الخلل الاجتماعي واهتزاز القيم وتعارض الثوابت وممارسات الصفوه بما يخالف القيم الاجتماعيه ادي الي عدم توازن شعبي -
كان لا بد ان يحدث هذا الذي حدث باطلاق الرصاص من شرطي علي افراد من الشعب ليس لهم زنب او سبب يدعوه لذلك الا شيئ واحد - لو نظرنا الي الانسان وتكوينه الرباني المحكم الا وهو النقاء والفطره ما لم تؤثر عليه مؤثرات البيئه الخارجيه بمؤثرات ينحرف بها عن المسار الصحيح لو هي غير سليمه او تعضد فطرته السليمه وتؤازر ما فطر عليه بيد الخالق العظيم - فلو نظرنا الي مجتمعاتنا الحاليه يجدها متسارعه الحركه وعشوائيه التفاعل ومضطربه القيم وتخلي من يعيشونها عن الكثير من ثوابت الحياه التي يجب ان نعيشها كما يجب ان يكون - وهذا ناتج عن تداخل وتسارع وتعارض وتشويش لحياه الافراد سواء من جراء الحاجه او شراهه منهم الي اشياء يريدون الوصول اليها دون اي طموح او بناء لقدره تستحق المكافئه عليها بوصولهم الي ما يرغبون والسطو علي كل شيئ دون بذل اي شيئ الا حب مريض لكل شيئ وتلخص قديما( يالقناعه المفقوده )اي فقدت القناعه والرضي بما اقتسم لك كل حسب قدراته واصبح الانسان بعصرنا ما ثل امامه الظلم والرشوه والمحسوبيه والخلاعه والتدني والاعتداء علي ما ليس لك وما يملكه الاخر دون رادع او محاسب او متباطئ بتطبيق قانون حتي لو وضعي من صنع البشر - واصبح القانون الوضعي لا يوفي بحاجه الناس للتصدي للانحرافات او التحايلات علي هذا القانون المخل والمخلخل -واصبح من يسطوا مناصرا له ومن يريد القيم لايرضي به ولكن العبره بالتطبيق والرؤي المنتصره والمطبقه والمناصره لهذا الضابط الغير منضبط او القاصر عن اشباع حاجه البشريه بالعداله -وكذلك ضغوط الحياه علي الافراد مع عدم تحصينهم بالقدره علي التكيف مع هذه الضغوط ومن هنا حدث ما يجده الفرد العادي عمل الا معقول بزمن لا معقول وحدث لا معقول وبشر لا معقولي التصور ولا متوازنوا الفكر — فلم يأتي هذا من فراغ اذ انه اتي من تدني بالقيم والمثل العليا واصبح الانسان غير معترف ضمنا وعلنا بأي قيمه من القيم الاجتماعيه او الخلقيه او الدينيه التي تضبط ايقاع اي مجتمع انساني - وحدث ما يسمي بالترنح الاخلاقي والهزيان الغير معلن بل يظهر بتصرفات مفاجئه حتي لا يحسها من يقوم بها الا بعد ما تحدث - وهذا ايضا ناتج عن تسارع بوتيره وايقاع الاحداث بحيث لا يستطيع الفرد العادي ما يسمي المتخلف مواكبتها لا فكريا ولا كيميائيا من داخل تعامل مخه وذلك بالاتصالات العصبيه المنظمه للسلوك - وهذا الموضوع من العمق مالا استطيع الخوض به في عدد من الصفحات البسيطه ولكني اعطي فكره مبسطه عن نواحي الخلل - اذن ما هو الحل ؟ الحل في اننا لابد من ضبط ايقاع المجتمع وتنظيمه والبعد عن ربطه بالمجتمعات الخارجيه وذلك بالتقليد لسلوكيات وانماط معيشه لا تتناسب وتركيبنا البيلوجي والتشؤيحي والرقي باجهزتنا الجسميه واصبح ما يسمي بالهوه الجتماعيه والنفسيه والسلوكيه بين المجتمعات منها العالم الاول والعالم الثالث او من هم متخلفون ومن هم علي قدر من التقدم ومن هنا يظلم فريق من الفرق اما بالسلب او بالايجاب وعليه لابد ان يقوم القائمون علي المجتمع بالتنظيم والتحديد والوصول بالحياه الي نمط يتناسب وتركيب شعب من الشعوب لا خلط الامور بين جميع الشعوب - فلو فرض مثلا ان اضطر احد افراد من العالم الاول ان يجبر علي المعيشه بمجتمع متخلف فانه اما ان يصاب باكتاب او احباط او ان يقود هذا المجتمع لو كان من الرقي والكياسه ما يؤهله للدور الي الرقي به ولكن بتسلسل وتناغم لا يغفل بتوازن افراده - ومن الاسباب ايضا عدم فهم المسؤولين عن تنظيم وامر هذه الامم ان يتعاملوا بعلميه اكثر لانهم اما عسكريون لا يعرفون الا لغه القمع والاذلال او جامعوا ثروات لا يعرفون رحمه ولا خوف او تراجع عن ما يرونه ضار بهؤلاء الناس - فلو حللنا حاله الشرطي الذي قام بهذا العمل من اطلاق النار من سلاحه الميري علي ابرياء نجده قهر واذل وضغط عليه اجتماعيا ومهنيا واقتصاديا الي درجه افقدته التوازن - مع عدم تحصين المجتمع له بثقافه تعمل علي تكيفه مع هذه الضغوط - ولذلك اتاه الانفعل لحظي ونفذ ما يراه صحيح لحظي دون رقيب قيمي لان تركيبه العقلي وزاكرته الحافظه لم تحتفظ بما تقيس عليه اي خطأ ينفعل له ومن هنا جاء التنفيذ وهو غير شاعر الا بما يعمله ومجرد من اي رقيب او حسيب ذاتي كان يجب ان يحصن به ليكون القائد لانفعالاته والمسيطر والرادع له عن اي عما خاطئ - وهذا ما حدث لسائق الباص لشركه عثمان احمد عثمان - القهر والاذلال من زملاءه سواء عن قصد او غير قصد ولكنه لم يكن محصنا بعقل يحميه من انفعاله او ردود افعاله - وعليه فلا بد من منظومه تربويه اصلاحيه لا حشويه للعلوم بهدف الامتحانات والنجاح بها - اذ لم يعد العلم مجرد للوصول الي وظيفه بل لا بد ان نغرس بالنفوس البشريه ان العلم هدفه تكوين عقل متوازن وقادر علي التكيف والتحمل لعبئ جديد الا وهو حياه ضاغطه وقاسيه يجب التسلح لها بالعلم لنتقي اخطار جديده اصبحت لا يحلها الا العلم ولا يستطيع عيش حياه كريمه الا كل من هو علي قدر من العلم والفكر وبناء عقل يستطيع علي هذه الحياه فلم تعد الحياه بالبساطه المعهوده كما بزمن اجدادنا وجداتنا - وكذلك يجب ان ينظر الي من يرعون شؤون هذا المجتمع علي انهم علماء ومتخصصون اعدوا لذلك لا عسكريون ونظاميون لا يعلمون من الحياه الا ( صفا -وانتباه — واسترح) فلم تعد من ورائهم راحه والله من وراء القصد -
ساحة النقاش