authentication required

 

حيى أبوسالم

يواجه العديد من عشاق ومحبي الأجهزة التقنية والتكنولوجية في أيامنا الحالية سؤالاً، كانت إجابته في الماضي واحدة لمعظم المستخدمين، وهو من الأسئلة المكرر التي من المؤكد أن معظم الباحثين اليوم عن شراء كمبيوتر شخصي مكتبي أو محمول، قد وجه هذا السؤال لنفسه أو سأله أحدهم عنه، وهو: ما نوع الكمبيوتر الخاص الذي أشتريه اليوم؟ هل أشتري كمبيوتراً شخصياً من نوع «ماك» والذي تصنعه شركة أبل الأميركية فقط؟ أم أشتري كمبيوتراً شخصياً من نوع «بي سي» والذي تصنعه عشرات الشركات العالمية مختلفة الجنسيات والمنابع؟

في الماضي، كنت عندما تطرح هذه السؤال على أحدهم، أو يطلب شخص ما نصيحتك في الاختيار ما بين جهاز من نوع «ماك» أو من نوع «بي سي»، كانت ومن المؤكد إجابة الغالبية العظمى من الأشخاص، هي في اختيار وتفضيل جهاز «بي سي» على جهاز «ماك». ولعل هذا التفضيل وهذا الاختيار ينبعان وبشكل مباشر من عدم شهرة أجهزة «ماك» قبل ثماني أو عشر سنوات، مثلما كانت عليه أجهزة «بي سي»، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعار هذه الأجهزة وارتفاع ثمن قطع غيارها وعدم توافرها، وصعوبة صيانتها.. كل ذلك كان على العكس تماماً مما كانت تأتي عليه أجهزة «بي سي».

جيل جديد

مع ازدياد شهرة أجهزة «ماك» من شركة أبل، وتنوع المعروض منها سواءً على مستوى الأجهزة المحمولة أو المكتبية، وإعادة تصميم نظام تشغيلها «ماك أو أس» وطرح نسخ جديدة منه، بالإضافة إلى ما تمتاز بوه كمبيوترات أبل المحمولة، من شكل خارجي جذاب وأوزان خفيفة، بالإضافة إلى أناقة أجهزتها المكتبية واحتواء شاشاتها على الجهاز بالكامل.. كل هذا انعكس وبشكل مباشر على قرارات الزبائن الجدد، وأثر عليهم، وسهل لهم مهمة الاختيار بين كمبيوتر «بي سي» أو «ماك».

 

كما انعكس كل ذلك على الشركات العالمية المصنعة لأجهزة «بي سي»، وباتت مثل هذه الشركات تجاري في منتجاتها من الكمبيوترات المحمولة المختلفة، كمبيوترات أبل، من حيث النحافة والخفة في الوزن، وبتنا اليوم نرى جيلاً جديداً من الكمبيوترات المحمولة من نوع «بي سي» التي تعمل بنظام و»يندوز»، يطلق عليه اسم «ألترابوك»، يمتاز بما تمتاز به أجهزة «ماك إير و«ماك برو» نفسها من أبل، من حيث الشكل والوزن والنحافة. أضف إلى ذلك، فقد أصبحت العديد من الشركات العالمية المختلفة المصنعة للكمبيوترات المكتبية من نوع «بي سي»، وعلى رأسها «إتش بي، دل، سامسونج، إيسر، سوني، توشيبا»، وغيرها الكثير، تأتي مستخدمي ومحبي أجهزتها بكمبيوترات مكتبية يطلق عليها اليوم «الكل في واحد»، وهي أيضاً على غرار الكمبيوترات المكتبية التي تنتجها شركة أبل منذ زمن من نوع «آي ماك».

أوجه الاختلاف

ولكي يتمكن أي شخص مبتدئ مقبل على شراء كمبيوتر جديد، ولا يعرف الفرق بشكل عام والرئيس بين كمبيوترات شركة أبل «ماك» وكمبيوترات «بي سي» المقدمة من شركات عالمية مختلفة، يمكنه معرفة بعض الفوارق الرئيسة بين هذه الكمبيوترات من خلال التالي، والتي من المؤكد أنها إن لم تجعله تتخذ القرار النهائي في الاختيار بينها، ستساعده في عملية الشراء والاختيار، وتحديد مدى احتياجاته ومتطلباته في كل جهاز.

