جريمة لا مثيل لها في العالم. ترتكب ضد العلم والعلماء. وضد عقول الوطن. ولا أحد يتدخل علي مدي حوالي شهرين.. إنها هذا الحصار الصامت علي نخبة من علماء مصر وعقولها وباحثيها الذين أعلنوا اعتصاماً منذ شهرين. نيابة عن 7 آلاف مواطن يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير. ولا يجدون فرصة عمل مناسبة لعلمهم وتخصصاتهم المختلفة. في أي من الجامعات المصرية ومراكز البحث. وهي بالعشرات. و أكثرها يعاني قلة الكوادر العلمية من الأساتذة والمدرسين. مقارنة بعدد الطلاب. وهذا العجز في هيئات التدريس لم يشفع للكفاءات العلمية خارج الجامعة من حاملي الدكتوراه والماجستير في الالتحاق بها. لأن جماعات مصالح- ولا نقول عصابات- تحكم هذه الجامعات. وتعيث فيها فساداً علي مدي ثلاثين عاماً. ولا تريد إصلاحا لها. حتي تدهورت جامعاتنا. وأصبحت في ذيل الجامعات العالمية. لأن شغل إداراتها الشاغل كان التكريس للنظام البائد. والتأهيل لتوريث مصر كإقطاعية لآل مبارك الفاسدين المخربين لهذا الوطن.
حوالي مائتين من هؤلاء العلماء والباحثين أعلنوا اعتصامهم في أكاديمية البحث العلمي. ورأوا أن ثورة 25 يناير ستعيد تقليب التربة لاكتشاف مواهب المصريين وقدراتهم. وإنصاف العلماء والمخترعين والباحثين. وإعادة الاعتبار لهم. بدلاً من تكريس عوامل الجهل والنفاق والسطحية وسارقي أموال الشعب وأقواته هم نجوم المجتمع وسادته.. لكن طوال الشهرين الماضيين لم يجد حاملو الشهادات هذه أية استجابة من وزير التعليم العالي. ولا من رئيس الوزراء.. وكأن ثورة لم تحدث في مصر. وكأن العلم والعلماء مازالوا ممنوعين محظورين عاطلين عن العمل وفرص الإنتاج والعطاء.
* في لقاء لنا من داخل مقر اعتصامهم قال د. شحاتة الشيخ المتحدث باسم المعتصمين: بعد الثورة رأينا أن 25 يناير نقطة فاصلة في تاريخ مصر. ولحظة تحول من الانهيار والفساد إلي النهوض والإصلاح. وبالتالي انشأنا ائتلاف الحاصلين علي الماجستير والدكتوراه. وبدأنا رحلتنا من أجل المشاركة في بناء الوطن. ونريد أن نعمل طبقاً لتخصصاتنا. وهي في كل مجالات الحياة. وطرقنا كل الأبواب. لكن المسئولين- وعلي رأسهم د. عصام شرف رئيس الوزراء ود. عمرو سلامة وزير التعليم العالي حينذاك- ثم مع الوزير الحالي- لم تصل إليهم الثورة بعد.. وقد تقدمنا بملفات الفساد والمستشري في الجامعة إلي عصام شرف. وكذلك ما تعانيه الجامعات من عجز في هيئات التدريس. خاصة أن 370 ألف طالب يلتحقون هذا العام بالتعليم العالي. وأشرنا في§ هذه الملفات إلي§ بعض الأساتذة يعمل في أكثر من جامعة. ويتنقل بين القاهرة والفيوم وغيرهما. ويدرس طلابه 140 ساعة في الأسبوع رغم أن القانون يحدد 16 ساعة فقط.. لكن رئيس الوزراء لم يفعل شيئاً حتي الآن بهذا الملف. ولم يحل مشكلتنا التي تنعكس علي المجتمع كله بشكل مباشر.
* رافقنا في هذه الزيارة الروائي الكبير عبدالوهاب الأسواني الذي أكد أن هناك مؤامرة ضد العلم والعلماء في مصر.. والعلم هو الذي يقرر مصير الاقتصاد وخط سير الوطن كله.. لكن للأسف هو مهان داخل وطننا كما أن المصري بصفة عامة مهان داخل مصر وخارجها!!
