موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

أنوار آية : لا تخونوا الله والرسول

كتب: د. علي بن عمر بادحدح19 ديسمبر, 2012 - 6 صفر 1434هـ

 

مع أنوار آية نجدد العهد واللقاء ومعنا قول الحق جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].

وقد مرّ بنا الحديث عن النداء بالإيمان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وما فيه من لفت النظر والانتباه بالنداء والمد وهاء التنبيه، وما فيه من التلطف والتحبب من الله لعباده بدعائهم بأحب الأوصاف إليهم، وما فيه من متطلبات الإيمان وما يصدقه ويثبت وجوده وكماله من العمل بمقتضاه فكأن الله جل وعلا يقول: إن كنتم قد آمنتم وهذه صفتكم فإن للإيمان متطلبات وأعمالاً لا بد من القيام بها.

والآية هنا في تصدير الإيمان فيها نهي، فإن الآيات المصدرة بنداء الإيمان إما أمر أو نهي وكلاهما مطلوب فيه الاستجابة الأمر بالفعل والنهي بالترك، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}.

معنى الخيانة:

الخون من النقص كما أن الوفاء والتوفية من التمام، فالوفاء كما نقول فلان يفي بوعده أو وفى بذمته أي أعطى وأدّى الأمر على التمام فيقابله ويعارضه النقص وهو الخون الذي يكون فيه عدم التمام وعدم الوفاء.

والذي يتأمل يجد أن هذا المعنى واسع في دلالته، فإن الآية كما ذكر أهل العلم بعضاً من الأحداث التي ذكرها بعض المفسرين أنها سبب للنزول، وأحداث أخرى ذكرت أنها تتطابق مع دلالة هذه الآية، وأشهر ما ذكر في ذلك قصة أبي لبابة رضي الله عنه في أعقاب غزوة الخندق وقد كان بنو قريظة من اليهود من حلفائه فذهب إليهم فكانوا يستشيرونه أننزل على حكم محمد صلى الله عليه وسلم وحكم سعد بن معاذ الذين اختاره، ما ترى في ذلك؟ فأشارك إليهم بالذبح أي أشار بيده إشارة أن الحكم سيكون هو القتل والموت، قال: فلم ألبث إلا أن علمت أني قد خنت الله ورسوله، لماذا؟ لأنه أفشى سراً كان قد علمه أو عرف به؟ فمضى من فوره إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فربط نفسه في سارية من سواري المسجد؛ لأنه رأى أنه يستحق العقاب وذكرت الروايات أنه لم يكن يذوق طعاماً ولا شراباً حتى ضعف عن ذلك ثم لم يلبث أن جاءه بعض الصحابة فبشروه بتوبة الله عز وجل عليه وبأنهم أرادوا أن يحلوا رباطه فقال: والله لا تفعلوا ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى يكون الذي يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وحلّ رباطه ذاك فقال أبو لبابة يارسول الله إني نذرت لئن تاب الله عليه لأتصدقن بمالي كله، فقال عليه الصلاة والسلام: (يجزيك من ذلك الثلث)، ونلاحظ هنا أن الصحابي لم يفصح وإنما أشار إشارة لم يكن فيها قاصداً أن يخبرهم لكنه مباشرة انتبه إلى أن هذا الفعل إفشاء لسر وهو ضرب من عدم الأمانة بكتم السر والوفاء بعدم إفشائه فكان منه ما كان.

