الأزمات القلبية والسكتات الدماغية مسؤولة عن ١٦.٧ مليون وفاة سنوياً

  كتب   نيس- محمد طلعت الهوارى    ٢/ ٥/ ٢٠١١
 
أمراض القلب من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم

تعد أمراض الأوعية الدموية -وبشكل خاص مرضا الشريان التاجى والسكتة الدماغية- من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم. وتتسبب أمراض القلب الوعائية أو الأوعية الدموية- وبشكل خاص مرضى الشريان التاجى- ما يقرب من نصف عدد الوفيات فى أوروبا، وتتسبب فى ٤.٣ مليون وفاة سنوياً، وفقاً للتقرير السنوى لشبكة عمل القلب الأوروبية، وتقدر تكلفة أمراض القلب الوعائية بنحو ١٩٢ مليار يورو سنوياً، حسب تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية.

ومع التطور العلمى حول العالم، تنوعت طرق علاج هذه الأمراض، واتجهت فى السنوات الأخيرة إلى علاج عوامل الخطر الأساسية، والمسببة لأمراض القلب الوعائية، لأقصى درجة ممكنة، وهو ما تم طرحه فى مؤتمر «الاتجاهات الحالية والمستقبلية فى علاج أمراض القلب»، الذى عقد فى مدينة نيس الفرنسية، مطلع مارس الماضى. ناقش المؤتمر دور عقار «أسبرين» بجرعات منخفضة فى الوقاية من الأزمة القلبية، والسكتة الدماغية، ويعمل العقار كعلاج مضاد لتجمع الصفائح الدموية..

أمراض القلب الوعائية مصطلح يصف قطاعاً عريضاً من الأمراض التى تصيب مكونات ووظائف القلب، وتشمل العديد من الحالات، مثل أمراض الشريان التاجى، وهبوط القلب، والرجفان الأذينى «عدم انتظام ضربات القلب»، وأمراض الأوعية الدموية.. وتأتى بعض الأمراض نتيجة لانسداد تدريجى للأوعية الدموية، بترسبات دهنية على طول جدار الوعاء الدموى، وتسبب تصلب الشرايين، وتترسب الصفائح الدموية لغلق الوعاء الدموى، ومنع تدفق الدم فيه، مما يؤدى إلى الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية، وكلاهما مسؤول عن ١٦.٧ مليون وفاة حول العالم سنوياً، حسب منظمة الصحة العالمية.

وأكد البروفيسور هارالد داريوس، من مستشفى فيفانتس بينوكولين الألمانية، أن أمراض القلب الوعائية تعد سبباً رئيسياً لدخول المستشفى والوفاة، وأن أثرها على مرض أو وفاة المريض، لا يضاهيه أى نوع آخر من الأمراض. وأوضح داريوس أن أحدث طريقتين لمواجهة «متلازمة الشريان التاجى الحادة» هما تعظيم الاستفادة من التشخيص الإكلينيكى بواسطة رسم القلب، وقياسات الدلائل الحيوية للقلب، والعلاج السريع لإعادة فتح الشريان التاجى المسدود، سواء كان جزئياً أو كلياً، بالإضافة إلى استعمال العلاج المضاد للتجلط، مؤكداً أن «الأسبرين» والعلاجات المضادة للتجلط أكثر فاعلية فى هذا الشأن.

كما ناقش المؤتمر الدور الذى قد تقوم به مضادات التجلط، التى يتم تناولها عبر الفم فى التقليل من مخاطر الإصابة بالجلطات. ويبرز السؤال حول أسباب تكون الجلطات، وطرق الوقاية منها، ويوضح الأطباء أن الجلطات تتكون لمنع النزف الطويل، الناتج كرد فعل لإصابة الأوعية الدموية، فيما يشبه «السدادة» فى مكان الإصابة.