ولذا فأنا أدعو هؤلاء الأساتذة إلي استمرار اعتصامهم حتي ينالوا كل حقوقهم.. وأشار حمدي الكاتب إلي ضرورة أن تشارك الأحزاب والقوي السياسية في حل هذه الأزمة. وأن تقف خلف العلم والعلماء ولا تترك هذه النخبة وحدها في مواجهة الفساد.
* د. محمد سعد: قضيتنا عرضناها ومعها حلول لها.. ونحتاج إلي مرسوم بقانون لحلها.. نحن 7 آلاف من الحاصلين علي الدكتوراه والماجستير وقدمنا جدولا بالأماكن التي تحتاج إلينا وتستوعبنا في الجامعات.
* د. جمال حسني ود. مديحة محمد الشرقاوي: في الوقت الذي تتهافت علينا فيه الجامعات العربية. ونحن نرفض أن نترك وطننا لا نجد إلا الجحود من جامعات مصر. ونظل عاطلين هكذا!! إننا أصحاب رأي وفكر وإبداع وبضعنا أعضاء في اتحاد كتاب مصر. ولذا فنحن نريد أن يؤازرنا الاتحاد في هذه المشكلة بصفتها مشكلة مهنية مباشرة تدخل في اختصاصاته.
* د. هاني عبدالحفيظ: حزنت لعدم معرفة معظم المثقفين بقضيتنا. فأخبارنا تقدم علي استيحاء. بل البعض يهاجم اعتصامنا هذا. بينما مشكلة كأنابيب البوتاجاز تحتل الصفحات الأولي في الصحف!!.. إنها قضية علم و عقل وطن. كيف ينظر إليها بعدم مبالاة؟!
* د. جمال عبدالوهاب إبراهيم: لو اعتصمت راقصة أو لاعب كرة لتهافت الناس عليهم!! وما يحدث من تخريب منظم للتعليم في مصر يجعلني أشك في وجود عملاء للموساد في قطاعات التعليم لدينا. وأري موقفاً معادياً ضدنا من ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي. وهو واحد من المستفيدين من النظام البائد ومن الوضع المتردي حالياً للبحث العلمي!!
* د. محمد الشهاوي: جزء من قضية مصر انعدام الإدارة السياسية الجيدة.. فلو كانت لدي مسئولينا هذه القدرة الإدارية لأفادوا من 7 آلاف عالم اجتهدوا ليرتقوا بأنفسهم ويسعون للارتقاء بمجتمعهم.. وتكفيهم 150 مليون جنيه لحل مشكلتهم.. وتوظيفهم يرد دخلاً علي مصر لا يقل عن مليار ونصف مليار جنيه.
* د. أحمد شاش: حينما استقبلنا عمرو عزت سلامة قال: أخذتم الدكتوراه من أجل المجد الشخصي فقط!! وهذه هي نظرة الإدارة المصرية للعلم والاجتهاد.. ولذا فقد فسدت الجامعات. وأصبح سوق الخضار أكثر منهجية منها!!
* د. تامر نسيم: يجب أن تتصدر قضيتنا الصحف حتي يلتف الرأي العام حولنا. ولا تلفق لنا اتهامات ومحاضر كاذبة كما حدث من قبل.
* د. محمود أحمد حسانين: انتدبت للعمل بجامعة الفيوم- كلية العلوم. شعبة الكيمياء الحيوية- وأبليت بلاء حسناً شهد به العميد والأساتذة وارتبط بي الطلاب. ولم أتمكن رغم ذلك من تحويل الانتداب إلي تعيين. حتي فوجئت بتخلصهم مني.. وتقدمت بشكواي إلي عصام شرف ولم أتلق رداً حتي الآن.
* د. ولاء عارف: الوسط العلمي يحتاج إلي حراك وإحلال وتجديد وتغيير الوجوه التي أفسدته.. وإذا لم يصل التغيير للتعليم فهذا يعني أن الثورة لم تحدث حتي الآن.. ولن نستطيع أن نبدع وأن ننمي روح البحث العلمي في مصر.
* د. سيد محمد: المسئولون يتفننون في إهدار رأس المال البشري. ويؤدي تهميش النوابغ إلي زعزعة انتمائهم الوطني.
* د. أسامة فودة الدسوقي ود. سمير الحواية: نؤكد علي شرعية اعتصامنا واستمراره وتصعيد إجراءاتنا حتي نحصل علي حقوقنا المشروعة.
ساحة النقاش