علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة



بعد حدوث تفجيرات برجي التجارة العالمي بأمريكا في 11سبتمبر 2001توقعنا في سجن العقرب أن كل شيء بالنسة للمبادرة قد انتهى لأن هجمة عالمية ستتوجه نحو كل الاسلاميين في العالم ولكننا بعد قليل فوجئنا بخبر أن المشايخ موجودون بسجن الوادي الجديد فعلا لعقد ندوات المبادرة .
لم نكن نتوقع ان تبدأ الجولة إلا من السجون المركزية القريبة من الليمان لكن شاء الله أن يختاروا الوادي الجديد لعل الله أراد أن يعجل بانقاذهم مما كانوا فيه
من هنا بدأنا  نستعد نحن لاحتمال حضور المشايخ استعدادا حقيقيا وفكر الجميع فيما سيكون وبدأت المناقشات والآراء والأفكار تتفاعل  
ـ بدأ الحديث عن مطالبنا التي سنرفعا فقد كانوا دائما يعدوننا بتحسين الأوضاع مع حضور المشايخ للندوات وهنا بدأ حديث في السجن عن مطالب خاصة بالاخوة المحكوم عليهم وتبنى بعضهم اثارة هذا الموضوع وأرسل الي بعضهم رسائل تتخوف من تصدر طلبات الاخوة المعتقلين فتنسى طلبات المحكوم عليهم رغم أنهم أكثر عددا فرأيت أن أقطع الطريق على تنامي نبرة العصبية التي ما إن تظهر في سجن الا وتحيله الى جحيم فسارعت بتمريرأصدار قلت فيه ان مطالبنا سنكتبها جميعا بلا استثناء وطلبت مقترحات كل أخ  بالمطالب التي سنقدمها بحيث تناقش أولا على مستوى كل جناح ثم ترسل الى لجنة لجمعها وإعدادها ثم إعلانها بتمريرها على كل السجن فنقطع دابر الوساوس
ومما تم قبيل حضور المشايخ فتح الزيارة لأول مرة بعد سبع سنوات من غلقها تماما وكان هذا حدثا ضخما في تاريخ العقرب
كان يوم فتح الزيارة مفاجئا بالنسبة لليوم فلم يكن لنا علم مسبق لكن كانت الادارة قد جمعت عددا كبيرا من المسؤلين في السجن لمناقشة الالتزامات التي يجب أن يلتزم بها الاخوة وكان التعامل مع الزيارة نموذجا للتعامل مع المبادرة هكذا أخذنا نحن الأمر وتواصينا به وطال الحوار يومها بيننا وبين بعض الضباط في مكتب ضابط أمن الدولة وتم الاتفاق على أننا سنفي بوعودنا بعدم دخول ممنوعات من تلقاء أنفسنا ولن نحتاج الى تفتيش وأكدنا على أننا جميعا أمام عهد جديد من التعامل بيننا وتجربة جديدة لابد أن نتعاون على إنجاحها خصوصا أمام الادارات الأخرى التي ستحضر بداية افتتاح الزيارة وبالفعل وجدنا من اخواننا استعدادا كبيرا للوفاء بالوعود
وكماكنا نحن نستعد كانت ادارة السجن كذلك وخصوصا ضابط أمن الدولة
ـ ومن هذه الاستعدات أنه مر علينا ذات ليلة زنزانة زنزانة ليسأل كل أحد على حدة : لو تعارض موعد الندوات مع موعد امتحان أيهما ستحضر؟ وكان هذا السؤال مستفزا ومحيرا للغاية ولذلك  أحدث غضبا وتساؤلا ولماذا تختارون مواعيد متعارضة؟ وهل تريدون أن لانحضر؟ وعجبت للضابط يدخل في هذا المعترك بينما كان الشيخ علي الشريف  يلتقي بأحد الاخوة في الامتحانات بسجن الاستقبال  واستغرب من هذا السؤال فغالبا لن يكون هناك تعارض في المواعيد
وفي يوم آخر أرسل الي ضابط أمن الدلوة فقال: للأسف اخوة الاعدام لن يحضروا الندوات ففجر بذلك قضية ومشكلة كبيرة وصلت الى ثورة اخوة الاعدام وطلب مقابلته وكانت مقابلة ساخنة للغاية بذل فيها جهدا ضخما وهو يشرح ويعيد ـ وكان مدرسا في معهد أمناء الشرطة ـ ثم بعد ذلك علمنا أنه لا أصل لفكرة عدم حضورهم
وكذلك أرسل لمندوبي العنابر فحضرنا وكان عددنا حوالي 15 وحضر ضابط المباحث لنضع الاحتمالات التي يمكن أن تتم بها الندوات بما في ذلك المكان فقال يحتمل أن تعقد في الاستقبال فنذهب يوميا أو نبيت فماهو الأفضل لكم؟
واحتمال أن تعقد في سجن المزرعة فماهو الأفضل؟
وأخذ ضابط المباحث يبحث كل احتمال واجراءاته اذا تم وكانت جلسة مطولة فأرسلت للشيخ علي واذا به يرسل الي أننا قادمون الى سجن العقرب تحديدا وبالتالي فكل هذه المناقشات جهد ضائع لكن قد يكون للضابط هدف آخر  
ومما تم كذلك يوم حضور المشايخ أو قبله بيوم ترحيل الشيخ محمد يحي من السجن الى سجن أبي زعبل وكانت هذه صدمة لنا لانرى لها داعيا غير أن الشيخ محمد كان قد ضرب أحد نسايب الدكتور ناجح لاأذكر هل هو الشيخ طه أم محمد ابو العباس فكان هذا الترحيل مثيرا للفتنة  
وقد كلمنا المشايخ في هذا الأمر بالحاح شديد فوعدنا الدكتور ناجح بطلب رجوعه ولكن بعد فترة رد علينا أن الحاج رفض وقال ان الشيخ محمد قد ضرب عددا من (رجالتنا) يقصد المرشدين ولكنهم  رحلوه من أبي زعبل الى ليمان طرة مع الشيخ عبود بعد عودته من أبي زعبل ثم عاد الى العقرب ثم تم ترجيله الى سجن المنيا ليكون قريبا من أهله رحمه الله
 

 

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

348,327