العمالة اليومية في مصر أكثر المتضررين من الاضطرابات

"شنط الفقراء".. تكافل من رحم الأزمة !!

•  
• 1
• 2
• 3
• 4
• 5

لم أكن أتخيل يوما أن تقوم خطبة الجمعة 4-2-2010 على ضرورة التكافل الاجتماعي لحماية الفقراء وعمال اليومية من الفقر والعوز في مثل هذه الأيام نتيجة توقف الأنشطة الاقتصادية وحظر التجول، حيث طالب الخطيب المصلين بدفع جنيه واحد لشراء بعض المواد الغذائية وتوزيعها على عمال اليومية ومن لا يملكون ما يكفيهم نتيجة عدم صرف المرتبات.

 وبعد انتهاء الصلاة تبرع كل مصلي بما يقدر عليه وتم شراء كميات من السكر والزيت والأرز وبعض الحبوب ثم قام مجموعة من الشباب بتعبئتها ثم فوجئ الشباب ببائع الدجاج يدخل عليهم بكميات من الدجاج لإضافتها للشنط والتي تتكون من 2كيلو من الأرز و2كيلو من المكرونة وزجاجة زيت وكيلو سكر وكيس لوبيا وأخر للعدس.

تكافل على الفيس بوك

وقبل مرور اليوم تم توزيع هذه الشنطة على كل العمال والموظفين في المنطقة وبالمصادفة وجدت حملة على الفيس بوك يطلق عليها " حملة إطعام محدودي الدخل المتضررين من الأحداث الجارية" تهدف لمساعدة محدودي الدخل مثل عمال اليومية، لأنه وطبقا لصفحتهم على الفيس بوك "من المعلوم للجميع أن الأغنياء في أزمة سيولة بسبب تعطل العمل بالبنوك فما بالكم بالفقراء"!!

ودعت الحملة الشباب للتبرع لشراء شنط مثل شنط رمضان  في معظم محافظات مصر من خلال جمعية صناع النهضة المشهرة برقم 1248 لسنة 2005   أو من خلال الصفحة على الفيس بوك .

وتوقع المسئولون في الجمعية حدوث أزمة في الغذاء بالنسبة للفقراء منذ ٢٥ يناير 2010  فبدءوا في حماية الأسر التي نتعاون معها منذ سنوات ومدها بمؤن غذائية، بعدها تلقت الجمعية طلبات المساعدة والذي وصلت في اليوم الواحد منذ بدء الأحداث إلى ٢٠ ألف طلب للمساعدة، على حد قول المهندس جمال الأتربي المسئول عن الحملة في تصريحه للمصري اليوم" والذي عبر عن عدم وجود إمكانيات بالجمعية تسمح  بتلبية احتياجات كل هذا العدد لذا لجأت الجمعية لجمعيات شهيرة وكبيرة مثل (مصر الخير) و( بنك الطعام) ولكنها أكدت لنا عدم قدرتها على المساعدة في الوقت الراهن وأنها لا تملك سيولة بسبب توقف أعمال البنوك.

فقام فريق الجمعية بتدشين حملة على «فيس بوك» وجاءت المساعدات الفردية وطلبت الجمعية من أصحاب المساعدات تجميعها وشراء مواد غذائية بها ثم أرسلت لهم الجمعية سيارة لإحضارها وعمل عبوات على شكل كراتين وزعت على الأسر  تكفيهم شهراً، وبلغ عدد الأسر التي وصلت لهم المساعدات نحو ٧٥٠ أسرة حتى الآن».

15 مليون عامل

ويبلغ حجم العمالة اليومية في مصر 15 مليون يعملون في عددا من الأنشطة كالشيالين في محطات القطارات وأصحاب الحرف أو العاملين في المطاعم بأجر يومي. ويصل متوسط أجر هؤلاء العمال في اليوم الواحد 50 جنيها (8.6 دولار) وقد يرتفع في بعض الحالات للأسطى أو العامل الماهرليحصل على 100 جنيه (17 دولارا).

وأكثر عمال اليومية في مصر يرتكزون في أعمال البناء والتشييد وكل مايتعلق بهذا القطاع من نجاره وسباكه وطلاء حيث يتجمع الكثير منهم في بعض المناطق المعروفة في مناطق متفرقة من أنحاء القاهرة، منتظرين أحد مقاولي البناء لتشغيلهم بأجر يومي في أحد المشاريع العقارية، التي كانت تسير على قدم وساق بكافة أنحاء الجمهورية.

وفي تصريحه لجريدة الشرق الأوسط أكد حمادة صلاح، الخبير العقاري عضو الاتحاد العقاري العربي، إن عدد العمالة في قطاع العقارات في الشرق الأوسط يقدر بنحو 8 ملايين عامل، يعمل منهم في مصر أكثر من نصف مليون، وهم الأسوأ حالا بين نظرائهم في الدول الأخرى.

وأضاف: «طالبنا الكثير من الجهات، تنظيم تلك العمالة، فعلى الرغم من مهارتهم الفائقة، فهم الأقل أجرا وحالا، واقترحت على مجموعة من أصحاب الشركات العقارية صيغة مشتركة لضمان حقوق العمال في القطاع العقاري، يتم تطبيقها على العمال بالمشاريع العقارية كافة، تمهيدا لتحويلها إلى قانون، ولكنهم رفضوا ذلك».

ويرى حمادة صلاح أن الفترة المقبلة ستكون أفضل حالا، خاصة للطبقات الدنيا من المصريين، ومنهم العمالة اليومية، فقد نشهد خلال الفترة المقبلة الكثير من القوانين لتنظم جميع الأعمال في البلاد، لضمان كافة الحقوق التي كان أغلبها غائبا، ويتم حسابها بشكل غير منظم.