 ورغم ذلك، فإنه فى حالة تنشيط منظومة تجلط الدم بطريقة خاطئة، قد يؤدى ذلك إلى تكوين جلطات دموية، من المحتمل أن تكون مميتة. وتعد الجلطات الوريدية العميقة أبرز أنواع الجلطات، وهى التى تتكون فى أحد الأوردة العميقة، وتسبب منع تدفق الدم فى الوريد بشكل جزئى أو كلى، كما فى حالة جلطات الساقين. أما النوع الثانى من الجلطات، فهو تلك التى تغلق أحد أوردة أوعية الرئتين.

وفقاً للمناقشات التى جرت فى المؤتمر، تعتبر الجلطات الوريدية ثالث أكثر أمراض القلب الوعائية شيوعاً بعد مرضى القلب والسكتة الدماغية، ويصاب سنوياً واحد من كل ١٠٠٠ شخص، بالجلطات الوريدية للمرة الأولى فى حياته، وتتسبب فى وفاة مليون شخص حول العالم.

وتتعدد فئات الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالجلطات الوريدية، ومن بينهم المرضى الأصحاء، الذين سوف يتم إجراء عملية جراحية بالعظام لهم، مثل تغيير مفصل الركبة أو الفخذ، نتيجة عوامل مثل تلف الأوعية الدموية أثناء الجراحة، مما دفع للبحث عن استراتيجيات أكثر فاعلية للوقاية من خطر الإصابة بالجلطات الوريدية عقب جراحات العظام الكبيرة، بشكل يمكن معه تخفيض التكلفة العالية لعلاجها، والتى تقدر بالمليارات.

تناولت المناقشات أيضاً عقار ريفاروكسابان، أحد مضادات التجلط الذى يتم تناوله عبر الفم، من خلال جرعتين يومياً، لمدة ٣ أسابيع، ثم مرة واحدة يومياً بعد ذلك، واعتبره البروفيسور روبرت بورساكس، من مستشفى ماكس راتسكو لأمراض الأوعية الدموية فى ألمانيا، «علاجاً أولياً فعالاً وآمناً لحالات الجلطات الوريدية العميقة».

وريفاروكسابان هو الاسم الطبى لعلاج وقائى من السكتة الدماغية فى مرض الرجفان الأذينى، وجلطات الأوردة العميقة، وللوقاية من الإصابة المتكررة بجلطات الأوردة العميقة والانسداد الرئوى- لم يتم طرحه فى الأسواق، وتقدمت شركة «باير» العالمية للرعاية الصحية بطلب إلى الوكالة الأوروبية للأدوية فى مطلع ٢٠١١ للحصول على ترخيص تسويق له، ويتم تطويره بمشاركة شركة «جونسون أند جونسون لأبحاث وتطوير الأدوية».

«صحتك اليوم»، التقت الدكتور محمد صبحى، أستاذ أمراض القلب فى جامعة الإسكندرية، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، وتناول أحدث أساليب وطرق علاج الجلطات حول العالم، وأوضح أن الشركات العالمية بدأت منذ سنوات فى البحث عن أساليب علاج متطورة، تواجه العوامل المسببة للجلطات، من بينها شركة «بورينجر»، و«باير» التى أجرت دراسة تحت اسم «ROCKET»، وتشير نتائجها إلى عقار جديد يتم تناوله عبر الفم، ويؤخذ مرة واحدة فى اليوم، ولا يحتاج إلى إجراء تحاليل، وتم تجريبه مع المصابين بالجلطات الوريدية، كما أجريت دراسة أخرى قلبت الموازين وعرضت نتائجها أمام مؤتمر القلب الأمريكى نوفمبر الماضى، وأثبتت قدرة العقار على علاج المصابين بالتذبذب الأذينى».

وأشار إلى أن مستقبل علاج أمراض القلب والشرايين يشمل عقاقير طبية وتكنولوجية، كما أشار إلى أهمية الكشف المبكر، لما له من دور فى سرعة علاج الجلطات، وحساب إمكانيات التعرض لها ومن ثم منع أسباب وقوعها، وقد يتم استخدام الأشعة المقطعية فى التشخيص.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,159