نموذج العدل الاجتماعي

• إعداد د. صالح هويدي

أحضر إلى المأمون رجل قد أذنب ذنباً، فقال له: أنت الذي فعلت كذا وكذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أنا ذاك الذي أسرف على نفسه واتكل على عفوك، فعفا عنه وخلى سبيله

روي أن عمر رضي الله عنه رأى سكران، فأراد أن يأخذه ليعزره، فشتمه السكران، فرجع عنه، فقيل له: يا أمير المؤمنين لمّا شتمك تركته، قال: إنما تركته لأنه أغضبني، فلو عزرته لكنت انتصرت لنفسي، فلا أحب أن أضرب مسلماً لحمية نفسي

فروق لغوية

الفرق بين «وجدَ بـ » و«وَجدَ على»: وجد الطفل بأمه وجداً عظيماً، تعني أحبها حبّاً شديداً. أما وجد الطفل على الخادمة، فتعني غضب عليها غضباً شديداً. ومن هنا فالتواجد هو: إظهار الوجد

حكمة

يظل شعر الحكمة واحداً من أكثر ضروب الشعر تأثيراً في نفس المتلقي العربي، ولاسيما إذا توافر له شاعر مميز، يستطيع الارتقاء به من مستوى الوعظ التقريري المباشر إلى مستوى الفن الإبداعي الخلاق. فالشعر ليس فكرة أو شعاراً، بل هو فن له متطلباته وعناصره. ففكرة تمني الخير للجميع ونزع روح البغض والشماتة وزوال النعمة من الآخرين، هي فكرة خيِّرة وخلق إسلامي طالما حث عليه ديننا الحنيف. وها هو الشاعر ذو الإصبع العدواني يعبر عن الفكرة على هذا النحو

إذا ما الدهر جرَّ على أناس شرائرَه أناخَ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا

فوائد لغوية

يخطئ كثير منّا حين يقول: ثلاثينات القرن الماضي. والصواب أن يقال: ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك لأنه لا يجوز جمع ألفاظ العقود بالألف والتاء بغير ياء النسب

يخطئ كثير منا حين يطلق على مجرى الطعام والشراب عند الإنسان لفظ البَلْعوم (بفتح الباء وتسكين اللام)، والصواب أن يقال: البُلْعوم بضم الباء وتسكين اللام

يظن كثير منا أن لفظ الحُبّ (بالضم) الذي يطلق على وعاء الماء الكبير الشبيه بالزير أو الجرة لفظ عامي، في حين أنه لفظ فصيح ولا غبار عليه، وإن كان لا يلفظ بالضم على ألسنة العامة

يظن كثيرون أن لفظ نتَرَ، بمعنى جذب لفظ عامي، حين نقول: نتر الصبي اللعبة من يدي الطفلة. لكنها لفظ فصيح وسليم في الدلالة على الجذب