كتب: د. علي بن عمر بادحدح26 سبتمبر, 2012 - 10 ذو القعدة 1433هـ
مع أنوار القرآن نبقى مع أنوار الآية الثلاثون من سورة الروم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
وهذه آية هادية مرشدة إلى أمر عظيم هو محور الحياة، والمتأمل في كلماتها الواضحة ودلالاتها الساطعة يستطيع أن يرى حبلاً متيناً من استمسك به نجا، ويرى فيها نوراً باهراً من سار في ضيائه سلم، ويرى فيها خيرات متكاثرة من تعرض إليها غنم؛ لأننا دائماً وأبداً بإيماننا المستكن في قلوبنا وإسلامنا الثابت في نفوسنا نوقن بأن دين الله عز وجل هو حبل النجاة ونور الحياة وثمرة النفع والفائدة بإذنه عز وجل، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} خطاب لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وهو بالتبع والإجماع كما نص القرطبي: "خطاب لأمته".
أقم وجهك للدين، قال القرطبي: "المقصود بذلك تقويم المقصد والقوة على الجد في أعمال الدين"، وقال الزمخشري في تفسيره: "قوّم وجهك وعدّله غير ملتفت عنه يميناً ولا شمالاً"، قال: "وذلك تمثيل لإقباله على الدين واستقامته عليه واهتمامه بأسبابه"، وبمثل ذلك قال الطبري وابن كثير كذلك: "سدد وجهك" أي اجعله في اتجاه واحد وفي مقصد واضح للدين حنيفاً؛ ولماذا الوجه؟ لأنه هو مجمع المحاسن ابتداءً وهو الذي يبين المقاصد ويوضحها فإن تحدث إليك أحدٌ أقبلت عليه بوجهك، وإن استمعت إلى شيء التفت إليه بوجهك، وإن أردت أن تبدي لأحد شيئاً من اهتمام أو فرح به أو غضب منه كان كل ذلك بوجهك، فالوجه تعبير ودلالة على القصد الذي فيه كمال التوجه؛ لأننا لو انتبهنا أيضاً لوجدنا أن في الوجه حاسة البصر والسمع والفكر والتدبر التي هي جلّ الحواس التي يقع بها للإنسان إدراك الأمور والتعامل معها.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} ذكر بعض أهل التفسير كلاماً حسناً بديعاً، قال: "إن إقامة الوجه وتوجه حواسه لا تكون إلا من منطلق القلب، فأنت إن كنت لإنسان كارهاً وعنه معرضاً حتى لو التفت إليه بوجهك ستكون التفاتة جامدة أو عابرة لن يظهر فيها التعبير الحقيقي عما يستكن في القلب"، أما إقامة الوجه للدين فهي انبعاث قلب وتوجه بهذا الوجه ثم ماذا؟ ويتبع ذلك تبعاً استقامة الجوارح على مقتضى هذا الدين فيكون حينئذ التوجه كاملاً قلباً وقالباً من الأعماق في سويداء القلب وأعماق النفس ومن الهيئة الظاهرة في رؤية العين وتوجه الوجه، ومن الممارسة العملية في عمل الجوارح.
ومن هنا قال السعدي في تفسيره: "إن المقصود بإقامة الوجه للدين الاستقامة على الأحكام أو التشريعات الظاهرة كالصلاة والصيام وغيرها، وكذلك على الأحكام الباطنة كالمحبة والتوكل والإنابة والخشوع".
