دقة العربية
إعداد د. صالح هويدي
لا سبيل إلى معرفة ما للعربية من دقة إلا إذا تأملنا
بعض ما خلّفت لنا من صيغ واستعمالات ومواضعات لا حد لها.
وإذا كانت الأمثلة على سعة العربية وخصبها وجمالها مما لا يمكن حصره، فلعلنا نستطيع في هذا الحيز الصغير، الوقوف على بعض هذه الأمثلة والشذرات
أقوال مضيئة
قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لو كان الصبر والشكر
بعيرين ما باليت أيّهما ركبتُ
وقيل: إمام عادل خير من مطر وابل
وقيل: شاب بلا توبة كمشكاة بلا مصباح
وقيل: امرأة بلا حياء كطعام بلا ملح
وقيل: من لم يفد بالأدب مالاً استفاد به جمالاً
قال الأحنف بن قيس: كل عز لم يؤيد بعلم، فإلى ذل يصير
فروق لغوية
فرقت العربية بين شَعَر الإنسان، فوضعت لشعر مقدم الرأس اسماً،
ولشعر مؤخر الرأس اسماً آخر، للتفرقة في ما بينهما
فسمي شعر مقدّم الرأس بـ (الناصية)
وسمّي شعر مؤخّر الرأس بـ (الذؤابة)
دقائق العربية
تسمي العرب الخالص من الشراب بـ (الرحيق)
وتسمي الخالص من الجواهر بـ (النُّضار)
وتسمي الخالص من الماء بـ (القَراح)
وتسمي الخالص من الذهب بـ (الإبريز)
حكمة
قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فوائد لغوية
يخطئ بعضنا في التعبير عن الحضن لدى الإنسان فيقول: الحُضن
(بضم الحاء) والصواب أن يقال: الحِضن (بكسر الحاء)
ويخطئ بعضنا، فيسمي ما يؤلف من بضعة أفراد، لتدارس قضية ما،
بـاللُّجنة (بضم اللام)، والصواب أن تسمى بـ اللَّجنة (بفتح اللام)
الصواب أن نقول للملبس الذي نرتديه الزِّي (بكسر الزاي المشددة)
وليس الزَّي (بفتح الزاي المشددة)
ونقول للمرق ونحوه حَساء (بفتح الحاء) وليس حِساء (بكسر الحاء)
ونقول للرسمِ الجُغرافي لسطح الأرض خَريطةً، لا خارطةً