كتبت ـ سوسن الجندي:
اصبح تغيير ثقافة الاستهلاك وزيادة الوعي الاسري ضرورة اقتصادية ملحة في مصر بعد تزايد اسعار السلع في السنوات الاخيرة.
بل ان اعتماد انظمة جديدة تعتمد علي الشراء بالوحدة الثمرة مثلا في الفاكهة او الخضراوات, والجرامات في البروتينات وليس الكيلو هو الأسلم اقتصاديا وصحيا علي السواءكما تؤكد الدكتورة فاطيما حسن عزام استاذ ادارة الاعمال بجامعة الأزهر والتي اكدت انه علي الرغم من وجود عادات شرائية سلبية قوية إلا ان ثقافة التجديد قد بدأت في غزو الاسواق المصرية مع تزايد حركات السفر وسهولة الاطلاع علي ثقافات اخري مضيفة انه لابد من اعداد دورات توعية للمجتمع نحو ثقافة شرائية اكثر نضجا ورشدا علي ان توجه هذه الحملات للشرائح الدنيا من الباعة الذين مازال بعضهم يرفض فكرة البيع لاقل من نصف الكيلو في حين يكون الاحتياج للسلعة لا يتجاوز الربع كيلو.
ومن ناحية اخري لابد من البدء بتعويد ابنائنا علي سلوك استهلاكي رشيد من سن مبكرة جدا لان تعويد الاطفال علي الاسراف في الاستهلاك من شأنه أن يقوض اقتصاديات خلايا المجتمع الصغيرة وهي الأسرة ومن ثم المجتمع ككل.. فالمجتمع الواعي المدرك لقيمة كسرة الخبز هو المجتمع الانجح اقتصاديا والطفل الذي اعتاد علي تقسيم الرغيف إلي4 أقسام هو الأقدر علي إدارة اقتصادياته وظروفه فيما بعد بوعي اكبر.
وبعيدا علي الأسرة مطلوب من الدراما ان تقدم صورة افضل كأداة توجيه جماعية للاستهلاك الاسري بلا مبالغات, كذلك لابد من مراعاة الاحتياجات وقواعد التغذية السليمة لكل مرحلة عمرية والتأكيد علي ذلك وهو ما يتطلب وعيا من الأم والقائمين علي التغذية, فالتأكيد علي استبدال قطع الحلوي بقطع الفاكهة عند الصغار مثلا هو استثمار اقتصادي واجتماعي وصحي في ذات الوقت. وتنصح الدكتورة فاطيما باعداد قوائم مسبقة للشراء والتنسيق بين افراد الأسرة اذا كان اكثر من شخص يقومون بعملية الشراء وذلك حرصا علي عدم اهدار الوقت او المال في شراء ما يزيد علي احتياجات الأسرة.
ساحة النقاش