alyarmouksociety

الأسرة المتماسكة تواجه تحديات الحاضر والمستقبل

اليرموك للإعلام الخاص

edit

الإعلام الخاص في خدمة المجتمع

إعداد مجموعة من المتطوعين بإشراف  د. غسان شحرور

 

بدأت بمبادرة من الهيئة الفلسطينية للمعوقين في دمشق - اللجنة الإعلامية.

ِAlyarmouk Special Media

  Initiated by the Media committee of the Palestinian Association for the Disabled, Damascus Syria that works to promote and facilitate Community based Rehabilitation Programs for disabled refugees and to provide training opportunities for disabled child refugees, their families as well as their rehabilitation workers. PAD also prepared educational materials for parents of children with disabilities on methods of assisting them.

 

 

دراسة قديمة عنها:

اليرموك للإعلام الخاص

http://www.slideshare.net/ghassanshahrour/alyarmouk-special-media-experience-presentation-in-doha-qatar-2002

 

أسبوع الأصم العربي الرابع والأربعون لعام 2019: الحق في العمل على رأس الأولويات..بقلم د. غسان شحرور *

        أسبوعُ الأصم في الوطن العربي هو أقدم إعلان حقوقي عربي، انطلق تنفيذاً لتوصيات المؤتمرٍ الثانيٍ للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم، المنعقد في "دمشق" بين 24 و 26 نيسان/إبريل 1974م، وهو يقام بشكل سنوي على امتداد وطننا العربي، لقد جرى اعتماد هذا الأسبوع الحقوقي قبل "الإعلان الخاص بحقوق المعوقين" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ديسمبر 1975، وقبل إعلانها "العام الدولي للمعاقين" في عام 1981، وعقد الأمم المتحدة للأشخاص المعوقين (1983-1992).

نعم، في كل عام، وخلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل)، تنظم جمعيات الأشخاص الصّم والهيئات العاملة معهم في بلادنا العربية أسبوعاً يدعى «أسبوع الأصم»، وهو تظاهرة إعلامية حقوقية شاملة للتعريف بالأصم وقدراته، وكذلك التعريف بالصّمم والوقاية منه، ووسائل تربية وتأهيل الشخص الأصم، وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه وأسرته وأفراد مجتمعه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حقوقه الأساسية الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما يهدف «أسبوع الأصم» أيضاً إلى تمكين الأشخاص الصّم وضعاف السّمع وجمعياتهم من القيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.

في فعاليات هذا الأسبوع السنوي، تجتمع جمعيات الأشخاص الصم، والوزارات وباقي المؤسساتُ  الحكوميةُ والأهليةُ والخاصةُ المهتمةُ بالعملٍ مع الأشخاصٍ الصّمٍ، تحت شعار وموضوع واحد تختاره جمعيات الأشخاص الصم بالتنسيق مع اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم، وعاماً بعد عام، ازداد اهتمام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من حيث الكم والكيف بهذا الأسبوع، وانتقلت في التعامل مع قضية الأشخاص الصم من جوانبها الإنسانية إلى جوانبها الحقوقية التنموية، وهو أمر طالما تطلعنا إليه وعملنا من أجله.

لقد أضحى هذا الأسبوع تقليداً سنوياً، يجري الإعداد له محلياً ووطنياً وإقليمياً، وهو كما نذكر دائماً، أسبوع مفتوح للأفكار والمبادرات، مهما صغرت أو كبرت، فقد تكون المشاركة في هذا الأسبوع من خلال تغريدة أو مداخلة أو صورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تكون كلمة نقولها في افتتاح اجتماع أو حصة مدرسية، وقد تكون في تنظيم معرض رسوم أو منتجات، أو شعار نضعه هنا أو هناك، وكذلك قد تكون من خلال تنظيم لقاء رياضي أو ثقافي، أو طبي، أو إعلامي، أو فني، وغيره كثير وكثير، طالما كان ذلك عن حقوق وحاجات وقدرات وإسهامات أبناء مجتمعنا من الأشخاص الصم.

إن مراجعة سريعة لفعاليات أسبوع الأصم العربي خلال السنوات الماضية تظهر مدى انتشارها وتنوعها وقوتها بفضل المشاركة الريادية للأشخاص الصم وجمعياتهم، وبفضل الاحتضان القوي للجهات الحكومية والأهلية والخاصة، لقد أظهر الأشخاص الصم العرب وجمعياتهم حماسة كبيرة للعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والأهلية لتحديث التشريعات الوطنية وتعزيز العمل في الجوانب التربوية والاجتماعية والصحية والإنسانية لتمكين الأشخاص الصم والمرأة بشكل خاص من مواجهة التحديات للنهوض بأوضاعهم وحماية حقوقهم لاسيما الحق في حياة كريمة منتجة.

ومع توسع هذه التظاهرة الإعلامية الحقوقية، لازلنا نتطلع ونطالب بجهد أكبر ومدروس يلبي حاجات وحقوق الأشخاص الصم العرب، وبشكل خاص في مجالات تطبيق "اتفاقيةُ الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، هذه الاتفاقية التي شكّلت ثمرةً كبيرةً لجهود الحكومات والمجتمع المدني العالمي ومنظمات الأشخاص المعوقين أنفسهم، وهي كما ذكرنا في أكثر من مناسبة، مما نعول عليه في تلبية حاجات الأشخاص الصم لاسيما في ميادين التعليم والتشغيل والتوظيف والتعليم العالي، بالإضافة إلى زيادة العمل من أجل إزالة كل أشكال التمييز، وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة، وهي تحديات يواجهها الأشخاص الصم بلا شك على امتداد الوطن العربي.

في هذا العام 2019 يواصل "الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم" تسليط الضوء على حق الأشخاص الصم في العمل وضرورة تعزيز الجهود الحكومية والأهلية والخاصة لتوفير فرص العمل المناسبة للأشخاص الصم، لذلك اختار موضوع "إلزام الجهات الحكومية والجهات التابعة لها بتوظيف الصم" ليكون محور أسبوع الأصم العربي الرابع والأربعون لهذا العام 2019، فهذا الحق لا يمكن تجاهله في كل برنامج عمل شامل ومتكامل يسعى إلى تمكين الأشخاص الصم من المشاركة بفعالية في مجتمعاتهم المحلية، فالعمل لكل إنسان يعني الكرامة والمكانة الاجتماعية وهو مكون مركزي في بناء صحتنا الجسمية والنفسية والاجتماعية، ونظراً لأهمية حق الأشخاص الصم في العمل ينبغي دائماً التأكيد على ضمان ظروف عمل عادلة وملائمة، على قدم المساواة مع الآخرين، لذلك سعى الاتحاد العربي شأنه في ذلك شأن العديد من جمعيات الصم إلى التأكيد على هذا الحق، وجعله على قائمة الأولويات من خلال مطالبته التي لم تنقطع ببناء بيئة ممكنة للأشخاص الصم بكل جوانبها التشريعية والتأهيلية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها.

نعم إن موضوع حقوق الأشخاص الصم في العمل، كان ولايزال على رأس أولويات هذا الأسبوع السنوي، وكان من أكثر المواضيع التي اختارها الأشخاص الصم وجمعياتهم خلال السنوات الماضية، لقد بدأ تسليط الضوء على هذه الجوانب منذ الأسبوع العربي الأول للأشخاص الصم الذي أطلقه الاتحاد في عام 1976، وكذلك الأسبوع السادس عام 1981 الذي ركز على "التأهيل المهني للصم"، والأسبوع الثامن عام 1983 الذي رفع شعار «دور الرعاية و التربية و التأهيل و التشغيل في دمج الأصم في المجتمع»، و الأسبوع السادس عشر عام 1991 عن مشاركة الأصم في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، و الأسبوع الحادي و العشرين عام 1996 وشعاره «نحو التسيير الذاتي للصم العرب»، والأسبوع الخامس والعشرين عام 2000 الذي نادى بتأمين «فرص عمل للصم»، أما أسبوع الأصم الثامن والعشرين في عام 2003 فقد سلط الضوء على أهمية توافر فرص عمل لائقة للصم من خلال إيجاد مشاريع صغيرة في مجتمعاتهم المحلية، وكذلك هو الحال في العديد من الأسابيع الأخرى مثل "تعزيز حقوق الأشخاص الصم في العمل" عام 2012، و"تعزيز حقوق الأشخاص الصّم في المجتمع من خلال متابعة تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2015"، و"توظيف الصم في المجتمع والحد من بطالتهم في عام 2018".

كما في كل عام، نأمل أن يشكّلَ هذا الأسبوعُ مناسبةً للاحتفالِ في الوطن العربي بإنجازات الأشخاص الصم ونجاحاتهم، ومناسبةً لتكريمهم وتعزيز دورهم، وعرض التحديات والصعوبات التي تواجههم وسبل التغلبِ عليها، ومناسبةً أيضا لعرضِ الجهودِ والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.

 

* الدكتور غسان شحرور، طبيب، كاتب وباحث، منسق "أسبوع الأصم العربي"

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2019 بواسطة alyarmouksociety

«أسبوع الأصم العربي».. كل عام يجمعنا.. بقلم د. غسان شحرور

في كل عام، وخلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل)، تنظم جمعيات الأشخاص الصّم والهيئات العاملة معهم في الوطن العربي أسبوعاً يدعى «أسبوع الأصم»، وهو تظاهرة إعلامية حقوقية شاملة للتعريف بالصّمم والوقاية منه، وكذلك التعريف بالأصم وقدراته، ووسائل تربيته وتأهيله، وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه وأسرته وأفراد مجتمعه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حقوقه الأساسية الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما يهدف «أسبوع الأصم» أيضاً إلى تمكين الأشخاص الصّم وضعاف السّمع وجمعياتهم من القيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.

لقد انطلق أسبوعُ الأصم في الوطن العربي تنفيذاً لتوصيات المؤتمرٍ الثانيٍ للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم، المنعقد في "دمشق"  بين 24 و 26 نيسان/إبريل 1974م، وفي نفس الأسبوع من كل عام، تنطلق فعاليات هذا الحدث السنوي، وهكذا تجتمع جمعيات الأشخاص الصم، والمؤسساتُ  الحكوميةُ والأهليةُ والخاصةُ المهتمةُ بالعملٍ مع الأشخاصٍ الصّمٍ، تحت شعار وموضوع واحد تختاره جمعيات الأشخاص الصم بالتنسيق مع اللجنة التنفيذية للاتحاد، وعاماً بعد عام،  ازداد اهتمام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من حيث الكم والكيف بهذا الأسبوع، وانتقلت في التعامل مع قضية الأشخاص الصم من جوانبها الإنسانية إلى جوانبها الحقوقية التنموية، وهو أمر طالما تطلعنا إليه.

لقد أضحى هذا الأسبوع تقليداً سنوياً، يجري الإعداد له محلياً ووطنياً وإقليمياً، وهو كما نذكر دائماً، أسبوع مفتوح للأفكار والمبادرات، مهما صغرت أو كبرت، فقد يكون تغريدة أو مداخلة أو صورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يكون كلمة نقولها في افتتاح اجتماع أو حصة مدرسية، وقد يكون في تنظيم معرض رسوم أو منتجات، أو شعار نضعه هنا أو هناك، وقد يكون من خلال تنظيم لقاء رياضي أو ثقافي، أو طبي، أو إعلامي أو فني، وغيره كثير وكثير، طالما كان ذلك عن حقوق وحاجات وقدرات وإسهامات أبناء مجتمعنا من الأشخاص الصم.

إن مراجعة سريعة لفعاليات أسبوع الأصم العربي خلال السنوات الماضية تظهر مدى انتشارها وتنوعها وقوتها بفضل المشاركة الريادية للأشخاص الصم وجمعياتهم، وبفضل الاحتضان القوي للجهات الحكومية والأهلية والخاصة على امتداد الوطن العربي. لقد أظهر الأشخاص الصم العرب وجمعياتهم حماسة كبيرة للعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والأهلية لتحديث التشريعات الوطنية وتعزيز العمل في الجوانب التربوية والاجتماعية والصحية والإنسانية لتمكين الأشخاص الصم والمرأة بشكل خاص من مواجهة التحديات التي تواجههم للنهوض بأوضاعهم وحماية حقوقهم لاسيما الحق في حياة كريمة منتجة.

وفي هذا العام 2017، ركز "أسبوع الأصم العربي" على أهمية لغة الإشارة، باعتبارها أداة تواصل مهمة للأشخاص الصم، وهذه هي المرة الرابعة التي يطرح فيها "أسبوع الأصم" موضوع لغة الإشارة، كذلك فإن اتفاقية الأمم المتحدة أبدت اهتماماً خاصاً بالأشخاص الصّم ولغاتهم الإشارية، من خلال المادة 2 الخاصة بالتعاريف، والمادة 9 الخاصة بإتاحة الوصول، والمادة 21 الخاصة بحرية الرأي والتعبير، والمادة 24 الخاصة بالتعليم، والمادة 30 الخاصة بالمشاركة في الحياة الثقافية والترفيه، وقد أكدت هذه الاتفاقية التي صادقت عليها الدول العربية، على الاعتراف بلغة الإشارة، واستخدامها، واحترام ثقافة الأشخاص الصّم وخصوصيتهم، والحق في الحصول على الترجمة الإشارية، واستخدام ثنائية اللغة في التربية والتعليم.