وذكر أهل التفسير في هذا الموضع أيضاً قصصاً أخرى ترتبط بهذا المعنى، فذكروا قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما كتم النبي صلى الله عليه وسلم خبر مسيره إلى مكة بعد أن نقضت قريش عهدها في صلح الحديبية وكان له في مكة أهل وقرابة وكان يخشى أن يصيبهم ضرر، فكتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال، وهو يوقن أن الله ناصر نبيه وأن ذلك في تقديره لن يضر، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي بذلك فأمر علياً أن يذهب إلى روضة خاخٍ قال: (وإنك ستجد فيها امرأة معها كتاب لقريش فأحضره)، فلما ذهب وجد المرأة فأنكرت، قال: "صدق رسول الله وكذبتي، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك"، فأعطته الكتاب من شعرها وكانت تدسه فيه، فأخذ الكتاب ورجع به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الموقف صعباً بالنسبة لحاطب بن أبي بلتعة، وهو إفشاء أسرار الدولة العظمى وإفشاء أخبارها ومسيرتها العسكرية، لكن العادل المنصف والقاضي النزيه والمربي العظيم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتعجل، قال لحاطب: (ما حملك على ما فعلت؟)، قال: "يارسول الله والله ما غيّرت ولا بدلت، ولكن لي قرابة وأهل فأردت أن تكون لي عندهم يدٌ وعلمت أن الله ناصر رسوله"، فقال عمر رضي الله عنه من حميته وغيرته: "يا رسول الله دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق" وفي بعض الروايات: "فإنه قد خان الله ورسوله"، فلما سأله النبي وأجاب قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر: (ما ظنك بأن الله اطّلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم) لأن حاطب من أهل بدر ومن أهل السبق إلى الإسلام، من الذين بذلوا وهاجروا وجاهدوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا أيضاً ذكره العلماء في هذا الموضوع من تفسير الآية، ليشيروا إلى صور تنطبق عليها الآية وإن كان ذلك قد حماه لما صدّق النبي صلى الله عليه وسلم قوله الذي أخبر به ولما كان له سابقة في الإسلام، وجاءوا بكثير من القصص والأقوال في هذا.

وقال ابن كثير رحمه الله: "والصحيح أن الآية عامة" وإن صح أنها نزلت في بعض الأسباب إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

فالخيانة هي النقص في عمومها، وهي أيضاً الغدر، وتتضمن أيضاً معنى التخفي والتستر، فإن الذي يخون لا يظهر خيانته، الذي يخون في المكيال والميزان ينقص بطريقة لا يريد الآخرون أن يعرفوه وهكذا ينتقص في هذه الخيانة نقص وستر وغدر، لماذا الغدر؟ لأنه يتوقع منك غير الذي جئت به، أنا أتعامل معك فأتوقع أنك ستفي معي وكذا فيأتيني منك ما لم أكن أ توقع فيكون ذلك غدراً، ولذلك بالنسبة للستر يأتينا قوله عز وجل: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19]، ومعنى خائنة الأعين: الأعين التي تخون فتنظر نظراً لا يعلم عنه الناس لكن يعلمه سبحانه وتعالى.

وهذا المعنى كما قلنا عام، ونأتي على معنى ما ذكره أهل العلم في خيانة الله وخيانة رسوله.

وقد ذكروا أقوالاً عدة، والمعنى أعم من هذه الأقوال رغم أن سياق الآيات يدل على بعضها.

روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} قال: "إن خيانة الله تكون بترك فرائضه، وخيانة النبي صلى الله عليه وسلم بترك سنته وارتكاب معصيته"، وصلة هذا بالمعنى اللغوي واضحة، لأن ترك الأمر أو ترك الطاعة هو نقص وهذا ضرب من الخيانة؛ لأنه عدم الوفاء بما يجب عليك فأنت إذا قصّرت وهذه خيانة.

وروي عن عروة بن الزبير أنه قال: "لا تظهروا لله من الحق ما يرضى به منكم ثم تخالفوه في السر إلى غيره"، يعني لا تظهر شيئاً حسناً وفي السر والخفاء من الناس يكون لك ممارسة وفعل آخر يخالف ما يحبه الله ويرضاه منك فإن الله يعلم السر وأخفى، وهذا من إعجاز القرآن؛ لأن السر هو أخفى شيء، فكيف يكون هناك شيء أخفى من السر؟ والتقدير لو كان هناك ما يُتصور أنه أخفى من السر لكان في علم الله عز وجل مكشوفاً ظاهراً لا يخفى عليه سبحانه وتعالى.

وقال السدي: "كان بعض الناس يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيفشونه ويبلغونه إلى الكفّار" وهذا ما جعل بعض المفسرين يقول: "إن المقصود هنا بالخيانة النفاق والكفر؛ لأنه إظهار الإيمان وإبطان الكفر"، والصحيح أن كل هذا مندرج في معنى الخيانة، فكل نقص هو ضرب من ضروب الخيانة، فقد يكون خيانة عظمى بإبطان الكفر وإظهار الإسلام والعياذ بالله كفعل المنافقين، وقد يكون دون ذلك ببعض الأفعال التي قد يكون ضررها محدوداً أو ضررها  عظيماً، قد يكون ضررها يخص المرء نفسه عندما يترك الطاعات أو الواجبات، وقد يكون ضررها يعم الآخرين عندما يفشي أسرار المسلمين.

