المحور السادس : التمثيل الصامت مع الصم
أدوار الصم في مسرحة المناهج
وفي مسرحة المناهج يكون الطالب الأصم أو ضعيف السمع فيها :مشاركا : مؤديا, ومشاهدا : متلقيا, مرضيا لنفسه , ملبيا لحاجاته ورغباته. وقد حدد (سيكس , 2003) أهم المفاهيم التي تتصل بدور المؤدي ومنها : استخدام الحواس , حركة الجسم , التخيل, التقمص والتمثيل للأدوار, التركيز والاسترخاء الجسدي , اللغة والصوت والحديث.
يقوم الطلاب الصم وضعاف السمع بتمثيل عدة أدوار ومن بينها ما يطلق عليه:
o لعب الأدوار ( ( Role Playing
ويشير (شحاتة , 2004 ) أن لعب الأدوار هو صورة أخرى للدراما التعليمية وفيه يتقمص المتعلم الدور الحقيقي الذي يقوم به آخرون في الحياة ( تقمص لشخصيات مألوفة) ويتبنى سلوكهم وأحاسيسهم ويعبر عنها بالحركات والألفاظ , ........, وهو يرمز للتمثيل التلقائي للمواقف ويقلل من الاعتماد على التدريس إلا أنه يبرز الصورة الحقيقية للسلوك بعيدا عن الكلمة المكتوبة. وأن لعب الدور كما يذكر (جابر, 1998) أحد النماذج الاجتماعية في التدريس ويستكشف التلاميذ في لعب الدور مشكلات العلاقات الإنسانية لأنهم يحسمون مواقف مشكلة لم يناقشون سن قواعدها.
وللعب الأدوار عدة أنواع : التمثيل التلقائي , التمثيل المحكم البناء , التمثيل الدرامي الإبداعي, التمثيل الإيمائي الصامت (الشامل في تدريب المعلمين , 2003) .
ومن أهم الأدوار التي يقوم بها الصم في مسرحة المناهج هو:
o التمثيل الصامت مع الصم (Pantomime) :
تطور هذا الفن عبر القرون الماضية فقد بدأ به الإنسان البدائي,ومارسها في حدود المنفعة وضرورات الاستخدام وفي حدود الحاجة اليومية, ثم ورث هذا الفن إلى الأجيال اللاحقة . وترجع جذور هذا الفن إلى اليونان والرومان ,ومن أشهر الشخصيات التي قامت بالتمثيل الصامت في الدول الغربية شارلي شابلن , ولوريل وهاردي, ومستر بن...ومن الدول العربية وبالتحديد دولة مصر الشقيقة الممثلة القديرة أمينة رزق في فيلمها الصامت (سعاد الغجرية) عام 1928م.
معظم البشر يستخدم لغة الإيماء للتعبير عن أشياء دون النطق بها , كرد تحية أو سلام , التعبيس بالوجه من موقف خاطئ , دون التصريح باستياؤه لهذا الفعل بالكلام, أو الإيماء بالرأس للإجابة بنعم, أو رفع الحاجبين كأنه يقول أنا مندهش, .....ومن أكثر الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة استخداما لها هم فئة الصم وهي الفئة التي حرمت من النطق والكلام وهم غالبا ما يستخدمون لغة الإشارة (Sign Language ) في حياتهم وفي التعبير عن حاجاتهم وأفكارهم ومشاعرهم , بالإضافة إلى اللغات الأخرى التي يتميزون بها كلغة الرموز (Symbols Language ) أو لغة الحركة والأفعال (Action Language ) أو لغة الجسد (Body Language ) وتعبيرات الوجه (Facial Language ) أو التواصل بالعينين (Eys Contact) ...(السواعي وآخرون, 2005) .
يطلق على التمثيل الصامت كما أشار (نواصرة , 2002) بالتمثيل الإيمائي : "البانتوميم" وهو مشتق من الكلمة اليونانية (PANTOMIME ) , أو ما يعرف (بلغة الحركة ) وهو الفعل دون كلام وبمعنى آخر هو الفعل المعبر عن تعبيرات الوجه والحركات الجسمية التي تستخدم لقول شئ ما فيما يتعلق بعناصر الشخصية والموقف والمكان وجو المسرحية دون استخدام الحوار المنطوق .
ويعتبر التمثيل الصامت كما أشار (كاسانيللي , 1991 ) أنه أحد الفنون الرمزية التي يتلخص دورها في تفتيت مكونات الواقع وإعادة تركيبها عن طريق نظام متفق عليه :
حركات الحياة اليومية , إيماءات , تعبيرات بالوجه ,حركات اليدين (لغة الإشارة وأبجدية الأصابع ) والساقين والقدمين والبطن , حركات رمزية تعبر بأشياء غير مرئية..
وبذا نجد أن الصم هم أقدر الأشخاص على القيام بهذا الدور وبهذه المهمة لأنهم جزء منها ولأنها جزء منهم , حيث أنهم يستخدمون الإشارات كلغة للتواصل فيما بينهم وبين بعضهم البعض وفيما بينهم وبين عالم السامعين , وحيث أن " الإشارات" كما أشار (يوسف , 2001) مصطلح متفق عليه اجتماعيا , عندما يحسن توظيفها فإنها ستحمل إضافة إلى معناها التوصيلي التخاطبي السائد معنى استثنائيا , وربما تنعزل عن محدوديتها الفئوية أو الإجتماعية الضيقة لتتسع إلى خطاب شمولي يخاطب الإنسان في أي زمان ومكان . وكما أشار (فرومكن, وآخرون,1999) أن الشعر تم نظمه باستخدام لغة الإشارة في الولايات المتحدة الأمريكية, كما تمت ترجمة مسرحيات مثل (الناقد The Critic) للمؤلف (شيريدن Sheridan) إلى لغة الإشارة وقامت فرقة المسرح الوطني للصم NTD) ) بتمثيلها على خشبة المسرح .
