علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

                           روح التربية السليمة

لماذا نربى أبناءنا؟! .. سؤال يبدو غريبا .. بل ربما لن يقرأ كثير من الآباء هذا المقال بمجرد قراءة العنوان!!!

لماذا؟!

أولا لأن الإجابة عليه بدهية ولا جديد فيها يُذكر .. هكذا يتوقع بعضنا!!

وكثير من أمورنا بدهية ولاجديد فيها مادمنا لم نقف معها وقفة تأمل وبحث وتقليب فى جوانبها؛ولكننا نفاجأ بالجديد المذهل عندما نصبر أنفسنا قليلا ونقرأأوعندما تفرض علينا الأقدار أن نقلب فى جنبات الأمور.

ثانيا لأن أمور التربية ـ عند كثير منا ـ غير جديرة بالاهتمام فهى ليست قضايا عاجلة، ولا أحداث خطيرة ،ولامن قضايا السياسة المثيرة!

ولكننا بالتأكيد نضطر للاهتمام عندما نبحث متحيرين عن مخرج  عاجل من أزمة عنيفة أوحل سريع  لمشكلة عويصة!ولكن يومئذ ربما يقال لنا بكل أسف: لقد فات الأوان وليس فى التربية حلول عاجلة.

إن  أحدًامنا ربما لايتوقع أبدا بل يستحيل أن تكون نيته فى تربية أبنائه سببا رئيسيا وربما وحيدا فى فشله أو متاعبه فى التربية!!

كيف ذلك ؟!

وهل يحتاج هذا الأمر إلى موعظة وتذكرة وهو أكثر الموضوعات التى يعيد فيها الوعاظ ويزيدون ؟ وهل لدى الوعاظ غير هذا الموضوع الممل ؟

تعالوا بنا نذكر أنفسنا بالنية الصالحة فى تربية أبنائنا ثم ليراجع كل منا نفسه بكل صدق وتجرد ودقة سائلا نفسه هذا السؤال : لماذا أربى أبنائى ؟

وسيهتم كل منا بالبحث عن الإجابة الصادقة لأن هذا السؤال هو ذات السؤال الذى سيوجه إليه ويحاسب عليه بين يدى الرقيب الحسيب سبحانه.

وسيهتم كذلك لأن الإجابة الصادقة ستفتح له أبوابا مغلقة إلى خروج من دائرة فشل أو تقوده للدخول إلى سلم تطويرجديد فىتربية من يربيهم .

* ما هى النوايا السليمة االتى تملأ قلوبنا وتحركها أو تُسكنها ونحن نربى أبناءنا؟

أو ببساطة أكثر : لماذا نربى أبناءنا؟ هيا نتذكر

أولا: لأن التربية حق الله تعالى فهو الذى أمربها" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة " التحريم

ـ قال على رضى الله عنه: أى علموهم وأدبوهم .

ـ ويُفصل الإمام  قتادة أكثر فيقول : تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله،وأن تقوم عليهم بأمر الله ،وتأمرهم به، وتساعدهم عليه فإذا رأيتهم على معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها.

ـ وينص الضحاك ومقاتل على أنها حق فيقولان : حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه .

ـ أما الأستاذ سيد قطب فيقول:إن المؤمن مكلف بهداية أهله , وإصلاح بيته , كما هو مكلف بهداية نفسه وإصلاح قلبه.   ويقول عن القرآن إنه" يحمل المؤمنين تبعة أهليهم كما يحملهم تبعة أنفسهم: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)التحريم. إن تبعة المؤمن في نفسه وفي أهله تبعة ثقيلة رهيبة . فالنار هناك وهو متعرض لها هو وأهله , وعليه أن يحول دون نفسه وأهله ودون هذه النار التي تنتظر هناك. أهـ

 

فالتربية حق الله تعالى فالله تعالى هو الذى سيسأل عنها ويحاسب عليها ( وكفى بالله حسيبا )الأحزاب فهى أمانة فى عنق الأب ومسؤلية هو مسؤل عنها بين يدى الوهاب الذى وهبه هذه الذرية الرقيب الذى يعلم ماتخفى الصدورونحن جميعا نحفظ الحديث المتفق عليه(كلكم راعٍٍ وكلكم مسؤلٌ عن رعيته فالرجل فى بيته راعٍٍ وهو مسؤل عن رعيته والمرأة راعيةٌ فى بيت زوجها ومسؤلةٌ عن رعيتها) وروىالنسائى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله سائلٌ كل راع عما استرعاه أحَفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)

قال ابن القيم : إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده.) فنحن نربى أبناءنا تعبدا لله تعالى بأداء حقه هذا علينا؛ فالانشغال بتربية الابن عبادة أحب إلى الله من بعض العبادات كما  روى الترمذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع).

