طرح أقراص «منع الحمل للرجال» يثير جدلاً حول العالم

٣/ ١/ ٢٠١١
 

الأبحاث على قدم وساق لطرح حبوب منع الحمل للرجال، خاصة فى شركة أورجانون، وينتظر العلماء نزول هذه الأقراص خلال سنتين على الأقل فى الأسواق، بدلاً من الطريقة العشوائية التى يمارسها البعض الآن، وهى حقن الرجل بهرمون «التستوستيرون» بجرعات عالية، مما يهبط بعدد الحيوانات المنوية إلى الرقم «صفر»، وهى الفكرة التى أثارت جدلاً كبيراً حول العالم.

وزاد من حالة الجدل المثارة، حول أقراص حبوب منع الحمل للرجال، ما تم إعلانه مؤخراً من نجاح عالم إسرائيلى، فى جامعة بار إيلان الإسرائيلية يدعى «حاييم بريتبارت»، بمساعدة علماء آخرين، فى ابتكار أول حبوب لمنع الحمل «الرجال» تعمل على إلغاء تنشيط الحيوانات المنوية قبل وصولها إلى الرحم، وتؤخذ مرة واحدة كل ثلاثة أشهر فقط، وستكون متوفرة بعد أقل من ٣ سنوات من الآن.

المتتبع لرحلة حبوب منع الحمل للرجال يجب أن يعرف أنها لم تبدأ منذ اليوم.

فقد اتجه نظر العلماء فى البداية إلى الوسائل الطبيعية، نظراً لحساسية الموقف، وحتى لا تخدش هيبة الرجل، وكانت الحرارة هى الوسيلة السهلة والمتاحة والمجربة. وكانت الطريقة الأولى هى غمس الخصيتين فى ماء ساخن درجة حرارته ١١٥ فهرنهايت يومياً، لمدة شهور، أو إدخالهما فى القناة التى فى أعلى الفخذ وأسفل البطن، وبعد الإقلاع عنها أو تحرير الخصيتين من هذه القناة ونزولهما إلى مكانهما الطبيعى، ستعود خصوبة الرجل إلى سابق طبيعتها بعد شهر واحد فقط، ورغم أنها طريقة آمنة إلا أن فاعليتها غير مضمونة، ومدة التعرض للحرارة غير محددة.

لم تتوقف أبحاث العلماء عند مسألة التعقيم الحرارى، ولكن ظهرت طرق أخرى من أهمها الطرق الفارموكولوجية أو الدوائية، وكانت الصين الغارقة فى نار زيادة السكان هى المقتحمة الأولى لهذا المجال وبكل قوة. اكتشف علماء الصين عام ١٩٢٩ علاقة غامضة بين تناول الطعام المطبوخ بزيت بذرة القطن، وانخفاض معدل الإنجاب فى الأسر التى تتبع هذا التقليد، وتم نشر أول بحث يناقش تلك المسألة ويفك غموضها عام ١٩٥٧، وكانت المادة الموجودة فى بذرة القطن والمسؤولة عن ذلك هى الـ GOSSYPOL، وأجريت الأبحاث على عشرة آلاف متطوع، وأظهرت النتائج أن ٢٥% تقريباً ظلوا يعانون من العقم الكامل لمدة عام، إلا أن الأعراض الجانبية لهذه المادة جعلت العلماء الصينيين يتراجعون عن الخوض فى التجارب، حتى أكملها علماء البرازيل فى ١٩٩٠ بتقليل الجرعة، وأطلقوا على الدواء اسم «نوفرتيل»، يؤخذ يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ولكن مازالت هيئة الدواء العالمية معترضة على سُمية الدواء، ومازالت الأبحاث المشتركة للصين والبرازيل وشيلى والنمسا تحاول الوصول إلى الجرعة المضبوطة لهذا الدواء.

قرص السكر هو ثانى الطرق الدوائية، وهو مسجل باسم د.جوزيف هول، الأستاذ بجامعة نورفولك، الذى عانى من زيادة النسل بشكل مفزع فهو أب لستة أطفال، وتمت تجربة قرص د.هول على الفئران، وأثبت فاعلية عالية جداً، وعادت الفئران بعد أسبوع من توقفه إلى سابق خصوبتها، وطريقة عمل هذا القرص تمنع اتحاد الحيوان المنوى بالبويضة، إلا أنه لم يطرح فى الأسواق بعد.

ومن د.هول إلى الصين ثانية، ومن الطب الصينى القديم أُخذ نبات «التريبتريجم ويلفوردى» TRYPTERGIUM WILFORDII، الذى كان يستخدم فى علاج الحمى لمنع إخصاب الرجال بعد اكتشاف تأثيره فى خفض الحيوانات المنوية عند الرجل. أما آخر الطرق الدوائية وأخطرها فهى طريقة الهرمونات، وهى التى تبحث فيها شركة أورجانون التى ذكرناها فى البداية، ويبدأ الهرمون عمله بنجاح بعد شهرين تقريباً.

طرق تعاطى الهرمون المانع لإخصاب الرجال من الممكن أن يكون بالحقن كل عشرة أيام فى نوع، وكل ثلاثة شهور فى نوع آخر، ومن الممكن غرسه تحت الجلد لمدة شهور يثبط فيها الهرمون الذكرى، وبالتالى يخفض نسبة الحيوانات المنوية إلى درجة الصفر أو ما يطلق عليه طبياً الـ AZOSPERMIA.

