موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

أنوار آية : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

كتب: د. علي بن عمر بادحدح14 نوفمبر, 2012 - 29 ذو الحجة 1433هـ

 

نبقى مع أنوار آية ومع قول الله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].

وهذه آية عظيمة لها معانٍ جليلة وتتعلق كثيراً بمسلكنا في هذه الحياة ومنهجنا فيها.

وتبدأ الآية بالتوكيد بحرف إنّ وذلك لتعظيم المعنى الذي يليه وللتأكيد على أهميته: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} والقول هنا مقصود به القول مع اعتقاد القلب؛ لأنه هو المعول عليه وهو الذي يحاسب الله جل وعلا عليه كما ورد في صحيح مسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم) وفي بعض الروايات: (إلى أعمالكم)، هذا القول كلنا يعرف اشتمال قضية الإيمان على اعتقاد الجنان وقول اللسان والعمل بالأركان: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} وهنا جمعوا في مقالتهم بين الربوبية والألوهية وهما بالتبعي يتضمنان أسماء الله جل وعلا وصفاته، والرب في اللغة هو السيد وهو كذلك المتعهد بالنعم الذي يتعهد من يربيهم بنعمه.

والله سبحانه وتعالى جعل مفتتح كتابه بذكر ربوبيته فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، فهو جل وعلا لمعنى الربوبية أنه خالق رازق مدبر فنعمه سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى وتدبيره للأمر والكون عظيم لا يخفى، وهذه حقيقة أقر بها حتى المشركون الكافرون: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25].

بل قد ذكر الله جل وعلا في سياق الحوار الذي جاء في الآيات بين موسى كليم الله عليه السلام وفرعون أكفر أهل الأرض، أن موسى قال له: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الإسراء: 102]، أي أنك في قرارة نفسك تعلم يقيناً أن هذا الخلق ليس من خلق أحد إلا من خلق الواحد القادر سبحانه وتعالى، ولأن الإنسان يسلم بالعجز التام عن الخلق والله جل وعلا ذكر ذلك في كتابه في مواضع شتى عندما ذكر عن الخلق كلهم أنهم لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له فإن قضية الخلق والحياة فضلاً عن تصريف الكون وتدبير أموره أمر لا يستقل ولا يدعي أحد أن له فيه مدخلاً إلا الله سبحانه وتعالى.

ولذا كانت الآيات أيضاً في القرآن تذكر دائماً وأبداً بمطلع الشمس وغروبها وتعاقب الليل والنهار وأن ذلك كله بيد الله سبحانه وتعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].

وعندما ناظر إبراهيم الخليل عليه السلام ذلك الطاغية الذي كان يسمى النمرود كما في بعض الآثار: {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258] ادعى أنه يحيي ويميت فأطلق سجيناً كان سيقتله وقتل الآخر، فلم يقف إبراهيم الخليل عند ذلك ولم يجادله في هذا بل انتقل له إلى أمر لا بد له أن يسلم به، فقال: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258].

فإقرارنا بربوبية الله أمر فطري فُطر عليه الخلق أجمعين، ثم الألوهية وهي التوجه إلى الله عز وجل بالخضوع؛ لأن الألوهية معناها هو الذي تألهه القلوب أي تعظمه وتخشاه وتخضع له وهنا أمران: الكافرون المشركون أقروا بخلق الله لهم وللكون لكنهم لم يسلموا بعبادته، لم يستجيبوا لرسله، لم يدخلوا في دينه، لم يقوموا بالخضوع له في الأحكام والتشريعات، وأما المؤمنون فإنهم أتموا إقرارهم بربوبية الله بخضوعهم لألوهيته سبحانه وتعالى.

وهنا مسألة يسيرة، الربوبية تستلزم الألوهية لأن من أقر بالله خالقاً رازقاً مدبراً فكيف يعبد غيره؟ أفليس من البدهي عقلاً أن يقوده ذلك وأن يلزمه بأن يتوجه لهذا الخالق المنعم بالخضوع له والسؤال منه والاستعانة به والتوكل عليه والإنابة إليه وإفضاء القلب والفكر والروح وتسليم الأمر من كل جوانبه إليه، الجواب بلى.

