المحور الخامس : طريقة المسرحة
o كيفية بناء المشهد من منهج دراسي
o الفرق بينه وبين بناء المشهد من قصة
o تحديد دور كل من المعلم والطالب في مسرحة مناهج الصم.
دور المعلم في مسرحة مناهج الصم :
لم يعد التدريس مهمة تقتصر فقط على مجرد إيصال حقائق جافة للطلاب فحسب أو لإيصال أكبر كمية منها إلى عقولهم وإنما الأهم من هذا كله كما أشار (عدس , 1998) هو النوع أو الكيفية التي نقدمها لهم , كما لم يعد التدريس مهنة روتينية يومية يتخذها البعض لسد حاجات مادية معينة , بل أصبح فنا وعلما في آن واحد , فالتدريس فنا يظهر من خلاله المعلم قدراته الابتكارية والجمالية في التفكير واللغة والحركة التعبيرية والتعامل الإنساني فهو بهذا فنان مفكر بما يقوم به من أسلوب جديد يستميل فيه الطلبة , أما التدريس كعلم فهو علم يدرس للطلاب لتحقيق التغير المحدد في شخصياتهم فكريا أو عاطفيا أو سلوكيا حركيا أو اجتماعيا (حمدان , 1988 ) , كما أن التدريس علم تطبيقي يمكن تطبيقه من خلال مسرحة المناهج .
ومع تطور بحوث علم النفس التربوي والمناهج وطرق التدريس , وكذا ظهور النظريات التربوية الجديدة تغيرت النظرة إلى الأدوار التي يجب أن يمارسها المعلم في التدريس , وبالتالي لا يكون دوره مقيدا أو محدودا فقط في نقل المعرفة من الكتب إلى عقول الطلاب دون أن تترك هذه المعرفة بصماتها على عقولهم أو وجدانهم , وإنما أصبح هذا الدور هو أحد الأدوار وربما أقلها قيمة (اللقاني , وآخرون , 2001) وإنما أصبح دوره الرئيسي هو كوسيط تعليمي (Mediator of learning) وهذا الدور يركز عليه كثير من الباحثين في مجال التربية , حيث أن المعلم هو الذي يقوم بعملية التقريب بين المفاهيم الواردة في المقررات الدراسية كما وضعها مؤلفوها , وبين عقول ومفاهيم الطلاب الذين يتولى مسئولية تعليمهم وتربيتهم . أي أنه يقوم بعملية مزدوجة , يستوعب ما طلب منه أن يدرسه , ثم بعد ذلك يضع هذه المعارف ويصيغها بأسلوب أو صورة تتمشى مع عقول الطلاب الذين يتعامل معهم , مراعيا الفروق الفردية بينهم (مرسي , 1995 ) .وفي مسرحة المناهج يتجلى دور المعلم ليكون مرب وقائدا ومبدعا وقادرا على تقديم كل ما هو جديد يساعد في إثراء المواقف التدريسية , بالإضافة إلى أن دوره سيكون مساعدا وميسرا لعملية تعلم الطلاب , وإذا قام المعلم بذلك واستخدم في تدريسه روح المرح والدعابة من خلال المسرحة بشكل ناجح وفي مستوى عال كانت عملية التدريس بالنسبة له أكثر سهولة وشرحه لمادته أكثر وضوحا وأكثر جلاء (عدس , 1998).
إن أصعب مهمة للمعلم وأكثرها مشقة هو التعامل مع الطلبة الذين لديهم احتياجات خاصة وخاصة فئة الصم منهم والذين يلجأون إلى الصمت وتتصارع في أذهانهم العديد من الأفكار , لذا فإن على معلم الصم أن يكون فكرة عن طلبته وعن كل واحد منهم حتى يستطيع التعامل معهم على أساسها وبما يصلح لكل منهم ليكون في ذلك فائدة له ملموسة وأن تقوم هذه الفكرة نتيجة الخبرة والتجربة ... ويؤكد (عدس , 1998 ) أن لا تأخذ هذه الفكرة طابعا ثابتا لا يتغير ولا يتبدل.
وبمسرحة مناهج الصم سيتمكن المعلم من توفير مناخا مبدعا وممارسات مبدعة من جانبهما والتي تنعكس بشكل مباشر وتؤثر تأثيرا إيجابيا على الصم وتبوح بمكنوناتهم , والمعلم لا يستطيع أن يبدع في التدريس إلا إذا أتيحت له الفرص الكافية ليكون منطلقا بفكره هنا وهناك (اللقاني , وآخرون , 2001) . وأن نجاح الدرس الممسرح كما أشار (شحاتة , 2004) يعتمد على التعاون بين جميع الأطراف المشتركة في الدراما التعليمية وعلى المعلم عند إنهاء الدور الممسرح أن يناقش ذلك مع طلابه.
ساحة النقاش