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} نستطيع أن نقول إن معناها بلغتنا أو بأسلوبنا العصري: اجعل الدين محور حياتك، وجهتك في قصدك، مقياسك في وزنك للأشخاص والمواقف، مرجعك للنظر في الأمور والحكم عليها، كل شيء محوره هذا الدين.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} وصيغة الأمر للدلالة على الأهمية بالوجوب والإقامة ليس الفت نظرك! ولا وجّه نظرك! وإنما أقم؛ لأن الإقامة فيها استقرار ودوام، فالإقامة حينئذ أن تجعل وجهك للدين أي قصدك وقلبك وفعلك وجوارحك للدين على صفة دائمة مستمرة مستقرة كما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} والدين هنا هو الإسلام وسيظهر لما قلنا إنه الإسلام مباشرة في بقية الآية، وأصل الدين من الدينونة وهي الخضوع والاستسلام، فالمتدين خاضع لربه وخالقه، مستسلم لأمره ونهيه؛ فلذلك الدين أيضاً يأتي بمعنى الجزاء فكما تدين لله عز وجل بالطاعة يجزيك يوم القيامة بالأجر والمثوبة: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] إذا تأمل العبد في ذلك فإنه يدرك أن هذا الشطر من الآية هو مسار الحياة كلها.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} وحنيفاً هنا منكّرة ومنوّنة للدلالة على عظمة معناها، والحنيفية أصلها الاستقامة؛ لأن أصل معناها الميل عن الانحراف، الحنف هو الميل، فلما كان ميلاً عن كل باطل بقي استقامة على الحق، ولما كان ميلاً عن كل شرك وابتداع كان استقامة على التوحيد والإيمان والإخلاص، ولذلك هذا من بليغ القول القرآني والوصف، نحن نصف ملة إبراهيم الملة الحنيفية؛ لأنها انحرفت عن كل انحراف وما بقي إلا استقامة واحدة وهذا يدل على وحدة الدين ووحدة الإيمان ووحدة التشريع ووحدة المصدر الرباني ووحدة المصدر الذي يبلغه رسل الله سبحانه وتعالى؛ لأنه لو كانت هناك طرق لما صحّ أن نقول: إن فلاناً حنيفاً، لأنه سيكون مال عن طريق إلى طريق، وقد يكون هناك طريق مثله حسن فيكون أخذ واحداً من طرق قد يكون هذا أكمل، لكن الطريق التي هي حق وكمال هي طريق واحدة وهي طريق الله عز وجل، فالحنيف هو الذي ترك كل الطرق ليبقى على هذا الطريق الواحد.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} وهذا من باب التعليل دون ذكر أدواته، لماذا أقم وجهك للدين حنيفاً؟ لأن الدين هو أصل الفطرة والمقصود بالدين هنا مرة أخرى هو الإسلام وما يشتمل عليه من حقيقة التدين والاستسلام لله عز وجل. وفطر الشيء يعني ابتدأه كما أثر عن ابن عباس عند أهل التفسير أنه قال: "ما كنت أعلم ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم أعرابيان في بئر كل يقول: أنا فطرتها أي ابتدأتها وأنشأتها".
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} التقدير الدين هو دين فطرت الله التي فطر الناس عليها، أي ابتدأ خلقهم عليها، كما أخبر الحق سبحانه وتعالى في القرآن العظيم عن هذا العهد والميثاق الذي أخذه الله سبحانه وتعالى كما في قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] ذلك العهد والميثاق في عهد الذرّ كما يقول أهل العلم يعني والناس ما زالوا في ظهر آدم وفي ظهور آبائهم من بعد آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونحن أهل إيمان نسلّم بذلك، كيفيته علمها عند الله، أما وقوعها وأما أثرها فحق لا شك فيه؛ لأن كل إنسان لو ترك على عهد خلقته وفطرته لاهتدى في الجملة إلى أهمية وجود وعظمة الخالق والاضطرار إلى الخضوع له، لكن الله عز وجل من رحمته وحكمته لم يترك الخلق لفطرهم وعقولهم لتفاوتها وضعفها عن أن تدرك كامل الهداية فكانت رحمته بإرسال الرسل لتأتيهم بشرائع الدين المطابقة للفطرة التي استقرت في نفوسهم.
وهذه الفطرة وردت الإشارة إليها في آيات أخرى ووردت أيضاً في الحديث المشهور الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ما قال أو يسلمانه؛ لأنه لو بقي على الفطرة فهي الإسلام، هي الاستسلام لله عز وجل، هي الارتباط بإله واحد، هي الخضوع لشرع وحكم وعبادة الإله الواحد دون أي شرك به ودون أي تعلق بغيره سبحانه وتعالى، لذلك قال الله جل وعلا: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ} كل الناس حتى الكافر أصل فطرته الإيمان، ولذلك إذا ركبوا في الفلك واضطربت وجاءت الريح ماذا قالوا؟ دعوا ربهم لئن أنجانا من هذه، لماذا دعوا ربهم؟ لأن الفطرة التي غطّاها ركام الكفر والشرك تحركت وبدأ الإنسان الاتصال والتعلق بالدين فلم ير حينئذ شيئاً ينفعه إلا هذا الإله الحق الذي أصل اليقين به والخضوع له في فطرة النفس وفي فطرة الإنسان.