ويقولون كذلك الألوهية تتضمن الربوبية فإن من عبد الله وخافه واستغاث به واستعان به فإنه قطعاً لم يفعل ذلك إلا وهو موقن بأن الله قادر خالق رازق مدبر مصرف للأمور.

وإذاً هنا ننتبه إلى أن المنطلق الأول في الحياة بالنسبة للمؤمن هو إيمانه بربه وعبوديته لخالقه وإلهه، وأن أي أمر لا يبنى على هذا الإيمان والتسليم والخضوع فإنه لا يكون له أثره المنشود ولا فائدته المرجوة: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]، هذا المعنى عظيم بأن ندرك أن المبتدأ هو هذه النعمة التي أكرمنا الله بها فجعلنا مؤمنين مسلمين، لمحمد صلى الله عليه وسلم متبعين، وعلى هدي القرآن وحكمه سائرين، هذا هو الأمر الأعظم، قد نقصّر قليلاً قد ننسى قد نخالف لكن الإيمان بأصل التشريع عظيم وهو الأساس: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، ولذا قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]، فتسليمنا بذلك هو الأساس، قد نخطئ لكننا لا نقع في الخطر، وثمة فرق بين الخطأ والخطر، الخطأ بأن نفهم ونعرف ونؤمن لكننا نقصر ونفرط ونخالف، والخطر أن نقول هذا لا يصلح لنا أو هذا لا يناسب زماننا أو هذا فيه مضرة لنا، كيف يقال ذلك عن أمر ثابت من شرع ربنا أو منصوص في كتاب الله سبحانه وتعالى؟ إن هذا أمرٌ خطير!.

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} وهذا انتقال إلى العمل بالجوارح فإن القول وحده غير كاف وإن الاعتقاد المستكن في القلب المستقر في النفس ليس حقيقياً حتى يفيض بأنواره وآثاره على الجوارح وإلا صار دعوى كما أثر عن الحسن البصري قوله: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل" وهذا يرويه بعض الناس على أنه حديث وهو ليس بحديث.

{ثُمَّ اسْتَقَامُوا} الاستقامة أصلها في اللغة من الفعل الثلاثي قَوَمَ وهو قائم على تقويم الاعوجاج والاستمرار على أمر واضح بيّن، فإن الاستقامة لا تكون عن جهالة ولا تكون في عماية، الآن نستطيع أن نسير في خط مستقيم لأن هاهنا ضوء ونور، لو أظلمت الدنيا فإننا قد نبدأ في طريق مستقيم لكننا سننحرف لا نستطيع أن نستمر؛ لأنه لا تمكن الاستقامة إلا في ضوء المنهج الواضح البيّن، وقد أكرمنا الله عز وجل فآتانا كتاباً محفوظاً إلى قيام الساعة، وأرسل لنا رسولاً كريماً عظيماً سيرته وسنته بين أيدينا هادية مرشدة في كل جوانب الحياة: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي).

الاستقامة لاحظوا أنها تبدأ بالألف والسين والتاء والألف والسين والتاء للطلب، استسقى أي طلب السقيا، استعطى طلب العطاء، استقام أي طلب القيام على الحق وطلب الاستقامة، وهذا أيضاً يكون في معنى الفعل أيضاً بجملته كفعل خماسي، ما هي الاستقامة؟ هي الطريق والنهج القويم الذي لا اعوجاج فيه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا} [الكهف: 1 ، 2] أي مستقيما.

والاستقامة: الخط المستقيم، أقصر طريق بين نقطتين فإذا أردنا الوصول السريع فمنطلقنا إيمان وطريقنا شريعة ونهايتنا إلى رضوان الله سبحانه وتعالى، وثمة طرق كثيرة كما أخبر الحق جل وعلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه السبل وأن على كل سبيل منها شيطان يدعوا الناس إليه، والداعي على طريق الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].