 

ومع توسع هذه التظاهرة الإعلامية الحقوقية، لازلنا نتطلع ونطالب بجهد أكبر ومدروس يلبي حاجات وحقوق الأشخاص الصم على امتداد الوطن العربي، وبشكل خاص في مجالات تطبيق اتفاقيةُ الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة اتفاقية التي شكّلت ثمرةً كبيرةً لجهود الحكومات و المجتمع المدني العالمي و منظمات الأشخاص المعوقين أنفسهم، وهي كما ذكرنا في أكثر من مناسبة، مما نعول عليه في تلبية حاجات الأشخاص الصم لاسيما في ميادين التعليم والتشغيل والتوظيف والتعليم العالي، بالإضافة إلى  العمل من أجل إزالة كل أشكال التمييز، وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة، وهي تحديات يواجهها الأشخاص الصم على امتداد الوطن العربي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 250 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2017 بواسطة alyarmouksociety

 

          "إن إصابتي الحقیقیة، لیست في بصري الذي فقدته مذ خرجت إلى الحیاة، إنها في المجتمع الذي یأبى أن یتقبلني كما أنا مواطنةً عادیةً. هذا ما قالته لي إحدى السیدات الكفیفات، في إحدى المناسبات.

لقد تركت هذه الكلمات في نفسي أثراً كبیراً.. نعم، لقد فقدَت البصر، لكن بصیرتها یفتقدها كثیرون.

          بدأ "اليوم العالمي للعصا البيضاء"، في عام 1980، وفي هذا اليوم السنوي، تقيم الجمعيات والمراكز التي تعني بالأشخاص كفيفي البصر الندوات والمعارض المختلفة التي تذكرنا جميعاً بقدرات الأشخاص المكفوفين وحقهم في الحصول على فرص متكافئة أسوة بباقي المواطنين، كذلك التعريف بالإنجازات التي أمكن تحقيقها، كما تلقي الأضواء على الصعاب والتحديات التي تواجههم في حياتهم من أجل كسب تأييد المجتمع لتخفيفها والتغلب عليها.

          كما نعلم جميعاً، لم يحول فقد حاسة بصر العديد من الأشخاص المكفوفين دون التفوق والإبداع، ولم يكن ذلك ممكنا لولا إرادتهم القوية ومساندة أُسرهم ومجتمعاتهم. هذا ولا يقتصر النجاح على المبدعين والموهوبين منهم، وإنما يمتد إلى سائر المجتهدين والمثابرين، كبعض المعلمين والمربين، والحرفيين المهرة، ورجال الدين وغيرهم، و لايغيب عن ذاكرتي أكثر من معلمة، وربة منزل، وطالبة من المكفوفات المتفوقات في الحياة والمجتمع.

المرأة العربية الكفيفة.. تمييز مضاعف:

          أتحدث في هذه المناسبة عن المرأة العربية الكفيفة، لأنها تعاني من التمييز مرتين: مرة لأنها كفيفة، ومرة ثانية لأنها إمرأة. حقاً، إنها حقائق قاسية عن المرأة الكفيفة في بلادنا العربية رغم الكثير من الجهود التي بذلت وتبذل من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة، ورغم انضمام الدول العربية إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فإن المرأة الكفيفة لاتحظى بفرص متكافئة في الحصول على العمل، وكذلك في المشاركة الاجتماعية والثقافية وغيرها أسوة بأقرانها من العاديات، فهي لاتزال بين المجموعات الأكثر ضعفاً والأقل حماية، وهي بين الأكثر فقراً والأقل تعليماً في المجتمع، تواجه الكثير من الصعوبات في الحصول على الخدمات الصحية والتأهيلية والاجتماعية مقارنة بأقرانها العاديات، ويزيد الطين بلة أن بعض الأسر العربية تنظر إلى الفتاة أو المرأة الكفيفة على أنها مصدر خجل وشفقة وحسرة.

          نعم، لاتزال الحاجة ماسة إلى تعزيزالخدمات الخاصة بالأشخاص المكفوفين لاسيما برامج التعرف والتنقل، والتأهيل المجتمعي بالإضافة على دعم برامج التشغيل والحماية الاجتماعية في الإطار الشامل للدمج والاحتواء.

      إنها حقائق عن المرأة الكفيفة في بلادنا تذكّرنا وتحفّزنا أن نبحث أكثر، ونعمل أكثر، ونطالب أكثر من أجل إيفائها حقوقها في المشاركة والمساواة والتعليم والصحة والعمل والحماية الاجتماعية.

          إنها حقوق لا يمكن بلوغها إلا بتمكين المرأة الكفيفة وجمعياتها والجهات العاملة معها، في كل مراحل العمل لمواجهة هذه التحديات والصعوبات، والتغلب على جميع أشكال التمييز، ورصد الخطوات والإنجازات على طريق تعزيز حقوقهن وحفظ كرامتهن، إنها جزء لايتجزأ من حقوقنا وكرامتنا جميعاً.

دعوة إلى مضاعفة الجهود:

          لقد شهدت الساحة العربية عدداً من الفعاليات لتسليط الضوء على حاجات وحقوق المرأة الكفيفة، أذكر منها "الملتقى العربي الأول للمرأة العربية الكفيفة" الذي انعقد في ليبيا عام 2008، وندوة “المرأة العربية الكفيفة بين حلم القيادة ومعوقات الواقع" التي نظمها "الاتحاد الوطني للمكفوفين" بتونس في عام 2009 ، و "برنامج تمكين المرأة الكفيفة في الأردن" الذي نظمته "جمعية الصداقة للمكفوفين" في عمان عام 2014، وغيرها، وفي هذا العام نتطلع إلى المزيد في "ملتقى تمكين المرأة العربية الكفيفة"، 14-15 ديسمبر/كانون الأول 2015 بمدينة الكويت الذي ينظمه "معهد المرأة للتنمية والسلام" بالتعاون مع "الجمعية الخليجية للاعاقة".

          لاشك أن منظماتِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة، لا سيما منظمات المرأة تسعى إلى المشاركةِ الكاملة، والفاعلة في كل هذه الجهود، خاصة أنها تحتاج إلى الكثيرِ من الوقتِ لإحداثِ التغييرِ المنشود، كما أن المنابرِ الإعلاميةَ العامةَ والمتخصّصةَ بالإعاقةِ لا تتردد في القيامِ بالعملِ الإعلاميِّ المتخصّص والجاد من أجلِ تمكينِ المرأةِ المعوقة، وخاصّة الكفيفة، وخلق بيئةٍ ممكّنة لضمانِ تمتـّـعها تمتّعاً كاملاً، وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

          نأمل أن يشكّلَ هذا اليوم مناسبةً للاحتفالِ في الوطن العربي بإنجازات المرأة الكفيفة و نجاحاتها، وهو أيضاً مناسبةً لتكريمها و تعزيز دورها، وعرض التحديات والصعوبات التي تواجهها وسبل التغلبِ عليهما، وكذلك مناسبةً لعرضِ الجهودِ والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينِهاِ والنهوضِ بواقعها نحو الأفضل.

 

د. غسان شحرور، منسق "اليرموك للإعلام الخاص"

من مقالات الصحة المدرسية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 488 مشاهدة

 انطلق هذا الشهر العالمي في عام 2012 برعاية “منظمة ألزهايمر العالمية” التي تضم في عضويتها 85 منظمة وطنية بينها 7 جمعيات عربية تمثل مصر ولبنان وسورية وتونس والمغرب والأردن والسعودية، وتسعى فعاليات هذا الشهر (أيلول سبتمبر) من كل عام إلى تسليط الضوء على أمراض الخرف، وحقوق وحاجات المرضى وذويهم، وبحث آخر المستجدات من أجل تعزيز جهود المؤسسات الصحية والاجتماعية والعلميةً، لمواجهة مرض”ألزهيمر”، أو قاتل الذاكرة، وفي رعاية المرضى وحفظ كرامتهم  

لقراءة كامل المقال

http://bit.ly/1iDuVQA

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 221 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2015 بواسطة alyarmouksociety


اليوم العالمي للتوعية بالتوحد
 
1- حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه. والتوحد اضطراب لا يقتصر على منطقة دون أخرى و لا على بلد دون آخر، بل هو تحدٍّ عالمي يتطلب إجراء عالمياً.
                           
2- و الغاية من الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد هو نشر ثقافة التوحد وتسليط الضوء على هذه الفئة واسرهم واهم العقبات التي تواجههم.
 
3- أهداف اليوم العالمي للتوحد:
- تعريف المجتمع بثقافة التوحد
- دمج أطفال التوحد في المجتمع
- تعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم من خلال مشاركاتهم في الفعاليات المختلفة التي يقيمها المجتمع
- الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ممن لديهم توحد واسرهم
- التوعية عن البرامج التربوية والتأهيلية الخاصة لهم
- التعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات (التعليمية، التأهيلية، الرياضية، الترفيهية، المادية، والدمج المجتمعي)
- التعرف على أهم العقبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية ولتسهيلها.
- تبادل الأفكار والرؤى والتجارب والخبرات
- استعراض طرق وأساليب تطوير الشراكة بين الأسرة والمراكز الخدمية
4- هل الاطفال ممن لديهم توحد دائما يعانون من اعاقة ذهنية؟
ان القدرات الذهنية للاطفال ممن لديهم توحد متغيرة من طفل لاخر وتبدأ من درجات الاعاقة الذهنية البسيطة وتصل حتى الى العباقرة ولكنها بنسب متفاوتة وبناء على القدرات والمهارات الموجودة لدى الطفل.
ما هو الوقت الذي يمكن التعرف فيه على اضطراب التوحد لدى الاطفال.
من الصعب جدا ان يتم تشخيص التوحد قبل 12 شهر ومن الافضل الانتظار حتى اتمام السنتين واهم العلامات المبكرة للتوحد:
1.    لا يتواصل بصرياً مع الأم خصوصاً عند إرضاعه أو محاولة اللعب معه.
2.    لا يتبع الأشياء بصرياً.
3.    لا يبتسم عند إضحاكه.
4.    لا يستجيب للدغدغة أو الدلع.
5.    لا يتبع الإشارة عندما نشير إلى شيء بعيد.
6.    لا يقلد حركات أو تعبيرات وجهك.
7.    لا يستجيب عند النداء عليه أو لأي صوت مألوف.
8.    لا يصدر أصواتاً للفت الانتباه إليه.
9.    لا يمد يده لتحمله.
10.لا يشير بيده أو يلوح بيده (باي باي) للوداع.
11.لا يستخدم أي إيماءات للتواصل.
12.لا يلعب مع الآخرين أو يشاركهم الاهتمامات والاستمتاع.
13.لا يحتج الطفل عند وضعه في سريره لفترة طويلة.
14.إذا تم حمل الطفل يميل إلى السكينة وعدم الحركة وتعديل وضعهم.
15.تظهر نوبات من الغضب والانفعال بدون سبب واضح.
16.يبكي في الليل والنهار من الصعب إرضائه او تهدئته.
17.بعض الأطفال ممن لديهم توحد يظهر عليهم هدوء شديد فمن النادر أن يبكي حتى إذا جاع.
18.قد يرفض معانقة والدته أو أي احد.
19.عدم التحكم بسيلان اللعاب.
20.قد يجلس على سريره ويقوم بالصراخ بدلاً من مناداة والدته.
الحالات التي تستدعي مراجعة المختصين:
وهي لا تعد بضرورة الإصابة بالتوحد ولكن تعد من الإشارات:
أ‌-        في عمر 6 شهور لا يتم ملاحظة أي ابتسامة لدى الطفل.
ب‌-      في عمر 9 أشهر لا يوجد أي مشاركة بالأصوات أو الابتسامات أو تعبيرات الوجه.
ت‌-      في عمر 12 شهراً ليست لديه أي مناغاة أو أصوات يصدرها الطفل.
ث‌-      لا يستجيب عند سماع اسمه.
ج‌-       لا يقوم بعمل أي إيماءات بالوجه.
ح‌-       لا يلوح بأي إشارات أو حركات يقوم بها الطفل في هذه الفترة.
خ‌-       في عمر 18 شهراً لا يتحدث بكلمات.
د‌-        في عمر 24 شهراً لا يردد الكلمات البسيطة التي نلقنه اياها.
ما يمكن للوالدين القيام به لمساعدة ابناءهم ممن لديهم توحد.
للوالدين دور اساسي في العملية التعليمية لابناءهم فهم افضل معلمين لان الطفل يبقى معهم طول اليوم حتى لو كان مسجل في مدرسة او مركز تعليمي اما باقي الوقت سيكون وقته ثمان ساعات فقط لاغير وباقي الوقت سيكون في المنزل والموقف الطبيعي افضل موقف للتعلم وعلى الوالدين استغلال هذه الفرصة لتدريب ابناءهم بطريقة صحيحة كما انهم هم المايسترو (المنسق والمنظم و والمرتب والمشرف على العملية التعليمية) والذي يساهم في تطوير قدرات ابناءهم بطريقة مميزة.