وهنا وقفة:

لئن كان فعل أبي لبابة رضي الله عنه في خبر واحد في حادثة عارضة ورأى أنه قد خان الله ورسوله وعاقب نفسه وأراد أن ينفق من ماله ما أراد ليكفر عن ذنبه، لو قسنا هذا ببعض ما يفعله بعض من أبناء جلدتنا المتكلمين بألسنتنا الذين يكونون مع أعدائنا ويعطونهم من أسرارنا ويوقفونهم على ثغراتنا ويبينون لهم عوراتنا ويؤلبونهم على مجتمعاتنا سواء كان ذلك في جانب سياسي أو جانب اجتماعي أو جانب عقدي، وكلها جوانب مهمة.

نحن اليوم نسمع من يستعدي على مجتمعاتنا المسلمة في قضايا الأسرة والمجتمع، وأن المرأة عندنا مضطهدة ومكبلة ومقيدة وأنه ينبغي أن تحرر، ويأتون لذلك بتقارير من الأمم المتحدة وغيرها، وهناك من يكشف أسرار أمتنا العسكرية في معاهدات واتفاقيات فيسلط عليها أعداءها.

صورٌ عظيمة للأسف وتذكر في نشرات الأخبار كخبر عادي ويتلقاها الناس بأنه عقدت اجتماعات وأبرمت صفقات، وأنه كان هناك مباحثات ومؤتمرات، وربما كان بعض هذه المؤتمرات واضح في مضمونها كما في بعض المؤتمرات عن السكان وعن الأسرة، واضح أنها تناقض ديننا وتناقض هويتنا وتعارض تاريخنا وتتربص بحضارتنا ومع ذلك للأسف نرى أن هذه الضروب واقعة وهي بموجب هذه الآية ضروب من خيانة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ومما ذكر أيضاً في أنواع الخيانة هنا الغلول، غلول الغنائم لأن الآية كانت في هذا السياق أيضاً، ولماذا سمي ذلك خيانة لله وللرسول؟ لأن الله هو الذي حكم بتقسيمها والرسول هو الذي كان يتولى تقسيمها، {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} أي: تخونوا ما يكون بينكم من هذه الغنائم.

ثم قال الله عز وجل: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} وخيانة الرسول عليه الصلاة والسلام كما ذكر أهل العلم بترك سنته وترك نصرته والذب عن سيرته وعن سمعته عليه الصلاة والسلام، وللأسف نجد أن الذين يتقولون في هذه الأقاويل التي أشرت إلى بعض أمثلتها هم أيضاً داخلون في عموم هذه الخيانة لرسول الله عليه الصلاة والسلام فإن من تمام الوفاء لنبينا عليه الصلاة والسلام أن نلتزم سنته وأن نعتز بها وأن ندافع عنها وأن نقول للبشرية كلها إن هذه السنة هي التي فيها خير العباد والبلاد في المآل وفي المعاد بإذنه سبحانه وتعالى يقيناً لا شك فيه.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} هذا العطف كما قال بعض أهل العلم: "عطف على ما سبق" أي ولا تخونوا أماناتكم، وهذا على سياق ما يذكر عند العرب من أن جواب الشرط قد يأتي بالفاء وقد يأتي أيضاً بالواو، لا تخونوا الله فتخونوا أماناتكم كذلك؛ لأن من خان الله ورسوله والعياذ بالله فإنه قطعاً سيخون أمانته المتعلقة بتعامله مع الناس؛ لأنه قد خان أمانته مع الله ومع رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا أمر خطير جداً.

وأما الأمانات فالمعنى العام لها: هي الأعمال التي ائتمن الله سبحانه وتعالى عليها العباد، كل ما ائتمنك الله عليه من إيمانك وعبادتك ومن برك وإحسانك ومن حكمك بالعدل وقسطك بين الناس ومن احتكامك إلى الشرع ونصرتك للدين ونشرك للدعوة وذودك عن الأمة كل ذلك من الأمانات.