ورد في الحديث.. يَا حُصَيْنُ كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: سَبْعَةً فِي الأَرْضِ وَإِلَهًا فِي السَّمَاءِ، قَال: فَإِذَا أَصَابَكَ الضِّيقُ فَمَنْ تَدْعُو؟ قَال: الَّذِي فِي السَّمَاء، قَال: فَإِذَا هَلَكَ الْمَالُ فَمَنْ تَدْعُو؟ قَال: الَّذِي فِي السَّمَاءِ. قَال: فَيَسْتَجِيبُ لَكَ وَحْدَهُ وَتُشْرِكُهُمْ مَعَهُ؟.
ولذلك قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] هي وسائط إذا لتوصلنا للمسؤول.
ودين الإسلام على وجه الخصوص وكل دين سماوي في أصله لم يجعل بين الخلق وبين الخالق واسطة، ليس في الإسلام كهنوت مطلقاً، ليس فيه رجل دين سيعطيك صكاً بالجنة أو يعطيك مغفرة بالذنوب، بينك وبين الله ليس هناك حجاب، وكلنا يعرف الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً ثم أتمّ المائة وذهب يبحث هل له من توبة؟ قال له العالم: ومن الذي يمنعك من التوبة، لا يستطيع أحد أن يمنع ذلك، ولذلك لما قال الرجل من بني إسرائيل العابد لأخيه العاصي: والله لا يغفر الله لك! نزل الملك يقول: من ذا الذي يتألى على الله؟! فغفر للعاصي وأدخله جنته وأخذ ذاك بما تألى على الله عز وجل.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} اجعلوا الحياة لهذا الدين مرتبطة به في حال إقامتك وفي حال سياحتك، في حال عملك وفي حال إجازتك، في حال حزنك وفي حال سرورك؛ ولذلك كل هذه المواطن نجد فيها توجيهات من آيات القرآن أو من حديث النبي عليه الصلاة والسلام، إذا حزنت لا تلطم الخدود ولا تشق الجيوب ونهى عن النياحة، إذا فرحت فلا ترتكب المحرم ولا تفعل الفواحش ونحو ذلك، كله مضبوط بأقم وجهك للدين حنيفاً.
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} بعض أهل التفسير قالوا: "هذا خبر يراد به الأمر" أي لا تبدلوا خلق الله بأمرين اثنين في أصل الدين والثالث أيضاً وردت به آيات أخرى، الأمر الأول لا تبدلوا خلق الله وفطرة الله التي هي الإيمان بالشرك والابتداع ولا تبدلوا شرع الله بالمخالفات والأحكام التي تناقضها فتلك تخالف الفطرة، وهنا وقفة قصيرة ألحق بها الثالثة التي أخبرنا الله عز وجل بأن الشيطان مهمته؟ {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119] ولذا جاء النهي عن النمص وعن الوشم وغير ذلك من الأمور التي فيها تغيير لخلق الله، ونحن اليوم نرى شيئاً عجيباً في تغيير خلق الله فيما يعرف بعمليات التجميل!! وما قبل ذلك أيضاً تغيير الفطرة، زجّ المرأة في أعمال الرجال وطبائع الحياة التي تناسب الرجال، فلم تعد المرأة امرأة ولا صارت رجلاً!. ودخلوا بالرجل أيضاً في بعض الأبواب التي تأنث فيها والعياذ بالله بعض الرجال حتى صاروا أشباه النساء، والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن ذلك وينهى عن تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في وقت أحسب أن العرب في زمانهم ما كان يرد بذهنهم أنهم يتشبهون بالنساء وكان ذلك عندهم في غاية القبح والعيب الذي يربئون بأنفسهم عنه مسلمون وغير مسلمين، وهذا من نبوءات النبي عليه الصلاة والسلام وصدق نبوته فقد أخبر بأمور وقعت!.