5- الفئات المستهدفة:
- اسر الأطفال ممن لديهم توحد
- الباحثون والعاملين في المجال
- الجمعيات الأهلية والمراكز المتخصصة
- المدارس والجامعات
- الوزارات والمؤسسات
- أفراد المجتمع بصفة عامة
6- برامج وفعاليات اليوم العالمي للتوحد:
- إقامة فعاليات مصاحبة ومتنوعة في المراكز الصحية والمدارس.
- إصدار النشرات التعريفية بالتوحد.
- إصدار النشرات التعريفية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
- إقامة المحاضرات والندوات العلمية.
- إجراء المقابلات التلفزيونية والإذاعية للتوعية بالتوحد.
- استخدام طرق التواصل لتوعية المجتمع ( توتير، فيسبوك، الرسائل الهاتفية، المواقع الالكترونية).
- إقامة ماراثون للمشي.


شاهد الفلم الخاص بأعراض التوحد (التوحد ليس مرض )
 https://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=-czeYvjXRG8

مقالات ثقافة صحية وخاصة بالمعلمين- صحة مدرسية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 415 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2015 بواسطة alyarmouksociety


World Down Syndrome Day and each year the collective voice of people with Down syndrome, and those who live and work with them and for them, grows louder and louder 

The theme in 2015 will focus on the role of families and the positive contribution they can make towards the enjoyment of full and equal rights for people with Down syndrome 

The message of this day is strong and simple: empowering families is crucial in order to provide support, advocate for opportunities and choices and empower people with Down syndrome to express their own views and make their own decisions, as well as advocate for themselves. It is important to remind everybody that persons with Down syndrome are people first, and require additional support, but should be recognized by society on an equal basis with others, without discrimination on the basis of disability 

It is worth-mentioning that March was chosen to symbolize a third copy of the 21st chromosome in children with Down syndrome (instead of two in ordinary people), the UN calls each year on 3/21 for all countries of the world to not only review their past year’s successes on behalf of persons with Down syndrome, but also to continue to strive to overcome the challenges faced by families and children with Down syndrome 

Studies show that Down syndrome can be detected during the first term of pregnancy and has an occurrence rate of 1 in 800 - 1000 births. For those with Down syndrome, the levels of mental retardation, emotional, and physical challenges differ greatly from one child to the next and thus results in varying abilities and needs for each child. This needs to be made clear to both the child's family and to their communities 

Commitments to fulfill 

In line with the basic needs for compliance with the UN convention on the rights of persons with disabilities signed and ratified by most countries of the world, both for- and non-profit organizations (regionally and globally) are challenged to exchange knowledge, experience, and lessons learned to support this year’s theme. This will better meet the needs of children with Down syndrome and help promote their rights to quality lives alongside their other members of society 

Together we make a tangible difference 

In many parts of the world, this world awareness day should serve as an occasion to celebrate our achievements in serving children with Down syndrome, supporting their families. Moreover, it addresses the humanitarian, ethical, and developmental challenges to develop more effective legislation and methods to help overcome them  

We should also take this opportunity to demonstrate to parents and families with members with Downs syndrome how much we care and support them. And lastly, we should take this opportunity to honor the many volunteers who work tirelessly to help promote the empowerment and advancement of children with Down syndrome to both better ensure their inclusion in our communities. Together, we can empower parents and especially the mothers who are the corner stone in the long process of rehabilitation and inclusion. This is why we have to contribute and take parts in the activities and programs of organizations working with and for persons with Down syndrome 

Together, we can continue to raise the awareness of Down syndrome and learn how we can better support every member of our society. Let us contribute and share this message 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 269 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2015 بواسطة alyarmouksociety

في أسبوع الأصم العربي لعام 2015: الحقوق أولاً ..  بقلم د. غسان شحرور

 

في كل عام، وخلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل)، تقيم جمعيات الأشخاص الصّم والهيئات العاملة معهم في الوطن العربي أسبوعاً يدعى «أسبوع الأصم» الذي يعد أسبوعاً حقوقياً مكثفاً وتظاهرة إعلامية شاملة للتعريف بالصّمم والوقاية منه، وكذلك التعريف بالأصم وقدراته ووسائل تربيته وتأهيله، وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه، وأفراد مجتمعه، بالإضافة إلى توجيه وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء على حقوقه الأساسية الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتأهيلية، ويهدف أيضاً إلى تمكين الأشخاص الصّم وضعاف السّمع وجمعياتهممن القيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.

اعتمد الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم "تعزيز حقوق الأشخاص الصّم في المجتمع من خلال متابعة تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" محوراً لأسبوع الأصّم لهذا العام 2015، نظراً لأهمية هذه الاتفاقية الدولية في تحقيق أقصى درجة ممكنة من التأهيل والدمج والاحتواء.

- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة:

تمثل الاتفاقية صكاً لحقوق الإنسان ذا بعد واضح للتنمية الاجتماعية، وتؤكد الاتفاقية من جديد ضرورة تمتع جميع الأشخاص ذوي الإعاقة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الآخرين، وتحدد المجالات التي ينبغي تأمينها لكي يمارس الأشخاص ذوو الإعاقة حقوقهم بالفعل، والمجالات التي يجب تعزيز الحقوق فيها، من أجل تمكينهم، وتعزيز دورهم المجتمعي.لقد حرصت هذه الاتفاقية على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأشخاص الصم، من خلال التأكيد على أن لكل فرد، دون تمييز من أي نوع الحق في التمتع بجميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان.

كذلك أبدت اتفاقية الأمم المتحدة هذه اهتماماً خاصاً بالأشخاص الصّم ولغاتهم الإشارية، من خلال المادة 2 الخاصة بالتعاريف، والمادة  9  الخاصة بإتاحة الوصول، والمادة 21  حول حرية الرأي والتعبير، والمادة 24  الخاصة بالتعليم، والمادة 30 حول المشاركة في الحياة الثقافية والترفيه،  وقد أكدت على الاعتراف بلغة الإشارة، واستخدامها، واحترام ثقافة الأشخاص الصّم وخصوصيتهم، والحق في الحصول على الترجمة الإشارية، واستخدام ثنائية اللغة في تعليمهم.

- أسبوع الأصم العربي الأربعون ...دعـوة متجددة إلى العمـل:

    لقد وقعت الدول العربية على هذه الاتفاقيةِ، ورغم هذه الاستجابات الجيدة إلا أن القوانينَ الوطنيةَ والتشريعاتَ الخاصّةَ بالإعاقةِ في بعض الأقطارِ العربيةِ، لا تزال تعودُ إلى سنواتِ ما قبل الاتفاقية، كما أن معظمها لا يعكس واقعَ المرأةَ المعوقةَ ولاسيما الصّماء، والحاجةَ الماسّةَ إلى تعزيزِ حقوقِها، وتأمينِ حاجاتِها الأساسيةِ المختلفةِ، ومعالجةَ العوامل الاجتماعية والثقافية، وضعفَ الوعيِ المجتمعيِّ. كل ذلك يدعونا إلى تحديثِ تشريعاتنا الوطنية، والاستفادةِ من الاتفاقيةِ الدوليةٍ على الشكلِ الأمثلِ، وإطلاقِ العملِ التشاركي الحكومي والأهلي ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة وبينها منظمات الأشخاص الصم في مجالات رصد تنفيذها الأمثل، من أجل تعزيز حقوقهم وحمايتهم وحفظ كرامتهم.

    تقع على منظماتِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة، لا سيما منظمات الأشخاص الصم وذويهم والعاملين معهم مسؤوليةً كبرى في المشاركةِ الكاملة، الفاعلة في كل هذه المجالات، التي تحتاج إلى الكثيرِ من الجهدِ والوقتِ لإحداثِ التغييرِ المنشود، كما أن المنابرِ الإعلاميةَ العامةَ والمتخصّصةَ بالإعاقةِ لا تتردد في القيامِ بالعملِ الإعلاميِّ المتخصّص والجاد من أجلِ تمكينِ الأشخاص الصم، وخلق بيئةٍ ممكّنة، لضمانِ تمتـّـعهم تمتّعاً كاملاً، وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

بمناسبةً هذا الأسبوع، نكرر دعوة المنظمات الوطنية والعربية والدولية إلى تلبية احتياجات الأشخاص الصم، ومنظماتهم والعاملين معهم في مناطق الحروب والنزاعات والحصار والإحتلال، كما ندعو إلى الاستفادةِ من توصياتِ مؤتمراتِ وندواتِ الاتحاد العربي للهيئات العاملةِ مع الصّمِ التي طرحت مواضيع عديدة من قضايا الأشخاص الصم في وطنِنا العربي.

        من جهة أخرى, وكما في كل عام، نأمل أن يشكّلَ هذا الأسبوعُ الأربعون مناسبةً للاحتفالِ في الوطن العربي بإنجازات الأشخاص الصّم ونجاحاتهم العديدة، في أكثر من مجال، وأكثر من مكان، وعرض التحديات والصعوبات التي تواجههم وسبل التغلبِ عليها، إنها مناسبةً أيضاً لعرضِ الجهودِ والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.

<!--مصادر:

     للاطلاع على موجز فعاليات أسبوع الأصم العربي لعام 2014 ، إعداد اليرموك للإعلام الخاص:

 

http://slidesha.re/1wlz9MK

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 460 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2015 بواسطة alyarmouksociety

 

 

          تابعت ندوة تحدثت فيها السيدة "مي الريحاني" عن كتابها الجديد "ثقافات بلا حدود" ، وهو سيرة ذاتية تناولت فيه عدداً من المواضيع الخاصة بالفتيات، والمرأة، في مجتمعنا العربي، وقد أسهبت في الحديث عن الأثر الواسع النطاق لتعليم الفتيات، وتمكين المرأة في بناء مجتمعاتنا وتنميتها. لقد أعاد هذا الحديث إلى ذاكرتي بعضاً من واقع المرأة المعوقة التي تعاني من التمييز مرتين: مرة لأنها معوقة، ومرة ثانية لأنها إمرأة. إنها حقائق قاسية عن المرأة المعوقة في بلادنا العربية، تطرقت إليها سابقاً، أذكر منها:

      -      لاتزال المرأة المعوقة في بلادنا بين المجموعات الأكثر ضعفاً والأقل حماية.

       -      تواجه النساء العربيات المعوقات أشكالاً مختلفة من العنف وسوء المعاملة على مستوى الأسرة والمجتمع.

       -      تعد معظم الأسر العربية الفتاة أو المرأة المعوقة مصدر خجل وشفقة وحسرة.

-      لاتزال بين فئات المجتمع الأكثر فقراُ والأقل تعليماً في المجتمع.

-      تواجه العديد من التحديات في الحصول على الخدمات الصحية والتأهيلية والنفسية مقارنة بأقرانها العاديات.

-      رغم الكثير من الجهود التي بذلت وتبذل من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة، ولاسيما من قبل بعض جمعيات المرأة، ورائدات العمل الاجتماعي والحقوقي في أكثر من بلد عربي، ورغم انضمام الدول العربية إلى "اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" فإن المرأة المعوقة لاتحظى بفرص متكافئة في الحصول على العمل، وكذلك في المشاركة الاجتماعية والثقافية وغيرها أسوة بأقرانها من العاديات.

-      تزداد أوضاع المرأة المعوقة سوءاً في مخيمات اللجوء والنزوح، وفي البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، فتكون بلاشك الأكثر معاناة وتضرراً بهذا الواقع المؤلم.

          وهكذا تبقى قضية المرأة المعوقة دون تطلعاتنا بكثير، رغم الاتفاقيات والعهود الدولية والتشريعات والبرامج الوطنية الخاصة بالأشخاص المعوقين.

          إنها حقائق عن المرأة المعوقة في بلادنا تذكّرنا وتحفزنا أن نبحث أكثر، ونعمل أكثر، ونطالب أكثر من أجل إيفائهن حقوقهن في المشاركة والمساواة والتعليم والصحة والعمل والحماية الاجتماعية.

          إنها حقوق لا يمكن بلوغها إلا بتمكين المرأة المعوقة وجمعياتها، في كل مراحل العمل لمواجهة هذه التحديات والصعوبات، والتغلب على جميع أشكال التمييز، ورصد الخطوات والإنجازات على طريق تعزيز حقوقهن وحفظ كرامتهن، إنها بلا شك جزء لايتجزأ من حقوقنا وكرامتنا جميعاً.

 

 

       *منسق "اليرموك للإعلام الخاص"

من مقالات ثقافة صحية وخاصة بالمعلمين- صحة مدرسية

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 292 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2015 بواسطة alyarmouksociety

 

          تنتمي "إنشراح"، إلى عائلة فلسطينية، عانت مرارة النكبة واللجوء، وقسوة حياة مخيمات الشتات، أصرت على مواصلة الدراسة لتصبح معلمة تسهم في تربية وتعليم أطفال مجتمعها. أحبت "إنشراح" هذه المهنة العظيمة ودورها الكبير في بناء الإنسان والمجتمع، لقد أخلصت لها وأجادت فيها، الأمر الذي أكسبها حب واحترام الكثير من الناس.

