الهاتفان في تنافس مستمر
يحيى أبوسالم
القاسم المشترك بين الهاتفين الذكيين آي فون 5 من شركة أبل الأميركية، وجالاكسي إس 3 من شركة سامسونج الكورية، هو أن الهاتفين يعتبران أفضل الهواتف الذكية من فئتها خلال العام الحالي 2012، وأنهما وبحسب الكثير من المستهلكين والمستخدمين للهواتف الذكية، يعتبران الخيارين الأساسين، اللذين ولغاية هذه اللحظة لا يوجد لهما خيار ثالث، يحل محل أي منهما في رأي الملايين من المستخدمين عشاق الهواتف الذكية التي تمتاز بشكلها الخارجي الجميل وميزاتها ومواصفاتها الفنية والتقنية عالية الأداء.
رغم أن المقارنة بين الهاتفين قد لا تغير رأي أي من المستخدمين الثابت حول المنتج المفضل لديه، ورغم أن المواصفات الفنية والتقنيات الحديثة عالية الأداء، وما يمتاز به كل هاتف وما يتميز به من مواصفات وخصائص تجعله الخيار الذي لا غنى عنه لدي العديد من المستخدمين. ورغم أن كلا الهاتفين يعمل بنظام تشغيل مختلف تماماً وبتصميم وشكل خارجي مختلف أيضاً. إلا أن مستخدم هاتف آي فون 5 هو شخص مختلف تماماً عن مستخدم هاتف جالاكسي إس 3، والذي يفضل هذا الأخير ونظام تشغيله، لن يقبل في أي حال من الأحوال، القيود الذي يفرضها، والشروط التي يمليها هاتف آي فون 5 على مستخدميه.
فوارق واختلافات
قد يكون الفرق في المواصفات الفنية والتقنيات المستخدمة في كلا الهاتفين، وليس الشكل الخارجي فقط، هو الأساس الذي قد يوجه بعض المستخدمين لاختيار هاتف معين وتفضيله على الآخر. ولهذا فالسؤال المهم اليوم، هو كيف يختلف آي فون 4 عن جالاكسي إس 3 وبماذا؟
◆ فيما يتعلق بالشكل الخارجي: لا يمكن إغفال أن كلا الهاتفين يمتاز بشكله الجذاب، إلا أن آي فون، يمتاز بالفخامة وبشكل واضح، وذلك لاستخدام شركة أبل نوع خاص من المعدن والألمونيوم في بناء هيكل الهاتف الخارجي، والذي يأتي من المعدن، هذا بالإضافة إلى أن الهاتف أي فون 5 وكباقي النسخ السابقة لا يمكن فتح غطاء بطاريته أو استبدالها من قبل المستخدم. أضف إلى ذلك يأتي الهاتف بسماكة لافت للانتباه تبلغ 7,8 ملم، ووزن خفيف يصل إلى 112 جراما.
في المقابل، يأتي إس 3 بهيكل خارجي من البلاستيك المقوي «قابل للكسر»، رغم أنه محاط بإطار معدني من الألمونيوم، يضفى على الهاتف شكل جذاب ومميز. كما أنه يأتي بغطاء خلفي قابل للفتح لاستبدال البطارية بسهولة. ويأتي الهاتف بسماكة أكبر من هاتف آي فون 5، حيث يصل إلى 8,6 ملم، ووزن أعلى يصل إلى 133 جراما.
◆ فيما يتعلق بالشاشة: لا أحد يمكنه أن ينكر وضوح وجودة الشاشات المستخدمة في هواتف وأجهزة أبل الذكية، مقارنة بغيرها من الهواتف والأجهزة الأخرى. وبشاشة آي فون 5 التي تأتي بحجم 4 أنش، من المؤكد أن عشاق هذه الهواتف سيزدادون عشقاً لآي فون، وخصوصاً أن زيادة حجم الشاشة في النسخة الجديدة منه، جاء على حساب الطور وليس عرض الهاتف. حيث جاء آي فون بشكل طولي وحافظ على عرضه الذي قد يعتبر الميزة الرئيسية فيه والسلبية الرئيسية في جالاكسي أس 3، بحسب المستخدمين. ويأتي آي فون 5 بشاشة ذات وضوح عال يصل إلى (1136x640) بكسل، بكثافة صورة تصل إلى 326 بكسل لكل إنش.
في المقابل، يأتي إس 3 بشاشة ذات قياس أكبر يصل إلى 4,8 إنش، وبوضوح أكبر يصل إلى (1280x720) بكسل، وبكثافة صورة أقل يصل إلى 306 بكسل لكل إنش.
ومع الحجم الكبير لشاشة الهاتف، قد يفضل العديد من المستخدمين، هاتف آي فون 5 أو غيره من الهواتف التي تأتي بأحجام أصغر، وخصوصاً الذين لا يمتلكون أيادي كبيرة تتناسب مع مثل حجم جالاكسي إس 3 الكبير أو نوت 2 الأكبر.
