ريكس جهاز تقني يزود الكمبيوتر بتقنية تمرير وتتبع العين
يحيى أبوسالم
انتهت مؤخرا أحداث معرض التقنيات الحديثة «سي بت» في المدينة الألمانية هانوفر، الذي اجتمعت فيه مئات الشركات المحلية والعالمية، حيث شهد وجود الشركة السويدية التكنولوجية «توبي تكنولوجيز»، صاحبة الريادة في تقنيات «تمرير وتتبع العين»، القادرة على التحكم بالأجهزة التقنية المختلفة من حركة العيون، أو ما يسمى بتقنية «Eye Tracking».
إذا كانت شركة سامسونج الكورية ابتكرت تقنيات تمرير وتتبع العين في هاتفها الجديد جالاكسي أس 4، ما يسمى بتقنيات «أي سكرول»، والتي تمكن المستخدم من قلب الصفحات أو النزول بها للأسفل أو الصعود للأعلى، وإيقاف عرض الفيديو وغير ذلك من الوظائف بمجرد النظر إلى الهاتف، وعمل بعض الحركات في عين المستخدم. فإن شركة ريكس ذات الخبرة الكبيرة في تقنيات تمرير العين وحركاتها، تأتي لمستخدمي الكمبيوترات الشخصية بجهاز قادر على القيام بالمهام نفسها التي يقوم بها الهاتف الكوري سامسونج الجديد فيما يخص حركة العين.
قدرات «ريكس»
«ريكس» هو جهاز إلكتروني يمكن توصيله بمنفذ «يو أس بي» الخاص بكمبيوترك المكتبي الشخصي أو المحمول، بحجم أكبر قليلا من قلم الحبر، يزود الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8 الجديد من مايكروسوفت، بنظام «تمرير وتتبع العين». وسيتم إطلاق عدد محدد منه للمطورين في البداية، قبل البدء بشحنه إلى بعض الأسواق العالمية قبل نهاية العام الجاري، بعدد لن يتجاوز 5000 وحدة لعام 2013.
وجهاز تتبع العين «ريكس» قادر على تحويل الكمبيوتر المتصل إليه، إلى آلة تعمل كافة وظائفها عبر حركة عين المستخدم، بحيث يمكن للشخص الجالس أمام شاشة الكمبيوتر المتصل بهذا الجهاز، من تحريك الصفحات إلى الأعلى والأسفل، وخصوصاً خلال تصفح المواقع الإلكترونية أو قراءة البريد الإلكتروني أو الملفات والوثائق الرقمية المختلفة. بالإضافة إلى أن هذا الجهاز قادر على التقريب «زووم» للمادة المراد مشاهدتها، بحركة معينة من العين، كما أنه قادر على اختيار بعض الملفات أو الاختصارات المتواجدة على سطح المكتب في ويندوز 8. كما أكدت الشركة أن جهازها الجديد ريكس القادر على الاستفادة من عيون المستخدمين للكمبيوترات الشخصية، في إعطاء هذه الأخيرة بعض الأوامر، أسرع بكثير من حركة الفأرة التقليدية. إلا أن الشركة أكدت أن جهاز تتبع العين هذا يعمل بشكل متكامل مع لوحة المفاتيح والفأرة التقليدية في الكمبيوترات الشخصية، ويأتي ليتمم عملها لا ليحل محلها. بمعنى أن هناك العديد من الوظائف التي قد يتم إنجازها بسرعة أكبر بحركة العين، عن لو تم استخدام الفأرة لذلك. بالإضافة إلى أن المستخدم سيتمكن من عمل حركات معينة يبتكرها بنفسه من خلال تزويد برنامج الجهاز بمجموعة من الحركات، كأن يقوم مثلاً بتحريك واجهة ميترو في ويندوز 8، من اليمين إلى اليسار، بالضغط على زر معين في لوحة المفاتيح، والنظر مثلاً إلى الجهة التي يرغب في الاتجاه إليها. وغير ذلك الكثير من الإمكانات والوظائف.
