authentication required
بعد الثورة‏..‏ دروس من اليابان
بقلم: عبد الجواد على 58 

من حق الشعب المصري أن يعبر عن فرحته بانتصار ثورته علي دولة الظلم والطغيان‏,‏ وأن يبدي مطالبه في رفع الظلم من العهد السابق عن كاهله‏,‏ ولكن لابد أن يكون ذلك في اطار يراعي المصلحة العامة.

 

ويدعم السير علي طريق العمل والإنتاج, بعيدا عن المطالب الفئوية التي تتم يوميا في صورة مظاهرات أو اعتصامات تؤدي إلي تعطيل الإنتاج وتوقف عجلة الاقتصاد عن الدوران, فليس من المقبول ألا تحرك فينا الثورة الشعبية مشاعر الغيرة والحرص علي سلامة الوطن وأمنه واستقراره.
ولا شك أن مثل هذا الموقف الخطير يستدعي استحضار صورة أصعب لدولة مثل اليابان وقد تعرضت مؤخرا لغضب الطبيعة, حيث ضربها بقوة زلزال عنيف, تبعه موجات مد بحري عاتي تسونامي, أسفر عن آثار مدمرة ضخمة شاهدها العالم أجمع, وقد مات في هذا المشهد المأساوي مئات الآلاف, وتشرد الملايين من أبناء اليابان, ونحن هنا في هذه المقارنة علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما: ماذا فعل الشعب الياباني, وهل خرج في مظاهرات غاضبة ضد الحكومة, أو مارس الإضراب والاعتصام عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور لمواجهة الأوضاع الكارثية؟!... والإجابة بالطبع هي أنه لم يحدث شيء هناك من هذا القبيل علي الإطلاق, بل إن الشعب الياباني شمر عن سواعد الجد, وفرض كل مواطن علي نفسه واجب العمل لساعات إضافية, دون أي مقابل مادي من أجل زيادة الإنتاج, وتخصيص عوائده لإعادة بناء وتعمير البلاد مرة أخري, ولم تلجأ الدولة في اليابان إلي مثل ما فعلنا هنا في مصر من استنزاف الاحتياطات النقدية أو اللجوء للقروض أو انتظار المساعدات من هنا أو هناك, بل إن اليابان أدارت أزمتها لإعادة البناء إعتمادا علي ذاتها, لأن وراء حكومتها شعب يعمل ويكد ويضحي بحب وإخلاص وبمبادرة ذاتية منه في المشاركة من أجل تضميد الجراح وإزالة آثار الدمار الهائل الذي خلفه غضب الطبيعة علي البلاد والعباد.
وإذا كنا نعتبر أنفسنا في مصر أساس الحضارة الإنسانية بحكمة واقع التاريخ, وكما يقر معنا العالم كله بذلك, فلماذا لا نكون شعبا يحتذي به الآخرون في العطاء والتضحية, أو يضرب به المثل في استمرار القدرة علي العمل بروح الجد للمساهمة في عبور مرحلة تاريخية مهمة نحو بناء دولة عصرية حديثة؟
إننا في الحقيقة نحتاج إلي مضاعفة الجهد لزيادة الإنتاج من أجل دعم الاقتصاد وبناء الدولة الواعدة بالأمل والخير للجميع, وهذا يقتضي توقف كل المظاهر السلبية التي تؤدي إلي توقف العمل والإنتاج, مع وقف كافة المطالبات الفئوية في هذه المرحلة الصعبة حتي تعود عجلة الإنتاج للدوران بشكل أقوي وليتم تعويض ما فات, ولرفع ما وقع من ظلم في العهد السابق, وأن يتم وقف الإسراف في الاستهلاك علي كافة المستويات الرسمية والشعبية, من أجل أن يقوي ظهر الوطن اقتصاديا, ويكون قادرا في المستقبل القريب علي تحقيق حياة أفضل لكل مواطن يعيش فوق أرضه وينتمي بالحب والولاء لترابه الطاهر, وأعتقد أن هذا الأمر ليس صعب المنال لكنه فقط يحتاج إلي إرادة وإدارة قوية وحازمة من أجل بلوغ الهدف الأسمي المنشود في ظل الأمن والاستقرار.

 

المزيد من مقالات عبد الجواد على<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,793,219