ بعض الأفكار صعب تقبلها قبل المحنة أو فى أولها ! سهل تقبلها بعدها أو فى ذروتها ( تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) (الآن حصحص الحق )الآية
ـ التفكير فى الأخذ بالأسباب واجب ويعين عليه صفاء الذهن ويعين عليه الذكر والدعاء
ـ دعا نوح عليه السلام ربه ( رب انصرنى بما كذبون ) فدلّه على سبب يأخذه وعمل يعمله
( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك )
ـ قد يصبح الانسان خبيرا بالمحن وكل مايتعلق بها لكنه حين يمتحن ضعيف يحتاج إلى الدعاء وكلنا نحتاج الى الدعاء فلندع لبعضنا : "اللهم نجنا من مضلات الفتن " "اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك " اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق اللهم استرنا بين خلقك وبين يديك "
ـ يستصعب الإنسان أوضاع المحنة المتوقعة وهو لايعلم أنها ستسهل بعون الله وبالتعود
ـ المحنة تميز للمؤمن بين العمل للإسلام وممارسة الهواية فبينهما فرق .. الهواية لاتستحق كل هذه التضحية
ـ المحنة تتصاعد فى طريقها إلى الفرج
ـ ـ بعد المحنة تنكشف لنا الحكمة من كل ضائقة فيها فنحمد الله عليها
أخيرا ستزول المحن وينزل الفرج واليسر والنصر يإذن الله فيؤيد الإيمان ويفرح المؤمنون بصدقهم وثباتهم وتوثيق النصر لحسن ظنهم بربهم
لقد أقسم كثيرون على نصر الله ولن يحنثوا ولن يخلف الله وعده فقد أقسم سبحانه ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون )
ـ سر فرحة المؤمن بالفرج أن الفرج أكد له حسن ظنه وثقته بربه وأنه كان يتوقع ذلك
هذا هو سر فرحة الروح والقلب
ـ فرحة ثانية تفرحها الروح وهى فرحة التوفيق للصبر
ـ فرحة ثالتة وهى فرحة نجاة المؤمن بدينه من الفتنة
ـ فرحة الروح بالفرج ألذ وأروع وأعمق من فرحة الجوارح بزوال الهموم وقضاء الشهوات
ـ سوء الظن بالله يجعل فرحة الفرج ضعيفة مقتصرة على الفرح بعودة الدنيا وصلاح الحال
ساحة النقاش