          بعد عدة سنوات، أصيبت بنوع شديد من مرض السكري، سرعان ما أدى إلى مضاعفات كبيرة، منعتها من مواصلة العمل الذي تحب، لكنها لم تستطع التوقف عن البذل والعطاء وخدمة أبناء مجتمعها فانضمت في عام 1993 إلى المتطوعين في مركز درعا للتأهيل المجتمعي للمعوقين الذي يسهم في تدريب وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية والحركية والعقلية في مخيم درعا وباقي أرجاء محافظة درعا في سورية، كما شاركتْ بفعالية في الكثير من نشاطاته التثقيفية والتدريبية والاجتماعية، بالإضافة إلى حضور عدد من الندوات والمحاضرات الصحية والثقافية والتأهيلية التي كنت أنظمها في دمشق.

          أحبت هذا العمل التطوعي لأنه يبعث روح الأمل والتفاؤل في قلوب ونفوس هؤلاء الأطفال ويعمل على تنمية قدراتهم في مواجهة صعوبات الحياة، وأحبت بشكل خاص التطوع في تربية وتأهيل الأطفال المعوقين عقلياً، ورغم أن هذا النوع من العمل يحتاج إلى صبر وجهد كبيرين إلا أنها كانت تحرص على القيام به على أكمل وجه، وأثناء جلسات العمل معهم ومع ذويهم من الأهالي كانت تتحلى بابتسامة عريضة تكاد لاتفارقها، لقد آمنت أن الابتسامة والكلمة الطيبة هي أول ما يحتاجه هؤلاء الأطفال وذويهم في مواجهة تحديات الحياة، وكثيراً ما كانت تقول: "لاحياة بلا ابتسامة".

          لم تتوقف عند ذلك بل أخذت تحث زميلاتها على التطوع وحضور الندوات والمشاركة في حملات التوعية وغيرها من فعاليات المركز، لم تنقطع "إنشراح" عن هذا العمل التربوي الاجتماعي الإنساني النبيل حتى عام 2012 عندما اشتدت مضاعفات المرض ومنعتها من الوصول إلى المركز، ظلت كذلك إلى أن وافتها المنية في الثاني من كانون أول/ديسمبر 2014 لتبقى رسالتها مستمرة بين العديد من زميلاتها المتطوعات في مركز التأهيل المجتمعي.

          لقد قدمت نموذجاً حياً للعمل التطوعي، رغم قسوة حياة اللجوء، وسطوة المرض ومضاعفاته الشديدة. نعم، لا يملك المرء أمام هذه التجربة الإنسانية إلا أن ينحني احتراماً لهذه الشجاعة والعزيمة اللتين تحلت بهما "إنشراح"، لقد رفعت خلال عملها الإنساني النبيل راية الأمل في أحلك لحظات اليأس. إن هؤلاء الأفراد من أبناء مجتمعاتنا يستحقون منا كل وفاء وعرفان، لأنهم ودون شك يمثلون قيماً إنسانية، نكبر ونسمو ونفتخر بها.

          إذ نستودعها الله برحمته فإن روحها لاتزال تعيش بين كل من عرفها، من زميلاتها، والأطفال ذوي الإعاقة والكثير من الأهالي، ولاتزال بسمتها وضحكتها وروحها المرحة تبعث الأمل والصبر والعزيمة في نفوسهم وقلوبهم جميعاً.

 

  "عرفتهم"، زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 335 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2015 بواسطة alyarmouksociety

الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم  ‎1972 - presentArab Federation of Organizations Working With the deaf, AFOWD
Introduction
AFOWD, based in Damascus, Syria since 1972, is a regional federation composed of 40 member organizations including ministries, national associations of the deaf, and specialized medical associations in the Arab countries. Every year, AFOWD chooses a new theme for the annual week and is highlighted by the different activities throughout the Arab states

الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم    ‎1972 - present

https://plus.google.com/u/0/110810387839442711739/about 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 269 مشاهدة

Ghassan Shahrour with Hibakusha  Vienna NPT

حياة "الهيباكوشا" في سطورها الأخيرة...  بقلم د. غسان شحرور

 

          " لم يكن عمري أكثر من 13 سنة، عندما ضربت القنبلة الذرية مسقط رأسي"هيروشيما"، وفي لحظة واحدة تحول وسط المدينة إلى رقعة بيضاء مسطحة، سرعان ما اختفي كل ما عليها"، "بعد مرور 69 سنة على إطلاق قنبلتي "هيروشيما" و"ناجازاكي" لاتزال الآثار الكارثية لتلك الأسلحة الوحشية غير الإنسانية، وغير الأخلاقية موجودة، ولن نتوقف عن متابعة مسيرتنا في تحذير العالم وتبصيره بآثارها الكارثية، وتحفيزه للسعي إلى حظرها والتخلص منها". هذه مقتطفات من كلمة سيتسكو ثرلو  Setsuko Thurlow ممثلة منظمة "الهيباكوشا"Hibakusha  (الناجون من القنبلة الذرية) في مؤتمر "فيينا" الذي انعقد بين الثامن والتاسع من شهر كانون أول/ديسمبر 2014، أرسلها لي "أكيرا كاوازاكي Akira Kawazaki" مدير منظمة سفينة السلام اليابانية عن فعاليات هذا المؤتمر.


          لقد أعادت هذه الكلمات المؤثرة إلى ذاكرتي حديث ممثل "الهيباكوشا" أثناء مؤتمر عقد بمقر وكالة الطاقة الذرية بمدينة "فيينا" في نهاية شهر نيسان/أبريل2012، وهو يروي ما شاهده عند قصف مدينته "هيروشيمابالقنبلة الذرية في صباح يوم الـسادس من آب/أغسطس سنة 1945: "لقد أباد البشر و الحجر في مدينتي"هيروشيماو "ناجازاكي"، حيث قتل وجرح مئات الآلاف من البشر، وبقي آلاف غيرهم دون مأوى، يعانون الألم والمرض والوحدة والإعاقةكانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، وسبب تدميراً كاملاَ لمساحة قطرها ميل، كذلك امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال".


لازلت أذكر حديثي معهم أثناء زيارتي لجناحهم في قاعة المعارض. نعم، لقد تقدم بهم العمر، وفقد بعضهم السمع والبصر، والقدرة على الحركة، واشتدت بصمات الأمراض المزمنة والخبيثة على كاهلهم، لكن الأمل لا يزال يراودهم في أن يشاهدوا العالم قد خطا خطواته الأولى نحو إزالة ما عليه من أسلحة نووية، وسن معاهدة عالمية تحظر هذه الأسلحة وإلى الأبد.


لقد انطلقت مسيرة المؤتمر العالمي حول العواقب الإنسانية الكارثية للأسلحة النووية في "أوسلو" آذار/مارس 2013، ثم واصلت زخمها في "نايريت" بالمكسيك في شهر شباط/فبراير 2014، وهاهي "فييينا" تشهد المحطة الثالثة من هذه المسيرة، مع ارتفاع أعداد الدول المشاركة فيها، على طريق إرساء اتفاقية دولية، تعمل على حظر استخدامها، وإنتاجها، ونقلها، والإتجار فيها، أو الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تفكيك الموجود منها، ووضع جميع المنشآت النووية تحت الإشراف الدولي الكامل من أجل سلامة وأمن ورفاه المجتمع الإنساني في كل مكان.


لقد اختتم بالأمس مؤتمر "فيينا" الذي حضرته وفود 158 دولة، والعديد من المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بإصدار "عهد فيينا" "Austria pledge"بالسعي نحو نزع السلاح النووي في العالم، وهذا بلا شك خطوة في الطريق الصحيح.حقاً، إن سعي الإنسان، في كل مكان، إلى تحقيق عالم بلا أسلحة نووية يستحق أن نبذل لأجله كل ما نستطيع، فالإنجازات العظيمة تبدأ دائما بخطوات صغيرة.

 

تبقى رسالة "سيتسكو Setsuko " حية في الأذهان لأنها وبكل بساطة صوت ضمير كل إنسان: "لن نتوقف عن هذا الدور رغم السطور القليلة المتبقية في قصة حياتنا، وكلنا أمل أن تكتب هذه السطور نفسها نهاية الأسلحة النووية في العالم".

 

 

من مقالات ثقافة صحية وخاصة بالمعلمين- صحة مدرسية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 260 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2014 بواسطة alyarmouksociety

تحديات عربية في تدبير "نقص الانتباه وفرط الحركة" .. محسن المحسن *

          كثيراً ما تعرضوا لأشد العقوبات، في مدارسهم، وبيوتهم، إنهم الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، يعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل داخل البيت والمدرسة تهدد مستقبلهم الدراسي والاجتماعي إذا لم يتم معالجتها وتدبيرها بشكل جيد، وتحقيق ذلك يتطلب وقتاً طويلاً وجهدا كبيرا من شركاء هذه العملية، وهم الفريق الطبي والتعليمي إلى جانب الدور الأول للوالدين.

ماذا تعرف عن قصور الانتباه وفرط الحركة؟

          إنها حالة مزمنة تصيب 3-9% من الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتلازمهم حتى مرحلة البلوغ، وتستمر عند عدد قليل منهم بعد ذلك، كثيراً ما يتأخر الأهل في مراجعة المختصين، وكثيراً ما نخفق في تدبيرها على أحسن وجه لأنها تحتاج الكثير من الوقت والصبر والجهد والمتابعة لسنوات طويلة. من أهم مكوناتها الرئيسة:

<!--نقص الانتباه (Lack of attention

<!--فرط النشاط / الحركة (Hyperactivity

<!--السلوك الاندفاعي (Impulsive behavior).

هذا، وتختلف شدة كل من هذه المكونات من شخص إلى آخر.

          يحمل بعض الأطفال استعداداً داخلياً كامناً، ولا تظهر هذه الحالة إلا في بيئة معينة ونمط عيش خاص، ويحتاج ذلك إلى المزيد من الدراسة والبحث، تكثر هذه الإصابة بين الذكور مقارنة بالإناث، تظهر عادة قبل بلوغ سن السابعة من العمر، وعند بعضهم يمكن أن تظهر في سن أصغر، وربما في فترة الرضاعة.

          مما يدل على الإصابة بهذا الاضطراب:

  • عدم قدرة الطفل، في معظم الاحيان، على التركيز والمتابعة.
  • يظهر الطفل صعوبة في القيام بالواجبات المدرسية خاصة التي تتطلب بذل مجهود فكري وتركيز.
  • يميل إلى  فقدان حاجياته كالكتاب والحقيبة والقلم وغيرها.
  • يكون كثير النسيان.
  • عصبي المزاج مشاكس كثير النزاع في البيت والمدرسة معاً.
  • يكثر من ترك مقعده في الصف، رغم تكرار التنبيهات، كما يصعب عليه الاستقرار في مكان واحد، إنه يكاد أن يقفز من مكانه.
  • يميل الطفل إلى الحركة، والجري والتسلق دون مبرر.
  • يفرط في التحدث.
  • يميل إلى الإجابة والإرتكاس قبل إكمال المدرس للسؤال.
  • لا ينتظر دوره.
  • غيرها وبشكل يختلف من طفل إلى آخر.

 

          إن أكثر ما يرجح هذا الاضطراب من فرط النشاط والسلوك الاندفاعي، أنه يستمر لمدة زمنية تزيد عن ستة أشهر، وأنه يحدث في بيئتين مختلفتين هما المدرسة والبيتً.

          يزيد تعرض هؤلاء الأطفال إلى مشكلات مختلفة أهمها الفشل الدراسي، الحوادث المختلفة، كما يزيد تعرض المراهقين منهم إلى الإدمان بشكل خاص.

تحديات عربية:

          عربياً، يقدر عدد المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بما يزيد عن 11 مليون شخص، والدراسات المتعلقة بها محدودة، بينما تكاد تغيب الجمعيات المتخصصة، وأدلة المعالجة والتدبير الوطنية الضرورية للمتابعة، ففي دراسة علمية على موقع الجمعية السعودية لنقص الانتباه وفرط الحركة والتي تأسست في عام 2008، قدرت أن  مليون ونصف مليون طفل سعودي يعاني منه، في حين يوجد في المملكة فقط نحو أربعين طبيب مختص بهذا الاضطراب.

          أهم تحديات علاج وتدبير هذا الاضطراب أنه يحتاج إلى عمل جماعي طويل المدى تشارك فيه الأسرة والفريق الطبي والتعليمي، ويحتاج بشكل دوري إلى متابعة وتقييم، فالعلاج قد يكون دوائياً، وسلوكياً واجتماعياً وتربوياً، لاسيما أن بعض الأدوية المستخدمة في العلاج، إذا خرجت عن إشراف الطبيب المعالج قد تؤدي إلى أضرار منها الإدمان واضطرابات وعائية دموية.

