ممكن حد يسلفنى أب

بقلم

أسماء الد سوقى

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة الشكل والمنظر تقشعر لها الأبدان وتشيب منها الولدان انها ظاهرة طرد الأبناء للآباء من بيوتهم أو إيداعهم دار المسنيين وهذا أفظع من تلك انه سلوك حقير ومهين لا يصدر إلا من ابن عاق جاحد لا يعرف معنى الشفقة ولا الرحمة ترك نفسه فريسة للشيطان يوسوس له ولنفسه الأمارة بالسوء أو لزوجة عديمة الرحمة والضمير نسيت عقاب الله .

ولو بحثنا عن أسباب هذه الظاهرة لوجدناها كثيرة ومتشعبة بداية بالبعد عن الدين وما ترتب عليه من تقطيع صلات الأرحام ومرورا بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأشياء أخرى كثيرة ولكل حالة أسبابها . ولكن اسمح لى أيها الجاحد أن أسألك ما هذا القلب القاسى الجاحد الذى طاوعك على طرد أبويك من مكانهما لتنعم أنت به يالها من نفس أمارة بالسوء سولت لك طرد أبويك .

آه لو تعلم مدى المعاناة التى يعانيها محروم الأب أو الأم آه لو تيتمت وأنت طفل رضيع وكبرت بلا أب أى بلا عز حتى ولو ترك لك ما يحميك من مال وعقار بلا حماية بلا سند بلا درع يحميك من عدوان الآخرين محروم من مناداة أبيك طيلة عمرك .

اسمح لى أيها الجاحد بسؤال آخر ماذا فعل بك أبيك ؟

الذى فعله أبيك أنه أتى بك الى الدنيا لتتمتع بنعيمها وتتزوج وتنجب أطفال أكيد سيضعوك فى دار المسنين فى كبرك (كما تدين تدان ) .

ليتك تعلم أن وجود أبويك فى بيتك يزيد من حسناتك ويفتح لك أبواب الرزق ويكون لك رصيد فى الكبر لدى أبنائك ( بروا آباءكم تبركم أبناءكم ) 

أنا أعلم جيدا أن هناك آباء تركوا أبنائهم وأهملوهم فى صغرهم ولم ينفقوا عليهم ولكن لنتذكر قول المولى عز وجل ( ولا تقل لهما أف ) ما بالك بمن يعاقبهم بوضعهم فى دار المسنين وحتى لو أهملوك فى الصغر تذكر أنهما سبب وجودك فى الدنيا ليتك تعتبر أى منهما كالقطة التى تربيها فى بيتك وتحنو عليها وتقدم لها الطعام والشراب وتذهب بها الى الطبيب مع شديد اعتذارى لمقامهما الكريم .

أيها الغافل تخيل نفسك مكان أبيك وابنك يذهب بك لدار المسنين وتخيل نفسك يوم الوقوف أمام المولى عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون .

وليتنا نتبادل سويا تعطينى أبيك أطيعه وأرعاه وأحنو عليه وأعطيك عقدة الحرمان من الأب تفسد حياتك العمر بأكمله .

ممكن حد بقى يسلفنى أب ؟