عن الإمكانات التي يقدمها جهاز ريكس الخاص بتمرير العين لمستخدميه، قال مدير عام شركة توبي السويدية إن «أي شخص موجود أمام شاشة الكمبيوتر الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز 8 والمتصل به جهاز ريكس لتمرير العين، قادر على فتح مختلف التطبيقات التي يريدها بمجرد النظر إليها».
منصة جديدة
وأضاف «نحن نقدم منصة جديدة للمطورين، حيث سيمنحهم الجهاز التكنولوجي الجديد فرصة لتشغيل تطبيقاتهم بتتبع حركة العين، لأننا نعتقد أنه في السنوات المقبلة سيتم استخدام هذه التقنية بصفة مكثفة».
وقبل سنوات قليلة وبالتحديد في 2007، عند إطلاق هاتف آي فون الذكي «اللمسي»، والذي يعتبر البداية الحقيقية في عالم الهواتف الذكية التي تعمل باللمس، كان هناك حاجز كبير بين مستخدمي الهواتف التقليدية والهواتف الذكية التي تعمل باللمس، وحتى هذه اللحظــة مازال العديد من المستخدمين كباراً وصغاراً يفضلون الهواتف التي تحتوي على لوحة مفاتيح حقيقيه عن تلك التي تعمل باللمس بشكل كامل.
ومع طرح شركة سامسونج الكورية لهاتفها «جالاكسي أس 4» وتقنيات تتبع العين التي يمتاز بها، ومع طرح شركات مثل «توبي السويدية» و»زايس الألمانية»، ابتكاراتها التكنولوجية في تقنيات تتبع وتمرير العين، أصبح المستهلكون اليوم على موعد قريب جداً، مع جـيل جديد من الأجهزة التكنولوجية، والابتكارات الرقمية، لا يعتمد على اللمس بأصابع المستخدم، ولا يعتمد على الصوت الصادر من المستخدم، بل يعتمد على نظرات وحركات أعين هذا المستخدم، للقيام وتنفيذ عشرات الوظائف والمهام المطلوبة منه.
ولهذا من المتوقع وبشكل كبير أن نشاهد خلال هذا العام ومطلع العام المقبل، الكثير من الشركات العالمية التي ستطلق هواتف ذكية جديدة تمتاز بتقنيات تمرير وتتبع العين، كهاتف سامسونج الأخير «جالاكسي أس 4»، والتي قد تتغلب عليه في إمكاناتها وميزاتها في هذا المجال.
ابتكار آخر
إلى جانب جهاز تمرير العين «ريكس»، الذي قدمته الشركة السويدية «توبي»، قامت الشركة الألمانية «زايس»، بعرض نظاراتها الجديدة المزودة بتقنية الأبعاد الثلاثية وتقنيات التعرف على حركة واتجاه الرأس، والتي تسمح للشخص الذي يرتديها بالتجول في عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد. ورغم أن فكرة الشاشة ثلاثية الأبعاد ليست بالتقنية الجديدة، إلا أن دمجها في نظارات قادرة على التعرف على حركة رأس الشخص المرتدي لها، تجعلها من الابتكارات المهمة خلال هذا العام. والجدير بالذكر أن هناك نظارات قادرة على الاتصال بمصدر للأفلام مثل مشغلات أفلام البلوري عالية الوضوح، وبالتالي تعطي الشخص المرتدي لها، القدرة على مشاهدة الفيلم بوضوح فائق ثلاثي البعد، وبصورة كبيرة جداً. إلا أن نظارة شركة زايس الجديدة، ليست قادرة على عرض الأفلام بصورة ثلاثية فحسب، بل ستمكن مرتديها من العيش في الفيلم ثلاثي الأبعاد نفسه، والتجول والسير خلاله.
ساحة النقاش