          يتم وضع خطة المعالجة وتعديلها دورياً وفق تطور الحالة التي يشرف عليه فريق معالج، ولمواجهة هذه التحديات تم وضع برامج حاسوبية تنظم هذا التدبير الجماعي الحيوي وتسهل القيام بالأدوار المختلفة، أذكر هنا على سبيل المثال البوابة الإلكترونية  me health for adhd  التي تعتمد دليل أكاديمية الأطفال الأمريكية في التشخيص والتدبير، حيث يقوم الفريق المعالج الطبي والتعليمي والأهل بالمتابعة، وتسجيل التطورات على حالة الطفل بشكل دوري على هذه البوابة web portal الأمر الذي يمكّن طبيب الأطفال المتخصص من تعديل طريقة المعالجة المتبعة، والوصول بالطفل إلى بر الأمان صحياً واجتماعيا وتعليمياً.

 محسن المحسن، باحث في "اليرموك للإعلام الخاص، إشراف الدكتور غسان شحرور"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 202 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2014 بواسطة alyarmouksociety

          في اليوم العالمي لداء السكري نمط العيش الصحي للجميع                                    الدكتور غسّان شحرور

       تجاوز عدد المصابين بداء السكري 400 مليون شخص وهو من أخطر الأمراض المزمنة، إن لم يُكشف ويُعالج بشكلٍ مبكّر يؤدّي إلى مضاعفات عديدة تثقل كاهل الفرد والأسرة والمجتمع، وتدلُّ الأرقام على أن داء السّكري آخذ في الازدياد والانتشار، بشكل وبائي لم يسبق له مثيل خاصة عند وجود عوامل وراثية مساعدة وهو أمر دعا الجهات الصحية المعنية على المستويين المحلّي والدولي إلى وضع البرامج المكثفة من أجل معالجته وتدبيره، ومن ثم منع المضاعفات العديدة التي قد تنجم عنه.
تفيد دراسات الاتحاد العالمي لمرض السكري أن ست دول عربية تتربع على قائمة البلدان العشر الأكثر إصابة بهذا الداء على مستوى العالم في المرحلة العمرية بين 20-79 سنة. تأتي مملكة النرويج في المرتبة الأولى في العالم إذ يعاني أكثر من ثلث سكانها من هذا المرض الخطير الصامت، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة تزيد عن ربع سكانها، ثم المملكة العربية السعودية بنسبة 17% فالبحرين 15%، فالكويت بنفس النسبة تقريباً، فسلطنة عمان بنسبة 13%، فجمهورية مصر العربية بنسبة 11% في الموقع العاشر عالمياً، وقريباً من ذلك عدد آخر من الدول العربية، وهكذا يمكن القول أن كل الدول الخليجية بشكل خاص تعاني ارتفاعاً هائلاً ومخيفاً.

مرض مزمن خادع:
      يمتد إلى سنوات طويلة دون أن يعاني المصاب به شيئا، الأمر الذي قد يدفعه إلى عدم الالتزام بتوصيات الأطباء، ومن ثم إهمال المعالجة والحمية الخاصتين، ونظرا لأن هذا المرض يهم جميع أفراد المجتمع وذويهم، يلعب الإعلام دورا كبيراً في التوعية بهذا المرض، وهكذا تتجه الدول إلى إدراج مواضيع تتعلق بالأسباب، والوقاية والعلاج وغير ذلك في العديد من الفعاليات المجتمعية المختلفة، لاسيما المدارس، من أجل توعية الطلاب أنفسهم، وتعزيز إسهاماتهم في توعية المجتمع بشكل عام، وتبصيرهم بحاجات وحقوق الأشخاص المرضى التي تتضمن التوعية والكشف المبكر والعلاج والمتابعة والتأهيل.
يزيد داء السكري أعداد مرضى القلب والجلطة الدماغية، وهو من أهم أسباب العمى أو كف البصر لما يسببه من إعتلال تدريجي في شبكية العين، كما أنه من الأسباب الرئيسة لحالات بتر الساقين والقصور أو الفشل الكلوي. هذا، ويبلغ ما ينفقه مجتمع ما لعلاج حالات داء السّكري بين أبنائه نحو 10 % من مجمل الموازنة الصحّية لهذا المجتمع الأمر الذي يبين حجم الأعباء الثقيلة التي يلقيها على كاهل المجتمع.

نمط العيش الصحي 2014-2016:
     انطلق اليوم العالمي لداء السكري أول مرة في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين ثان من عام 1991، في عام 2007 أقرته الأمم المتحدة يوماً عالمياً، وفيه تقام فعاليات صحية واجتماعية وإعلامية كثيرة في مختلف أنحاء العالم. في كل عام، يعتمد "الاتحاد العالمي لمرض السكري" موضوعاً لتسليط الضوء عليه، وخلال الأعوام 2014-2016 تم اعتماد موضوع "نمط العيش الصحي" كونه أهم وسائل مواجهة هذا المرض وعواقبه الوخيمة. يشمل هذا النمط من العيش وأسلوب الحياة اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول والملوثات ومكافحة البدانة وغيرها.
بينت الدراسات الحديثة أن اتباع "نمط العيش الصحي" من أنجع السبل لمواجهة ما يعرف باسم أمراض الإنسان المعاصر وعلى رأسها الاكتئاب، وأمراض القلب، وأمراض شرايين الدماغ، وأمراض الرئة وداء السكري.
غيرت الحياة المعاصرة من نمط عيشنا، فالفرد يقضي كثيراً من وقته أمام شاشات التلفزيون و الحاسوب، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم، والإكثار من الوجبات السريعة، وباقي الأطعمة والمشروبات الغازية ضعيفة القيمة الغذائية والضارة، كما أضحت الضغوط النفسية اليومية جانباً كبيراً من جوانب حياتنا.

نحو برنامج وطني:
      في هذا اليوم العالمي لمكافحة داء السكري وتعزيز نمط العيش الصحي في مجتمعاتنا العربية، لابد من وضع برنامج وطني شامل ومتكامل لذلك، وفي هذا المجال لابد من الاستفادة من التجارب العالمية للمجتمعات التي قطعت أشواطاً طويلة في هذا المجال، أذكر منها تجربة سنغافورة التي تأسس برنامجها الوطني لتعزيز نمط العيش الصحي في عام1992، وطبقت من خلاله خططاً لخلق بيئة ممكنة للشعب لممارسة هذا النمط من الحياة لاسيما في المجالات الرياضية، والاجتماعية، والنفسية، كما أسست سنغافورة لجنة أهلية ضمت منظمات وجمعيات محلية لتعزيز مشاركة المجتمع، وأطلقت في عام 1999 الحملة الوطنية لنمط العيش الصحي، ووضعت عدة برامج وجوائز وأيام توعية، بالإضافة إلى معارض دورية للأغذية الصحية، وبرنامج تعزيز العادات الصحّية السليمة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 216 مشاهدة


مخاطر الشابكة (الإنترنت) على أطفالنا ..نجهلها أم نتجاهلها؟ د.غسان شحرور


     انطلقت الشابكة (الإنترنت) بسرعة مذهلة فاقت توقعات كل من أبدعها وطورها، إلى درجةٍ تجاوز عدد مستخدميها مليار إنسان، وقد فاقت في ذلك سرعة انتشار أي لغة أو عقيدة أو مذهب، أو أي مدرسة ثقافية أو اجتماعية، بل لقد ذهبت في سرعة انتشارها درجة عجزت معها الضوابط الأخلاقية والدينية والإجتماعية والتشريعية عن مواكبتها، الأمر الذي يحمل في طياته العديد من المخاطر القريبة والبعيدة خاصة لدى شريحة الأطفال والناشئة التي تشكل أكثر شرائح المجتمع استخداماً لها، إذ أن 93% من هذه الشريحة (13-17 سنة) تستخدم الإنترنت بشكل متزايد، ولعدة ساعات في اليوم.
 
1-   مخاطر لاتنتهي:
          هناك الكثير من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال من مستخدمي الشابكة (الإنترنت) منها:
-         المعلومات المشوهة أو المغرضة لاسيما الاجتماعية والدينية والسياسية.
-         التعرض لمواد إباحية لا أخلاقية.
-         الترويج إلى الجريمة، والعنف، والعنصرية والطائفية وغيرها من الأفكار التي تنبذها مجتمعاتنا.
-         الترويج لثقافة الاستهلاك والترف.
-         الوقوع ضحية عالم المخدرات والتجارة غير المشروعة بأنواعها المختلفة.
-          سرقة المعلومات الشخصية والعائلية والمالية إن وجدت.
-         الوقوع ضحية برامج فيروسية وتجسسية وغيرها، والتي قد تدمر الحاسوب وبياناته.
-         التحرش الجنسي.
-         التشهير والابتزاز.
-         التنمر Bullying .
-         انتهاك الملكية الفكرية للمواد المتاحة في (الإنترنت).
-         إدمان (الإنترنت).
-         غيرها.
          وفي هذه العجالة، أشير إلى دراسات عالمية تفيد أن طفلاً من كل ثلاثة (13-17 سنة) قد تعرض إلى تحرش عبر الإنترنت، يزداد ذلك بين الفتيات (38%)، مقارنة بالأولاد (26%)، كما أن معظمهم قد وجد معلومات كاذبة ومغرضة لاسيما في المجالات الاجتماعية والدينية والسياسية وغيرها، هذا بالإضافة إلى مشاهدتهم صوراً وأفلاماٌ مبتذلة تخدش الحياء.
 2- تساؤلات لابد منها:
-         أين دراساتنا الميدانية عن واقع استخدام الأطفال للإنترنت، والمخاطر التي تواجههم؟ إنها حقاً محدودة، وتكاد تغيب  في مجتمعاتنا.
-         هل يتلقى أطفالنا توجيهاُ وتدريباً مناسبين حول الاستخدام الآمن والأمثل؟.
-         هل يقوم إعلامنا المقروء والمسموع والمرئي بدوره المنشود في التوعية ونشر ثقافة الاستخدام الأمثل والآمن؟.
-         أين دور الأسرة (الأب والأم خاصة)؟ في توجيه الطفل وحمايته ومتابعته؟
-         ما هو دور المدرسة والمعلم بشكل خاص؟ لاسيما في التوجيه والتدريب والكشف المبكر عن المخاطر التي يتعرض لها أطفالنا أثناء استخدام (الإنترنت).
-         أين جمعياتنا الأهلية الناشطة في هذا المجال؟.
-         أين مجموعات وجمعيات الأهالي لتبادل الخبرات والدروس المستفادة؟.
-         هل تقدم مؤسساتنا الدينية والثقافية برامجا علمية مدروسة لمواجهة هذه المخاطر التي لاتتوقف.
    ينبغي التأكيد أن هذا كله يحتاج إلى متابعة دورية مستمرة، لتواكب في ذلك المستجدات التي لاتتوقف على الشابكة.
 
3-   تفعيل استراتيجياتنا الوطنية:
        إلى جانب هذه التساؤلات علينا أن نفعل استراتيجياتنا الوطنية لحماية الأطفال وتمكينهم من الاستخدام الآمن والأمثل للإنترنت، فهل تقوم لجاننا الوطنية بدورها المطلوب؟!، علماً أنها قد تشكلت في العديد من الدول العربية، فجاءت استجابة متأخرة لهذه الحاجة الماسة والمتصاعدة، ورغم أن هذه اللجان تضم في عضويتها مختصين في المعلوماتية والقضاء والتعليم والأسرة والمجتمع المدني وغيرها، لكنها تحتاج إلى المزيد من الدعم والتفعيل والمتابعة الجادة والمستمرة، فالعمل على وقاية الطفل من المعلومات والمواد التي تضر بمصلحته هو حق من حقوقه التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل في المادة 17 منها.


4-   كلمة لابد منها:
        إنها تساؤلات تأخرنا كثيراً في الإجابة عليها والتعامل معها، واكتفينا في كثير من الأحيان بالإنبهار بالجانب المشرق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وثمارها المدهشة، وجهلنا أو تجاهلنا أن شبكة (الإنترنت) قد تصبح إذا لم نمكن أبنائنا بالمعرفة والتوجيه والمتابعة ساحة خصبة لتجارة الفساد والجريمة والمخدرات والإباحية وغيرها، إنها تحديات كبيرة لانملك إلا مواجهتها والتصدي لها وحماية أطفالنا وشبابنا من الوقوع فريسة شباكها القاتلة.
 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 313 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2014 بواسطة alyarmouksociety

 

 

          اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر يوماُ عالمياً للحد من الكوارث، من أجل توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث، ودعوة الحكومات إلى تعزيز برامج مواجهة وإدارة الكوارث على مختلف الصعد المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، وقد كان شعار حملة العام 2011 "جعل الأطفال والشباب شركاء للحد من مخاطر الكوارث"، و العام2012: "النساء والفتيات- قوة غير مرئية لمجابهة الكوارث"، سلط الضوء على النساء و الفتيات ودورهن في الحد من الكوارث ومواجهتها وتعزيز قدرة المجتمع المنكوب على تحملها والتعافي منها، والعام 2013 "الأشخاص ذوو الإعاقة والحد من الكوارث"، حيث أكد خلاله على ضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة، بما في ذلك النـزاعات المسلحة والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية.

