الأسس العلمية للتقليم :-
* الأساس الأول :- أعلي البراعم خصوبة ( قدرة علي الإثمار ) هي البراعم ( العيون الشتوية ) التي توجد علي قصبات ثمرية نامية من عيون دابرة العام السابق ( خشب عمر سنتين ) ويتم تطبيق هذا الأساس من الناحية العملية بترك القصبة أو الدابرة الجديدة بحيث تكون خارجة من دابرة العام السابق إلا أن الأبحاث قد أثبتت أن الأفرع عمر سنة والتي تنمو من البراعم الكامنة في الخشب القديم لاتقل في كثير من الأحيان خصوبة عن مثيلاتها المحمولة علي خشب عمر سنتين .
* الأساس الثاني :- كلما ترك عدد أكبر من العيون الشتوية علي رأس الكرمة كلما إزداد المحصول ويعزي ذلك إلي أن النورات تتكون داخل العيون الشتوية .
- ولتطبيق هذا الأساس عند التقليم يجب أن تحمل الكرمات بالعيون طبقا لإمكانيتها وقوة نموها ويكتنف تطبيق هذا الأساس في العادة صعوبة كبيرة لأن ذلك يتطلب التحديد الدقيق لمستوي تحميل كل صنف بل وكل كرمة علي حدة وهذا يتطلب من مزارع العنب خبرة عملية كبيرة وإلمام وافيا بالخواص البيولوجية للأصناف .
* الأساس الثالث :- عدم السماح بالإستطالة السريعة للأذرع وبعدها عن رأس الكرمة وأن يحد من إرتفاع رأس الكرمة وبهذا يتم التنظيم الصحيح لحجم الخشب القديم في القطاعات المختلفة للكرمة كما يتم تنظيم نمو كل ذراع ونمو الأفرع الموجودة عليه ويتم تطبيق هذا الأساس من الوجهة العملية بأن يقلم الفرع الذي ينمو من العين العلوية للدابرة كقصبة ثمرية عند التقليم أما الفرع النامي من العين السفلية فيقلم إلي دابرة تجديدية ذات عينين .
- وهناك قواعد تكونت وتبلورت من خلال الخبرات الكثيرة التي توافرت لدي العلماء والمزراعين وهي :-
(أ) كلما ترك عدد قليل من الأفرع علي رأس الكرمة كلما كان نمو كل فرع أكثر قوة وأكثر طولاً
وسمكاً لأن ذلك يؤدي إلي إنخفاض قوة نمو الكرمة ككل .
(ب) كلما ترك عدد أكبر من العيون وبالتالي الأفرع علي رأس الكرمة كلما إزدادت قوة نمو الكرمة وعادة تكون الأذرع أكثر قوة عندما تحمل عدد أكبر من الأفرخ .
( ج) كلما كانت الوحدات الثمرية ( قصبات ودوابر ) محمولة علي ذراع قوي وسميك كلما كان المحصول الناتج عاليا كما تتميز حبات العنقود بكبر حجمها .
- ويجب التنويه هنا إلي أن بعض مزارعي العنب يعمدون إلي ترك أكثر من طراح علي ذراع
ضعيف مما ينتج عنه زيادة ضعيفة وربما موته في كثير من الأحيان .
- أنه لأمر منطقي عندما نتناول العناصر الرئيسية لعملية التقليم أن يكون منطلقنا في هذا هو الأهداف الرئيسية لهذه العملية وهي :-
1- ضمان الحصول علي محصول مرتفع وثابت نسبيا وذو جودة عالية من خلال الزيادة
السنوية والتدريجية للمحصول مع الحفاظ علي قوة نمو الكرمة أو زيادتها وأن
ينضج المحصول مبكرا بقدر الإمكان .
2- تهيئة إمكانية تنفيذ المعاملات البستانية المختلفة ( عزيق – تسميد – ري- مقاومة –
الأمراض والآفات .... إلخ ) .
- وللوصول إلي تحقيق هذه الأهداف يجب أن يتم بنجاح إيجاد الحلول المناسبة للنقاط الأتية :
1- الحد بقدر الإمكان من التأثيرات السلبية لظاهرة القطبية .
2- تنظيم قوة ونمو الكرمة وقوة نمو الأفرع وكمية وجودة المحصول .
3- تحقيق أفضل توزيع وإنتشار للأفرع الخضرية والثمرية .
وسنتناول فيما يلي بالتفصيل كل نقطة من هذه النقاط :
<!--تتجلي ظاهرة القطبية بوضوح في كرمة العنب خصوصا النامية في حالة برية وسط الغابات حيث يلاحظ أن براعم الجزء الطرفي من الفرع الناضج عمر سنة تنمو وتعطي أفرعا قوية في حين أن البراعم الموجودة أسفلها أما لاتنمو في الغالب وإذا نمت فإنها تعطي أفرعا ضعيفة وجدير بالذكر أن هذه الظاهرة لها أهميتها الكبيرة بالنسبة لكرمة العنب البرية حيث تتمكن الكرمة من خلال هذه الظاهرة من النمو في الضوء أما بالنسبة للكرمة المنزرعة والتي تعطي شكلاً محددا من خلال التقليم فإنها تعتبر ذات تأثيرات سلبية .
<!--فالقطبية إذاً هي صفة وراثية تؤدي إلي نمو غير متماثل للأفرع علي طول القصبة حيث يتميز الجزء الطرفي للقصبة بنمو قوي سريع للفروع الخارجة من العيون وذلك علي حساب عدم تفتح أو إنخفاض تفتح البراعم علي الأجزاء السفلية من القصبة ويلاحظ أن هذه الظاهرة تبدو علي أشدها عندما يكون وضع الفرع عموديا علي رأس الكرمة ولذا فإن هذه الظاهرة يتم الإستفادة منها من الناحية التطبيقية عند تربية الكرمات حيث يترك الفرع الذي سيتم تربيته خلال موسم النمو الثاني في وضع رأسي مع تثبيته إلي السناده للحصول علي ساق قوي وقائم كما يستفاد من هذه الظاهرة أيضاً في التربية الكردونية خصوصا الكردون المفرد حيث يترك الفرع المختار ليكون الكردون لينمو رأسيا حتي يتجاوز السلك العلوي ثم يثني بعد ذلك في وضع أفقي علي السلك السفلي .