رولا حمادة في مشهد من أحد مسلسلاتها
ترى الممثلة اللبنانية رولا حمادة أن غالبية المسلسلات العربية تخلو من الحياة الواقعية والمشاكل التي يتعرض لها الكثير من الناس في حياتهم اليومية، لذلك هرب المشاهد إلى متابعة المسلسلات التركية، التي أجادت استغلال الموقف، واحتلت مكانة مميزة على خريطة الدراما كما كانت سابقاً المسلسلات المكسيكية. وقالت إن الكثير من الأعمال الجيدة تواجه أزمة، على عكس أخرى غير جيدة تتوفر لها عوامل الإنتاج فتنال شهرة لا تستحقها.
رنا سرحان - حول مستوى الدراما العربية، خاصة اللبنانية، أوضحت الفنانة رولا حمادة أن المسؤول عن تحسين وضع الدراما العربية ليس المنتجون فقط، بل الممثلون أنفسهم وثقافتهم وخبرتهم وطريقة أدائهم التي يجب العمل عليها بتأن، ولم تنكر في الوقت نفسه أنه كلما كان هناك إنفاق على العمل، تحسّن مستوى الإنتاج.
وتشارك حمادة في العمل اللبناني «جذور» الذي سيعرض قريباً على احدى القنوات الفضائية اللبنانية وهو من تأليف الكاتبة والممثلة كلوديا مرشيليان وإخراج فيليب أسمر وبإنتاج عربي، وتحضر لعملين جديدين، الأول سيكون مع منتج عربي تبدأ به مطلع العام المقبل والثاني يشارك فيه منتجون لبنانيون.
انطلاقة
وعن مدى شهرتها عربياً ومشاركتها في أعمال عربية تقول: إذا توافرت لي الشروط لانطلاقة عربية مناسبة فلن أرفضها على الإطلاق، ولبنانياً أن راضية ومتفائلة عن أعمالي ومسيرتي الفنية.
وعن غيابها عن الإنتاج الدرامي اللبناني ترجع رولا السبب إلى أن المحطات اللبنانية لا تملك مالاً كافياً لإنتاج أعمال محلية، فتكتفي بإنتاج أعمال معيّنة من دون غيرها، وبالتالي يجب توجيه هذا السؤال إلى التلفزيون والمسؤولين فيه عن الإنتاج المحلي، والاستفسار عن سبب عرض أعمال مهما كان مستواها ضعيفاً، فيما الأموال غير متوافرة لإنتاج أعمال آخرين.
وتذكر حمادة أنها ربما تفرض نوعاً من الشروط في المسلسلات التي تشارك فيها قائلة: إنه من الطبيعي أن أتدخل بالنص وبمكانة اسمي وكتابته على «تترات» المسلسل، ومن أراد مشاركتي، عليه أن يوافق، مشيرة إلى العمل في التمثيل كأي مهنة أخرى يخضع للعرض والطلب، ويجب أن يتدخل الممثل في النص إذا استدعى الأمر لبلورة شخصيته.
مسلسلات محلية
وعن انتقادها المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة وحول رأيها في أن إنتاج مسلسلات محلية شبيهة بالمسلسلات التركية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تقتحم الدراما اللبنانية السوق العربية، تجيب: أنا لست ضد الدراما التركية، لكن أحزن لأن في لبنان وفي بعض الدول العربية بدأت الدراما التركية تأخذ حيزاً كافياً من ساحة الدراما المحلية لكل بلد عربي، كما كانت الدراما المكسيكية من قبل، فقد تابعت أحد المسلسلات التركية الطويلة مؤخراً، لكني مللّت منه، موضحة أن تلك المسلسلات استغلت الجوانب الفنية لتروّج للسياحة، في حين أن مسلسلاتنا العربية خالية من بعض الواقعية مثل انقطاع الكهرباء والمياه في الحياة اليومية عند الناس.
وحول الانتقادات التي وجهت إلى الدراما التركية، أشارت حمادة إلى أن الناس يخافون دائماً من الجديد، ثم لا يلبثون أن يعتادوا عليه ويتقبلوه ويصبح الأفضل عندهم إلى أن يتعرفوا على جديد آخر ليحل محله.
«روبي»
وعن مشاركتها الكاتبة كلوديا مرشيليان التي حققت شهرة واسعة في مسلسل «روبي» مؤخراً، تؤكد حمادة: «أنا سعيدة بتقديم دور من نص كلوديا مرشيليان وهي المرة الأولى، وقد عرضت الكاتبة علي الدور وقبلته، لأنه جديد بالنسبة لي ومميز، وآمل أن يحظى بأصداء إيجابية لأني وافقت بعد دراسة، وأنا أرى العمل رائعاً من حيث النص وأداء الشخصيات الرائعين وأتمنى أن يترك بصمة في الدراما المحلية.
وتضيف: «مشاركتي في «جذور»، إضافة إلى تاريخي الفني بالطبع، لكنها أيضاً إضافة للعمل، فوجود شخصيات لها خبرة في العمل الدرامي هي إضافة نوعية. وحول أن العمل مؤلف من 60 حلقة يعتبر طويلاً ومملاً ترى رولا حمادة أن الدراما متجهة نحو موجة المسلسلات الطويلة وهذه الأعمال إضافة إلى أنها تنشر الممثل عربياً، وتؤمّن له دخلاً مادياً ثابتاً».
وحول مشاركة الممثلين اللبنانيين في أعمال عربية تختم حمادة كلامها بأن فن التمثيل هو فن لا حدود له، والممثل المتمكن يستطيع أداء أصعب الأدوار من تاريخية وصعيدية، وباللغة الفصحى وبلهجات عربية مختلفة مهما كانت وهذا نوع من الفن والحرفية العالية، وأنها تشجع الانضمام إلى الأعمال العربية وهذا نوع من التكامل بين الثقافات.
ساحة النقاش