أولاً: السعر: وهي النقطة الأساسية الأولى التي لا يمكن تجاهلها خلال التفكير في شراء كمبيوتر من نوع «ماك» أو«بي سي»، حيث تأتي الكمبيوترات من نوع «ماك» أغلى نوعاً ما من الكمبيوترات من نوع «بي سي»، رغم ظهور جيل كمبيوترات «ألترابوك» من «بي سي»، والتي يتجاوز ثمن بعضها ثمن كمبيوترات «ماك» من نوع «برو» أو «إير»، عدا عن أنه يمكن تجميع كمبيوتر «سوبر» من نوع «بي سي»، يتجاوز بذلك سعره سعر جهاز «ماك» المكتبي بمرات كثيرة.

والمهم هنا وخلال عملية الاختيار بين الكمبيوترين، التركيز على السعر الذي لا يأتي عليه الجهاز نفسه، إنما السعر الذي سيدفع لاحقاً في ملحقات الكمبيوتر الخارجية وتوابعه من برامج وتطبيقات. بمعنى أنه ولو افترضنا أن ثمن جهاز «ماك» يساوي ثمن جهاز «بي سي»، وهناك رغبة في شراء برنامج معين لجهاز «ماك» أو لوحة مفاتيح جديدة أو رغبة مثلاً في ترقية ذاكرة الجهاز من نوع «رام» أو حتى تحديث بطاقة الرسوم في الجهاز، فمن المؤكد أن ما سيدفع على جهاز «ماك» الجديد من ملحقات أو برامج أو تحديث، سيكون أكثر بكثير مما سيدفع لو فعل الشيء نفسه في جهاز «بي سي». وعليه إذا كان السعر أمر مهم لدينا فخيار «ماك» لن يكون مناسباً لنا، خصوصاً إذا كنا نرغب في تحديث أجهزتنا باستمرار، ونرغب في شراء برامج مختلفة.

ثانياً: المواصفات الفنية والترقية: ورغم أن المواصفات الفنية والتقنية التي تأتي عليها أجهزة «ماك» و«بي سي»، قريبه جداً من بعضها بعضاً، وذلك من خلال قطع الغيار المستخدمة والرئيسة في الجهازين مثل «اللوحة الأم، المعالج المركزي، الرام، بطاقة الرسوم، القرص الصلب...» وغير ذلك. ورغم توافر العديد من الخيارات في أجهزة «ماك» المكتبية، من حيث المواصفات الفنية والتقنية، إلا أن أجهزة «بي سي» خصوصاً المجمعة تعتبر الخيار المناسب للعديد من المستخدمين، لما تمنحه من حرية مطلقة في اختيار القطع والمواصفات التي سيأتي عليها الجهاز.

وهو الموضوع نفسه الذي تأتي عليه الكمبيوترات المحمولة من نوع «ماك»، وحتى كمبيوترات «بي سي» المحمولة من نوع «ألترابوك»، فعملية اختيار مواصفات الجهاز تكون محدودة جداً وتتعلق ببعض القطع الرئيسة في الجهاز مثل المعالج المركزي أو الذاكرة أو القرص الصلب. وهو ليس الأمر نفسه في الكمبيوترات المحمولة التقليدية من نوع «بي سي»، والتي يمنح بعضها خيارات مختلفة من حيث المواصفات الفنية والتقنية، من المؤكد أنها ستناسب جميع ومختلف الأذواق.

وعليه إذا كنت من الأشخاص الذين يرغبون في تحديث كمبيوتراتهم بشكل مستمر، ويرغبون في مواصفات فنية وتقنية معينة، فكمبيوترات «بي سي» أنسب لك من كمبيوترات «ماك».

ثالثاً: الصيانة: وهنا لا نقصد فقط صيانة قطع الجهاز المختلفة الداخلية أو الخارجية، إنما نقصد أيضاً صيانة نظام التشغيل نفسه في كلا الجهازين، ورغم ازدياد شكاوى العديد من المستخدمين من كثرة أعطال ومشكلات كمبيوتراتهم من نوع «بي سي»، إلا أن مثل هذه الشكاوى قلت بشكل كبير مع النسخة الأخيرة من نظام التشغيل «ويندوز 7»، والتي وعدت شركة مايكروسوفت بأنها ستقضي عليها مع نسختها الجديدة القادمة «ويندوز 8»، الأمر المختلف تماماً في نظام التشغيل ماك أو أس، والذي من النادر أن نسمع عن المشكلات والصعوبات نفسها والأعطال التي تأتي بنظام التشغيل «ويندوز».

