لغة الضاد .. والتيار المضاد بقلم :د. إكرام منصور D.ekram _ [email protected] |
بعد أن ارتفع سعر الكتاب نتيجة لارتفاع اسعار تكلفته من ورق وطباعة وعمالة وتوزيع وتسويق ودعاية بحيث لم يعد في متناول القوي الشرائية أو القوي القرائية التي تتمثل في الطبقة المتوسطة من متعلمين ومن هم في مرحلة التعليم ومثقفين ومن هم من طالبي الثقافة فضلا عن قطاعات الاطباء والمهندسين والمحامين وما الي ذلك كان لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة المتفاقمة والبحث عن وسيلة لتيسير مهمة القراءة لا استطيع وصف شعوري بالالم الذي يصيب اذني كلما أسمع خطأ نحويا او لغويا ممن يتحدثون ويتصدرون شاشات القنوات المحلية والفضائيات العربية الكثيرة.. وما أكثر أدعياء الفكر والثقافة والادب الذين تستضيفهم المحطات التليفزيونية لانهم يمتلكون مؤهلات مطلوبة لهذه الفقرات سريعة الظهور والانتشار مثل الامراض المعدية بهدف تحقيق الربح والتجارة برسالة الاعلام وافساد النشء في برامج ومسابقات تجذب الشبان والفتيات وبخاصة ممن هم في سن المراهقة وتسرق منهم الوقت وهو رأسمال كل انسان في الحياة. ومن هنا أشير إلي أن لغتنا العربية قوة نفتخر بها اذ نثبت بها شخصيتنا واستقلاليتنا وليعلم الجميع ان اعداءنا الذين صوبوا ولايزالوا اسلحتهم الفتاكة المتنوعة الينا حريصون علي اقتلاع السنتنا لكي يسهل عليهم قلب جوانب حياتنا ومن ثم تدميرها. ومن هنا يجب الغيرة علي أهم ماتبقي من مقومات أمتنا اليوم والحفاظ علي سلامة لغتنا المقدسة والجميلة والعمل علي حمايتها وصونها لأن هذا واجب وطني مقدس ولذا أؤكد ان القائمين علي تأليف مناهج اللغة العربية ومدرسيها يتحملون الجزء الاكبر من العتاب لانهم يحملون علي عاتقهم المسئولية الكبيرة والخطيرة في تعليم ابنائنا لغتهم الام بشكل صحيح وسليم وتدريبهم علي حسن القراءة وجذبهم الي هذه المادة الهامة جدا بكل الطرق والوسائل والاساليب الممكنة وباشكال مشوقة وجذابة وللاسف لا اري اليوم من يسعي ويهتم بذلك وبدون شك فان سكوتنا عن الخطأ واهمالنا وتقاعسنا عن التنبيه اليه والتحذير منه مصيبة كبري تؤدي بنا الي عواقب سيئة ونحن بداخلنا مايكفينا واتمني ان يفيق المتهاونون من غفلتهم ويسعوا للانقاذ بدلا من ان تذهب صرخاتنا ادراج الرياح ان مشكلة الامية في مصر لن تحل الا باحترام لغتنا العربية اولا وتفريغها من الكلمات المستحدثة عليها التي اصبحت تسئ الي الذوق العام في كل معانيها وهو ماينعكس بالتالي علي سلوكيات شبابنا وتسطح افكارهم. والاخطر من ذلك هو الاستخفاف بقيمة الرموز الادبية والثقافية الذين أصبحوا لايعلمون عنها شيئا ولايحاولون ايضا. بل وصل بنا الحال بأن الكثيرين من دعاة التطور يتسابقون ويتباهون بعدد الكلمات الاجنبية التي يقحموها فوق شفاههم وهم يتحدثون أحاديثهم العادية فمن لايحترم هويته لايحترمه الاخرين بالتأكيد |
نشرت فى 26 أكتوبر 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,793,104
ساحة النقاش