دراسة إسرائيلية: التغيير فى مصر «صغير جداً».. والربيع العربى يضعف دور القاهرة عنتر فرحات ٢/ ٩/ ٢٠١١ |
خلصت دراسة إسرائيلية، أعدها مركز أبحاث الأمن القومى فى تل أبيب إلى أن الربيع العربى أدى إلى إضعاف الدور الإقليمى لمصر وسوريا، ومن شأن الثورات التى شهدتها الدول العربية أن تؤدى إلى تراجع الدور الإيرانى، وأشرف على الدراسة الجنرال المتقاعد جيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومى السابق، والذى يعمل باحثًا كبيرًا فى مركز أبحاث الأمن القومى. وحول مصر ذكرت الدراسة، التى نشرتها وكالة «سما» الفلسطينية للأنباء، أن التغييرات التى طرأت على مصر بعد خلع الرئيس السابق، حسنى مبارك، صغيرة جدًا مما كان متوقعًا عندما عمّت المظاهرات المدن المصريّة، وقال «آيلاند» إنّه لم يحدث أىّ تغيير سوى إبعاد مبارك عن سدة الحكم، وبرأيه فإنّ الجماهير المصرية التى قادت الثورة تريد تحقيق ثلاثة أهداف، هى الانتقام من مبارك وعائلته، التمتع بالحريّة وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وقال إن النظام العسكرى الحاكم عرف كيف يُشبع غريزة المصريين بالنسبة لمبارك وبالتالى سارع إلى مقاضاته، أمّا بالنسبة للحريّة، فقد وعد النظام الجديد بذلك، ولكنه حتى الآن لم يُخرج ذلك إلى حيز التنفيذ. وبرأيه، فإنّ الوضع الاقتصادىّ سيكون المشكلة المفصلية التى سيضطر النظام القائم والذى سيليه بعد الانتخابات إلى معالجتها، إذ إنّ الاقتصاد المصرىّ يرتبط بعدّة عناصر، تتعلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالدولة العبرية، ومنها السياحة، بما فى ذلك إلى سيناء، وتصدير الغاز، الأرباح من قناة السويس والمساعدات التى تتلقاها مصر من الولايات المتحدة، ويستنتج الجنرال الإسرائيلى أنّ مصر لا يمكنها بأى حال من الأحوال التنازل عن هذه الأمور المربحة اقتصادياً، وبالتالى فإنّ النظام لا يمكنه المخاطرة بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، لأن ذلك سيؤدى إلى وقف المعونات الأمريكية للقاهرة والتى تصل إلى ١.٣ مليار دولار سنويا، كما أنّ أمريكا سترفض حينها شطب الدين المستحق لها من مصر والذى يصل إلى مليار دولار، وعليه. وأضاف «آيلاند»: لا يمكن التغاضى عن القضية الأمنية، لأن السيطرة المصرية على شبه جزيرة سيناء باتت هشّة، لافتًا إلى أنّ عمليات التهريب ستزداد، ومحاولات التنظيمات التى أسماها الإرهابية ستتعاظم لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وأن القضية الجوهرية تتعلق بالفرضية التى لازمت إسرائيل على مدار ٣٢ عامًا والتى تؤكد على أنّه لن تندلع حربًا فى أى حالٍ من الأحوال بين مصر وإسرائيل، كما أنّ السلام مع مصر أدىّ إلى تخفيض ميزانية الأمن فى الدولة العبرية منذ عام ١٩٧٤ الأمر الذى حوّل إسرائيل إلى دولة مزدهرة اقتصادياً. وأشار إلى أنّ موقف المستوى الأمنى فى تل أبيب، يقضى بأنّه لا يوجد أىّ احتمال لاندلاع حرب مع مصر، إلا فى حال حدوث تغيير استراتيجىّ، وتساءل هل ما حدث بمصر فى الأشهر الأخيرة هو بمثابة تغيير إستراتيجىّ، وقال إن الجواب على ذلك لا يمكن إعطاؤه الآن، مشيرًا إلى أنّه إذا قرر الجيش المطالبة بزيادة ميزانيته بسبب الجبهة مع مصر، سيؤدى الأمر إلى توقف النمو الاقتصادىّ، وخلص إلى أنّ النظام المصرى، حتى لو كان معاديًا جدًا لإسرائيل، فلن يجرؤ على خوض حرب معها أو تغيير العلاقات الاقتصادية والسياسية بسبب المعونات الأمريكية التى لا يقدر على تحمل خسارتها. وفيما يتعلق بسوريا، قالت الدراسة إن موجة الاحتجاجات تتعاظم يومًا بعد يوم، ولكن لا توجد إشارات إلى قرب نهاية نظام الأسد، ورصد سيناريوهات أولها بقاء الأسد فى منصبه لسنوات طويلة، وهو ما تراه العديد من الجهات فى إسرائيل السيناريو الأفضل، لأنّ صنّاع القرار فى تل أبيب يعرفون الرئيس السورى، وقالت إنه فى حال بقاء الأسد فإنّه سيضطر إلى استثمار جهوده لتقوية حكمه فى الداخل، ومن المستبعد جدًا أن يلجأ للخيار العسكرىّ ضدّ إسرائيل، أو أنْ يُخفف المساعدات لحزب الله. أمّا السيناريو الثانى فيقول إنّ سقوط نظام الأسد سيُدخل سوريا حالة من الفوضى، مما سيضعفها وسيزيد قوة إيران فيها، وسيزيد من محاولات تنظيمات معينة للقيام بعمليات استفزازية ضد إسرائيل، ولكن على الرغم من ذلك، فإنّ التأثير على أمن إسرائيل سيكون ضعيفًا والهدوء سيستمر على الحدود. وترى الدراسة أنّ السيناريو الثالث يتمثل فى صعود قوة سنية معادية جدًا لإسرائيل، وهذا النظام سيفقد الكثير من الدعم الإيرانىّ، ولكنّه سيلجأ إلى تبنى سياسة مغامرات ضدّ إسرائيل، وسيُحاول إعادة هضبة الجولان. أمّا السيناريو الرابع، فيقول إنّ سوريا بعد الثورة سيكون فيها نظام ديمقراطى، مع توجه مؤيد للغرب، وهذا السيناريو هو الأسوأ لإيران ولحزب الله. |
ساحة النقاش