◆ القوة والأداء: يمتاز المعالج المركزي الجديد من فئة «إيه 6» التي استخدمته شركة أبل في هاتفها الجديد آي فون 5، بالقوة والأداء العالي، حيث يأتي ثنائي النواة وبسرعة تصل إلى 1,2 جيجاهيرتز، ومزود بمعالج صور ثلاثي الأنوية. قادر على تشغيل أغلب البرامج والتطبيقات والألعاب بكفاءة عالية.
في المقابل، فإن المعالج المركزي «كورتيكس إيه 9» رباعي الأنوية في إس 3، يأتي بسرعة تصل إلى 1,4 جيجاهيرتز، بالإضافة إلى تزويده بمعالج الصورة عال الأداء رباعي الأنوية من نوع «مالي 400 أم بي»، ما يجعل من هاتف إس 3 يتفوق بشكل واضح على آي فون 5، وخصوصاً فيما يتعلق بقدرته العالية على التعامل مع البرامج المعقدة والألعاب ثلاثية البعد.
◆ نظام التشغيل والبرامج: إذا كان أحد ما يميز هواتف وأجهزة أبل الذكية بالأمس، هو متجرها المتخم بالبرامج والتطبيقات. فاليوم لا أحد يمكنه أن ينكر العديد اللامتناهي من البرامج والتطبيقات، التي بات متجر جوجل بلاي للبرامج والتطبيقات يعج بها. والتي قد يصعب أن تجدها في متجر أبل ولا تجدها بالتالي على متجر جوجل. ومع تمكن جوجل من حل مشكلة البرامج والتطبيقات وزيادة أعدادها بشكل مضطرد، لم يعد المستخدمين لهواتف أبل الذكية وأجهزتها المختلفة، يفضلون هذه الأخيرة، على الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، بحجة قلة برامج الهواتف التي تعمل بهذا النظام.
◆ ومن الآن فصاعداً، سيكون المقبلين على شراء هواتف أي فون، مستعدون تمام الاستعداد، لما يقدمه لهم نظام تشغيل هاتفهم، الذي باتت اليوم عملية فتح حمايته أو ما يسمى «جلبريك» ليست بالعملية الآمنة والسهلة، كما كانت في الماضي على الهواتف السابقة لشركة أبل. أضف إلى ذلك سيكون الأشخاص المقبلون على شراء هاتف جالاكسي إس 3 أو غيره من الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، يعلمون تمام العلم أن هواتفهم هذه، هي هواتف شخصية بحتة وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا ترتقي لكونها هواتف مخصصة للأعمال، كهواتف آي فون. وذلك بسبب الحماية المفرطة التي تقدمها أبل في نظام تشغيلها، وحرصها المطلق على عدم قبول وتثبيت برامج وتطبيقات خارجية، غير معروفة أو موثقة المصدر، على الهاتف، إلا إذا تم كسر حمايته. وهو الأمر المسموح تماماً بمجرد تفعيل خيار «قبول تحميل وتثبيت البرامج غير المعروفة المصدر» في نظام التشغيل أندرويد.
تفوق وتميز
رغم قدم جالاكسي إس 3، الذي تجاوز عمره سبعة أشهر تقريباً، وحداثة آي فون 5، الذي لم يتجاوز من العمر ثلاثة أشهر. إلا أن الهاتف الكوري يتفوق على الأميركي، بالقوة والأداء العاليين وبشكل بسيط، قد لا يعتبره الكثير من عشاق هواتف أبل الذكية، وخصوصاً آي فون 5، الذي يمتاز بالنحافة والوزن الخفيفين مقارنة بالهاتف الكوري، والذي يأتي إلى ذلك بشكل جذاب، وهيكل خارجي من المعدن يوحي بالفخامة والتميز يجعلهم يفضلون الشكل الخارجي لآي فون على المضمون والأداء الداخلي لأس 3، ويجعلهم يتجاهلون الحرية التي يأتيهم بها أندرويد، ويرغبون بالقيود التي يفرضها عليهم نظام التشغيل آي أو أس من أبل.
الشكل الخارجي
هناك قاعدة فرعية باتت اليوم رئيسة بين مستخدمي الهواتف الذكية المختلفة. وأصبحت اليوم تعير الاهتمام الأقصى فيما يخص الهواتف الذكية، في الشكل الخارجي والتصميم الجذاب، أكثر من الاهتمام في مواصفات الهاتف التقنية وميزاته الفنية، والتكنولوجيا الحديثة والابتكارات الحصرية التي يأتي بها. ويكفي أن تسأل اليوم أحد ملاك هواتف آي فون «القدامى»، وتسأله عن سبب حبه وعشقه لهذه الهواتف وخصوصاً النسخة الأخيرة آي فون 5؟ ولماذا لا يحاول تجربة هاتف ذكي آخر يعمل بنظام تشغيل مفتوح ومريح وغير مقيد على عكس نظام التشغيل من أبل آي أو أس، لتكون الإجابة الواضحة والصريحة، هي من خلال مثال راكب ومقتني السيارات اليابانية «الاقتصادية والعملية» والتي تشير إلى «سامسونج»، وراكب ومقتني السيارات الألمانية «الفارهة والفخمة» في إشارة إلى «أبل».
ساحة النقاش