ونحن اليوم نرى شباباً يتزينون كالنساء ويلبسون كالنساء فيما عرف بهذه الظواهر التي للأسف الشديد جدّت في مجتمعات الناس وبدأت تظهر في مجتمعاتنا، وكلها أمور مخالفة للفطرة الإيمانية والتشريعية ولا بد وأن يكون لها أثر في اختلال طبائع الناس وطبائع المجتمعات وتؤدي إلى الاختلال النفسي والفكري والتعامل الذي يقع بين أفراد المجتمع، وهذا الذي نراه الآن في تغير النفسيات والعقليات للرجال والنساء حتى إن الأمم المتحدة استصدرت شيئاً اسمه الجندر! يقولون ليس هناك رجل ولا امرأة وإنما الذي يجعل الرجل رجلاً والمرأة امرأة هي المهمة التي تؤديها! فإن جعلنا المرأة تؤدي مهمة الرجل صارت رجلاً!.
ولعمري لست أدري ما الجنون *** إن لم يكن هو مثل هذا القول
وهذا الذي يقولونه ويروجونه ويفرضونه في المواثيق هو خلاف الفطرة، وخلاف الدين وخلاف الإسلام، ولذا خذوا من شئتم من نساء الدنيا ممن كانت مشهورة وثنية وغنية فستقول لكم إن أمنيتي في الدنيا أن أكون أماً! لأن هذه الفطرة التي تصرخ في أعماق تلك المرأة بطبيعتها، ولذلك نقول اليوم بدّل الناس في خلق الله فتبدلت حياتهم وجاءتهم الشرور من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وحلّت بهم الأمور النفسية من ضيق الصدر وهمّ القلب واضطراب الفكر كما حلّت بهم أيضاً المشكلات الاجتماعية من كثرة المشكلات في الأسرة من طلاق وغيرها وكثرة الجرائم ووجود الانحرافات الخلقية والسلوكية والعياذ بالله.
وبعض أهل التفسير قال: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} كلا، هو خبر على حقيقته وهو الذي نقوله، ما معنى ذلك؟ أن فطرت الله وتشريعه سيبقى هو الأحكم والأتم والأكمل وسيظهر ذلك أكثر بالمخالفات التي تقع، فكل مخالفة ستظهر آثارها السيئة وتدلنا على الكمال في شرع الله، أليس اليوم كل الدنيا تحارب المخدرات وبعض الدول تحكم على فاعلها أو مروجها بالإعدام الذي يقولون إنه يخالف حقوق الإنسان، لماذا؟ لأنهم رأوا في ذلك الأثر السيء والمصائب الكبرى التي تتولد عنها.
والاختلاط الذي يدندن الناس حوله اليوم لا نقول نريد أن نأتيكم بآيات ولا بأحاديث وإنما نقول انظروا إلى الواقع وإلى الفطرة وإلى ما جناه الناس في كل تلك المجتمعات التي أخذت بهذه الصورة وجعلت كل العلاقات مفتوحة ومحررة في أماكن العمل وأماكن الدراسة وغيرها، اليوم يعضون أصابع الندم أو على الأقل تظهر عندهم هذه المشكلات، ودائماً أذكر مثلاً رأيته قديماً قبل عشر سنوات وأكثر في مجلة التايم الأمريكية الشهيرة وعلى غلافها باللغة الانجليزية: الأطفال يلدون الأطفال! والتحقيق في الداخل عن طالبات المرحلة المتوسطة اللاتي يحملن ويصبحن أمهات من أثر هذه العلاقات المفتوحة والمحرمة! وهذا لا نحتاج إلى إقامة الدليل عليه فدليلنا: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وأن الله فطر الناس على هذه الفطرة، وأن ديننا هو الموافق للفطرة، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} لأنه الفطرة، ولأن التبديل سيقع به تغير الحال في الناس وفي المعاش، ولذلك قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] وهذا جهل عام عند كثير من الناس إلا من استرشد بالقرآن العظيم فإنه لن يكون من هؤلاء الذين لا يعلمون بل سيكون عالماً بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا الدين هو محور الحياة، هو الذي تطمئن إليه النفس ويسكن إليه القلب ويرشد به العقل ويهدأ به البال ويستقيم به فكر الإنسان وجوارحه وتحسن به علاقاته وصلاته وتسعد به الحياة كلها، وكل تبديل يقع به خلل بقدر هذا التبديل.
نسأل الله عز وجل أن يقيمنا على دينه وأن يجعل وجهتنا ومقصدنا قلباً وقالباً دين الله عز وجل وأن لا يبدلنا ولا يبدل بنا وأن لا نبدل ولا نغير من دين الله عز وجل وأن يجعلنا به مستمسكين إلى أن نلقاه وهو راض عنا.
ساحة النقاش