النسخة الأولى من هاتف فيسبوك «يمين» مع صورة تخيلية للنسخة الثانية منه
يحيى أبوسالم
إذا سألت الكثير من المتابعين والمهتمين في عالم التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً عشاق الهواتف الذكية عن الهاتف الذكي «فيسبوك»، فقد تكون إجابة الكثير منهم بعدم معرفتهم وسماعهم به، رغم طرحه للمستهلك في يوليو 2011. ولعل سبب ذلك أن هاتف فيسبوك والذي أطلق عليها أن ذاك «أتش تي سي ستاتوس»، أو «شا شا» لم يتوافر إلا في السوق الأميركية وعبر شركة الاتصالات الأميركية «إيه تي أند تي»، والذي زودته الشركة التايوانية بكبسة زر حصرية تمكن مستخدمه من إرسال التعليقات والصور وملفات الفيديو مباشرة إلى حسابة الخاص بالموقع الاجتماعي بمجرد الضغط على هذا الزر.
رغم أن النسخة الأولى من هاتف فيسبوك لم تأت بالكثير من الميزات والخصائص للملايين من عشاق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ورغم أن هذه النسخة لم تر النور في الأسواق العالمية، واقتصرت على الأسواق الأميركية. إلا أن الشركة التايوانية «أتش تي سي» تنوي وبحسب تأكيد العديد من المصادر، طرحت نسختها الثانية من هاتف فيسبوك تحت الاسم التجاري «مايست»، والذي أكدت الإشاعات أنه سيزود بالعديد من الميزات والخصائص، وسيأتي بشكل خارجي يعجب الملايين من عشاق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
تغير المواقف
حتى هذه اللحظة لم يتم الإفصاح عن شكل وميزات ومواصفات الهاتف الاجتماعي الجديد فيسبوك، ورغم أن مؤسس الموقع الاجتماعي مارك زوكربيرج نفى والمسؤولين في الشركة وفي أكثر من مناسبة، استعداد الشركة الأميركية لإطلاق هاتفها الذكي الخاص في هذه الفترة، وأكد في مؤتمر عقد في سبتمبر الماضي أن مثل هذه الفكرة ستكون «استراتيجية خاطئة» لشركته. إلا أن التغيرات الجذرية والكبيرة التي طالت نسخة برنامج «فيسبوك ماسنجر» الأخيرة، والتي زودته بالقدرة على إرسال الرسائل والمكالمات الصوتية، والتي مكنت المستخدمين للهواتف الذكية المختلفة والمثبت عليها هذه النسخة من البرنامج، من إجراء المكالمات الصوتية مع أصدقائهم عبر البرنامج، ومن خلال هذه الهواتف المتصلة على الإنترنت عبر تقنية الواي فاي، ما هي إلا دليل كبير ومباشر على إعداد الشركة الأمريكية بالتعاون مع شركة أتش تي سي التايوانية وفي الخفاء على إنتاج النسخة الثانية من هاتف فيسبوك الاجتماعي الذكي.
مواصفات وميزات
يكفي أن تبحث في الإنترنت عن كلمة «هاتف فيسبوك الذكي» لتجد المئات من الصور التخيلية لشكل الهاتف والهيئة التي سيأتي عليها، ولتجد العشرات من النتائج التي تحدثت عن النسخة الجديدة من الهاتف الاجتماعي، وميزاتها ومواصفاتها، والتي رغم أنها مازالت ضمن خانة الشائعات، وعدم تأكيد أي من الشركتين الأمريكية والتايوانية لها. إلا أن أغلب المصادر أكدت وبالإجماع ضمنياً عودة شركة أتش تي سي و إيه أي تي أند تي، للتعاون لإنتاج نسخة جديدة من الهاتف الاجتماعي الذي قد يأتي بالميزات والمواصفات التالية:
◆ فيما يتعلق بالشكل الخارجي والشاشة: رغم أن النسخة الأولى من هاتف فيسبوك جاءت بشكل يشبه إلى حد كبير هواتف الشركة الكندية ريم «بلاكبيري كيرف» التقليدية، حيث تم تزويدها بلوحة مفاتيح حقيقية كاملة، بالإضافة إلى أنها جاءت بشاشة صغيرة تعمل باللمس قياس 2,6 إنش، ذات وضوح متواضع وصل إلى (480x320) بكسل. إلا أن النسخة الجديدة من هاتف فيسبوك يتوقع لها أن تأتي على غرار الهواتف الذكية من أبل
وسامسونج وغيرها من الشركات العالمية. حيث أكدت إشاعات أن نسخة الهاتف الاجتماعي «مايست» ستأتي بشاشة قياس 4,3 إنش، تعمل باللمس المتعدد، دون أن تحتوي لوحة مفاتيح حقيقية، بالإضافة إلى أنها ستأتي بوضوح عال يصل إلى (1280x720) بكسل، يمتاز بكثافة صورة عالية تصل إلى 320 بكسل لكل إنش.
