التلاوة في الصلاة
◆ هل يجوز بدء التلاوة في الصلاة من وسط الآية؟
◆◆ نسأل الله العلي القدير أن يزيدكم حبا للقرآن، ويجوز الابتداء في القراءة من وسط الآية إذا كان ذلك لا ينتج عنه خلل في المعنى، ويجوز الابتداء بـ: (غفرانك ربنا وإليك المصير ...)، والأفضل هو القراءة من بداية الآية ثم إكمالها.
وقد ذكر الفقهاء جواز قراءة بعض من الآية الطويلة في الصلاة المفروضة، قال العلامة النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (... ثم بعد قراءة أم القرآن تقرأ بعدها على جهة السنية شيئاً من القرآن ولو آية قصيرة كذواتا أفنان أو مدهامتان أو بعض آية طويلة كآية الدين، والأفضل سورة كاملة).
وقد كره بعض أهل العلم قراءة بعض الآية وترك بعضها، ففي النشــر في الـقراءات العشر لابن الجزري: عن ابن أبي الهذيل قال: كانوا يكرهون أن يقرأوا بعض الآية ويدعوا بعضها.
الإنصات للقرآن
◆ هل يجوز ترك الإنصات لقناة قرآنية عند الرغبة في مشاهدة الأخبار أو برامج أخرى؟
◆◆ نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا جميعاً بالقرآن تلاوة واستماعاً وتدبراً، ويندب لمن سمع التلاوة في إحدى القنوات أن ينصت لها ولا يجب عليه ذلك، ولا مانع من تغيير القناة في الوقت الذي يكون فيه المشاهد يبحث عن قناة إخبارية أو عن برامج ثقافية أو ترفيهية مباحة.
وقال الله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، «الأعراف: 204».
وقال العلامة ابن عطية رحمه الله في تفسيره المحرر الوجيز: (ويجب من الآية الإنصات إذا قرأ الخطيب القرآن أثناء الخطبة، وحكم هذه الآية في غير الصلاة على الندب أعني في نفس الإنصات والاستماع إذا سمع الإنسان قراءة كتاب الله عز وجل).
والذي ينبغي الحذر منه هو الانشغال الدائم عن القرآن وعدم تخصيص وقت لقراءته أو الاستماع له.
الكسب الحلال
◆ صاحبي لا يبال بما بكسبه لبعض المال الذي يتخلله الحرام، فبماذا أنصحه؟
◆◆ نوجُّه لصاحبك ومن يفعل مثله بعض النصائح عسى الله أن ينفعهم بها:
الأولى: أنَّ أكل السحت والحرام قد يصل بصاحبه إلى النار، فقد روى أحمد والترمذي وحسنه عن كعب بن عجرة، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به».
الثانية: إنَّ دعاء آكل الحرام لا يستجاب، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناس إنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيُّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم).
الثالثة: ظلمة قلب آكل الحرام وضيق صدره وانطفاء نور إيمانه؛ قال عمرو بن نجيد: «كان شاه الكرماني- رحمه الله- حادّ الفراسة لا يخطئ ويقول: من غضّ بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وتعود أكل الحلال: لم تخطىء فراسته) أ هـ .
والفراسة هي: نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والصادق والكاذب، فمن أسباب انطفاء هذا النور أكل الحرام أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
الرابعة: أن يتذكر وقوفه بين يدي ربه وحيداً فيسأله عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
وليعدّ للسؤال جواباً صواباً ولا يكون ذلك إلا بالتوبة، وليحذر من التسويف والتأخير فلا يدري متى توافيه المنية.
الدعاء
◆ ما حكم مسح الوجه بعد الدعاء؟
◆◆ ذهب جمهور العلماء رحمهم الله تعالى إلى مشروعية مسح الوجه بعد الدعاء خارج الصلاة، واستدلوا على استحباب ذلك بأدلة، منها: ما أخرجه الترمذي، وقال صحيح غريب عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه).
وقال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: (وله شواهد منها: حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن) أ هـ.
رضي الله عنه
◆ هل يجوز أن أقول كلمة رضي الله عنه لأي شخص؟
◆◆ نسأل الله العلي القدير أن يرضى عنا جميعا، وجملة: «رضي الله عنه» تستخدم في ثلاثة أوجه: لتمييز الصحابة، أو للإخبار بالترضي عنهم، أو للدعاء، واستخدامها فيه جائز لكل المسلمين خاصة وعامة، ويتأكد ذلك في حق الصحابة والتابعين وأهل العلم والصلاح.
وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: «يستحب الترضي والترحم على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الأخيار فيقال رضي الله عنه أو رحمة الله عليه أو رحمه الله ونحو ذلك «وأما» ما قاله بعض العلماء إن قول رضي الله عنه مخصوص بالصحابة، ويقال في غيرهم رحمه الله فقط فليس كما قال ولا يوافق عليه، بل الصحيح الذي عليه الجمهور استحبابه ودلائله أكثر من أن تحصر».
وعلى هذا فإنه يجوز قول «رضي الله عنه» لأي مؤمن من باب الدعاء، وهي في كتب الحديث اصطلاح على الصحابة، ولا مشاحة في الاصطلاح، والاصطلاح لا يمنع المباح.
كلام الله
◆ إذا كتبت آية قرآن في ورقة وحفظتها، فماذا أفعل بعد ذلك بالورقة هل أقطعها أم أحرقها؟
◆◆ من أراد التخلص من ورقة فيها قرآن فيجوز له أن يقطعها، ثم يدفنها في مكان طاهر، ويجوز أن يحرقها صونا لها أو يجعلها في الأماكن المخصصة من قبل بلدية أبوظبي.
وقال العلامة ابن بطال رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري: وفي أمر عثمان بتحريق الصحف والمصاحف حين جمع القرآن جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى وأن ذلك إكرام له، وصيانة من الوطء بالأقدام وطرحها في ضياع من الأرض.
شرب الماء
◆ هل يسن القيام عند شرب ماء زمزم؟
◆◆ يستحب الجلوس لشرب الماء، ومن ذلك ماء زمزم ويكره الشرب قائماً إلا إذا كان ممن يقتدى به وفعل ذلك بقصد بيان الجواز، أو كان في الجلوس حرج أو مشقة فتنتفي الكراهة حينئذ، ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (زجر عن الشرب قائماً).
وما رواه مسلم أيضاً عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً»، قال قتادة: فقلنا فالأكل، فقال: «ذاك أشر أو أخبث».
وأما ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم (فشرب وهو قائم). فذهب جمهور أهل العلم إلى أنه فعل ذلك لبيان الجواز، وهو في حقه مستحب بهذه النية، وقد شرب صلى الله عليه وسلم قائماً غير ماء زمزم لبيان الجواز؛ ففي سنن الترمذي وصححه عن كبشة بنت ثابت وهي أخت حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنهما قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة قائماً.
وذهب الحنفية إلى أنه يستحب شرب ماء زمزم قائماً، واعتبروا شربه صلى الله عليه وسلم لماء زمزم قائماً مخصصاً لحديث النهي عن الشرب قائماً.
ساحة النقاش