طول قدم الحامل يزيد بعد الوضع ما بين 2 و10 ملليمترات

كشفت دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من المجلة الأميركية للطب الفيزيائي والتأهيلي أن كبر حجم القدم الذي يتزامن مع فترة الحمل لا ينتهي بالوضع، بل إن أقدام بعض النساء تظل أطول بشكل دائم.

وتوصل باحثون إلى هذه النتيجة بعد قياسهم ارتفاع قوس وطول أقدام 49 امرأة خلال الحمل، وبعد مرور خمسة أشهر على وضع مواليدهن، وقد وجدوا أن ارتفاع قوس القدم يتناقص، بينما طول القدم يزيد ما بين 2 و10 ملليمترات.

ووجد الباحثون أن ما بين 60% و70% من النساء المشاركات في الدراسة أصبحت لديهن أقدام أطول بأقواس أقصر بعد الولادة. كما صرحت 11 من هؤلاء النساء بأنهن اضطررن إلى شراء أزواج أحذية جديدة، نظراً لأن تلك التي كُن يرتدينها سابقاً أصبحت أصغر من مقاس أقدامهن الجديد. وقد كان 29 من النساء المشاركات في الدراسة سبق لهن الوضع مرة واحدة فقط، و17 منهن وضعن مرتين، وثلاث منهن وضعن ثلاث مرات.

 

وعلى الرغم من أنه سبق لدراسات أن تحدثت عن تغير حجم القدمين خلال فترة الحمل، فإنه لم يسبق لأي منها الإشارة إلى أن تغير حجم القدم يدوم حتى بعد انتهاء فترة الحمل والوضع. ويقول الدكتور نيل سيجال، أستاذ مشارك في قسم طب العظام والتأهيل بجامعة آيوا، «سمعت كثيراً من النساء يتحدثن عن اضطرارهن لشراء أزواج أحذية جديدة بعد الوضع، ما دفعني إلى التشجع أكثر للوقوف على مدى صحة هذا الأمر ودقته».

 

وقبل هذه الدراسة، سبق لسيجال أن استطلع آراء 110 نساء في أحد المولات وسألهن إنْ كانت مقاسات أحذيتهن سبق لها أن تغيرت خلال مرحلة رُشدهن. وبالرغم من أن 13% من المستطلعة آراؤهن كُن من النساء اللاتي لم يسبق لهن الحمل، فإن ما بين 30% و60% من النساء اللائي مررن بتجربة الحمل مرة واحدة على الأقل قُلن إن مقاسات أقدامهن تغيرت فعلاً بعد الحمل والوضع.

وقد يكون مرد تغير مقاس الحذاء راجعاً إلى زيادة وزن المرأة خلال الحمل، وتسبب ذلك في إحداث ضغط كبير على قدميها يجعلها تميل إلى التسطح والتفلطح. وعلاوة على هذا، يفرز جسم المرأة خلال الحمل هرمونات تزيد من رخاوة المفاصل والأربطة، ما يجعل بنية القدم أكثر قابلية للتغير.

وقال الباحثون إن غالبية النساء المشاركات في الدراسة ممن لاحظن تغيراً في أطوال أقدامهن وارتفاعات أقواسها كُن ممن ممرن بتجربة الأمومة للمرة الأولى، أما الأمهات اللاتي رُزقن بأبناء للمرة الثانية والثالثة، فقد قُلن إنهن لم يُلاحظن تغيرات كبيرة في حجم أقدامهن في الولادات التالية مقارنة بالولادات الأولى، وقد جعلت هذه الردود الباحثين يرجحون أن الولادة الأولى هي التي تلعب الدور الأكبر في تكبير طول قدم المرأة.

لكن الجزم بذلك يحتاج إلى دراسات إضافية، كما يقول الدكتور سيجال.

ويفيد سيجال بأن التغيرات التي تطرأ للمرأة على مستوى قدميها بعد الوضع قد تفسر سبب تعرضها لالتهاب مفاصل القدمين أكثر من الرجل، إلى جانب التهاب مفاصل الركب والأوراك والعمود الفقري، ويضيف الدكتور سيجال أن القدم المسطحة قد تضغط أكثر على أربطة القدم، وتتسبب لها بحدوث تغيرات على طريقة المشية، ما يُوقع على الركب ضغطاً أكبر.

ويخطط سيجال لإجراء دراسات إضافية لتعميق معرفته بشأن تغيرات القدم خلال الحمل، وما إذا كانت تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى كالتهاب المفاصل. كما ينوي إنجاز بحوث أخرى للتحقق مما إذا كان تغيير المرأة للأحذية التي ترتديها خلال الحمل كفيلا بأن يحول دون إصابتها بتسطح القدمين وتفلطحهما.