حملة الماجستير والدكتوراة لـ«محيط»: نريد تطهير الجامعات من التوريث والفساد البحثي
محيط – ماجد يحيى
القاهرة: يدخل اليوم حملة الدكتوراة والماجستير يومهم الستين في اعتصام مفتوح بأكاديمية البحث العلمي دون تحقيق أياً من المطالب المشروعة التي نادوا بها منذ يومهم الأول ويأتي في مقدمتها ادراجهم في الجامعات والمراكز البحثية بما يتفق مع درجاتهم العلمية التي اعترفت بها الجامعات المصرية.
الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي
ويشير الواقع إلى أن قضية البحث العلمي في مصر سارت في العقود الثلاثة الماضية تجاه الانهيار حتى تدنى مستوى التعليم وانهار ترتيب الجامعات المصرية في التصنيف العالمي حتى تكاد ترى أن التعليم العالي في مصر لم يرق إلى مصاف الجامعات العربية التي عولت منذ القدم تقدمها على أكتاف المصريين الغير معينين في بلادهم.
فمن قلب الحدث بقاعة المؤتمرات بأكاديمية البحث العلمي تم التحاور مع عقول مصر المعتصمة إيماناً بقدرتهم على إحداث نقلة نوعية نحو المعرفة بكافة المجالات بعد اكتشاف أن بينهم باحثين معتصمين متخصصين في الفيزياء النووية والهندسة الوراثية والكيمياء الحيوية وسائر التخصصات في العلوم الاجتماعية.
في ذلك الإطار، نوه الدكتور الحسيني المتخصص في الفيزياء النووية وأحد المعتصمين بالأكاديمية إلى أهمية ضخ دماء وعقول جديدة تنهض بالمستوى البحثي المصري في كافة المجالات.
وأضاف أن إجراء أي مقارنة بين مصر وإسرائيل على مستوى البحث العلمي تعتبر مقارنة ظالمة، وهو شيء مخزي خاصة وأن اسرائيل متفوقة بشكل كبير جداً عن مصر في كم المؤلفات والأبحاث المنشورة والاقتباسات الواردة في الأبحاث والكتب المترجمة.
وأعرب الحسيني عن تخوفه أن تدفع التعقيدات التي وضعها القائمون على صناعة القرار في مصر ما يقرب من ثلاث آلاف باحث إلى تقديم طلبات جماعية للهجرة العلمية أو اللجوء العلمي لعدد من الدول الإسلامية أو الأوروبية.
ويشير يوسف أبو الفضل باحث دكتوراة في الجغرافيا الاقتصادية أن مطالب حملة الماجستير والدكتوراة ليست مطالب فئوية كما تروج لها بعض الأقلام المأجورة في الصحف إنما هي مطالب تنموية وإصلاحية تهدف للنهوض بالمستوى البحثي والمعرفي في الجامعات المصرية وتطهيرها من الفساد المستشري بالتوريث والسرقات العلمية.
بينما أكد عصام عطية الباحث في التاريخ الإسلامي أن المجتمعات في الدول المتقدمة تدعم باحثيها ماديًا ومعنويًا، ولا يمكن أن تبخل عليهم بالمال أو الإمكانات، أو حتى الدعم اللفظي.
وأضاف أنه في كثير من الأحيان تنظم المسيرات والتجمعات مطالبة الحكومة بالإنفاق بسخاء لإجراء المزيد من البحوث العلمية في مجالات التنمية التي ينشدها الوطن.
من جانبه، قال أستاذ علم إدارة المجتمع محمد الشهاوي أن أنشطة البحث العلمي التي تجري في إطار المراكز والجامعات المصرية من أضعف الأنشطة البحثية في العالم بسبب قلة عدد الباحثين والمختصين.
إلى جانب ندرة تكوين فرق بحثية متكاملة، وانشغال عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في العمل الإضافي، والانتدابات التي تهدر حقوق حملة الماجستير والدكتوراة وكذلك استحواذ الميزانيات الإدارية على النصيب الأوفر من المخصصات الجامعية.
وأوضح الدكتور محمد عبد السلام أن هناك بعض الاقلام الصحفية التي خرجت عن اخلاقيات المهنة وجارت على الحقوق المشروعة للباحثين، مشيراً إلى أن دخول الحاصلين على الماجستير والدكتوراة مكتب وزير التعليم العالي معتز خورشيد يوم الثلاثاء الماضي كان يهدف للتحاور معه وانتظاره في السكرتارية ولم يكن هناك اقتحام لمكتبه أو التطاول على أحد.
وقال عبد السلام: "إن المعتصمين في الأكاديمية هم خيرة عقول مصر وادراجهم في الجامعات والمراكز البحثية لا يعوقه شيء سوى تعنت بعض أساتذة الجامعات المستفيدة من الانتدابات".
فيما أكد محمد الشربيني باحث دكتوراة في الخدمة الاجتماعية أن اعتصام الباحثين يطلق نداءً حراً صارخاً إلى كل صاحب قلم شريف وإلى كل صاحب يد طولى في هذا البلد أن انتبهوا فقد دق ناقوس الخطر.
وأضاف أن حملة الماجستير والدكتوراة الذين لم يكن همهم الأول هو التعيين بقدر ما كان الإصلاح قد اعتزموا أن يتركوا هذا البلد ويخرجوا بأبحاثهم إلى بلاد النور تاركين بلادهم رغم أنها أحب البلاد إليهم لتحيا في الضباب الذي ملا ارجائها ، حسب قوله.
وقال: "الخطوة تأتي على درب زويل وغيره ممن عرفوا الحقيقة مبكراً وفروا بعلمهم متعللين في ذلك (بان العلم لا وطن له) فما دام وطننا يلفظنا ويهجرنا فلماذا لا نهجره نحن الآخرون ونبحث عن أحضان غريبة عنا تضمنا بين زراعيها وعيوننا تفيض بالدمع وقلوبنا تتحطم خوفاً وحزناً على هذا البلد".
وتابع الشربيني: "فأنتم من دفعنا إلى أن نقف على سلم طائرة لا نعرف وجهتها ونشير إليكم بأيدينا مهمهمين بكلمة وداع مقتديين بقول رسولنا الكريم (ولتعلمي انكي أحب البلاد إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منكي ما خرجت)".
ويقول الباحثون أنه على الرغم من مجيئ الثورة البيضاء التي حلم المصريون لتطهر كل شبر وكل زاوية في من رائحة الفساد والتوريث التي زرعها نظام المخلوع في كل الربوع إلا أن هناك من المتسلقين من يعزف على أوتار الثورة ويتغنون بها وهم لمبادئها ينكرون.
ولا شك أن المقولة التي تؤكد أن أي أمة لا تحمل لواء البحث العلمي على عاتقها في النهاية هي أمة بلا عقل ولا يمكنها أن تتقدم طالما عقولها مازالت حبيسة القرارات.
رغم ذلك ترى أن حملة الماجستير والدكتوراة الغير معينين مضطهدون في مصر لا قيمة لهم .. فإلى متى يخيم وضع الاضطهاد هذا على هؤلاء وإلى متى يبقون في بلادهم مهمشين مسلوبي الحقوق.
ساحة النقاش