authentication required

التحرر من التبعية الثقافية شعار العهد الجديد
كتب:عماد عبد الراضي

53 



شهد العهد البائد ألوانا من الضغوط التي مورست علي المثقف وصلت لدرجة استسلام بعض المثقفين لنوع غريب من التبعية سمي بـثقافة الحظيرة‏..‏ لكن تغير الأوضاع بعد‏25‏ يناير والبحث عن ثقافة الحرية جعلنا نطرح هذا السؤال المهم‏:‏ هل سيتخلص مثقف العهد الجديد من التبعية الثقافية؟

 

د. حامد أبو أحمد الأستاذ بجامعة الأزهر: أعتقد أن المثقفين لديهم وعي كامل بأن يكونوا مستقلين, ودخول الحظيرة وهذه الأشياء أصبحت من الماضي, فالمثقف الآن إن لم يكن حرا ومستقلا استقلالا كاملا فلن يفعل شيئا في الزمن الجديد.
وفي الفترة القادمة إن شاء الله لن يكون المثقفون تابعين لأحد, إنما سيعبرون عن أنفسهم وعن مصلحة الوطن بالشكل الذي يرونه مناسبا, لهذا فإني أعلنت عن تشكيل ائتلاف يسمي ائتلاف المثقفين الأحرار هذا الائتلاف المقصود منه أشياء كثيرة جدا من بينها أن يكون للمثقفين دورهم المستقل في حياتنا الثقافية والسياسية, وأن يتصرفوا بحرية كاملة بعيدا عن المؤسسات التابعة للدولة, وإن كان هذا لا يمنع أن يكون هناك تعاون مع المؤسسات الموجودة لكنه تعاون مشروط بالجانب الاستعلالي, بمعني أن نكون مستقلين استقلالا كاملا, وسوف يكون لكل أعضاء هذا الائتلاف الحق في الانضمام إلي الأحزاب السياسية وأن يعبر كل واحد عن نفسه بالشكل الذي يراه مناسبا, ونفضل أن يكون معظم أعضاء هذا الائتلاف من جيل الشباب, لكن هذا لا يمنع دخول المثقفين من الأجيال الأخري ولكن بالشروط التي نراها محققة لأهداف هذا الائتلاف وهي ألا يكون قد سبق للشخص مساندة أو دعم الأنظمة الدكتاتورية التي قضت علي أحلام وطموحات العالم العربي خلال فترة طويلة, وأيضا أن يكون هؤلاء الأعضاء ممن يريدون مصلحة الوطن لا أكثر ولا أقل, وسوف تجري انتخابات حرة ونزيهة داخل الائتلاف وستتحقق فيها الشروط الكاملة للديمقراطية الحقيقية.
ولم يكن سهلا أبدا أن نعلن عن قيام هذا الائتلاف قبل الثورة, فيجب أن نعترف بذلك لأن العهد البائد كان يحاول دائما أن ينتقم من المثقفين ولهذا كان من الصعب أن نجد أناسا كثيرين ينضمون لمثل هذا الائتلاف, أما الآن فالوضع تغير والظروف اختلفت, ونحن داخلون علي تأسيس مجتمع ديمقراطي حر حقيقي, وبالتالي فلم تعد هناك أي عقبات أو جدار يحول دون ذلك.
د. عبد الناصر حسن عميد كلية الآداب جامعة عين شمس: الحرية لا يمنحها أحد لأحد, بل يجب علي المثقفين أن ينتزعوا حريتهم بأنفسهم, ولن يعطي أحد الحرية إلا عندما يكون هو أهلا لها قادرا علي صناعتها, باختصار فإن الحرية ليست مجرد إحسان أو هبة, والمثقف الحقيقي هو الذي يمتلك حريته كاملة وهو الذي يدافع عن هذه الحرية وهو الذي لا يخضع لمؤسسات مهما كانت, وعليه أن ينشغل بمشروعه الثقافي وأن يدافع عن هذا المشروع, وأن يدافع عن الأفكار التي تجسد الحرية في المجتمع.
وليس للمثقف طريق آخر إلا حريته التي لا يفرضها عليه أحد, وفي الفترة القادمة أتصور أن الأمور ستسير في اتجاه أفضل بكثير من العهد المنتهي, والذي كان يعيق المثقف فيه أشياء كثيرة, منها أن وزارة الثقافة لم تكن تؤدي الدور الحقيقي المنوط بها, ودورها لم يكن مجرد مجموعة المؤتمرات والمهرجانات وافتتاح الأماكن الأثرية لأنه كان في ذلك اهتمام بالمبني دون المعني, بينما يجب أن يحدث العكس, فكانوا يهتمون بالمبني لأنه شئ مادي فلا يقدمون للزائر إلا مباني متاحف أو مكتبات فيثني الضيف علي من قام بها, لكن ذلك كان علي حساب المعني, فالثقافة الحقيقية لا تعني بالمبني بقدر ما تعني بكيفية صناعة الطفل ثقافيا ووجدانيا وفكريا, في حين أن هؤلاء الضوف الذين كانوا لا يخرجون عن الرئيس أو زوجته أو ابنه أو أحد المقربين منهم لا يهتمون إلا بالأشياء المادية. وعن مصطلح حظيرة المثقفين قال د. عبد الناصر حسن إنها كلمة قبيحة وإن كان هناك من قالها في العصر البائد فإنه كلام يسئ للمثقفين.
الشاعر عمر غراب: علي مدي عقود طويلة خاصة في الأعوام الثلاثين الأخيرة تم تأميم كل شيء تقريبا في مصر كان من المستحيل الحصول علي رخصة الإصدار لعدم موافقة أمن الدولة; و ما زلت أذكر كيف أن مثقفا مهما بحجم د. شكري عياد فشل في إصدار مجلة, و كان بين المؤسسين أسماء شيوخ أجلاء, أما عن وزارة الثقافة فلم تسلم من محاولة التدجين القسري من قبل وزيرها; إما بالإغواء أو الإقصاء التي مارستها هيئات الوزارة بمنهجية متواترة; فمن يصدق أن شاعرا كأمل دنقل لا يحصل علي أية جائزة; مقابل من يحصدون الجوائز, إما بالاعتصام بالمجلس الأعلي للثقافة أو بمطاردة المصوتين لترسية الجائزة عليه و أحيانا بالبكاء و الرشاوي. كل هذا يعرفه الوسط الثقافي عن يقين; وأخيرا لا يوجد مثقف حقيقي و حريص علي احترام نفسه يقبل التسكع علي أبواب المجلس الأعلي للثقافة أو حتي وزارة الثقافة ذاتها; إنما المبدع الجاد مستحيل أن يهدر وقته علي ذلك; وهنا أحيي ما عشت روائيا رائعا كصنع الله إبراهيم الذي رفض بكبرياء جائزتهم المشبوهة.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 10 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,791,858