هل يقبل الرجل المصرى تناول حبوب «منع الحمل»؟

  كتب   ولاء نبيل    ٣/ ١/ ٢٠١١
 

مجموعة من الأبحاث العلمية الدوائية تسعى لتطوير عدد من وسائل تنظيم النسل، لكنها فى تلك المرة ستكون للرجال، بما يتناسب مع طبيعتهم الذكورية، من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى تحمل مسؤولية تنظيم نسل الأسرة، يقود فريق البحث البروفيسور أندريا كوفيلو بمركز أبحاث الخصوبة بجامعة واشنطن بسياتل والذى عرض عدة بدائل لمنع الحمل للرجال منها قرص يومياً، ومنها حقنة كل ثلاثة شهور أو «جل» لاصق يوضع على الجلد، وهو المقترح الذى رفضه عدد من الرجال، مؤكدين أن تناول تلك الوسائل قد يؤثر على هيبتهم كرجال وسط معارفهم، فيما أعرب آخرون عن تخوفهم من الآثار الجانبية لتناول تلك الحبوب على قدرتهم الزوجية والإنجابية.

أكد الدكتور حسين غانم، أستاذ الأمراض التناسلية بطب قصر العينى، أن فكرة منح الرجال وسائل لمنع الحمل هى فكرة عالمية وقديمة تنادى منذ سنوات بالمساواة بين الرجل والمرأة فى تحمل مسؤوليتهم المشتركة لتنظيم الأسرة.

وقال: «زاد تعداد البشر فى العالم خلال الخمسين سنة الماضية بأعداد كبيرة جداً وصلت إلى ٦ مليارات، بعد أن كان عدد السكان لا يتجاوز نصف هذا الرقم فى أزمنة الحروب العالمية خلال القرون الماضية وبسبب كثرة الحروب والأوبئة والأمراض، ومع ارتفاع الرعاية الطبية زاد متوسط عمر الأفراد، وقدرتهم الإنجابية، وقلت معدلات وفيات الأطفال حديثى الولادة».

كل تلك الأسباب أدت إلى رفع معدلات البشر أكثر من عشرة أضعاف ما يتحمله التوازن الطبيعى للكرة الأرضية، ومن هنا جاءت المطالبة بتنظيم أعداد الأسرة، ومنذ ذلك الحين - كما يروى الدكتور حسين- تتحمل السيدات وحدهن مسؤولية تناول وسائل منع الحمل لتنظيم نسل أسرهن، وقال: «بسبب معاناة بعض السيدات من تناول تلك الوسائل لسنوات جاءت المطالبات وبدأت معها الأبحاث لتوفير وسائل منع الحمل للرجال، وإن كان مازال هذا الكلام مجرد دردشة فلسفية، لم تطبق واقعياً، ولم تسوق أى من تلك الوسائل».

وأوضح الدكتور «حسين» أن تلك الأبحاث، تدرس طبيعة وتركيبة الرجل، المختلفة عن طبيعة وهرمونات المرأة، حيث أن وسائل تنظيم الأسرة المتاحة للرجال حتى الآن هى فقط التدخل الجراحى لربط الحبل المنوى، وهى العملية التى تعد أسهل فى إجرائها لدى الرجل عن المرأة.

وعن مدى ملاءمة طبيعة الرجل لتناول وسائل منع الحمل بعد اكتمال أبحاثها وتسويقها قال: «تناول الرجل لتلك الحبوب قد يؤثر على إنتاج جسمه للحيوانات المنوية، كما قد تؤثر على الضغط والبروستاتا، لأن السيدات أنفسهن عند تناولهن لتلك الوسائل لابد أن تكون تحت إشراف طبى». فيما أجرى «صحتك اليوم» استطلاعاً لآراء بعض الرجال حول تقبلهم لفكرة تناول وسائل منع الحمل بدلاً من زوجاتهم قال مصطفى عبدالعزيز: «منذ زواجى وتتناول زوجتى حبوب منع الحمل لتنظيم الأسرة، وفى آخر مرة أكدت زوجتى لطبيبة أمراض النساء أن سجل عائلتها به حالات مصابة بالسرطان، فأمرتها الطبيبة على الفور بوقف استخدام الحبوب، فأكدت لها زوجتى أنها أنجبت أكثر من مرة رغم استخدامها «اللولب»، وبالتالى لا تصلح تلك الوسيلة معها، كما أنها متخوفة من أضرار استخدام الحقن، وحتى الآن لم نجد وسيلة تتناسب معها».

رغم كل تلك الظروف التى تعوق تناول زوجة مصطفى لوسائل منع الحمل إلا أنه يرفض تناول أى من تلك الوسائل فى حال تداولها فى الأسواق وقال: «لا يمكننى فعل ذلك فمن المعروف أن تناول تلك الوسائل يكون للسيدات فقط، فكيف ستكون صورتى وسط زملائى أو أصدقائى فى حالة علمهم بتناولى تلك الحبوب، بالطبع سأكون مضحكة بينهم».

أما محمد فتحى فأكد أنه على استعداد أن يظل ينجب أطفالاً طيلة حياته دون أن يأخذ حبة واحدة من وسائل تنظيم الحمل، وقال: «من المعروف أن الأطفال رزق من الله، وأن محاولات تنظيم الأسرة هدفها فقط ضمان حياة أفضل لهم فى ظل الغلاء الذى نعيشه، لكن ذلك لا يعنى أن يتناول الرجل وسائل لمنع الحمل.

فيما أعرب محمد على عن تخوفه من تناول تلك الوسائل للرجال، وأكد أن قدرة الرجل الإنجابية تتأثر بشدة بتناول أى مستحضرات، وبالتأكيد ستكون لتك الوسائل أضرار جانبية، تؤثر على صحة الأسرة الإنجابية فيما بعد.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 506 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,824,204