 1 - "كبار السن والكوارث":

          هذا هو محور اليوم العالمي لهذا العام 2014، ويؤكد خلاله على دور كبار السن في الحد من مخاطر الكوارث ويدعو إلى تشجيع المزيد من الشراكات معهم ومع منظماتهم، والتأكيد على دورهم في عمليات صنع القرار لبناء مجتمعات قادرة على مواجهة الكوارث، كما يؤكد على حقوقهم وحاجاتهم في كل ظروف ومراحل الكوارث لاسيما النـزاعات المسلحة والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية، مهما تعددت أشكالها ودرجاتها.

2- محطات عربية:

          لقد حققت البلاد العربية خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاُ في الحد من الكوارث وإدارتها، والإسهام في الجهود العالمية لاسيما في:

·       إنجاز التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث الصادر بالمنامة في أيار/مايو 2009

·       وضع الاستراتيجية العربية  من قبل  مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة للحد من مخاطر الكوارث في 2010.

·       عقد المؤتمر العربي الأول للحد من مخاطر الكوارث في مدينة العقبة - الأردن، خلال الفترة 19-21 آذار/ مارس 2013.

·       عقد مؤخراُ المؤتمر العربى الثانى للحد من مخاطر الكوارث فى شرم الشيخ،  من 14 حتى 16 أيلول/ سبتمبر2014، ويعد المؤتمر اجتماعاً تحضيرياً للمؤتمر الدولى الثالث للحد من الكوارث، الذى سيعقد فى مارس/آذار 2015 بمدينة سينداى باليابان.

     يبقى التحدي الأكبر في ما يجري على أرض الواقع خاصة أن بلادنا العربية تواجه العديد من الكوارث كالحروب وتغيرات المناخ والكوارث المحلية من حرائق وفيضانات وغيرها.

3- تحديات جسيمة:

إن نظرة سريعة إلى جاهزية مجتمعاتنا لمواجهة الكوارث والحد منها تؤكد على ضرورة ترجمة توصيات هذه المؤتمرات والندوات إلى أفعال ملموسة  على أرض الواقع فالحد من مخاطر الكوارث المختلفة، ينبغي أن يكون على قائمة الأولويات، لاسيما على صعد المجتمعات المحلية والأحياء والجمعيات الأهلية والمدارس والمراكز التجارية والسياحية والرياضية وغيرها. يمكن تعزيز هذه الجاهزية، واختبارها، من خلال برامج تدريبية خاصة، أو من خلال مناسبات مجتمعية دورية منتظمة كأسبوع الحريق، والكوارث الطبيعية، وغيرها، التي تشارك فيها عادة المدارس، والجامعات، وادارات الإسعاف والشرطة والجمعيات الأهلية والإغاثية، وجمعيات الإعاقة، ودور كبار السن وغيرها. وهكذا لا بد من إعداد خطة مدروسة وفق الحاجة لمواجهة حالات الطوارئ كالحريق والفيضان والزلزال، واستخدام البرمجيات المعلوماتية المستجدة الخاصة بالكوارث، وغيرها، على أن يجري تحديثها والتدرب عليها بشكل دوري من قبل المتواجدين على الأرض. هذا ويعد الإعلام شريكاً أساسياً في بناء بيئة ممكنة لمواجهة الكوارث من خلال تعزيز التوعية التي تحتاج إلى برامج مستمرة طويلة المدى، وهي من أبرز احتياجات الإعلام العربي.

4- عمل مجتمعي بامتياز:

          لا يسعنا في هذا اليوم "اليوم الدولي للحد من الكوارث"، إلا أن نطالب منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والحكومات ببذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز الاستراتيجية الوطنية لإدارة الكوارث ومكافحتها ودمجها في الخطط الوطنية والإقليمية، والخطط الإنمائية طويلة الأجل، كوسيلة  ضرورية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

 

د. غسان شحرور ،

كاتب وباحث، منسق اليرموك للإعلام الخاص

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 194 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2014 بواسطة alyarmouksociety

د.غسان شحرور: قوة المشاركة المجتمعية ميزت أسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثين

أجرى الحوار: محسن المحسن

        تابعنا في العديد من وسائل الإعلام بعض فعاليات أسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثين، لإلقاء الضوء على هذا الأسبوع العربي إلتقينا الكاتب الدكتور غسان شحرور أمين سر اللجنة التنفيذية للإتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم.

للتعرف إلى هذا الأسبوع قال الدكتور غسان شحرور: في كل عام، وخلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل)، تقيم جمعيات الأشخاص الصّم والهيئات العاملة معهم في الوطن العربي أسبوعاً يدعى «أسبوع الأصم» الذي يعد تظاهرة إعلامية شاملة للتعريف بالصّمم والوقاية منه، بالإضافة إلى توجيه وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء، على حقوق الأشخاص الأصم الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتأهيلية، ويهدف أيضاً إلى تمكين الأشخاص الصّم وضعاف السّمع وجمعياتهم من القيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة

أما في هذا العام 2014 فقد اعتمد الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم"الأنشطة الرياضية للأشخاص الصّم"محوراً لأسبوع الأصّم لهذا العام، نظراً لأهمية الرياضة في حياة الأشخاص الصم لاسيما الأطفال والشباب منهم، ونظراً لأنها تسهم في تحقيق أقصى درجة ممكنة من التأهيل والدمج والاحتواء.

 

عن بداية وتاريخ هذا الأسبوع العربي قال د. غسان:

        تأسس الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1392هـ – 1972م  في دمشق، و نظم الاتحاد العديد من الفعاليات في الكثير من البلاد العربية من بينها عدة ندوات علمية إقليمية، وعشر مؤتمرات إقليمية وإطلاق ميثاق حقوق الطفل الأصم بالإضافة إلى تنسيق 39  أسبوع أصم سنوي. لقد انطلق أسبوعُ الأصم في الوطن العربي تنفيذاً لتوصيات المؤتمرٍ الثانيٍ للاتحاد المنعقد في دمشق  بين 24 و 26 نيسان/إبريل 1974م،  وخلال السنوات الماضية تم اختيار العديد من المواضيع التي تهم الأشخاص الصم ومؤسساتهم،، جرى اعتمادها شعاراً للفعاليات التي تنظمها المؤسساتُ  الحكوميةُ والأهليةُ والخاصةُ المهتمةُ بالعملٍ مع الأشخاص الصّمٍ، وتقوم منظماتهم بدور كبير في اختيار وإقرار هذه المواضيع.

        وعن تأثير أسابيع الصم العربية وما يرافقها من فعاليات إعلامية في نظرة المجتمع تجاه الأشخاص الصم، أفاد د. غسان أنه قد ازداد اهتمام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من حيث الكم والكيف، وانتقلت في التعامل مع قضية الأشخاص الصم من جوانبها الإنسانية إلى الجوانب الحقوقية التنموية وهو أمر طالما تطلعنا إليه. لكن مع توسع دور الإعلام في حياتنا لازلنا نتطلع ونطالب بدور أكبر ومدروس بحيث يلبي حاجات وحقوق الأشخاص الصم على امتداد الوطن العربي. لا شك أن هذا مهم في مجالات تطبيق اتفاقيةُ الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة اتفاقية التي شكّلت ثمرةً كبيرةً لجهود الحكومات و المجتمع المدني العالمي و منظمات الأشخاص المعوقين أنفسهم، وهي مما نعول عليه في تلبية حاجات الأشخاص الصم لاسيما حالات الفقر والتأهيل المهني والتوظيف والتعليم العالي وإزالة كل أشكال التمييز، وهي تحديات يواجهها الصم على امتداد الوطن العربي،  ومن المعروف أنه في 13 كانون الأول / ديسمبر 2006، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الاتفاقية وبروتوكولها الاختياري، وفُتح باب توقيعهما في 30 آذار / مارس 2007، ثم دخلت حيّز التنفيذِ في  3 أيار مايو 2008، وقد أظهر الأشخاص الصم العرب وجمعياتهم حماسة كبيرة للعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والأهلية لتحديث التشريعات الوطنية وتعزيز العمل في الجوانب التربوية والاجتماعية والصحية والإنسانية لتمكين الأشخاص الصم والمرأة بشكل خاص لمواجهة التحديات التي تواجههم للنهوض بأوضاعهم وحماية حقوقهم لاسيما الحق في حياة كريمة منتجة.

        وعن أهم ما ميز فعاليات ومحطات أسبوع الأصم العربي لهذا العام 2014 قال: لقد قامت "لجنة اليرموك للإعلام الخاص" بمراجعة التغطية الإعلامية لفعاليات الأسبوع ورصدت نحو 90 فعالية على امتداد الوطن العربي، وقد يكون هناك الكثير غيرها دون أن تحظى بتغطية إعلامية يمكن رصدها، وأعتقد أن قوة المشاركة المجتمعية هي أهم ما ميز هذا الأسبوع، وأعتقد أن ذلك نجاح كبير وإضافة قيمة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا العربية، والفضل في ذلك أولاً يعود إلى ذوينا من الصم وجمعياتهم والعاملين معهم، وكذلك إلى الجهات العامة والخاصة، وهنا لابد من المرور على أهم محطات الأسبوع، وكما ذكرت معتمداً على ما جاء في تلك الدراسة:

<!--جرى التعريف بالأسبوع عبر وسائل الإعلام وفضاء الإعلام الاجتماعي  في الأشهر ما قبل الأسبوع لاسيما في مجلة "المنال"، دنيا الوطن، شموس نيوز، شمس برس، الثورة، وجبلة، وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالصم في أكثر من بلد عربي.

<!--رعاية ومشاركة مميزة في فعاليات الأسبوع واذكر هنا رعاية رئيس مجلس الشورى في مملكة البحرين، ومشاركة وزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية، وكذلك وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات.

<!--مشاركة فاعلة لمؤسسات مجتمعية كبيرة الاتحاد النسائي العام في الإمارات، وإدارة شرطة دبي المجتمعية، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومركز مدينة زايد في العين، ومستشفيات الغربية وغيرها.

<!--إشراف للعديد من إدارات التربية لاسيما في إمارة عسير ومهرجانها الرياضي بإشراف إدارة التربية الخاصة، إدارات تعليم تبوك ومدرسة ابن الأثير، وإدارة التربية كلية التربية بالزلفي، وإدارة التربية والتعليم بمحافظة القنفذة، وفي ولاية طاقة وعرعر وغيرها. 

<!--أندية وجمعيات الصم  مثل جمعية الأمل لتأهيل المعاقين في رفح  بالتعاون مع مؤسسة رؤية العالمية ومؤسسات إعلامية وثقافية وفنية، وجمعية الصم بمحافظة حضرموت في اليمن، والاحتفالات التكريمية واجتماعات الهيئة العامة للجمعية، وكذلك فعاليات أخرى مميزة مثل مسيرة نادي دبي للمعاقين، ودورة تخريج "زايد العيا" لطلاب الصم في رياضة الغطس، وتنظيم بطولة البولنج وتنس الطاولة في دبي، والمعرض السنوي النسائي لثقافي الصم القطري،  ونادي الصم في محافظة البريمي وكلية البريمي الجامعية، والجمعية القومية السودانية لرعاية الصم وبرنامج فعالياتها، ومعهد الأمل للبنين بالطائف،  ودورة نادي الأمل لخماسيات كرة القدم، والمؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمي لغة الإشارة ودوراتها الرياضية المتعددة

<!--مدارس الصم ومؤسساتهم التعليمية مثل مدرسة الأمل للصم في سلطنة عمان ومدرسة جباليا في قطاع غزة، والكلية التقنية بحائل، والقسم النسائي بلجنة التنمية الاجتماعية بمنطقة حائل، ومدرسة خبيب بن عدي المتوسطة، ومدرسة البيروني ومهرجانها الرياضي والتكريمي المميز، ومدرسة إمامة بنت حمزة، وإدارة مدرسة تحفيظ القرآن الكريم المتوسطة والثانوية بعرعر بالتعاون مع فصول الأمل، والمتوسطة الرابعة بينبع مع مشاركة خاصة لفرقة اللوتس للأطفال، وغيرها مما لم يرصد في الإعلام، وهي بلا شك تستحق التقدير.

<!--من اللافت أيضاً أن الاهتمام والاحتفال بأسبوع الأصم العربي لم يغب في مناطق تشهد ظروفاً قاسية جداً مثل سورية وغزة واليمن بل شهدت هذه البلدان العديد من الفعاليات أيضاً الأمر الذي يؤكد على مكانة الأشخاص الصم ومؤسساتهم في مجتمعاتنا العربية وثقافتنا العربية.

