جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
انتهت المهلة التي أعطاها الأستاذ معاذ الخطيب لسلطة الأمر الواقع في دمشق، كما كان متوقعا، من دون نتيجة. وبالرغم مما أثير حولها من نقاشات، ساهم فيها المتحمسون والمعترضون، وتداولها الاعلام المحلي والدولي،
لم يكن لدى كثير من السوريين، الذين خبروا حكم طغمة الأسد وخبزوها وعجنوها خلال عقود طويلة، أي وهم حول امكانية أن تقود إلى فتح أي نافذة أمل أمام عشرات آلاف المعتقلين والمختطفين من النساء والرجال، فما بالك بفتح باب حل سياسي يخلص الشعب الذي يتعرض لأكبر عدوان عرفه شعب من قبل حكامه المفترضين في تاريخ الانسانية الحديث والقديم.
وحدهم الثوار والمقاتلون الأبطال الذي فدوا هذا الشعب بأرواحهم عرفوا الحقيقة وفهموا المطلوب. لم يضيعوا وقتهم، كما فعل الكثيرون لا في مديح المبادرة ولا في هجائها. تابعوا طريقهم بهدوء وإصرار، كما ينبغي ان يفعلوا، وقاموا بإعداد الرد الصحيح على جواب النظام قبل ان ينطق به، وكانت النتائج ما شهدناه اليوم في كسر الهجوم المعاكس للنظام واستعادة المبادرة واكتساح مواقع وحواجز للسلطة الارهابية في أكثر من جبهة من جبهات القتال، من الطبقة إلى دمشق.
لا ينبغي أن نتعب من البحث عن حلول توفر دماء أبنائنا المقاتلين وتخفف المعاناة عن شعبنا المنكوب، لكن لا ينبغي أن ننسى أيضا أن للسياسة أركان، وأنه من دون هؤلاء الأبطال المقاتلين لن نستطيع أن نتقدم أي خطوة على طريق القضاء على هذا البلاء العظيم، أعني النظام العنصري الذي سلطته علينا قوى أجنبية عديدة، وفي مقدمها إسرائيل وايران وروسيا، كل لمصالحه الخاصة، وزودته ولا تزال بمختلف أنواع السلاح لمحاصرة شعبنا وشل إرادته ويحطم آمالنا وتحويلنا إلى ورقة في مشاريع قهرنا واستعبادنا.
تحية لهؤلاء الأبطال المنافحين عن شرف الشعب السوري وكرامته في كل بقعة من بقاع الوطن الكبير، تحية لأخوتتا المعتقلين نساءا ورجالا، ونحن نؤكد لهم بهذه المناسبة أننا لن ننساهم، وسيأتي الوقت الذي سنراهم فيه احرارا مكرمين في حضن شعب حر كريم. إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
|
المصدر: الشبكة العربية العالمية: برهان غليون
ساحة النقاش