وسنرىسويا الفرق الهائل الذى يظهر فى الواقع بين التربية على سبيل العبادة لله وبينها على سبيل العادة أو بأى نية أخرى لغير الله .

 

.ثانيا التربية حق الابن على أبيه وليست فضلا قال ابن القيم: "كما أن للأب على ابنه حقا فللإبن على أبيه حقا فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة."

 عاتب رجل ولده على العقوق فقال الولد: يا أبت إنك عققتنى صغيرا فععقتك كبيرا وأضعتنى وليدا فاضعتك شيخا .

قال الإمام الغزالى: "فالصبى أمانة عند والديه فإن عُود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد فى الدنيا والآخرة أبواه وكل معلم له ومؤدب؛ وإن عُود الشروأهمل إهمال البهائم شقى وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم عليه والوالى له) فالتقصير فى تربية الابن إذًاً وزر وإساءة وتقصير فى حق الله وحق الابن  وواجب الأب وليس مجرد ترك لفضيلة

 

 سامحك الله يا شيخ وهل أصبحنا بحاجة إلى أن تذكرنا بأن التربية مسؤلية وأمانة؟

نعم والله للأسف الشديد رأيت أن أذكر نفسى وإخوانى بتجديد النية فالأوضاع حولنا تجعل الحليم حيران فقد تزاحمت وتشابكت الأمور وتشابهت حتى إن الواحد فينا  يحاول تخفيف الأعباء عن نفسه بإهمال بعض الأمور والاكتفاء بالتركيز على العاجل والصارخ منها فحسب بل إن كثيرا منا يكتفى فى التربية بما تيسر له من غير عناء ولا بذل جهد فى المعرفة والبحث معتبرا نفسه قد أدى ما عليه بمجرد تغذية الولد وتعليمه علما ينفعه فى دنياه وكسب رزقه أليس كذلك؟!.

ثالثا:نربى أبناءنا حتى ينفعنا دعاؤهم فى قبورنا فنحن نحفظ جيدا مارواه مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له) بل إن التربية السليمة تشمل هذه الثلاثة التى لاتنقطع عن العبد بعد موته:

 . فالتربية صدقة جارية وأعمال أبنائنا بعد أن تطوى صحائف أعمالنا هى ثمرة تربيتنا

 . كما أننا بالتربية نعلم أبناءنا علما ينفعهم ونساعدهم على العمل به .

فكيف نضمن إذًا أن يعمل أبناؤنا صالحا وأن يدعوا لنا إلا بالتربية السليمة؟

 إننا عندما نربى أبناءنا تربية حسنة فإننا بذلك قد غرسنا غرسا مثمرا  يعود عليه نفعه عندما نكون أحوج  الناس إلى ثمرات الأعمال قى القبور.

رابعا:نربى أولادنا حبا لهم ورحمة وإكراما

فهل هناك أحب إلينا من فلذات أكبادنا وحبات قلوبنا وقرة عيوننا وورثة  رسالتنا؟

ـ روى الترمذى عن أبى سعيد بن العاص رضى الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال : (مانحل والد ولدا من نحلٍ أفضل من أدب حسن)أى ما وهب والد شيئا لولده أفضل من أن يهبه الأدب الحسن

وروى ابن ماجه عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم :( أكرموا أولادككم وأحسنوا أدبهم) وإن أبلغ إكرام هو التعليم ألم يقل ربنا جل وعلا ( إقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم)؟ فالأكرم هو الذى يعلم بالقلم وفى أثر: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه

خامسا نربى أبناءنا حتى نعدهم للحياة وتحمل المسؤلية عند كبرهم وعندما نغيب عنهم بالموت أو غيره وإذا تركنا أبناءنا أغنياء بالدين والخلق الحسن فقد تركنا لهم كل شىء وأورثناهم ماهو خير من أموال الأرض لأن الدين والخلق مفتاح لكل خير

مفتاح لحب الله تعالى وحب الله مفتاح لتوفيقه وحفظه وعنايته.....

