مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

 

المهدئات.. وهم زائف في كثير من الأحيان



 
الإجهاد يدفع البعض إلى الاعتماد على المهدئات
هناك أعداد كبيرة من الناس في كافة أنحاء العالم يتناولون ما يعرف بالمهدئات، وكل منهم يسوق أسباباً معينة يبرر بها اعتماده على تلك العقاقير، وهناك من يسيء استخدامها، ويتعاطاها نتيجة وهم زائف أنها تريحه، وغيره كثيرون من لا يتصورون أنفسهم قادرين على الحياة بدونها وقد أصبحوا مدمنين عليها، وبين هذا وذاك نجد أعداداً كبيرة تجهل تماماً خطورة الاعتماد النفسي والعضوي على تلك المهدئات. وإن حاولت تقصي الحقيقة، ستجد من يشير بإصبع الاتهام إلى القلق أو التوتر اللذين أصبحا سمة للعصر، أو من يبرر ذلك بسبب الإجهاد أو الأرق وعدم انتظام النوم. ولا يمكن تجاهل وجود نسبة كبيرة من الذين يتعاطون أو يدمنون المهدئات، يعتمدون في ذلك على أنفسهم، أو ينقلون خبرة التعاطي للمهدئات من أصدقائهم دون استشارة طبية علاجية في كثير من الأحوال
لكن المؤكد أن هناك كثيرا من الناس باتوا يعتمدون على تلك المهدئات، وأصبحوا أسرى لتلك العقاقير، وغير قادرين على التوقف عن تعاطيها، حتى لو أرادوا ذلك
ماهي حقيقة المهدئات؟ ولماذا تسبب الإدمان ؟


يقول الدكتور عادل دمرداش، استشاري الطب النفسي، في كتابه «الإدمان.. مظاهره وعلاجه»:» المهدئات هي عقاقير أو أدوية يتمثل تأثيرها على أجزاء معيـنة مـن المخ والجهاز العصبي، وهي تسبب التهدئة وتخفف القلق إذا كانت في حدود الجرعات العلاجية، أما إذا تجاوزت ذلك، يشعر الشخص بالنعاس والاسترخاء والنوم، وتنقسم إلى مجموعتين:

الأولى: تثبط من نشاطات المخ، وتهدئ من عمل الجهاز العصبي المركزي ككل، مثل المنومات المعروفة باسم «البابيتيورات»، وهي في جرعاتها الصغيرة تزيل الموانع من الشعور الإنساني أي تترك الإنسان يتصرف بحرية لا شعورية أكثر، لكنها في كمياتها الكبيرة تؤثر على العقلانية والقدرة على تحمل المسؤولية، حيث يحس الإنسان بالدوخة والنوم، كما أنها قد تؤدي إلى الغيبوبة، وقد يتوقف عمل القلب والرئتين إذا زادت الجرعة عن حدِّها المطلوب


أما المجموعة الثانية، فتعمل في أجزاء محدودة من المخ تتعلق بالوجدان والمشاعر، وهي أسلم نسبياً من البابيتيورات، وتسمى بالبنزوديازبينات، ولها خاصية التهدئة ومنع الخوف، دون تأثير على الاعتماد النفسي والجسدي، والإدمان على تلك العقاقير المهدئة لا يعدو كونه اعتمادا نفسيا وبدنيا. والاعتماد النفسي تكون فيه حاجة المريض إلى تناول العقار، فقط للحصول على الانشراح والتأثير اللطيف، أو على الأقل لإزالة الأحاسيس المؤلمة والمتعبة وغير المرغوب فيها. أما الاعتماد الجسدي، فيعني احتياج الجسم إلى استمرارية تناول الدواء، بصرف النظر عن فائدته من عدمها. كما تظهر على المدمن آثار انسحاب العقار من الجسم واضحة عند التوقف عن تعاطيه، مثل الضيق، والعرق الغزير، والدوخة، والدوار، والغثيان، وجفاف الحلق، مع الرغبة الشديدة في تناول الدواء. وإذا فعل؛ زالت تلك الأعراض، مما يؤكد عملية الاعتماد الجسدي. وتجدر الإشارة هنا إلى شيوع إدمان العقاقير ذات التأثير النفسي، خاصةً في الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا وبعض الدول العربية. وبعض الناس يخافون من مجرد تناول حبة واحدة أو قرص واحد، لكن تزيد خطورة الاعتماد مع طول فترة العلاج، ويجب أن يكون الأمر كله تحت إشراف الطبيب


وتعتبر فترة سنة أو أكثر أمراً غير مستحب، إلا إذا اقتضت الضرورة عكس ذلك. كذلك فإن الجرعة الدوائية تحدد درجة الاعتماد، فكلما زادت الجرعة، زاد معها خطر الاعتماد، في حين أن الدراسات قد أثبتت أيضا أن تناول جرعات صغيرة على فترات طويلة يسبب الاعتماد. وبشكل عام، فإن المدمنين على العقاقير غير الموصوفة طبياً لديهم قابلية أكثر للاعتماد على الأدوية ذات التأثير النفساني
ويقسم الدكتور دمرداش متعاطي الحبوب المهدئة، إلى مجموعتين:

الأولى: تتمثل في شخص يجد صعوبة في النوم ليلاً بسبب مشاكل تتعلق بعمله مثلاً، لأن رئيسه المباشر ينتقده بشدة، ودون أي سبب واضح. وهذا الإنسان خجول ويجد صعوبة في مواجهة رئيسه، وعندما توجه إلى الطبيب؛ وصف له الآخر منوماً معيناً بجرعة تتراوح بين 5 - 10 ملجم قبل النوم


أما المجموعة الثانية: فهي التي تسبب اعتماداً وقتياً عليها «بعد استعمال المهدئ» فإذا أخذنا رجل أعمال مثلاً يعمل تحت ضغط شديد، ويعاني من التوتر والإجهاد، نصحه طبيبه بتناول عقار معين مرتين يومياً، مما ساعده على التغلب على أعراض القلق

 

المصدر: الإتحاد الإلكتروني
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

636,279

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه