كل عمل أدبي مَهما قلّ شأنه أو عظُم فهو يحمل بين طيّاته مجهودا فكريّاً،ولولا المجهود ما كانت هناك ثمار وحقيق على مثقف اليوم أن يلعب دور الدليل والمرشد لادور الجلاّد الذي يجلد يد المبدع الناشئ عن خطإ إرتكبه في نصه كأنما يجلد يد سارق فيكون بهذا قد حرمه لذّة الإبداع ولذّة التعمّق والغوص في جماليات لغتنا ،هذا النوع من المثقفين أو النقاّد السطحيين لا أعتبرهم بُناة بل هُدَّاما يمسكون بيدهم معولا ضخما يضربون به كل جديد في ساحة البناء الفكري فلا هم بنوا وشيّدوا ولا هم تركوا البُناة يبنون ويشيدون.
إنّ الأدب يستحق منا تقديم الأفضل،كي نصرف عنه الشوائب العالقة،والمصائب اللاحقة،وهي رسالة كلّ أديب حصيف لبيب نابه،لا أرعن أهوج غشيم ،يلبي نداء الواجب الأدبي كلّما أستدعيَ لذلك،نداء بمثابة صرخة إستغاثة من عزيز على فراش الموت.فما علينا إلا الإغاثة وليس غيرها،ماعلينا هو وضع الدواء على الجرح والصّبر والتريّث حتى لانزيد الطين بلّة،فنتورّط في قتل عزيزنا الذي قدِم إلينا مستنجدا مستغيثا.
إنّ ماأراه اليوم من شباب أمتنا وإقبالهم على الأدب كإبداع،تتماوج مشاعرهم فيه بين قوة وضعف،ووضوح وغموض،وبلاغة وركاكة،لهو فأل الخير علينا وعلى لغتنا،بأن هناك من يتكبّد العناء من أجل الوصول لنص أو قصة أو شعر يستوفي فيه شروط النصّ الهادف المتّزن الذي يصبّ في عقل قارئه مايصبّه المعلّم في عقل طالبه،فتتفتّح له به البصيرة ويستنير البصر وتتقّد الحكمة والرّشاد.
بقلم طارق ثابت
ساحة النقاش