مفتاح لحب الناس وحب الناس ، مفتاح للثقة، والثقة مفتاح للاحترام والإكرام، والإكرام مفتاح للسعادة والرضا وسعة الرزق ومن هنا كان قول النبى صلى الله عليه وسلم المؤيدبالوحىالمدعم بالخبرة والبصيرة بالحياة وبالناس (مانحل والد ولدا من نحلٍ أفضل من أدب حسن)

إنه يشبه قوله صلى اله عليه وسلم (وما اُعطى عبد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر ) لأن الصبر مفتاح لكثير من أنواع الخير وأبوابه

سادسا نربى أبناءنادعوة لهم فهم أحق الناس وأولاهم بدعوتنا قال تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين ) الشعراء"فواجب المؤمن أن يتجه بالدعوة أول ما يتجه إلى بيته وأهله . واجبه أن يؤمن هذه القلعة من داخلها . واجبه أن يسد الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيدا"الظلال

هذه بعض النيات الخالصة التى تحركنا لتربية أبنائنا هى التى تجعلنانهتم إلى حد القلق أو نطمئن نتكلم أو نسكت ونغضب فنثور أو نكظم الغيظ أو نتغافل.                                  

* ثمرات الإخلاص فى التربية

الإخلاص هو روح التربية فهو الذى يمدها بالحياة فعندما يمارس الأب تربية ابنه بدون هذه المعانى العظيمة التى تربط التربية بالله تعالى وبالآخرة فإنها تتحول إلى مجرد مهمة ثقيلة يؤديها الأب وهو متضجر أما عندما يربى ويصبرعلى التربية مخلصا لله لايبتغى بتربيته إلاوجه الله تعالى مستحضرا النيات التى ذكرناها أو أكثر منها فإنه يربى بحب لهذا العمل شأن كل عمل صالح ؛ وحب كذلك للذين يربيهم

إن المخلصين لله يحبون أبناءهم أكثر من حب أهل الدنيالأبنائهم لماذا؟

لأن المؤمن يرى ابنه الصالح نافعا له فى دنياه وكذلك فى أخراه لأنه سيدعو له كما ذكرنا.

 ولأنه وريثه فى رسالته الا ترى أن زكريا عليه السلام دعا ربه أن يرزقه ولدا يرثه فى رسالته فقال  على نبينا وعليه السلام(وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب)مريم . قال ابن كثير: خشي أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً فسأل الله ولداً يكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته ما يوحي إليه(واجعله رب رضيا ) أي مرضياً عندك وعند خلقك, تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه

ولأن الابن الصالح يجتمع له حبان حب  المؤمن للمؤمن وولايته له وحب الأب لابنه.

ولأن الابن الصالح يكون برا بأبيه أكثر من بر ابن الدنيا لأبيه وهذا البر يحبب الاب فيه أكثر.

ولأن الأب الصالح يرى فى ابنه عونا له على آخرته فيحبه أكثر.

 ولما دخلت حسابات الآخرة وهى باقية كان هذا الحب دائما أما أبناء الدنيا والهوى فإذا أحبوا أبناءهم من أجل الدنيا أبغضوهم إذا زالت المنفعة الدنيوية التى أحبوهم من أجلها! فترى الابن يكره أباه، ويسبه بعد موته ؛ لأنه فضل عليه أخاه !أو تزوج على امه!

 وتستغرب من بغض الأب لابنه إلى درجة غير معقولة لأنه لايعطيه من قوته وقوت أولاده، أو لأنه لم يسكن معه.

هذا الحب الذى سببه الإخلاص يجعل التربية  وجهدهامن محب محبوب لمحب محبوب أى تربية حية فيها روح هى روح الحب وحياة الإخلاص     

تحقيق الإخلاص شرط لقبول العمل ورفعه إلى السماء؛ وجهدنا وصبرنا فى التربية لايكافئه كل مافى الدنيا من عائد أو مقابل أو شكر أو ألقاب؛ هذا إذا حدث ووجدنا هذا العائد كما تمنيناه وتعبنا من أجله؛ ولكن الدنيا باحكامها لاتوافى الإنسان بما يريد ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء) وليس كل مايريد ( لمن نريد) وليس لكل من يريد  

ـ فكم من والد أعطى أبناءه ثمرة عمره منتظرا عطاءهم فلم يجد منهم إلا الهجر والحرمان والطرد والضرب..

رفع رجل على ابنه قضية فى المحكمة مطالبا تمكينه من رؤيته لأنه لم يتفضل عليه بزيارته منذ سنين.

