الرمان غذاء ودواء ◀عبير المليجى 1 4691 طباعة المقال
يعتبر الرمان من الفواكه الخريفية اللذيذة يعشقها الصغار والكبار وإن كانت بعض النساء يتضايقن من طريقة تقشيره إلا أن حلاوة طعمه واستمتاع كل أفراد الأسرة به تهون كل التعب إضافة إلى فوائده الصحية المذهلة سواء فى حباته الحمراء الجميلة أو عصيره أو حتى قشره.
وقد أثبتت دراسة أجرتهاد. داليا مدحت الباحثة بقسم الكيمياء الحيوية الطبية بالمركز القومى للبحوث دور الرمان فى علاج الكثير من الأمراض وخاصة قرحة المعدة.
فى البداية تقول د.داليا: الرمان يعد من فاكهة الجنة فقد ذكر فى القرآن الكريم أكثر من مرة ويحتوى على العديد من الفيتامينات والحديد والكالسيوم والفسفور إضافة إلى البروتين والألياف والمواد السكرية، لذا يجب علينا استغلاله فى خدمة الإنسان، فالرمان مفيد فى علاج العديد من الأمراض والوقاية أيضا من أمراض أخرى، ويفيد المرأة الحامل ويحسن البشرة، ويحمى من الجلطات وأمراض القلب ويعالج البواسير وأمراض اللثة والأسنان والعيون ويقى من الزهايمر وفقر الدم وهشاشة العظام، ويعتبر علاج فعالا لأمراض الجهاز الهضمى وعلى رأسهما قرحة المعدة وهى موضوع الدراسة. و توضح د.داليا أن قرحة المعدة تعرف على أنها جرح فى الغشاء المخاطى المبطن للمعدة وتحدث نتيجة للتدخين أو الإجهاد أو تناول المسكنات بكثرة أو تناول الأدوية المضادة للإلتهاب لفترة طويلة مما ينتج عنه تكوين الشوارد الحرة التى بدورها تتسبب فى تهيج بطانة المعدة والتهاب الغشاء المبطن لها يصاحبه تسمم يؤدى الى قرح ونزيف بالمعدة وقد ينذر بالوفاة، لذلك كان من الضرورى الاتجاه إلى استخدام المنتجات الطبيعية كبديل للعلاج وهنا جاء دور الرمان حيث يعمل على تحفيز انتاج العوامل الوقائية والعوامل المضادة للالتهاب كما أنه غنى بمضادات الأكسدة التى تعمل على مقاومة الشوارد الحرة ومن ثم الحد من تهيج بطانة المعدة، وقد أجريت التجربة باستخدام أحد العقارات المسكنة شائعة الاستخدام ولوحظ ارتفاع فى نشاط إنزيمات الكبد وخلل فى وظائف الكلى وذلك نتيجة للالتهاب الحاصل فى الغشاء المخاطى المبطن للمعدة، هذه الالتهابات المعدية تؤدى إلى ضعف فى امتصاص الفيتامينات وخاصة بـ 12 وبالتالى ارتفاع مستوى الهوموسيستين فى الدم (حمض أمينى ناتج عن خلل بسبب نقص فيتامين ب)والذى ترتبط زيادته بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب، كما أنه يسبب أضرارا سامة للخلايا العصبية وخلل افى القدرات الذهنية. وقد استخلصت الدراسة أن المجموعات التى عولجت بالرمان انخفضت بها معدلات الالتهابات فى البلازما وارتفاع فى نشاط الانزيمات المضادة للأكسدة ويرجع ذلك إلى الفوائد الصحية للرمان ومستخلصاته التى تحتوى على عناصر حيوية بيولوجيا بالإضافة إلى غنى الرمان بالبوليفينات والتى تساعد فى العلاج والوقاية من الالتهاب. كما أن الخواص المضادة للأكسدة والخواص المميزة لمركبات الرمان تمنع تأكسد الدهون وبالتالى تقى من الأمراض التى تسببها الشوارد الحرة ومنها القرح. ومن ناحية أخرى فإن الرمان كمصدر غنى بمجموعة فيتامينات ب يساعد فى خفض معدل الهوموسيستين فى الدم. وعززت نتائج تحاليل الأنسجة فى المجموعات المعالجة بالرمان النتائج المعملية وأظهرت إعادة تكوين الغشاء المخاطى المبطن للمعدة.وهكذا يكون الرمان غذاء ودواء وثماره لا تبقى سوى أسابيع عديدة فهل تستغلى موسمه فى تناوله وتقديمه لأفراد أسرتك؟
رابط دائم:
ساحة النقاش