والاستقامة كذلك هي بعد عن كلا طرفي الأمور المذمومة، فلا غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط، فالاستقامة هي نوع من الموازنة المنهجية التي تستقيم على الوسطية التي هي سمة هذا الدين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].

ما النتيجة؟ ورد في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي جاءه فقال: "يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك" سؤال في غاية الصعوبة، أريد كلاماً مختصراً في الإسلام لا أحتاج بعده إلى مزيد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو العالم بربه الذي آتاه الله جوامع الكلم: (قل آمنت بالله ثم استقم)، انتهى! آمنت بالله قلباً ونطقاً وإعلانا، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} ويتضمن القول الإعلان والجهر والتذكير والتعريف بهذا الإيمان، (قل آمنت بالله ثم استقم) في بعض الروايات قال: "يا رسول الله فما تأمرني أن أتقي"، قال: (اتق عليك هذا) لسانك! فإن ضبط الاستقامة يكون بذلك.

ثم ماذا؟ ما هي النتيجة؟ {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ}، هنا أمور لا تتنزل الملائكة إلا بأمر الله، فإذاً هذا من أمر الله ومن نعمته سبحانه وتعالى، ثانياً الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فلا تتنزل إلا إلى خير وبخير وعلى خير، لن تأتي الملائكة لتحف قوماً يكذبون أو يغتابون أو يفعلون شيئاً من المنكرات، تتنزل عليهم الملائكة متى؟ وبم؟ قال أهل العلم: "تتنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار ونزع الأرواح" وهذا فرق بين المؤمن وغيره فإن الملائكة تتنزل هنا لتبشر وتطمئن وتدخل السرور على نفس المؤمن في آخر لحظات الدنيا التي يستقبل فيها الآخرة، {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} الخوف يكون مم؟ من المستقبل أو من القادم؟ من القادم! {أَلَّا تَخَافُوا} أي فإن الله عز وجل يبشركم بأن ما ستقدمون عليه خير، {وَلَا تَحْزَنُوا} أي على ما مضى مما قد يكون فرط منكم من تقصير أو مخالفة أو نحو ذلك، فهذه بشرى هي أعظم بشرى يحتاج إليها الإنسان في مثل هذا الوقت الذي يودع فيه دنياه ونحن نعرف في مقابل ذلك نسأل الله عز وجل أن يعيذنا، الكافرون أن الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وقد وردت في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في حديث البراء الطويل مقارنة في نزع روح المؤمن ونزع روح الكافر في هذه الصفة كما تخرج القطرة من فيّ السقاء وتلك كما يخرج السفود من الصوف هذه صور مقابلة لا يتحقق أثرها إلا بهذا الشرط، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} النتيجة: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، والجنة أصلها من الجَنْ وهو الستر، ولأن الجنة مخفية عنا ونعيمها قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام: (فيها ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، لذلك يسمون الصوم جُنْة أي وقاية وحماية، ويقولون عن البستان بأنه جنة لأن أشجاره تغطي ما فيه، والجِنُّ يسمون جِناً لأنهم مستترون عن الأعين، والجنة لأننا أيضاً لا نراها وهي كثيفة الأشجار أيضاً هذا المعنى قال: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، ووعد الله عز وجل لا يخلف بل إنه سبحانه وتعالى يعطي بأكثر مما يستحق العبد ومما يتوقع كما ورد في الحديث أنه عندما يأخذ المؤمن كتابه يقول: يا رب إن هاهنا أعمالاً عملتها لا أراها، ليست مكتوبة، فيقول الله جل وعلا: (قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أسترها عليك وأغفرها لك في الآخرة).

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإيمان والاستقامة وأن ينيلنا بشارة الملائكة وأن يجعل عاقبتنا إلى خير، والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,636,860