وسميت الأمانة أمانة لأنها يؤمن معها من منع الحق فيكون نوع من الأمان، الأمانة تمنع من أخذ الحق والعدوان عليه فيأمن الناس حينئذ في تعاملهم، لو أن الناس يعطونني المال فيأمنون، يشترون مني البضاعة فيأمنون أني لا أغشهم إذا سيشيع الأمن بين الناس، فالأمانة والأمن شيء واحد، والأمانة عظيمة: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]، هذه أمانة التكليف عامة.

ومن هنا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث عند أحمد في مسنده، "لا دين لمن لا عهد له ولا إيمان لمن لا أمانة له"، فالأمر فيها عظيم وخطير، ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يكون في آخر الزمان، والحديث مروي عن حذيفة عند مسلم وكذا عند البخاري بلفظ أنه قال: (حتى يقال في بني فلان رجل أمين)، يعني يصبح في القبيلة كلها واحد هو الذي يُعرف بالأمانة وبقية الناس قد ذهبت عنهم الأمانة قليلاً أو كثيرا، وهذا مما نلحظه وللأسف من فساد أحوال المجتمعات الإسلامية اليوم.

{وتخونوا أماناتكم}: الأمانات التي تعطى لكم، أو الأمانات التي تؤتمنون عليها سواءً كانت من مال أو من كتم سر أو من تحقيق مصلحة أو غير ذلك من هذا العموم الذي ذكرناه.

{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} قال بعض أهل العلم: "وأنتم تعلمون أنكم تخونون الله ورسوله وتخونون أماناتكم"،  أي أنكم تفعلون ذلك عمداً لا سهواً، فإن كان سهواً فأخبرت خبراً ولم أكن أعلم أنه خبر خطير ولم أكن أعلم أنه مطلوب حفظه ولم أكن أعلم أن فيه ضرراً، إن شك الإنسان يسأل لكن قد يفعل الإنسان شيئاً وهو لا يدرك أن فيه مضرة، فهذا لا يدخل في هذا العموم.

وقال بعض أهل العلم في معنى {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: "أي وأنتم عالمون تميزون بين القبيح والحسن"، وهذه من الأمور الفطرية الإنسانية، حتى بغير الدين يعرف الإنسان بفطرته السليمة أن الأمانة حسنة وأن الخيانة قبيحة.

فعلم الشرع جاء مؤكداً لعلم الفطرة الإنسانية في أصلها وفي طهارتها وعدم وجود ما يغشها، وكما قال: {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} قال عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29]، كيف يخون الإنسان أمانته التي تتعلق به، لأنه إن خان الله ورسوله وإن خان الناس فقد خان أمانته ولحق الضرر به لا بغيره، وهذا أيضاً فيه معنى الوحدة للأمة الإسلامية.

إن خنت غيرك فقد خنت نفسك لأنك أنت من هذه الأمة {تَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} كما قال: {لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ولا يتصور أن أحداً يقتل نفسه، ولذلك {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي وأنتم تعلمون فتكون الحجة قائمة عليكم بالعمد لا بالسهو، أما ما كان سهواً فلا شيء عليه {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} حال كونكم تميزون بين هذا بالشرع وبالفطرة من أن هذا قبيح وهذا حسن، وهذا لا شك يجعل الأمر عظيماً بالنسبة للإنسان.

وفي الجملة: يمكن أن نقول أن في الآية إيجاب لأداء التكاليف كاملة على سبيل التمام والكمال من غير نقص ولا إخلال، وأن الوجوه المذكورة سواءً في التفسير أو في دلالة عموم الآية داخلة في هذه الخيانة التي هي كل أنواع التقصير بكل وجه من الوجوه في حق الله عز وجل، أو في حق رسوله صلى الله عليه وسلم، أو في حق إخواننا المؤمنين، أو في حق أنفسنا وذواتنا.

ولذلك يبقى النداء عاماً لهذا المعنى الواسع {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الخيانة وأن يرزقنا الأمانة، في أمانتنا مع ربنا ومع إقامة شرعه، وفي أمانتنا مع رسولنا والتزام سنته، وفي أمانتنا مع إخواننا والوفاء لهم، وفي أمانتنا مع أنفسنا وإقامتها على شرع الله عز وجل.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,675,101