أبشع كتاب

بقلم 

أسماء الد سوقى

عندما نسمع كلمة أبشع كتاب تنصرف أذهاننا إلى ما يحويه هذا الكتاب من موضوعات سيئة أو غريبة ولكن لا داعى لأن نذهب بعيدا بالتفكير فهذا الكتاب لدى كل واحد منا نسخة صوت وصورة إنه كتاب أعمالنا .

لو تخيل كل منا أن هناك شخص يصوره صوت وصورة لمدة أسبوع واحد سوف يبذل كل منا قصارى جهده ليبدو فى أبهى صوره حتى لا يظهر به أى عيب سواء فى الصوت أو الصورة ولله المثل الأعلى لو تخيلنا أن هذا التصوير المسموع والمرئى هو مراقبة المولى عز وجل لأعمالنا ليلا ونهارا وتسجيل الملائكة لما نفعله سواء حسنات أو سيئات ماذا سنفعل ؟

لنعلم أن المولى جل شأنه يرانا حين نعقد النية لعمل الشئ قبل القيام به ويرانا حين نرتكب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وكل منا بطريقته ويسمعنا ونحن نغتاب بعضنا البعض ونخوض فى الأعراض على اعتبار أن أخبار الآخرين مادة غنية لإثراء الحديث ولنعلم أيضا أن الخالق مطلع على نوايانا ونحن نفعل الخير الظاهر والحسنات المعلنة هل هى بقصد التباهى والتفاخر أم ابتغاء مرضات الله .

وبالقياس فى كل أعمالنا اليومية سواء الظاهرة مع الناس أو الباطنة التى لا يراها بشر لو تخيل كل منا أن هناك مراقبة إلهية صوت وصورة ليلا ونهارا لهذه   الأعمال ومحفوظة إلى يوم القيامة لتعرض على رؤوس الأشهاد أيضا صوت وصورة إلا ما رحم ربى لراجعنا أنفسنا آلاف المرات قبل ارتكاب أى ذنب أو معصية سواء فى حق أنفسنا أو فى حق الآخرين .

ليت كل واحد منا يسأل نفسه بمنتهى الصدق والأمانة هل يعجبك كتابك بما فيه من معاصى وذنوب بشعة تخجل منها لو رآها أو سمعها أحد ؟ هل هذا كتاب تفخر به لو فكرت أنت الإطلاع عليه أم أنك تعلم أنه حقا أبشع كتاب .

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك . آمين