يتسم التمثيل الصامت بحركات دقيقة ومحددة , وتعتمد على براعة مؤدي الدور (الممثل) وخيال المتفرجين لذا يجب أن تكون التعليمات محددة وبسيطة ولا تحتمل أكثر من تفسير. ويضيف (شحاتة , 2004) أن التأثير في التمثيل الصامت يعتمد على ملامح الوجه, ويمكن استخدامه في حجرة الدراسة في مواقف تعليمية متعددة.
وأشار (اللقاني , وآخرون , 1999 ) أن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت مهارة التمثيل لدى الصم , بأن قاموا بإنشاء مسرح خاص لهم في مدينة "نيويورك" ويسمى بمسرح (يوجين أونيل ) Eugene Oneil حيث يقوم الصم بتمثيل الأعمال الدرامية المختلفة عليه .
يمكن للتمثيل الصامت كما ذكر (الضاحي , 2005) أن يلغي حواجز اللغة كوسيلة للتفاهم بين الأمم والشعوب واستبدالها بلغة إنسانية مشتركة سهلة ومعبرة ومقنعة هي لغة الإيماءة , الإشارية للتفاهم وعلى المؤدي (الممثل ) الصامت من خلال أدواته أن يدخل المتفرج بدائرة خياليه مغلقة محولا هذا التخيل إلى صورة واقعية في ذهنه معتمدا على ما تخزنه ذاكرة المشاهد التي التحمت بفعل الممثل المؤدي للفعل , فالممثل يرتكز على الأفعال المحفزة للجسد المنتج للحركة الصامتة التي تشكل المعنى .
اعتبارات هامة للتمثبل الصامت أوردها (كاسانيللي .1991 ) :
o استحالة القيام بترجمة حرفية للجمل اللغوية إلى جمل حركية.
o لا يوجد تبادل مباشر بين الكلمة والحركة , فيلزم لذلك جملة حركية معينة ( مركبة من الحركة بالتمثيل الصامت والإشارة) للتعبير عن مفهوم محدد .
o أهمية استخدام حركات قليلة ولكنها ذات معنى.
وبذا نجد أن معظم المتخصصين في مجال التربية الخاصة يتفقون على أن مواقف اللعب والنشاط والفنون بشكل عام من أفضل وأنسب المواقف التي يمكن أن تساعد وتساهم في دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع العاديين وبخاصة الصم منهم.
ولتفعيل دور مسرحة مناهج الصم هناك مجموعة من التوصيات :
o الاهتمام بمسرح الطفل عموما ومسرحة المناهج خصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة , وإنضاج العمل به , والاستفادة ما أمكن من تجارب مسرحة المناهج في الدول الأخرى.
o خدمة المناهج الدراسية لفئات التربية الخاصة والصم بالذات من خلال الاهتمام بتنشيط مسرحة مناهج الصم داخل جدران معاهد الأمل وبرامج الدمج له من تنمية مهارات الطلاب الصم وضعاف السمع .
o يجب أن تنبع فلسفة العمل من منطلق المسرح البسيط في امكانياته المادية والغني في محتواه الفني .
o ضرورة توفير المسرح المدرسي , فإن لم يتح ذلك فيمكن استخدام مسرحة المناهج داخل الحجرات الدراسية.
o عقد دورات تدريبية لمعلمي التربية الخاصة ومعلمي الصم خاصة لتطوير العملية الفنية , ولتدريبهم على كيفية مسرحة المحتوى في التدريس.
o قيام الأدباء والكتاب المسرحيين , وممن تتوسم فيهم الكتابة الجادة للكتابة لمسرحة مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة والصم منهم بالذات مع مراعاة تبسيط اللغة المستخدمة لهم.
o توفير الكتيبات المصاحبة للمنهج المدرسي والتي تتضمن مسرحيات مدرسية تخدم المقررات الدراسية.
o ضرورة تشجيع فكرة مسرحة مناهج الصم وذلك من خلال تشجيع المعلم على ممارسة وتطبيق النشاط التمثيلي ومن خلال تقديم المسابقات والمسارح وتحفيزهم على ذلك .
o تطبيق بعض الدراسات والبحوث في مجال مسرحة مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة والصم بالذات .
o أهمية مسرحة المناهج وارتباطها بالأصم , واتساع مجال استخدامه كوسيط تعليمي محبب إلى الطالب الأصم.
o التأكيد على المعلمين لاستخدام وتطبيق فكرة مسرحة المناهج في تربية وتعليم الصم بمعاهد وبرامج الأمل.
o مناشدة المختصين في تربية وتعليم الصم و المسئولين في المناهج وطرق التدريس بتصميم الدروس المسرحية لمناهجهم والتأكيد عليها.
o أهمية مشاركة الأصم في العملية التعليمية - ليس كمتلقي فقط - بل مشاركا في تقديم الدروس وعرضها يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة من تنمية العادات والقيم الايجابية, مع تبسيط وتقريب المعلومات إلى ذهنه .
o التأكيد على أن تتناسب أسلوب عرضها مع خصائص الصم وضعاف السمع (الفئة المستهدفة) .
o التأكيد على أن لا تأخذ فكرة مسرحة المناهج طابعا ثابتا لا يتغير ولا يتبدل.
o التأكيد على أن لا يكون دور المعلم في مسرحة المناهج هو دور الملقن المسرحي.
o التأكيد على أن لا تكون مدة العرض طويلة .
ساحة النقاش