ـ وكم من أم ربت أبناءها لاللآخرة ولكن من أجل الدنيا فكانت باكورة ثمرة شقائها من أجلهم عقوقهم الشنيع لها

لكننا حين نربى ابناءنا لله تعالى فيكفينا أننا ننتظر الجزاء من الله وحده والله شكور( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)الإسراء

 

ـ  ويكفينا أننا قد أعددنا للسؤال جوابا ولم نقف أمام الله مضيعين للأمانة

ـ ويكفينا أن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة فكل عمل صالح من أبنائنا وذرياتهم هو فى ميزاننا

ـ وتكفينا دعوة طيبة من أحدهم  

ـ ويكفينا أننا أكرمناهم لوجه الله فلابد أن يكرمنا الله تعالى جزاء من جنس العمل

إننا حين لاننتظر من وراء تربيتنا لأبنائنا عائدا ماديا ولامعنويا نستريح من ذل الانتظار ومرارة انقطاع وخيبةالأمل الذى أملناه من قبل.

 

الارتياح فالإخلاص من طبيعته أن يريح القلب ويشرح الصدر وذلك لأن العمل المخلص للقلب كالماء يجرى فى مجراه الطبيعى ونحو غايته ونهايته الطبيعية المعروفة فلا غرابة ولا اضطراب.

 

فى راحة القلب راحة البال فإذ بذل الإنسان جهده ولم يقصر فإنه لن ينكسر ولن تتلف أعصابه وتتعكر عليه حياته إذا نشأ الولد على غير القالب الذى أعده له الأب فى تصوره كما يفعل البعض

صحيح أنه سيحزن شأن كل إنسان يتمنى الخير لولده ويتمنى أن يتشرف ويفخر بإبنه إلا أن هذا الحزن لن يكون بنفس العمق والشدةالتى يحزنها من لا يربى إلا من أجل الافتخار والرياء.

 إن النفس لم تتعود أن تحزن بعمق وأسى يتلف الأعصاب ويغير العقل إلا على أمر يخصها هى وليس من عادتها أن تحزن هذا الحزن كله على أمر لله تعالى وهذه فائده نفيسه ذكرها بن القيم فى كتاب مدارج السالكين وهى تعين الإنسان وتجعل له مخرجا من الهم عندما يجد نفسه تبالغ فى حمل الهم من أجل أمر تدعى النفس أن همها فيه هو لله ...

عندما يكون الأمر لله قد يكون هناك حزن على فواته ولكن ليس الحزن الذى تحزنه النفس على فوات مصلحتها وشهواتها

5ـ المواساة فإن الإنسان إذابذل الجهد ولكن لم ينجح واساه قول الله تعالى "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "النمل "

 وقوله تعالى "ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ماليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين "هود

وكما أننا عباد لله فإن أبناءنا وكل الذين نحب لهم الخيركذلك عباد لله وله سبحانه فى شأنهم حكم سوف تمضى وليس لنا من أمرهم شىء   "  " ليس لك من الأمر شىء أو يعذبهم أو يتوب عليهم "آل عمران

"إن الأمر كله لله " آل عمران وبهذاالاطمئنان تستريح أعصاب المربى وبالتالى لايفكر ويعمل فى التربية تحت ضغط أو شد أعصابٍ يضره ويضر التربية

6 ـ العون من الله لأن النية الصالحة يعان صاحبها من الله تعالى ويوفق لأن الله بحوله وقوته معه فى سمعه وبصره وعمل يده وخطو قدمه وفى الحدبث فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى عليها                                                                            7 ـ  الاستمرارفالإخلاص يجعل الأب باذلا كل جهده لايألو جهدا فى تربية أبنائه "ماكان لله دام واتصل"

8ـ وحدة المقصود فالإخلاص يجعل صاحبه متوجها منصبا بفكره وعمله على مقصود واحد لايتفرع ولا يتشتت ولايدخل فى مقصوده ماليس منه

موضوع التربية والمستهدف فيهاهو الابن وليس أناوليس العائلة.

هذا عنوان يجب أن يظل واضحا أمام العين ساكنا فى القلب طوال الحياة

عندما ينجح القلب فى تخليص هذا المبدا أى فى تحقيق الإخلاص فإننى لن أختار فى تربيةابنى أمرا أقصد به منفعتى أنا مثل أن أفتخر بابنى أمام الناس أو يكون واجهة مشرفة للعائلة وأتجاهل مصلحة الابن أو قدراته وميوله واختياره  ولن أختار لابنى إلا مايحقق مصلحته هو فى آخرته ودنياه ومن هنا ستستمر التربية مستقيمة ويظل الأب هو مصدر التوجيه الموثوق للابن.

هذه بعض وليس كل ثمرات الإخلاص والنية السليمة فى التربية.

(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا).

 

المصدر: علي الديناري
  • Currently 283/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
93 تصويتات / 3382 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

346,356