ننشر اخر مقال للراحل انيس منصور عن محمد البرادعى ..منصور :مصر احوج للبرادعى من الامم المتحدة
- بقلم: أنيس منصور
ممكن جدا ألا يفوز د. محمد البرادعي برياسة ثالثة لهيئة الطاقة الذرية فهذا إصرار أمريكي. وامريكا مصممة علي التخلص من البرادعي كما تخلصت من د. بطرس غالي سكرتير عام الأمم المتحدة. ولنفس السبب أما السبب فهو انه ليس ذيلا أو طرطورا لسيدة كوكب الارض. وقد لمحت له وصرحت والرجل ودن من طين والثانية من طين ايضا!
فالبرادعي رجل عالم علي خلق ــ أي رجل عنده ضمير. ولان لديه ضميرا فلم يستطع ان يكذب ويقول أن لدي العراق كل وسائل الدمار الشامل. وان يردد ما قالته بريطانيا من أن صدام حسين كان يحتاج لساعتين لكي ينسف اسرائيل. وقد ثبت ان كل هذه الاكاذيب قد تخيلتها امريكا وبريطانيا. ونحن الآن نعرف الحقيقة. وهي أن امريكا لم تكن في حاجة الي هذا الدليل او إلي حيثيات للقضاء علي صدام حسين.
وانما هي أرادت المنطقة وبترول المنطقة. وقد حاولت أمريكا بكل أساليب الضغط علي البرادعي. فلم تفلح. وكان فشلها قاسيا عليها.. ولايمكن ان تسكت. وموقف البرادعي قد تكرر مرة اخري في ايران. فأمريكا تري ان إيران علي استعداد تام لإنتاج قنبلة ذرية. وكوريا الشمالية أيضا. والبرادعي يري ان الوسائل الدبلوماسية هي الحل وليس الحرب ــ وهذا مالا تريده امريكا!
إذن وداعا محمد البرادعي وأهلا به في مصر. فنحن محتاجون الي عالم علي خلق كريم. يستحق المكافأة من بلاده وكل الدول العربية.
وفي بلادنا متسع للاستفادة من رجل متواضع بسيط.. ولكنه أقوي من أمريكا بخلقه وإيمانه بالحق والعدل والسلام.
فأهلا بمحمد البرادعي عالما مصريا.. نحن أحوج اليه من الأمم المتحدة. وارجو إلا تفوتنا هذه الفرصة التاريخية.. كما فاتت فرص أخري لعلماء مصريين مخلصين. جاءوا. وعادوا لان احدا لم يلتفت اليهم. وشعارهم بيت الشعر الذي لايعجبني أبدا:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وان ضنوا علي كرام.
ساحة النقاش