ولدى سؤال د. غسان شحرور في ختام اللقاء عن ملاحظات وتوصيات خاصة بهذا الأسبوع قال:

<!--لقد لفت انتباهي أن إدارة مكتبة الإسكندرية وفي إطار برنامجها لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية داخل المجتمع، احتفلت بأسبوع الأصم العربي من خلال مسابقة بعنوان «رحلة البحث عن الكنز»، وذلك في قاعة الاطلاع الرئيسة، حيث قام المشاركون بالمسابقة من الصم وضعاف السمع، برحلة بحث شملت 9 ألغاز يتطلب حلها التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة بالمكتبة والاستفادة من خدماتها بشكل عملي مباشر، وذلك بعد الاستماع إلى مقدمة عن كيفية استخدام المكتبة تمت ترجمتها إلى لغة الإشارة. وقد شارك في المسابقة حوالي 50 متسابقًا من فئات عمرية مختلفة من ذوي صعوبات السمع والكلام، بالإضافة إلى 6 مترجمين للغة الإشارة مصاحبين للفرق المتسابقة. وآمل في هذا المجال أن تشارك المكتبات العربية الوطنية، وفي المدن المختلفة، في أسبوع الأصم العربي خلال السنوات القادمة من خلال برامجها المختلفة، فالمكتبات تلعب دوراُ مهما في التوعية ودمج الأشخاص الصم وضعاف السمع من أبنائنا.

<!--كما وجدت في رحلة جمعية الصم البحرينية إلى الكويت وتكريم بعض الرواد تجربة جيدة وناجحة يمكن تكرارها بين جمعيات وأندية الصم في المدن والبلاد العربية.

 

<!--لقد أثارت إعجابي الشعارات الجميلة والمبتكرة لهذا الأسبوع والتي أبدعتها جمعيات وأندية الصم في سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، ونأمل جميعاً أن نراها في الأسابيع القادمة. 

 

http://www.slideshare.net/slideshow/embed_code/35100520

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 389 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2014 بواسطة alyarmouksociety



     شهد العالم خلال العقود القليلة الماضية زيادة هائلة ومستمرة في أعداد كبار السن، الأمر الذي يجعل أعداد هذه الفئة، ولأول مرة في التاريخ الإنساني تزيد عن أعداد الأطفال، نعم هذا ما سيحدث في العام 2045.


     إن حدوث هذا التحول السكاني في مجتمعنا الحالي الذي يشكل فيه الأطفال والشباب غالبية السكان، يتطلب إحداث تغيير في النظام الاقتصادي والاجتماعي والصحي حتى يلبي احتياجات كبار السن المتزايدة، وهو أمر يحتاج إلى إعداد جيد، ينبغي أن يبدأ في أبكر وقت ممكن، على صعد الفرد والأسرة والمجتمع، وهذا بلا شك، يستغرق سنوات طويلة من العمل في الميادين التشريعية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية، وفق ما جاء في خطة الأمم المتحدة بمدريد حول الشيخوخة عام 2002، وتوصيات العام الدولي لكبار السن 1999.


     أما في منطقتنا العربية، فلاتزال الأسرة تقوم بدورها التقليدي في رعاية أفرادها من كبار السّن،ومع ظهور مؤشّرات تغير وتراجع في هذا المجال لا ينبغي إنكارها، وتجاهلها، أصبح من الضروري أن نعمل من أجل تدعيم دور الأسرة، والحفاظ على موروثها المتعلق برعاية المسنين، من خلال تكريس العادات والتقاليد والقيم التي تشجع احترام ورعاية المسن داخل الأسرة، ومن خلال تدعيم هذا الدور مادياً، ومنح إعفاءات ضريبية ومساعدات اجتماعية، تقوم بها المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة.


     من الواضح أن المواضيع المتعلقة بقضايا الشيخوخة والمسنين في مجتمعنا العربي لم تلق الاهتمام المناسب في مجالات الأبحاث العلمية والصحّية والاجتماعية والإعلامية، لمواكبة هذا التحول الاجتماعي بكل جوانبه حتى يلبي هذه الاحتياجات المتزايدة، بكل ما تحمله من تحديات للتغلب عليها، الأمر الذي يتطلب من الإعلام دوراً تثقيفياً وتنموياً أكثر تخصصاً،أذكر منهاً:
أ‌- إعداد مواد إعلامية وتثقيفية تتوجه إلى فئات مختلفة من المجتمع، لاسيما فئات صغار السن، يشارك في إعدادها المختصون في الإعلام والتربية والصحة وعلم النفس بمشاركة الأشخاص كبار السن.
ب‌- توعية الأشخاص كبار السن وذويهم بالإجراءات الصحية التي تمكنهم من الحفاظ على صحّة جسمية ونفسية وعقلية جيدة، رغم الأمراض الأكثر شيوعاً بينهم، كالأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع الضغط الشرياني، وداء السكري، والأمراض التنفسية المزمنة، وبعض الأمراض الخبيثة، وغيرها.
ت‌- تعزيز الموروث الثقافي والديني الذي يحث على احترام ومساعدة كبار السن من أبناء المجتمع، ودمج هذه التحولات الاجتماعية ومتطلباتها في إطاره.
ث‌- تكريس دور الأسرة في رعاية ودعم كبار السن، واحترام المباديء الرئيسة في هذا المجال وهي الكرامة والاستقلالية وتحقيق الذات والمشاركة.
ج- تدريب الإعلاميين بالجوانب الحقوقية والتنموية والثقافية لهذه القضية (إعلام متخصص)، واستخدام الاصطلاحات الدقيقة المبسطة في هذا المجال.
د- إتقان مهارات الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام الاجتماعي للوصول بالرسالة الإعلامية إلى أوسع شرائح المجتمع، وتحقيق التغيير المنشود.


     لا أستطيع هنا إلا أن أذكّر بالحاجة إلى اتفاقية دولية شاملة لحقوق الأشخاص كبار السن، وهو ما شاركت في طرحه مع المشاركين في ملتقى المجتمع المدني بمدريد في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للشيخوخة عام 2002، وهي جهود لم تتوقف عالمياً على أكثر من صعيد تحت مظلة الأمم المتحدة، للتوصل إلى هذه الاتفاقية التي تكفل حقوق وكرامة ومشاركة هذه الفئة الجليلة من أبناء المجتمع.


    الدكتور غسان شحرور، باحث وكاتب ، "اليرموك للإعـلام الخاص"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 244 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2014 بواسطة alyarmouksociety

أسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثين لعام 2014:

"رياضة الأشخاص الصّم" ..  بقلم د. غسان شحرور<!--

 

          في كل عام، وخلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل)، تقيم جمعيات الأشخاص الصّم والهيئات العاملة معهم في الوطن العربي أسبوعاً يدعى «أسبوع الأصم» الذي يعد أسبوعاً حقوقياً مكثفاً وتظاهرة إعلامية شاملة للتعريف بالصّمم والوقاية منه، وكذلك التعريف بالأصم وقدراته ووسائل تربيته وتأهيله، وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه، وأفراد مجتمعه، بالإضافة إلى توجيه وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء، على حقوقه الأساسية الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتأهيلية، ويهدف أيضاً إلى تمكين الأشخاص الصّم وضعاف السّمع وجمعياتهم من القيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة(1).

          اعتمد الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم"الأنشطة الرياضية للأشخاص الصّم"محوراً لأسبوع الأصّم لهذا العام، نظراً لأهمية الرياضة في حياة الأشخاص الصم لاسيما الأطفال والشباب منهم، ونظراً لأنها تسهم في تحقيق أقصى درجة ممكنة من التأهيل والدمج والاحتواء.

اهتمام يتجدد:

        الرياضة جزء حيوي من حياة الأشخاص الصم والعاديين لذلك لم تغفل مدارس ومؤسسات الأشخاص الصم عن إدراج الأنشطة الرياضية في برامجها منذ إنشائها في العالم

          لم تغب مواضيع رياضة الأشخاص الصّم عن برامج الاتحاد وفعالياته منذ تأسيسه، وكثيراً ما كانت المسابقات الرياضية تصاحب الاحتفالات بأسبوع الأصم العربيالتي أطلقها الاتحاد منذ عام 1976، كذلك لم تغب عن «ميثاق حقوق الأصم في الوطن العربي»، الذي طُرح مشروعه لأول مرة في المؤتمر العام الخامس للاتحاد في عمان بالأردن، عام 1986، وتم إقراره في عام 1992 وأكد على حق  الأشخاص الصم في إنشاء الأندية الخاصة بهم(2).

          كما أسهم الاتحاد ومنظمات الأشخاص الصم من أعضائه خلال الفترة   3-4 أيار 2003، في تنظيم الملتقى العربي الثاني للصم، بمجمع إنماء القدرات الانسانية في بيروت، لبنان، حيث أقيمت دورة رياضية شارك فيها 311 أصم من 29 مؤسسة تعمل في 11 دولة عربية.

الرياضة في الاتفاقية الدولية:

        لايسعنا في هذه المناسبة إلا التأكيد على المبادئ العامة لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي الاتفاقية التي انضمت إليها الدولِ العربيةِ ودخلت حيّز التنفيذِ في 3 أيار/ مايو 2008، وكذلك المادة 30 منها المتعلقة بالمشاركة في الحياة الثقافية وأنشطة الترفيه والتسلية والرياضة، التي  تدعو إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة، على قدم المساواة مع آخرين، في أنشطة الترفيه والتسلية والرياضة، وتتخذ الدول الأطراف التدابير المناسبة من أجل:

(أ) تشجيع وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى أقصى حد ممكن، في الأنشطة الرياضية العامة على جميع المستويات؛

(ب) ضمان إتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقة لتنظيم الأنشطة الرياضية والترفيهية الخاصة بالإعاقة وتطويرها والمشاركة فيها، والعمل تحقيقا لهذه الغاية على تشجيع توفير القدر المناسب من التعليم والتدريب والموارد لهم على قدم المساواة مع الآخرين؛

(ج) ضمان دخول الأشخاص ذوي الإعاقة إلـى الأماكن الرياضيـة والترفيهية والسياحية؛

(د) ضمان إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الإعاقة للمشاركة على قدم المساواة مع الأطفال الآخرين في أنشطة اللعب والترفيه والتسلية والرياضة، بما في ذلك الأنشطة التي تمارس في إطار النظام المدرسي؛

(هـ) ضمان إمكانية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات المقدمة من المشتغلين بتنظيم أنشطة الترفيه والسياحة والتسلية والرياضة.

تاريخ رياضة الأشخاص الصم:

        شهد العالم أول مسابقات رياضية للأشخاص الصم في باريس عام 1924 ودعيت في حينها بالمسابقات الصامتة, وشارك فيها نحو  124 متسابق  يعودون إلى 9 دول، كذلك سميت اللجنة المنظمة باللجنة العالمية للرياضة الصامتة. وأعيد تسميتها فيما بعد باللجنة العالمية لرياضة الصم التي أخذت في تنظيم هذه المسابقة العالمية الصيفية مرة كل 4 سنوات. في عام 2001 أدرجت اللجنة الأولمبية العالمية هذه المسابقات تحت اسم أولمبياد الصم . وأخذت اللجنة العالمية لرياضة الصم في النمو ونجحت في ضم نحو 100 دولة في عضويتها، من بينها عدد من الدول العربية(4).

        تتولى اللجنة العالمية لرياضة الصم  الإشراف على البرامج التدريبية ورفع مستوى رياضة الصم إلى المعايير الدولية، والنهوض برياضة الصم في البلاد النامية، وتعزيز التنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للاتحاد الرياضي الدولي وكذلك التنسيق مع الاتحادات الرياضية العالمية كالفيفا والفيبا لدعم برامج رياضة الصم.

        عربياً، لابد من ذكر الجهود الكبيرة ل"مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية" في دعم الأشخاص الصم، وبشكل خاص رعاية  تأسيس "اللجنة العربية لرياضات الصم" في 28 أيلول/سبتمبر 2005 بمشاركة ممثلين عن: الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، العراق، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، مصر واليمن(5).

دعوة إلى العمل:

        لازلت أذكر بفخر واعتزاز جهود الاتحاد السعودي لرياضة الصم وأندية الصم التي تولت تنظيم وإدارة الندوة العلمية الثامنة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم في  28- 30 / 4 / 2008 تحت عنوان "تطوير التعليم و التأهيل للأشخاص الصم و ضعاف السمع"،وأضحت بلا شك محطة بارزة وإضافة قيمة للرياضيين الصم العرب ومنظماتهم وماتتمتع بها من قدرة تنظيمية(6).

        لايسعنا في أسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثين لعام 2014 إلا أن ندعو إلى  تعزيز التوعية بحاجات وقدرات الأشخاص الصم وأهمية الفعاليات الرياضية والإعلام العام والرياضي وأهمية التواصل بين الصم ومنظماتهم والعاملين معهم.

        نعم.. في أسبوع الأصم العربي هذا العام، هناك حاجة ماسة لدراسة واقع رياضة الأشخاص الصّم على امتداد وطننا العربي، وتكريم الرياضيين من الصم وأنديتهم ومدربيهم والعاملين معهم

        من جهة أخرى, وكما في كل أسبوع، نأمل أن يشكّلَ هذا الأسبوعُ مناسبةً للاحتفالِ في الوطن العربي بإنجازات الأشخاص الصّم ونجاحاتهم العديدة، في أكثر من مجال، وأكثر من مكان، وعرض التحديات والصعوبات التي تواجههم وسبل التغلبِ عليها، ومناسبةً أيضاً لعرضِ الجهودِ والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.