ورغم الأعطال الكثيرة التي تأتي مصاحبة في كمبيوترات «بي سي»، ونظام تشغيلها «ويندوز»، إلا أن صيانة وإصلاح مثل هذه الأعطال أسهل وأرخص بكثير من إصلاحها إن حصلت في كمبيوترات «ماك». وعلى غرار السيارات اليابانية التي يمكن إصلاح أغلب مشكلاتها بسهولة، فيمكننا تشبيه كمبيوتر «بي سي» بها، ويكفي أن ترسله لأي محل تصليح، ليحل لك أكثر وأصعب المشكلات، الأمر الذي يأتي على العكس تماماً في كمبيوترات «ماك» التي يمكن تشبيهها أيضاً بالسيارات الألمانية أو الإيطالية، والتي تحتاج إلى خبراء ومهرة لإصلاحها وصيانة أعاطلها.

وعليه، إذا كنت مستخدماً مبتدئاً في كلا النوعين، فإن عملية الصيانة والإصلاح للأعطال والمشكلات في كلا الكمبيوترين ستكون واحدة، إنما قد تكون أرخص وأسهل في «بي سي» منها في «ماك».

رابعاً: البرامج: من المؤكد أنك لن تشتري كمبيوتراً جديداً من غير أن تزوده ببعض البرامج الخاصة والمهمة لك، وأول مشكلة ستواجه مستخدمي كمبيوترات «ماك» أنهم لن يتمكنوا من تحميل برامج «أوفيس» وملحقاتها، وسيضطرون إلى تحميل البرامج البديلة، أضف إلى ذلك أن البرامج المتوافرة لكمبيوترات «بي سي» أكثر ومتنوعة وذات تحديث مستمر، وأسهل التوافر... من البرامج الخاصة بكمبيوترات «ماك»، رغم انتشار هذه الأخيرة في الآونة الأخيرة بفضل سمعة شركة أبل الممتازة في الأسواق.

وعليه إذا كنت تبحث عن راحة البال وتوفير المال فيما يتعلق ووفرة البرامج والتطبيقات وترغب في تحميل العديد منها على كمبيوترك الجديد، وترغب في الوقت نفسه في ممارسة ألعاب الفيديو الإلكترونية بكثرة... فكمبيوتر «بي سي» هو الخيار المناسب لك.

خامساً: التصميم والشكل الخارجي: مما لا شك فيه أن التصميم المميز الذي تأتي عليه كمبيوترات «ماك» سواء المحمولة أو المكتبية، عنصر الجذب الرئيس الذي يجذب المستهلكين والزبائن، خصوصاً صغار السن والمراهقين، وهذا ما يؤكده قيام بعض الشراكات العالمية المصنعة للكمبيوترات من نوع «بي سي»، بإنتاج وتصنيع كمبيوترات شبيه جداً بتلك التي تنتجها شركة أبل، سواء في الشكل الخارجي أو التصميم.

سادساً: نظام التشغيل: وهو أساس الاختلاف بين الكمبيوترين، وهو الأساس في عملية اختيار المستهلكين والزبائن لكمبيوتر من نوع «ماك» أو كمبيوتر من نوع «بي سي»، ورغم اتساع رقعة نظام التشغيل «ويندوز»، إلا أن نظام التشغيل «ماك أو أس»، بات اليوم يمتاز بالشهرة الكافية واللازمة لجعله نظام التشغيل المفضل لمئات الآلاف من المستخدمين والباحثين عن شراء كمبيوتر شخصي جديد، خصوصاً بعد الشهرة الكبيرة والواضحة التي حصلت عليها أجهزة أبل الذكية المختلفة ونظام تشغيلها آي أو أس، الذي كان له الفضل الأكبر في شهرة نظام التشغيل «ماك أو أس» الخاص بالكمبيوترات المكتبية واللوحية.

وعليه إذا كنت من عشاق كمبيوترات «بي سي»، وأحد مستخدمي أنظمة تشغيلها المختلفة، وترغب في الانتقال إلى تجربة نظام تشغيل جديد له من الشهرة ما يكفيه لينتشر في العالم كله، وترغب في الوقت نفسه في التعامل مع نظام التشغيل «ويندوز»، فيمكنك اليوم الاستمتاع بجهاز «ماك» ونظام تشغيله «ماك أو أس»، وتحميل نظام التشغيل «ويندوز» على جهاز «ماك» الخاص بك، من خلال برنامج خاص، ليصبح لديك كمبيوتر من نوع «ماك» يحتوي على نظامي تشغيل «ماك أو أس» و»ويندوز».

نتابع في العدد القادم أوجة الإختلاف بين أجهزة الماك وأجهزة البي سي، لمعرفة أي الكمبيوترين أنسب لك، وأيهما يحقق لك أقصى فائدة ممكنة منه.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 172 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,310,408