◆ فيما يتعلق بنظام التشغيل: ستعمل النسخة الجديدة من هاتف فيسبوك الاجتماعي، بنظام التشغيل أندرويد، تماماً كما فعلت النسخة السابقة من الهاتف. حيث ستدعم النسخة الجديدة آخر إصدار لهذا النظام، جيلي بين 4,1,2. مما ينفي بعض الشائعات التي أكدت سابقاً أن شركة فيسبوك تنوي إنتاج نظام تشغيل خاص بها، على غرار بعض الشركات العالمية، التي بدأت بالإعداد لطرح أنظمة تشغيلها الخاصة، مثل نظام تشغيل «فايرفوكس أو أس» من شركة «موزيلا»، إلى جانب أن نسخة نظام التشغيل ستكون مخصصة وحصرية للهاتف الاجتماعي، وليس كباقي نسخ هذا النظام. كما سيكون الهاتف مجهزا بالعديد من البرامج والتطبيقات الاجتماعية الأساسية والمثبتة عليه بشكل مسبق، مثل تطبيق (الفيسبوك، الفيسبوك ماسنجر وإنستجرام) وغير ذلك.
◆ فيما يتعلق بالمعالج المركزي: أكدت جميع المصادر أن النسخة الجديدة من الهاتف الاجتماعي ستعمل بمعالج مركزي عالي القوة من نوع «MSM8960» ثنائي الأنوية
وبسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرت. وهي السرعة والقوة القليلة إذا ما قارناها بسرعة وقوة الهواتف الذكية الجديدة، خصوصاً أن جيل جديد من الهواتف الذكية سيأتي بمعالجات مركزية تتجاوز سرعتها 1,8 جيجاهيرتز ويزيد عدد الكورات بداخلها عن 4.
◆ فيما يتعلق بالذاكرة: أيضاً وإذا ما صدقت أغلب الشائعات والتوقعات، سيكتفي هاتف فيسبوك الجديد بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم تقليدي يصل إلى 1 جيجابايت، في حين باتت أغلب الهواتف الذكية اليوم تتنافس فيما بينها بأحجام أكبر من هذه الذاكرة يصل للضعف. كما سيكتفي الهاتف الاجتماعي بذاكرة تخزين داخلية بحجم يصل إلى 16 جيجابايت فقط، دون المقدرة على زيادة هذا الحجم لعدم توافق الهاتف مع الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو أس دي، وذلك على عكس الكثير من الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد.
◆ فيما يتعلق بالتقنيات الفنية الأخرى: سيأتي الهاتف بكاميرا خلفية ذات حجم قليل مقارنة بغيره من الهواتف الذكية الأخرى، حيث قد يكتفي الهاتف الجديد بحسب أغلب الشائعات بكاميرا خلفية ذات حجم 5 ميجابايت، وأمامية ذات حجم 1,6 ميجابايت. كما سيتم تزويد الهاتف بتقنيات الاتصال بالإنترنت عبر الواي فاي، والجيل الرابع LTE، بالإضافة إلى تقنيات الجيل الرابع من البلوتوث.
فكرة جديدة
رغم أن ما تقدم من مواصفات وميزات وخصائص للهاتف الذكي الجديد «فيسبوك مايست»، لا ترقى لمنافسة الهواتف الذكية متوسطة الأداء، إلا أن الهاتف الاجتماعي الجديد الذي قد يرى النور الصيف القادم، دون تأكيد توافره عالمياً أو حصرياً في السوق الأميركي، سيأتي بفكرة جديدة في عالم الهواتف الذكية، هو أنه سيكون مخصصا وبشكل كامل لعشاق التواصل الاجتماعي، خصوصاً أعضاء موقع التواصل الأشهر فيسبوك، حيث سيكون هاتفهم الذكي هذا بمثابة الأداة والوسيلة الجديدة التي ستبقيهم على اتصال مع بعضهم البعض، ليس فقط عبر إرسال الأخبار والتعليقات المكتوبة عليها، وليس عبر إرسال الصور الشخصية وملفات الفيديو الخاصة، بل عبر الاتصال الهاتف وربما المشاركة الجماعية مع مجموعة من الأصدقاء في مكالمات مجانية قد يوفرها لهم هاتفهم الاجتماعي الذكي الجديد.
ساحة النقاش