المراجع:

  1. أسبوع الأصم العربي، الويكيبيديا الحرة، الدكتور غسان شحرور، أمين سرالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم.
  2. المادة 8،«ميثاق حقوق الأصم في الوطن العربي»، الذي طُرح مشروعه لأول مرة في المؤتمر العام الخامس للاتحاد في عمان بالأردن، عام 1986، وأقره الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم بشكله النهائي في 1992.
  3. المادة 30 اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي دخلت حيز التنفيذ في 3 أيار/مايو 2008.
  4. Deaf Sports & Deafolympics, Presented to the International Olympic Committee, Prepared by Dr. Donalda K. Ammons, President, International Committee of Sports for the Deaf September 2008.
  5. ملف الاجتماع التأسيسي للجنة العربية لرياضات الصم، العدد 197  لعام 2005، مجلة المنال، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
  6. الندوة العلمية الثامنة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم  28- 30 / 4 / 2008 تحت عنوان " تطوير التعليم و التأهيل للأشخاص الصم و ضعاف السمع"، الاتحادالسعودي لرياضة الصم، http://www.sdsf.gov.sa/page.php?do=show&action=ndoh

 

 

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!--الدكتور غسان شحرور،أمين سرالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، كاتب وباحث.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 518 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2014 بواسطة alyarmouksociety

عرفتهم": أسر الأشخاص ذوي "داون" في رحلة التحدي..... بقلم د غسان شحرور 

        لا أستطيع أن أنسى الأولمبياد الخاص الأول في المنطقة العربية عام 1991، لقد كان من أكثر اللقاءات إثارة التي جمعتني بأسر الأشخاص ذوي "داون"، وجمعياتهم التي احتشدت إلى جانبهم.

        نعم ...اجتمعت الفرحة إلى جانب الدمعة في صفوف الجماهير التي جاءت من كلِّ حدب وصوب، تتدافع مشجعة الأطفال.. والشبان..والشابات من الأشخاص ذوي "داون" أو المنغولية، وأقرانهم العاديين، وهم يشاركون في مسابقات "الأولمبياد الخاص".. يتنافسون.. يتسابقون.. ينتصرون على الحاجز الكبير الذي صنعته هذه الإعاقة في حياتهم..لقد وجدوا أنفسهم.. جنبا إلى جنب مع الكثير من أبناء مجتمعهم، في جو من الإخاء والمحبة..إنها حقاً رياضة الفرح والمساواة.

         في يوم الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2012 شهد العالم أول احتفال للأمم المتحدة بهذه المناسبة، وذلك بعد أن اعتمدت جمعيتها العامة في نهاية العام 2011 هذا اليوم من كل عام يوماً عالمياً لمتلازمة "داون "World Down Syndrome Day" "، ودعت الأمم المتحدة من خلاله كل دول العالم للعمل على مراجعة ما تم من إنجازات، والسعي إلى مواجهة التحديات التي يواجهها الأشخاص المعوقون بمتلازمة "داون"، (سميت المتلازمة كذلك نسبة إلى مكتشفها، وهي تعرف على نطاق واسع باسم المنغولية)، كما دعت المنظمات الحكومية والأهلية، والإقليمية والعالمية ذات العلاقة إلى تبادل المعارف والخبرات والدروس المستفادة من أجل تلبية حاجاتهم وتعزيز حقوقهم في حياة كريمة جنباً إلى جنب مع كافة أبناء المجتمع. هذا ودعت الأشخاص ذوي "داون" ومنظماتهم والعاملين معهم إلى الإسهام في هذا اليوم ورفع صوتهم عالياً خلال فعالياته المختلفة والتي تنظم في الكثير من أنحاء العالم.

        تفيد الدراسات أن حالة متلازمة"داون" التي أصبح من الممكن اكتشافها خلال الأشهر الأولى من الحمل، تشاهد بين كل 800 - 1000 مولود تقريباً، وهي تنتج عن خلل صبغي يتجلى بوجود ثلاث صبغيات من الصبغي رقم 21 بدلا من اثنين، وكانت منظمة "داون" العالمية منذ عدة سنوات قد اختارت اليوم 21 إشارة إلى رقم الصبغي، واختارت الشهر الثالث من العام إشارة إلى خلل التثلث، هذا وتختلف شدة الإعاقة العقلية، والجسمية في متلازمة"داون" من شخص إلى آخر، وهكذا تتفاوت قدرات وحاجات كل منهم الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً لأسرته ومجتمعه، وبشكل عام يتميز الشخص من ذوي "داون" بالخصائص التالية:

 - لا يتعلّم أنشطة جديدة بنفس السهولة التي يتعلم بها أقرانه من العاديين.
 -
يجد صعوبة في التعبير عن احتياجاته وأحاسيسه بطريقة يفهمها الناس.
 -
لا يفهم بنفس الدقة التي يفهم بها الآخرون ما يمكن أن يسمعه ويراه ويلمسه.
- يميل إلى البطء في الاستجابة لما يحدث حوله.

-  لديه اضطرابات متفاوتة في الذاكرة.
 -
لا يتمكن من التركيز والانتباه إلى شخصٍ واحد أو نشاطٍ واحد لمدة طويلة.
 -
يجد صعوبة في السيطرة على مشاعره وعواطفه.
 -
يجد صعوبة في التصرف واتخاذ القرارات المناسبة.
-
 لديه بعض الاضطرابات في النطق واللغة بدرجات متفاوتة.
 -
يحتاج إلى رعاية طبية دورية متعددة.

        وتأكيداً على حقوق الأشخاص ذوي "داون" وأهمية تلبية هذه الاحتياجات جاءت اتفاقیةالأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي دخلت حیز التنفیذ في ٣ أیار / مایو ٢٠٠٨ لاسيما في مبادئها العامة (المادة 3) التي أذكر منها:

  -   عدم التمييز؛

  -   كفالة مشاركة وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع؛

  -   احترام الفوارق وقبول الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة البشرية؛

  -   تكافؤ الفرص؛

  -   إمكانية الوصول؛

  -   المساواة بين الرجل والمرأة؛

        وفي خضم التحديات الكبيرة التي تواجهها مجتمعاتنا العربية في تلبية احتياجات الأشخاص ذوي "داون"، كثيراً ما تغفل المنظمات الدولية والحكومية والأهلية وحتى الدينية عن حقوق وحاجات أسرهم وهم أول من يواجه هذه التحديات والصعاب التي أذكر منها:

-         الحاجة إلى الكثير من المعارف والمهارات المتخصصة.

-         الحاجة إلى الكثير من الوقت الذي يصعب تأمينه فالطفل من ذوي "داون" يحتاج أكثر بكثير من الوقت المخصص لرعاية الطفل العادي.

-         الحاجة إلى رعاية طبية أكثر.

-         يتعرض بعض الأهل إلى أمراض نفسية وجسمية مختلفة بسبب الإجهاد الكبير الناجم عن تقديم الرعاية والتأهيل والاحتواء، وبسبب القلق على مستقبل ومصير طفلهم من بعدهم.

-         الحاجة إلى الكثير من النفقات المختلفة.

-         وغيرها.

    لذلك ينبغي الاهتمام بأسر الأشخاص ذوي "داون" ودعمهم نفسياً واجتماعياً وروحياً من خلال الجمعيات المتخصصة والتطوعية، وتشجيع تشكيل مجموعات الدعم الأسري، وتعزيزها، وسن التشريعات الداعمة لهذه الأسر، وتقديم التعويضات الحكومية والحوافز المدروسة، وتكريم المتميزين من أفرادها، وتشجيع الدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية والصحية حول حاجاتهم، وكذلك الدروس المستفادة من تجاربهم، على طريق تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.

 

 

  "عرفتهم":  زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 427 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2014 بواسطة alyarmouksociety

 

منذ أكثر من قرن يتابع الأطفال بشغف أفلام وحلقات الرسوم المتحركة، ويعود ذلك إلى ما تحتويه من إثارة وتشويق ومغامرة كثيراُ ما تجاوزت حواجز الزمان والمكان، وكثيراً ما استخدمت التقنيات الحديثة المدهشة الأمر الذي ضاعف من تعلق الأطفال بها. من أشهرهذه الأفلام والحلقات ميكي ماوس،والسنافر، وتوم وجيري، والقطة كيتي، وأليس في بلاد العجائب، ونقار الخشب، والقط الكسول جارفيلد،وغيرها.

سرعان ما أدى هذا الانتشار الواسع إلى ظهور صناعة هائلة للرسوم المتحركة تقودها شركات تجارية عملاقة تسعى إلى الإنتاج والربح من خلال إدراج كل ألوان الإبهار والتشويق والتسلية واللهو في أحداثها.

نعم ...استطاعت أفلام الرسوم المتحركة أن تصل إلى كل بيت وكل أسرة، واستطاعت أن تخطف الساعات الطوال من حياة أطفالنا بل وحتى شبابنا، ورغم أن بعضها حمل قيماً إنسانية وثقافية لايمكن إنكارها، لكن معظمها ظل يحمل أفكاراً وقيماً غريبة عنا، وأفرط كثيراً في اللهو والخيال، وظل وإلى حد كبير بعيداُ عن أفكار وقيم وظروف وتحديات مجتمعنا العربي.

من جهة أخرى، تابعنا عدداً من التجارب العربية لانتاج رسوم متحركة تحاكي فنياً الأفلام الأجنبية وتلبي احتياجات وقيم الأسرة والمجتمع العربي، ويمكننا القول أنها استطاعت تحقيق الكثير من النجاحات لسد الاحتياجات المحلية وإدراج عوامل البيئة العربية الثقافية والدينية، لكن هذا الإنتاج ظل محدوداً لايغطي الحاجات المتزايدة لأطفالنا، ولم يتمكن من تقليص عدد الساعات التي يقضيها أطفالنا وشبابنا في متابعة نظيره الأجنبي، وبالتالي تخليصهم من براثن التأثير الثقافي الخارجي.

"بكار" اسم لمسلسل رسوم متحركة مصرى، وهو الشخصية الرئيسة فى المسلسل،  إنه ولد صغير يعيش فى قرية من قرى النوبه فى جنوب مصر، "بكار" الذكي يدخل وعنزته "رشيدة" وعدد من الأصدقاء فى مغامرات شيقة وجذابة, وهو إلى جانب ذلك يتحلى بالمسؤولية تجاه قريته الصغيرة ومجتمعه الكبير.

عرض التلفزيون المصري حلقات المسلسل في شهر رمضان من عام 1998, وأعيد عرضه في السنوات التالية إلى أن توقف نهائياً، ورغم بعض الملاحظات على هذا المسلسل إلا أنه حقق نجاحاً وجماهيرية بفضل جهود مخرجتة منى ابو النصر، وكاتب القصة والسيناريو عمرو سمير عاطف، وبفضل الموسيقا والأغاني التي صاحبته، وإبداع العديد من الفنيين الكبار.

 أظهرت الدراسات التربوية أن "بكار" قد نال حب الأطفال وإعجابهم بشخصيته الكارتونية، كما نجح المسلسل في إدراج القيم الدينية، والقيم الاجتماعية فالمعرفية ثم قيم تكامل الشخصية تليها القيم الترويحية والثقافية ثم الجمالية فالصحية، فالقيم الإنسانية ثم الوطنية والبيئية والرياضية. كما أبرز خلال حلقاته العديد من الخصال الحميدة كالتواضع، والصدق، والتسامح، والاعتدال وإكرام الضيف، ورد الجميل، والتعاون، والمشاركة وتقدير حياة الأسرة.

لقد توقعت أن تدفع تجربة "بكار" ونظيراتها العربية الجهات المنتجة العامة والخاصة في الوطن العربي إلى تعزيز هذه التجارب والاستفادة منها وتطويرها ودعمها مادياً وفنياً، وتوقعت أن يكون "بكار" باكورة صناعة عربية للرسوم المتحركة، صناعة تتطلع إليها أسرتنا العربية في كل مكان، وتزداد أهميتها والحاجة إليها يوماً بعد يوم، خاصةً مع انتشار ثقافة الاستهلاك، والإثراء السريع، التي تنطلق إلى مالانهاية في عالم اللهو والتسلية واللعب والثرثرة. لقد أصبت كما الكثيرين بخيبة الأمل، وأنا أرى هذه التجارب تذهب أدراج الرياح دون أن نبني عليها ونستفيد منها. حقاً لقد نجح "بكار" الفارس بينما فشلنا في بناء صناعة الرسوم المتحركة العربية.

نعم وبكل مرارة، نرى الكثير من مجتمعات العالم تنجح في الاستفادة من الفشل، بينما نفشل في الاستفادة من النجاح.

"عرفتهم": زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 231 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2013 بواسطة alyarmouksociety

جمعية اليرموك السورية

alyarmouksociety
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

104,881